Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور الــغـــــــــــزالــــــــــي كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الـرئيسيـة

 كلمة رئيـس مـجلـس الإدارة

 مجمـع دبــي لــلتـقـنيـــــة ...

 لاتــتــركـــوا ســـــوريــــــا...

 طـــريـــــــق مصـــــــــــــر...

 وجــهـــــان مـخـتـلـفـــــــــان 

 نســـــــاء مــتــميـــــــــــزات

 الــغـــــــــــزالــــــــــي

 كيــف أهـــدى العـــــــرب...

 قـــصــــــــــة الــمــــــــــــاس

 نـظـــــــم تـخـــــزيـــــــــــن...

 الـــــحـــضـــــــــارة ...

 دبــــــــي الـخـضـــــــــــــراء

 كـــأس دبـــــي الـــــــدولــــي

 لحبتـــــــــور للـــمشــاريــــع

 اخبـــار الحبتـــور

 مـــــــن نحــــــن

 لأعـداد المـاضيـة

 اتصلـوا بنـا

 

 

 

 

 

يصعب في أغلب الأحيان تحديد البدايات التاريخية. ففي غياب السجلات، تأخذ الأساطير والحكايات الشعبية دورها في تزويدنا بالتفاصيل الأولى. وهذا مؤكد تماماً في حالة القهوة. وفي الواقع، بلغت شعبية القهوة عبر تاريخها إلى درجة جعلتها تصبح مصدر أكثر من أسطورة عن أصلها.

وأشهر تلك الحكايات وأجملها أسطورة كالدي، راعي الماعز اليمني. وتقول القصة إنه حوالي عام 750 قبل الميلاد، فوجئ كالدي برؤية قطيع الماعز الذي يرعاه وهو يقفز بجنون في المرعى، بعد تناول ثمار إحدى النباتات البرية. وقد أثار تأثيرها الغريب على الماعز رغبته منه في معرفة طبيعة هذا الأثر، فتناول بعض الحبات بنفسه، فإذا به يشعر بالحبور الشديد. وانطلق كالدي مسرعاً ليخبر أصدقاءه عن هذا الاكتشاف، وهكذا عرفت القهوة أول مرة.

وبينما تبقى الأصول الحقيقية لشرب القهوة مختبئة إلى الأبد بين أسرار شبه الجزيرة العربية، محاطة بالأساطير والحكايات، نجح العلماء في جمع أدلة تفيد بأن حبوب القهوة كانت معروفة في الحبشة منذ زمن سحيق، وأنها وصلت من هناك إلى اليمن، حيث ازدهرت. والقهوة هي ثمرة بذرة نبات دائم الخضرة، ينمو ليصل طوله إلى 30 قدماً. وتتطلب شجرة القهوة جواً حاراً رطباً، مع كثير من الماء وتربة خصبة لتنمو بشكل جيد. يقال إن الحبشيين كانوا يطحنون ثمار القهوة ويعجنونها مع الدهون على شكل كرات، ليتناولوها أثناء الأسفار الطويلة وفي ساحات الحرب!

كان أبو بكر محمد ابن زكريا الرازي (850-922م) أول من ذكر القهوة كمشروب، في كتبه الطبية. وقد صنف الرازي استخدامها بطريقة موسوعية، وذكر القهوة تحت اسم "البُنشُم". وذكر باحثون آخرون أن العرب عرفوا القهوة منذ القرن السادس الميلادي. وكان ابن سينا (980-1037م)، العالم والطبيب المسلم المعروف، قد شرح الخواص الطبية والاستخدامات الخاصة بحبوب القهوة، والتي دعاها أيضاً " البُنشُم"، كسلفه الرازي. كما ذكر ابن جزله، وهو طبيب عظيم آخر معاصر لابن سينا، فوائد القهوة في كتاباته. وكتب أنطوان غالان (1646-1715)، المستشرق الفرنسي، في تعقبه لأصول القهوة، "نحن مدينون لهؤلاء الأطباء العظام لتقديمهم القهوة، إضافة إلى السكر، الشاي، والشوكولاته، إلى العالم المعاصر من خلال كتاباتهم."

