Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور الــغـــــــــــزالــــــــــي كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الـرئيسيـة

 كلمة رئيـس مـجلـس الإدارة

 مجمـع دبــي لــلتـقـنيـــــة ...

 لاتــتــركـــوا ســـــوريــــــا...

 طـــريـــــــق مصـــــــــــــر...

 وجــهـــــان مـخـتـلـفـــــــــان 

 نســـــــاء مــتــميـــــــــــزات

 الــغـــــــــــزالــــــــــي

 كيــف أهـــدى العـــــــرب...

 قـــصــــــــــة الــمــــــــــــاس

 نـظـــــاـم تـخـــــزيـــــــــــن...

 الـــــحـــضـــــــــارة ...

 دبــــــــي الـخـضـــــــــــــراء

 كـــأس دبـــــي الـــــــدولــــي

 لحبتـــــــــور للـــمشــاريــــع

 اخبـــار الحبتـــور

 مـــــــن نحــــــن

 لأعـداد المـاضيـة

 اتصلـوا بنـا

 

 

 

 

 

تبدو عملية تعليم الأطفال وذهابهم إلى المدرسة اليوم عادية إلى درجة أننا نعتبرها أمراً مسلماً به. فسنوات المدرسة أصبحت شيئاً مفروضاً، وتشغل جزءاً من تربية كل طفل لكي يصبح مستقلاً وناجحاً

 فيحياته كشخص بالغ. ولو عدنا بالزمن إلى الوراء عشرة قرون، لرأينا حقيقة مختلفة تماماً تتعلق بالتعليم. فنظام التعليم لم يكن آنذاك قريباً في تطوره واكتماله كما هو اليوم. ولقد بذلك رواد كثيرون جهوداً هائلة في تعريف عملية التعليم والدراسة في إطار منهجي وفعال. وكان من أكثر أولئك الرواد تأثيراً رجل اشتهر باسم الغزالي، في القرن الثاني عشر من الحقبة الإسلامية. وفيما يلي موجز لحياة هذا العالم المسلم وإسهاماته.

 الغزالي: بداياته الأولى

هو عبد الحميد الغزالي، المعروف أيضاً باسم أبو حميد محمد ابن محمد الطوسي الغزالي، وأحياناً الغازل. وقد ولد في طوس بإيران عام 1058. ويقع ذلك الإقليم في المنطقة الشرقية من إيران، قرب مشهد. وقد تلقى تعليمه الأولي في بلدته وسبب له ذلك عطشاً كبيراً للمعرفة، وهكذا، انتقل ليتابع دراسته في جرجان، ثم في نيشابور. وكان من حسن حظه أن معلمه هناك كان الجويني، المعروف باسم إمام الحرمين – وهو اللقب الذي يطلق على إمام مدينتي مكة والمدينة المكرمتين. ولدى وفاة الجويني، الذي كان يحترمه، قبل الغزالي الدعوة للانتقال والعمل في بلاط نظام الملك. وقد سر هذا بقبول الغزالي للدعوة، فجعله مديراً للمدرسة النظامية في بغداد عام 1091، وهي العاصمة التي كان نظام الملك يتزعم فيها السلالة السلجوقية الشهيرة. وكانت تلك بداية لامعة، رغم أنها قصيرة الأجل للغزالي كواحد من أشهر المعلمين في المجتمع الإسلامي البغدادي.

وصل الغزالي آنذاك ذروة نشاطه العملي في الحياة. وفي ثلاثينياته كان مديراً لأكبر مرفق تعليمي عالٍ في شرقي المملكة الإسلامية. والحقيقة أن المدرسة النظامية لم يكن يضاهيها إلا مدرسة قرطبة في الغرب. وبصفته مديراً لهذه المدرسة، وضع الغزالي نصب عينيه تحقيق هدف واضح. فإصلاحاته التي أدخلها على التعليم ستترك أثرها على النظام التعليمي الإسلامي خلال قرون مقبلة. وقد علّق الغزالي أهمية كبرى على التربية في مراحلها الأولى، وإعطاء أقصى ما يمكن من انتباه لاستجابة الطفل للأساليب التعليمية التي وضعها المعلمون.

