Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور الــغـــــــــــزالــــــــــي كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الـرئيسيـة

 كلمة رئيـس مـجلـس الإدارة

 مجمـع دبــي لــلتـقـنيـــــة ...

 لاتــتــركـــوا ســـــوريــــــا...

 طـــريـــــــق مصـــــــــــــر...

 وجــهـــــان مـخـتـلـفـــــــــان 

 نســـــــاء مــتــميـــــــــــزات

 الــغـــــــــــزالــــــــــي

 كيــف أهـــدى العـــــــرب...

 قـــصــــــــــة الــمــــــــــــاس

 نـظــــــام تـخـــــزيـــــــــــن...

 الـــــحـــضـــــــــارة ...

 دبــــــــي الـخـضـــــــــــــراء

 كـــأس دبـــــي الـــــــدولــــي

 لحبتـــــــــور للـــمشــاريــــع

 اخبـــار الحبتـــور

 مـــــــن نحــــــن

 لأعـداد المـاضيـة

 اتصلـوا بنـا

 

 

 

 

 

تقع جزيرة مراوح  على بعد 100 كم غرب مدينة أبوظبي، على الجانب الشمالي لخور البزم. وتقدم هذه الجزيرة التي لا تتجاوز أبعادها 13 كيلومتراً من الشرق إلى الغرب، وأقل من ستة كيلومترات من الشمال إلى الجنوب، على معلومات قيمة عن سكان الإمارات الأوائل، وعن الحياة في الأزمنة الغابرة.

تحتوي الجزيرة على أقدم الآثار الإنسانية (وأفضلها حفظاً) في منطقة الخليج العربي، وأقدم البقايا البشرية في الإمارات العربية المتحدة، والتي تم اكتشافها عام 2004، كما كشفت الجزيرة للعلماء الكثير عن طريقة حياة سكان الإمارات الأوائل.

كيف بدأت القصة

جذبت جزيرة مراوح  اهتمام علماء الآثار منذ بداية تسعينات القرن الماضي، عندما أظهرت سلسلة دراسات أجرتها هيئة مسح جزر أبو ظبي الأثرية (ADIAS) وجود أكثر من 13 موقع أثري هام، بما فيها واحد يعود لأواخر العصر الحجري (7.500 قبل الميلاد حتى 3.500 قبل الميلاد) ، إلى العصر البرونزي (3150-1200 قبل الميلاد)، العصر الحديدي (1200-586) والعصر الإسلامي (القرن السابع إلى القرن الثامن عشر)، والفترة الإسلامية الحديثة، إضافة إلى فترة ما قبل ظهور النفط. وقد مهدت الطريق لإعلان الجزيرة جزءاً من منطقة بحر مراوح المحمية، والتي تديرها هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية.

تم اكتشف منطقة مراوح 11، موقع أقدم بيوت الإمارات التي عرفها علماء الآثار، عام 1992، وهي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة، وقد كان يعتقد في البداية أن الموقع يحتوي على مقابر من الفترة من قبل الإسلامية.

أدت الحفريات عام 2000 في نفس الموقع إلى تشكيل فرضية أخرى. مع ظهور مبانٍ تشابه في حجمها وأبعادها تلك المكتشفة سابقاً في جزيرة صير بني ياس، فقرر فريق المسح الأثري لجزر أبو ظبي أنه قد عثر على "كنيسة" أو دار عبادة.

هذه الفرضية لم تصمد طويلاً، إذ أنه بعد عدة أعوام أظهرت الحفريات سنتي 2003 و2004، والتي قادها حقيقة تجاوزت أقصى أحلام الفريق. ففي ربيع عام 2003، فحص الفريق مجموعة من التلال الحجرية، فوجدوا أن أحد هذه التلال كان بيتاً بحالة جيدة جداً، حيث ما زالت حيطانه الحجرية قائمة إلى ارتفاع متر تقريباً. كما عثر الفريق في نفس الموقع على رأس رمح حاد، يبلغ طوله نحو ثلاث بوصات، ورأس سهم، إضافة إلى بقايا هاون حجري، يعتقد بأن السكان كانوا يستخدمونه لطحن الطعام.

