Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور الــغـــــــــــزالــــــــــي كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الـرئيسيـة

 كلمة رئيـس مـجلـس الإدارة

 مجمـع دبــي لــلتـقـنيـــــة ...

 لاتــتــركـــوا ســـــوريــــــا...

 طـــريـــــــق مصـــــــــــــر...

 وجــهـــــان مـخـتـلـفـــــــــان 

 نســـــــاء مــتــميـــــــــــزات

 الــغـــــــــــزالــــــــــي

 كيــف أهـــدى العـــــــرب...

 قـــصــــــــــة الــمــــــــــــاس

 نـظـــــاـم تـخـــــزيـــــــــــن...

 الـــــحـــضـــــــــارة ...

 دبــــــــي الـخـضـــــــــــــراء

 كـــأس دبـــــي الـــــــدولــــي

 لحبتـــــــــور للـــمشــاريــــع

 اخبـــار الحبتـــور

 مـــــــن نحــــــن

 لأعـداد المـاضيـة

 اتصلـوا بنـا

 

 

 

 

 

في بلاد لا تعرف إلا القليل من معدلات هطول الأمطار، كان نقل وتوزيع المياه لأغراض ري الزراعة أو للأغراض المنزلية أمراً بالغ الأهمية. في الأصل، كان الناس يستقرون في أماكن توفر الماء- حول الآبار والينابيع. وهذه كانت تغذيها مياه جوفية تتجمع تحت الأرض في أحواض تحتجزها طبقات كتيمة وتمنعها من التسرب للأسفل. تكون هذه المياه عادة قريبة من سطح الأرض ويمكن أن تجف في مواسم القحط.

إحدى الطرق القديمة لنضح الماء من بئر عميقة إلى السطح من أجل الري ظلت معروفة على الساحل الشرقي للإمارات العربية المتحدة في رأس الخيمة حتى وقت قريب.

كان أبناء المنطقة يبنون منحدراً ينخفض تدريجاً من عند البئر. كما كانوا يدربون ثوراً ليمشي على المنحدر وهو يسحب حبلاً مربوط بكيس من جلد الماعز يمر على بكرة وينزل في البئر قبل أن يفرغ في حوض عند البئر ليغذي قنوات ري تذهب بالماء إلى الحقول. وبعد إفراغ الماء يعود الثور ليمشي على المنحدر صعوداً لينزل الكيس في البئر. ثم يعيد الكرة من جديد لساعات طوال يومياً.

أحياناً لم تكن التربة المحيطة بالبئر أو النبع صالحة للزراعة، فيما تلك الأراضي المنتجة والخصيبة بعيدة عنه. ومن هنا ظهرت الحاجة لإيجاد الطرق التي يمكن بها نقل الماء لمسافات طويلة إلى الحقول.

الجبال عادة يكون فيها مخزون أكبر من المياه الجوفية، حيث لا تجف أحواضها الجوفية وتخرج مياهها إلى سطح الأرض عبر عروق تتخلل الصخور. غير أن عبقرية الناس منذ آلاف السنين جعلتهم ينقلون هذا الماء من الجبال إلى حقولهم وعبر مسافات طويلة جداً في بعض الأحيان. وبهذه الطريقة ما كان الأمر بحاجة للثيران، لأن قوة الجاذبية هي التي تنوب عنها.

تتكون الأفلاج من بئر رئيس يعرف بأم الفلج وهذا النظام يتضمن مجموعة من الأنفاق تنحدر من أم الفلج إلى سطح الأرض عند سفح الجبل. وهناك يتجمع الماء في حوض أو بركة تسمى الشريعة وتنطلق منها شبكة من القنوات أو الأفلاج تأخذ الماء إلى حيث يريده الناس. وهذه القنوات غالباً ما كانت تغطى ببلاطات كبيرة من الصخرة لحفظ الماء نقياً.

تبدأ عملية بناء الفلج بالعثور على البئر الرئيسي أو أم الفلج، أي مصدر دائم للماء في الجبال. وغالباً ما تكون أم الفلج بركة أو نبعاً سطحياً وفي أحيان أخرى كان على الناس الحفر للوصول إلى هذا المصدر المائي. بعدها يحددون النقطة التي يجب جمع الماء عندها أسفل الجبل وبالتالي يحسبون اتجاهات الأنفاق التي عليهم حفرها. وهذه الأنفاق بالطبع تعتمد في عددها وتوزعها على موقع أم الفلج والمسافة التي يجب نقل الماء عبرها. وبشكل عام يجب أن تكون درجة ميلان القنوات بين 1/500 و 1/2500. وكلما كان معدل الميلان أصغر كلما قلت سرعة جريان الماء. وكان المطلوب هو تقليل سرعة جريان الماء لحماية النفق من أن يتآكل بفعل تيار الماء ويسبب بانهياره.