تعليم الأطفال كما يراه الغزالي

أصر الغزالي على أن "المعرفة توجد كاملة في الروح الإنسانية مثل البذرة في التربة. وعبر التعليم، تتحول تلك الطاقة إلى واقع." وفي بيان ذي صلة، كان يقول إن كل طفل هو عبارة عن "أمانة وضعها الله بين أيدي والديه، وأن قلبه البريء هو عنصر ثمين قادر على الاستيعاب." وذلك، كان يضع أهمية كبرى على دور الوالدين في المراحل الأولى للتربية. فالوالدان، وبعدهما المعلمون، سيكونون مسؤولين عن تكريس أنفسهم لتحقيق هدف التعليم الصحيح للطفل. فعندما يربى الطفل تربية صحيحة، فإنه سيعيش حياة سعيدة تنتقل معه إلى العالم الآخر بعد الموت. وكان الغزالي يرى أن الوالدين سينالان مكافأتهما من قبل الله على جهودهما الصحيحة تجاه أولادهما. ومن ناحية أخرى، إذا لم يبذل الوالدان الانتباه الخاص تجاه التعليم الصحيح لطفلهما، فسيتعرضان هما وطفلهما للعنة ولحياة ينقصها الكثير في هذا العالم، وفي العالم الآخر، وسيكونان مسؤولين عن ذلك.

ومن المبادئ الأساسية لدى الغزالي أن الطفل يجب أن يتعلم عن ظهر قلب شعائر عقيدته في وقت مبكر من حياته، رغم أنه لا يجب أن يحاول فهمها كلها في تلك المرحلة (المصادر لا تشير إلى أنه كان يتحدث عن البنات). وتتجلى أهمية ذلك في مرحلة لاحقة من الحياة التي تقسم إلى ثلاث مراحل أساسية هي الحفظ والفهم والاقتناع.

وأحد المواضيع الأخرى ذات الصلة في أسلوب تعامل الغزالي مع تعليم الطفل كان علاقة الطفل بالمجتمع أو وظائف الطفل وسلوكه ضمن المجتمع. ويتطرق هذا إلى بعض المبادئ الأساسية، مثل أن الطفل لا ينبغي أن يباهي أبداً بنفوذ والده، وأنه يجب أن يبدي الاحترام دوماً لكل من يتعامل معه. كما أن عليه دائماً أن يتعامل باحترام مع من هم أكبر منه سناً، ومع والديه. وعلى المستوى المادي، قال الغزالي إن الطفل يجب أن يتعلم ألا يظهر عاطفة مقابل المال لأن ذلك يعادل ارتكاب الخطيئة. وفضلاً عن ذلك، فإن الأخلاق الجيدة الأساسية تتطلب امتناع الطفل عن البصاق وتنظيف أنفه علناً في أي وقت من النهار.

وفي المرحلة التالية من حياته، عندماً يغدو الطفل ولداً يافعاً، يرى الغزالي أن التعليم يجب أن يعده للالتزام بقواعد النظافة الشخصية.، وأن يتعلم ويراعي النصوص المقدسة، وأن يصوم خلال شهر رمضان المبارك.  كما أن الفرد الصالح لا يجب أن يتزين بالحرير والذهب، وعليه أن يتجنب جمع الثروات من مصادر غير نظيفة، وألا يسعى لصحبة العظماء. وأضاف الغزالي أن على الطفل ألا يصاب بالخيلاء ولا يحسد الآخرين. وكتوجيه عام، أشار الغزالي إلى أن على الطفل أن يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه، وأما بالنسبة لعلاقة الطفل بالخالق، فعليه أن ينظر إليه كما يريد من خادمه النظر إليه هو لأن كل فرد في النتيجة يجب أن يخدم الرحمن.

وفلسفة الغزالي  بشأن التعليم مبنية على مبدأ الارتقاء الذاتي للعثور على الحقيقة. وذلك الارتقاء هو نتيجة أمرين: العلم الذي يتلقاه وتوجيهات المعلم. فالتعليم بالنسيبة للغزالي يمكن مقارنته بجهد المزارع في عزق الأعشاب  الضارة وتقليم النباتات لكي تعطي محصولاً جيداً. فهناك في كل طفل معرفة مستترة تساعده على النمو والحياة، لكن الطفل لا يمكن أن يتطور من دون معلم، ولا أن يستخدمن طاقاته بأفضل ما يمكن.