ثم أظهرت الاختبارات الكربونية المشعة شيئاً جديداً. هذه المباني لم تكن فقط بحالة جيدة، بل كانت قديمة جداً. وفي الواقع، كانت أقدم مبانٍ عثر عليها في منطقة الخليج العربي، حيث بينت الاختبارات التي أجريت في جامعة غلاسكو البريطانية أن عمر البيوت يبلغ 7.500 سنة، أي قبل آلاف عدة من السنوات من ظهور أول فراعنة مصر!

تعود البيوت للفترة التي أطلق عليها إسم "العصر العربي النيوليثي"، وهو أواخر العصر الحجري. وفي تصريح للصحافة بعد الاكتشاف، أعلن الدكتور بيتش: "هذه البنى مدهشة من ناحية أهميتها التاريخية. إنها الأفضل، والأكثر اكتمالاً من كل ما عثر عليه في منطقة الخليج." وقد عثر على بيوت مشابهة، ولكن ليست في نفس الحالة الجيدة من الحفظ، في شقرة، قطر، وفي سبية، الكويت.

عام 2004، تابع الدكتور بيتش وعلماء الآثار من وحدة الآثار في بيرمنغهام، وعالم الآثار الإماراتي محمد حسن، عملهم الذي بدأ في العام السابق. وتم العثور على مزيد من المعلومات حول المجمع السكني، عند الكشف عن إحدى بناياته بشكل أفضل. هذه البناية احتوت على أربع غرف على الأقل، بنيت بطريقة الجدران المضاعفة، والتي لم تكن قد وجدت من قبل في المواقع الأثرية التي تعود إلى نفس العصر في المنطقة. هذه الطريقة تقوم على إنشاء جدران مزدوجة من الحجارة الكبيرة، وملء الفراغ بينها باستخدام حجارة أصغر.

كما عثر الخبراء في الموقع على بقايا خزف مزين، وأوعية فخارية، بعضها منقوش. وشملت الاكتشافات الأخرى مجموعة صغيرة من الأدوات الحجرية، أكثر من 100 خرزة، وعظام أسماك وسلاحف وسلاحف مائية، وعظام أغنام أو ماعز. وكان من أهم الاكتشافات زران مصنوعان من الأصداف اللؤلؤية.

إلا أنا ما أثار أكبر اهتمام كان بقايا أجساد بشرية، وهي أقدم ما عثر عليه في الدولة.

أقدم سكان الإمارات

وجد الهيكل العظمي الخاص بأول سكان الإمارات المعروفين على منصة حجرية في غرفة ضمن البناية المكتشفة. كان الهيكل العظمي مدفوناً على جانبه الأيسر، ومواجهاً للشمال الشرقي. كما وجدت ساقاه منحنيتان لأعلى كأن الجسم ملتف على بعضه.

دفن الشخص مباشرة داخل عتبة الغرفة، مما يدل على أن المبنى لم يكن قيد الاستخدام العادي أثناء الدفن. كانت العظام تالفة ومكسرة، والقدمان على بعد عدة أمتار من الجسم. وحيث أن الجثة كانت مشوهة، ربما بسبب انهيار سقف المبنى، أو بسبب تعثر أحد فيها، فلم يكن من السهل على العلماء تحديد جنس الهيكل في البداية. إلا أن خبراء الطب الجنائي في شرطة أبو ظبي، درسوا الحمض النووي في بعض الأسنان التي وجدت بحالة جيدة إلى جانب الهيكل العظمي، وجدوا أن الهيكل يعود إلى ذكر يتراوح عمره ما بين 20 و40 سنة. ولا يوجد ما يدل على أسباب الوفاة.

من هم سكان الإمارات الأوائل؟

أظهرت الدراسات الحديثة في مراوح  أن الجزيرة نقطة بدأ منها تاريخ الإمارات. فمنذ الاكتشافات في موقع مراوح 11، وجد العلماء حقائق مهمة عن طريقة حياة سكان البلاد الأوائل.