انتشر شرب القهوة عندما تعرف عليها الشيخ جمال الدين أبو محمد بن سعيد، مفتي عدن الأكبر، أثناء رحلة إلى الحبشة عام 1454، كما تعرف على خواصها الطبية. وقد أجاز استخدامها للمسلمين المتدينين، كي يستطيعوا قضاء لياليهم في الصلاة بانتباه أكثر. وساعده في نشر القهوة محمد الحضرمي، وهو طبيب ذائع الصيت من حضرموت، اليمن. وهكذا أصبحت القهوة منتشرة في اليمن، واستمر استخدامها هناك منذ ذلك الحين دون انقطاع. في ذلك الوقت كان اليمنيون يمضغون زهور (حبوب) القهوة كي يقاوموا النعاس خلال صلواتهم الليلية بتركيز.

كانت إباحة استخدام القهوة على يد ذلك الإمام العالم في اليمن، كافية لتنتقل إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي. وقد شاع استخدامها حوالي عام 1510 في الأحياء اليمنية في القاهرة بين المصلين في المساجد، الذين يمضون لياليهم في التعبد. كما سجل مع نهاية القرن الخامس عشر، أن القهوة قد وصلت إلى مدينتي مكة والمدينة المكرمتين. وقد بلغ إعجاب أهل مكة بالشراب الجديد، بغض النظر عن استخدامه في العبادة، حداً جعلهم يحتسونه في خانات القهوة، حيث بدأ الناس يتجمعون لمناقشة الأخبار والأعمال. كما انتشرت القهوة في المدينة المنورة في نفس الوقت.

في ذلك الزمن (حوالي عام 1511م) كان خير بيك حاكماً لمكة من قبل سلطان مصر. ويقال إنه كان رجلاً صارماً، ولم يكن، لسوء الحظ، يعلم عن انتشار القهوة الواسع بين سكان مكة. وبينما كان يغادر المسجد ذات ليلة عقب أداء الصلاة، لاحظ وجود مجموعة من الناس على وشك احتساء القهوة لقضاء ليلهم في الصلاة. في البداية ظن أنهم يحتسون الخمر، ثم دهش عندما عرف عن القهوة وانتشارها الواسع في مدينة مكة. وبعد أن أبعد المصلين عن المسجد، قرر أن يبدأ تحقيقاً في استخدام القهوة كمشروب، وإمكانية أن يدفع الرجال والنساء نحو التبذير والمغالاة، وهما أمران يحرمهما القانون.

في اليوم التالي، دعا إلى اجتماع كبار وجهاء مكة لمناقشة استخدام القهوة كمشروب. فتحدث بعض الحضور لصالح المشروب، بينما حرّض بعضهم الآخر على منع القهوة نهائياً، بسبب حكمهم المسبق عليها، أو عدم معرفتهم الكافية. وبناء على نصيحة المجلس الاستشاري، قام الحاكم بمنع استخدام القهوة، وصدر قرار يغلق المقاهي، وقع عليه غالبية الحاضرين، ثم أرسل إلى السلطان في القاهرة للحصول على موافقته.

رغم ذلك، لم يدم انتصار أعداء القهوة طويلاً، إذ أن السلطان لم يوافق على قرار حاكم مكة، وأمر برفع الحظر عن المقاهي بشكل فوري. إذ كيف يجرؤ على تحريم مشروب وافق عليه كبار أطباء القاهرة، الذين تحمل آراءهم وزناً أكثر من أولئك الذين في مكة، والذين لم يجدوا في شرب القهوة ما يخالف القانون؟ صدم خير بيك عند استلامه هذا التوبيخ من السلطان، وتم رفع الحظر المفروض على المقاهي فوراً. وعندها، أصبحت القهوة مشروباً معترفاً فيه في مكة، ولا يعارضه أحد، واستمر أهل مكة في شربها في البيوت والمقاهي.

إن إحدى أهم الحقائق في تاريخ القهوة هي أنها حيثما وجدت، كانت تخلق ثورة. كانت القهوة من أكثر المشروبات تطرفاً في العالم، لأنها دائماً تجعل الناس يفكرون. وعندما يبدأ الناس في التفكير، يصبحون خطرين على الحكام، وعلى أعداء حرية الفكر والتصرف. تمت محاولات كثيرة متكررة لمنع المقاهي من القاهرة إلى القسطنطينية باعتبارها أمكنة يتم فيها التحريض على العصيان، إلا أن استخدام القهوة استمر في انتشاره المتزايد في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