وأخيراً، وليس آخراً، أعطى الغزالي أهمية خاصة للترويح عن النفس. ونصح بأنه، وبعد يوم من الدراسة، يجب أن يسمح للطفل باللعب والمرح. وحرمانه من هذه الأنشطة قد يكون له أثر عكسي على تعليم الطفل لأنه قد يؤدي لجفاف روحه ورتابة تفكيره.

مسؤولية المعلم

يشدد الغزالي في كتاباته، وفي مناسبات مختلفة، على المهمة العظيمة للمعلم. فهو يقول "إن المعلم الذي يأخذ على عاتقه تعليم الأطفال وإعدادهم لرحلة الحياة، إنما يقوم بواجب عظيم." فكما يتوجب عليهم احترامه على الدوام، عليه أن يكون لطيفاً معهم وأن يعاملهم كما يعامل أولاده. ولا ينبغي عليه أن يشعرهم بالخجل عبر الانتقاد المباشر، لأن ذلك ليس مجدياً. وإنما عليه أن يضرب لهم الأمثال ويعلمهم مستخدماً الفرضيات، وبطريقة تجعلهم يشعرون بالرضا تجاه عملية التعليم.

 

ويجب على المعلم أيضاً أن يتصف بالمرونة تجاه كل تلميذ، فيعلمه حسب استعداده الشخصي وأن يوجهه، متجنباً الإفراط في السرعة أو في البطء لكي يتجنب أن يصلوا للملل من الدروس. ويجب على المعلم ألا يفقد الأمل بالطالب البطيء، لأن التعلم هو عملية تكيف مع أشياء جديدة، ولذا فالبعض يكون تكيفهم معها أبطأ من غيرهم. وينبغي تشجيع كل تلميذ، وبغض النظر عن بطئه أو سرعته في التعلم، لأن تثبيط العزيمة سيجعل الطفل يفقد الطاقة المستترة يستطيع الأستاذ أن يساعد الطفل على جني ثمارها، مثلما هو حال المزارع.

 

وبصورة عامة، ينبغي على المعلم أن يتولى مسؤولياته طبقاً لبعض المبادئ الأساسية. وأولها، كما ألمحنا، هو أن المعلم هو تجسيد لصورة الأب بالنسبة لتلاميذه. وعليه أن يتولى التعليم دوماً بنية خدمة الله عز وجل. ولذا يتوجب عليه أن يعلم تلميذه باهتمام وتفهم، وأن يهدئ من رغبة الطفل في التعلم السريع. وإذا أراد تأديب الطفل، فعليه تجنب ذلك علانية، بل يقوم بالأمر بينه وبين الطفل لكي لا يسيء لسمعة الصغير ولثقته بمعلمه. وأي تصرف معاكس سينتج عنه تلميذ بعيد عن المرونة، مستعد للقيام بأي شيء يثبت فيه أنه على حق، لكي يحمي كرامته.

 

 لقد كان التعليم والتعلم هما خلاصة حياة الغزالي. فالسنوات التي قضاها في المدرسة النظامية كانت أكثر سنوات حياته إنتاجاً وسعادة. فعناك عرف كيف يكرس نفسه للتعليم، لكنه في الوقت نفسه كان يهتم بالفلسفة وبزملائه من المفكرين الإسلاميين مثل الفارابي وابن سينا.وقد تميزت المرحلة الثانية من حياته بالاكتئاب، حيث مرّ بأزمة روحية شخصية. وعنها توقف عن التعليم وغادر بغداد، متخلياً عن واجباته اليومية لمدة عامين سافر خلالهما إلى سوريا وفلسطين وقام بالحج إلى مكة المكرمة. وبعد ذلك،عاد الغزالي إلى طوس، حيث واصل بعض أنشطته العلمية. ثم دعي للعودة للمدرسة النظامية، فقبل الدعوة وعلّم لبعض الوقت قبل أن يقفل عائداً إلى طوس حيث عاش فيها حتى وفاته.

 

لقد كان الغزالي مصلحاً في يوم وعصر كان يصعب فيه كثيراً القيام بالإصلاح. فالاتصالات كانت بالغة الصعوبة تلك الأيام. ورغم ذلك، ترك تفانيه في تعليم وتربية الأطفال بصمة واضحة في النظام المدرسي الإسلامي قروناً عديدة. وبالإضافة لاهتمامه بالتعليم، كان الغزالي قاضياً شهيراً وأحد علماء الدين المعدودين في تلك الحقبة من العصر الإسلامي.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289