كان الحفر يبدأ عادة عند النهاية السفلى وأحياناً أخرى من النهايتين السفلى والعليا في الوقت نفسه. وعند كل 20 متراً، كان الناس يحفرون مهوى للتهوية يصل من النفق إلى سطح الجبل. كما كان هذا المهوى يوفر أيضاً فتحة لدخول النفق وتنظيفه وصيانته. فتحة المهوى عند سطح الأرض كانت تحاط بحافة تعلو الأرض مبنية من الحجر والقرميد لمنع الرمال والحجارة وغيرها من السقوط إلى النفق بفعل الماء عند هطول المطر. ومؤخراً تم تعزيز بعض هذه الفتحات القديمة في أحد الوديان قريباً من العين بحواف اسمنتية وهي أقوى من تلك القديمة لكنها ليست بجمالها.

سعة الأنفاق كانت بالحدود التي تسمح بمرور إنسان فيها فقط. وأحياناً، كان الأولاد هم من ينزلون في المهاوي إلى النفق لتنظيفه لأن حركتهم داخل النفق الضيق كانت أسهل. غير أن الآباء ما كانوا يسمحون لأبنائهم بالنزول إلى النفق إذا كان هناك خطر في ذلك، بل ينزلون بأنفسهم. الأنفاق تحت الأرض كانت تمتد كيلومترات عديدة. وعلى سبيل المثال فإن واحة العين كانت تعتمد في حياتها على الأفالج التي تأتي إليها بالماء من جبال حجر التي تبعد حوالي 20 كيلومتراً. وما إن ينتهي حفر النفق الرئيسي، كان الناس يحفرون أحياناً أنفاقاً جانبية في المنطقة المحيطة بأم الفلج لزيادة مساحة منطقة التغذية وزيادة معدل تدفق الماء.

حتى وقت قريب، كان يعتقد أن نظام الفلج قد ظهر أول مرة في فارس حيث كان يسمى القناة أو الكارز. ومعظم هذه القنوات كانت توجد في إيران حول الهضبة الواسعة التي تشكل معظم وسط إيران. وهناك أيضاً قنوات في غرب الصين (مدينة تورفان الجميلة كانت تعتمد على القنوات لاستجرار المياه) وفي أفغانستان وفي شما إفريقيا، في ليبيا والجزائر والمغرب. كما أدخل الرومان هذه الفكرة إلى مصر وسوريا حيث كان العبيد هم من يبنوها. وحالما نضبت عمالة العبيد، اختفت القنوات أيضاً. ومع توقف الصيانة الدورية، انسدت هذه القنوات سريعاً.

لكن قبل وقت قريب ظهرت أدلة قوية على أن الأفلاج في الجزيرة العربية قد سبقت تلك القنوات التي استخدمت في فارس. فقد أظهرت المكتشفات الأثرية في هيلي وقرن ابن سعود قرب العين أن الأفلاج كانت موجودة في المنطقة منذ 3000 سنة. وكانت الأنفاق والشعريات المندثرة قد وجدت تحت رمال الصحراء حالياً. كما عثر قريباً من الشريعة على كسر فخارية أكدت اختبارات الكربون أنها تعود إلى العصر الحديدي، 1000 عام قبل الميلاد.

وقد تحدث الدكتور وليد التكريتي، الذي عمل في أعمال التنقيب الأثري في منطقة العين منذ 30 عاماً، عن هذا الاكتشاف في كتاب له نشر مؤخراً. ومنذ نشر أول عمل له، ظهرت أدلة أخرى تؤكد أن فكرة الأنفاق تحت الأرض هي فكرة عربية.

فكرة الفلج هذه هي فكرة بارعة في أوجه عديدة. أولاً، لكون قوة الجاذبية هي التي تأتي بالماء إلى المكان الذي يراد فيه، فليست هناك حاجة لآلة من أي نوع هي بطبيعتها مكلفة وقد تتعطل في أي وقت. ثانياً، عبر إبقاء الماء تحت الأرض طوال الجزء الأعظم من مسيرته، فإن التبخر والتلوث كانا يبقيان في حدودهما الدنيا. ثالثاً، كان هناك النظام يوفر إمكانية التوزيع الحكيم للماء المتاح بين الناس الذين يحتاجون إليه.

الماء المنضوح كان يستخدم في أوجه عديدة. ففي مكان دخول الماء إلى الشريعة، كان يستخدم للشرب. وبعده يأتي مكان الاغتسال، وعادة ما كان يقسم إلى مكانين منفصلين، واحد للرجال وآخر للنساء. بعدها كانت القنوات تقاد إلى المساجد والحصون لإمدادها بالماء، كما كانت تؤخذ إلى المغسلة وهي مكان غسل الموتى.