بعد غزو مصر، قدم السلطان سليم الأول القهوة إلى القسطنطينية. دخلت القهوة إلى سوريا لتصبح مشروباً شعبياً بحلول عام 1530، ووصلت حلب عام 1532. وقد انتشرت المقاهي في دمشق وغيرها من مدن الإمبراطورية العثمانية. كانت أقدم المقاهي مزودة بجميع المفروشات وسبل الراحة، وقد شكلت خلفية حرة للتفاعل الاجتماعي، والنقاش الحر. وكان يلتقي فيها الحقوقيون، الطلاب، والمسافرون الذين كانوا يسافرون ليلاً لتجنب حرارة النهار، حيث كانوا يتناولون القهوة. أما بالنسبة للصائغين والحرفيين والفنانين، وكل الذين يعملون لساعات متأخرة، فقد أصبحت القهوة أهم مشروب لديهم. وأقبل الناس من جميع المستويات الاجتماعية على تناول القهوة بحماس كبير. فانتشرت المقاهي بأعداد تناسب الطلب. وفي ذلك الوقت، بلغت شعبية القهوة حداً أصبح تناولها يشكل أرضية قانونية شرعية للطلاق عند الأتراك إذا منع الزوج زوجته من احتسائها!

كان المزارعون العرب في اليمن يزرعون أشجار القهوة منذ زمن، وقد سيطرت قوافلهم على تجارة القهوة إلى أن احتل العثمانيون اليمن عام 1546، ثم تحكموا في تجارة القهوة كمنتج هام للتصدير إلى كافة أنحاء العالم. اكتسبت حبوب القهوة التي كانت تصدر من ميناء مخا اسم الميناء (موكا)، وأصبحت مصدراً رئيسياً للدخل. وقد أحكم الأتراك على سيطرتهم على هذه التجارة المربحة، ولم يكن من المسموح تصدير أي حبوب قهوة ناضجة من الدولة دون غليها أو تحميصها أولاً، وذلك منعاً لزرعها فيما بعد. لكن بابا بودان، وهو حاج مسلم من جنوب الهند، نجح في تجنب هذه الاحتياطات الأمنية، وتهريب بعض حبوب القهوة أثناء حجّه في القرن السابع عشر، وتمكن من زرع هذه الحبوب في تلال تشيكاماغالور في ولاية ميزور القديمة، ومن هناك انتشرت زراعة القهوة في مناطق مختلفة من العالم.

تعامل الأوروبيون في البداية مع المشروب الجديد بريبة، وأطلقوا عليه اسم "مشروب الكفّار!". ولكن، عندما تذوق الباب كليمنت الثامن أول فنجان من القهوة وأعجب به، حصل المشروب على ختم الموافقة من جميع المسيحيين. وبحلول عام 1652، انتشرت بيوت القهوة في كافة أنحاء إنجلترا، وأصبحت مركزاً للفكر والنقاش السياسي والاجتماعي والأدبي. كما انتشرت المقاهي في أمريكا منذ عام 1770، عندما وضع ملك إنجلترا ضريبة باهظة على الشاي، أدت إلى إشعال غضب المستعمرين إلى حد جعل بعضهم، وهم متنكرون كهنود

 حمر، يلقون بحمولة كاملة من الشاي البريطاني في ميناء بوسطن. وسرعان ما استبدل الأمريكيون القهوة بالشاي كمشروبهم الجديد المفضل.

 أما اليوم، فإن ثلث سكان العالم يشربون القهوة بانتظام، وقد أصبحت المشروب الأول في العالم لشعبيتها الفائقة. ثم غدت القهوة تعد ضرورة بشرية. ولكل شعب طريقته الخاصة في تحضير القهوة. فالأمريكيون يحبون قهوتهم مع الحليب والسكر، بينما يفضل الفرنسيون "الكافيه أوليه"، وهي مزيج من كميات متساوية من القهوة والحليب الساخن. ويتناول غيرهم من الأوروبيين القهوة السوداء القوية "إسبريسو"، والتي يقال إنها تنشط الشارب. هناك أيضاً "الكابوتشينو"، الذي يفضله الإيطاليون، وهو بنكهة جوزة الطيب والقرفة، بينما تأتي قهوة فيينا مع كمية من الكريمة المخفوقة على وجهها. وفي الصيف، يتناول الأمريكيون القهوة مثلجة، بينما يتناول البعض البوظة والشوكولاته بنكهة القهوة. تعرف البرازيل بكونها موطناً لعشاق القهوة، وقد كانت القهوة المنتجة في مخا وجاوة من أهم الأنواع المطلوبة في العالم.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289