يبدو أن القدماء الذين عاشوا فوق أرض الإمارات الحالية لم يكونوا جميعهم بدواً. فقد كان سكان مراوح ، مثلاً، يشكلون مجتمعاً مستقراً، استخدم البحر كمصدر للغذاء. وتوحي بقايا العظام التي عثر عليها في الموقع أن المجتمع القديم كان يمارس صيد السمك بشكل كثيف، ويصطاد أنواع مختلفة كالدلافين، سلاحف البحر، الأسماك القشرية ومنها محارات اللؤلؤ. ويفترض العلماء الآن أن تجارة اللؤلؤ في جنوب الخليج قد بدأت على الأرجح حوالي ذلك الوقت، قبل7.500 سنة.

لم يكن سكان مراوح  صيادي أسماك متميزين فحسب، بل قاموا بتربية الحيوانات الأليفة كذلك. فقد كانوا يربون الغنم والماعز، ويكملون طعامهم باصطياد الحيوانات كالغزلان. ورغم أن مراوح تقع الآن على بعد  من الشاطئ، لكن الوصول إليها مباشرة من اليابسة في ذلك الوقت، عندما كانت مناسيب ارتفاعات المياه مختلفة، ربما كان أكثر سهولة.

يبدو أن أهل مراوح  كانوا أيضاً يمارسون التجارة البحرية. فقد عثر في منطقة مراوح – 11 على وعاء فخاري مطلي باللون الأسود مع نقوش هندسية يدل على أنهم قد يكونوا مارسوا التجارة مع جنوب منطقة ما بين النهرين.

ما هي عملية قياس العمر بالكربون المشع؟

قياس العمر بالكربون المشع، الطريقة المستخدمة في تقدير عمر مكتشفات جزيرة مراوح ، كانت ثورة في علم الآثار، عندما بدأ العمل بها عام 1949، ومنذ ذلك الحين، اعتبرت من أهم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين.

يمكن استخدام هذه الطريقة لأن كل الكائنات الحية تمتص ثاني أوكسيد الكربون، الذي يحتوي على نوع من الكربون المشع يدعى كربون14. وعندما يموت الكائن الحي، يتوقف عن امتصاص الكربون من الجو، وتتناقص كمية كربون14 في جسمه. هذه العملية تدعى تآكل الكربون المشع، ويمكن قياس درجة التغير في هذه العملية. للكربون14 نصف عمر يقدر بـ5700 سنة، مما يعني أنه بعد مرور هذا الوقت، يحتفظ الكائن الحي بنصف كمية كربون14 الموجودة في جسمه وقت الوفاة. وقد تم استخدام طريقة الكربون المشع في كافة أنحاء العالم لمساعدة العلماء في تقدير زمن وفاة الكائن الحي، ومن خلاله، التعرف على عمره. يمكن استخدام طريقة الكربون المشع على المواد العضوية التي تنتجها الكائنات الحية، مثل الفحم، الصباغ، الصمغ، الجلد، الأقمشة، الثياب، الخزف، الورق، الخ.

يعتبر العالم ويليام ليبي من جامعة شيكاغو أباً لطريقة قياس العمر بالكربون المشع، وقد نشر أول أعماله في هذا المجال عام 1949. ولتجربة طريقته، قاس ليبي أعمال المكتشفات الأثرية، والتي كانت أعمارها معروفة باستخدام طرق أخرى. أدى اكتشاف ليبي إلى ثورة في علم الآثار، حيث سمح للعلماء بتقدير أعمار الاكتشافات في الحضارات التي كانت تفتقر إلى سبل قياس الوقت. بعد نشر ليبي لاكتشافاته بوقت قصير، أقبل العلماء بشكل قوي على طريقته، وبحلول عام 1950، أصبحت هناك ثمانية مختبرات تعتمد هذه الطريقة في العالم. في عام 1960، منح ليبي جائزة نوبل في الكيمياء. وفي الوقت الحالي، هناك أكثر من 130 مختبراً لقياس العمر بالكربون المشع حول العالم، وتستخدم اكتشافاتها في حقول مختلفة غير الآثار، تشمل العلوم المائية، علوم الفضاء، ودراسة المحيطات، المناخ، والطب الحيوي.

لمزيد من المعلومات عن مكتشفات مراوح، وغيرها من أنشطة هيئة المسح الأثري لجزر أبو ظبي يرجى زيارة موقعها:

www.adias-uae.com

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289