وأخيراً يمضي الماء نحو المزارع. وهناك كان الماء يقسم بنظام معقد يقوم على التناوب وتقسيم الوقت. في النهار كان الوقت المحدد لكل مستفيد يقاس بطول ظل الرجل أما في الليل فكان يقاس بحركة النجوم. كما أن حصة الماء كانت تعتمد على نوع التربة أيضاً. فكلما كانت تربة الحقل أفضل كان وقت صاحبها أطول.

ومن الممارسات المتبعة لزيادة مخزون الماء منع تبديد ماء المطر. ولهذا الغرض كانت السدود تبنى على مجاري المياه منذ بدأ الإنسان بالاستقرار وحراثة الأرض. في السنوات الأخيرة بدأت الإمارات تبني السدود في الجبال على مستوى كبير جداً لتلبية حاجة السكان المتزايدة. ومياه السدود تستخدم أساساً لتغذية المياه الجوفية وذلك باحتجاز مياه المطر ومنعها من التدفق إلى البحر. وأصبحت البحيرات الصناعية التي تتشكل وراء السدود مناطق استجمام محببة مثل بحيرات حتا ووادي شي قرب خورفكان ووادي بيح ووادي زكت.

في المناطق الساحلية يأتي جزء من الماء المستخدم في ري الزراعات من تحلية مياه البحر (وهي المصدر الرئيسي للماء في الإمارات اليوم) والجزء الآخر من مياه المجاري المعالجة. وهذا المصدر الأخير لمياه الري من الممكن زيادته باعتماد طريقة معالجة أثبتت فعاليتها في الدول الأخرى وهي برك مياه المجاري لجمع مياه الصرف الصحي وزراعة قيعانها بالقصب لتتم فيها تنقية الماء. الماء الذي تنتجه البرك صالح حتى للشرب، غير أنه يستخدم عادة لري الحدائق والمنتزهات. في الإمارات يمكن استخدام هذه الطريقة عند كل مشروع ينتج مياه صرف بكميات كبيرة مثل المستشفيات والفنادق والمجمعات السكنية والمدارس.

وإضافة لكون هذه الطريقة غير مكلفة، فهناك ميزة إضافية أخرى وهي أن مزارع القصب توفر مساحات خضراء جميلة وتجتذب الطيور إليها. ومادام الماء يتحرك ويدور بسرعة كافية فليس هناك داع للتخوف من تكاثر الحشرات الضارة مثل البعوض لأنها لا تتكاثر إلا في المياه الراكدة.

في الجبال، اعتاد الناس على أن يحفروا في الأرض خزانات عميقة مبطنة بالصخور لاختزان ماء المطر للاستخدامات المنزلية. وبعض هذا الماء كان يستخدم لري الحقول، غير أنه ليس هناك أدلة وافية لإثبات هذا الأمر كوجود قنوات من الخزانات إلى الحقول. وعلى كل حال، فإن الماء في هذه الخزانات كان بالكاد يكفي للشرب والغسيل في المواسم الجافة وما كان كافياً لإحداث أي أثر يذكر في الزراعة.

أما مشاريع التحريج الضخمة على حواف الربع الخالي في ليوا بأبوظبي، فتروى أساساً بطريقة الري بالتنقيط باستخدام تحلية مياه البحر المستجرة من الساحل. هناك تمت تسوية الكثير من الكثبان الرملية بالجرافات وتحويلها إلى حقول زراعية. وأحياناً تروى برشاشات المياه- وهي الطريقة التي تبدد الكثير من الماء بفعل البخر، خصوصاً في المناخ الصحراوي الجاف كما هو في الإمارات. كما تستخدم رشاشات الماء أيضاً في الحقول قرب رأس الخيمة. وهناك نظام شبيه قرب دبي يستخدم المياه المعالجة في محطة قريبة لمياه الصرف الصحي. وهذه الحقول أصبحت مناطق محببة للطيور المهاجرة والمقيمة ويزورها في الإجازات الأسبوعية هواة مراقبة الطيور. 

الماء هو روح الحياة الحقيقي وهناك توقعات بأن العالم سيعاني من نقص في الماء الصالح للاستخدام قبل أن ينتهي قرننا الحالي هذا. ولهذا يجب أن نعلم سبل حماية الموارد المائية في المدارس وأن تكون مادة للبرامج التلفزيونية لتوعية الكبار. وهناك طرق عديدة يمكن فيها للفرد وحده أن يساهم في توفير الماء الذي نحتاجه للشرب والاغتسال و انتاج غذائنا الذي نحتاجه.

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289