Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور  جورج بوش : أربع سنوات أخرى كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

مدينة دبي الرياضية

 جورج بوش : أربع سنوات أخرى

منذ متى أصبحت "عالمية" كلمة قذرة

من المسئول عن تلويث كوكبنا

إلى أين من هنا

حماية بيئة دبي البحرية

قناة السويس ... تاريخ الصراع و التعاون

نساء خلدهن التاريخ ... أم سلمة .. أم المومنين

ابن الهيثم ... مؤسس علم الضوء

مدرسة الإمارات الدولية

 مناسبة لا تنسى ... البطل الاأولمبي لشيخ أحمد حشرآلمكتوم

الحبتور للمشاريع الهندسية ...مدينة جميرا

لماذا يجب على كيري أن يربح الانتخابات

طيور الكنارى في منجم الفحم

أخـبـار الحبتــور

مــــــن نحـــــــن

اتصلـوا بنـــا

بقلم: ليندا هيرد

وافقت روسيا أخيراً، في خطوة مفاجئة قوبلت بترحيب كبير في 30 سبتمبر الماضي على المصادقة على معاهدة كيوتو بخصوص التسخن الأرضي والتي كانت قد توصلت لها أكثر من 150 دولة في ديسمبر 1997. وبموجب هذه المعاهدة تلتزم الدول الموقعة عليها بتقليص أحجام الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل يبلغ ثمانية في المائة بحلول عام 2010. وروسيا وحدها هي المسؤولة عن 17% من هذه الانبعاثات الغازية في العالم.

معدلات ثاني أكسيد الكربون في كوكب الأرض هي حالياً في أعلى مستوى لها منذ 420 ألف عام، مما حدى باللجنة الدولية للتغيير المناخي للتحذير من أنه ما لم يتم تقليص معدلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض وبشكل كبير فإن معدل الحرارة سيرتفع 5.8 درجة مئوية بحلول عام 2100. وتحقيق مثل هذا التخفيض يتطلب التقليص الشديد للانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري بما لا يقل عن 80 في المائة بحلول عام 2050 على أبعد تقدير.

غازات ظاهرة الاحتباس الحراري تسمى بهذا الاسم لأن مفعولها في الغلاف الجوي يشبه مفعول الألواح الزجاجية في البيوت الزجاجيةالمستخدمة في الزراعة المحمية وهي حبس الحرارة ومنعها من النفاذ للخارج. إن حرق الفحم الحجري والغاز الطبيعي يزيد من تركيز هذه الغازات في الغلاف الجوي للأرض، والمصادر الرئيسية لهذه الغازات هي محطات إنتاج الطاقة والسيارات التي تحرق سيلاً لا ينتهي من البنزين إضافة إلى أن قطع وحرق الأخشاب والقضاء على الغابات يفاقم حدة المشكلة.

لكن ما يثير الصدمة هو أن الولايات المتحدة المسؤولة عن أضخم الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق أنواع الوقود الأحفوري في العالم، قد امتنعت حتى الآن عن التوقيع على معاهدة كيوتو. ورغم أن الأمريكيين لا يمثلون سوى 4.5% من تعداد سكان العالم، فإنهم مسؤولون عن ربع الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري في العالم كله.

وأستراليا الحليفة لأمريكا – وهي من أكبر المسببين للتلوث أيضاً – قد اختارت على نحو مخجل بدورها المضي في طريق "ماشي الحال". 0.3% من تعداد البشرية يعيشون في أستراليا لكنهم أصحاب النسبة الأعلى لحصة الفرد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم.

رغم الضغوط الدولية المكثفة واصل الرئيس جورج بوش الامتناع حتى عن مجرد التفكير في توقيع معاهدة كيوتو – رغم أن سلفه قد وافق من ناحية المبدأ على تقليص الانبعاثات الغازية بنسبة سبعة في المائة – ذلك أنه يضع مصالح الجيوب المنتفخة لأصدقائه من أصحاب الشركات قبل مصلحة الكوكب.

بين هؤلاء الأصدقاء أسماء قوية في تحالف النفط والسلطة وشركات السيارات الذين ينكرون تسببهم بأي ضرر للبيئة والذين أنفقوا ملايين الدولارات لتكذيب الأدلة العلمية التي تثبت ظاهرة الاحتباس الحراري.

من بين هؤلاء شركات أموكو وشيفرون وكرايزلر وإكسون وفورد وجنرال موتورز وغوديير وموبيل وتكساكو ويونيون كاربايد وأميركان إلكتريك باور ووسترن فيولز. ورغم أن كل المزاعم المضادة التي يطلقها هؤلاء لا تجد من يهتم بها أو يصدقها في الشارع الأمريكي إلا أنها تكتسب قوة حين تقال في البيت الأبيض والكونغرس والكثير من هؤلاء هم من المتبرعين لحملة بوش – تشيني الانتخابية.

في أوائل 2001 شكل جورج بوش فريق عمل للطاقة يرأسه نائب الرئيس ديك تشيني لوضع سياسة وطنية للطاقة وظلت النتائج التي توصل إليها الفريق سراً إلى أن أعلن عن بعضها بأمر من القضاء في عام 2002.

وهذه النتائج المعلنة رغم عملية الرقابة الشديدة التي خضعت لها قبل الكشف عنها، كشفت أن إدارة بوش قد استمدت قدراً كبيراً من المشورات من شركات الخدمات والنفط والغاز والفحم والطاقة النووية وضمنت توصياتها – كلمة بكلمة في غالب الأحيان – في خططها الخاصة بالطاقة، وهذه الخطط لم تتضمن سوى القليل، هذا إن كان موجوداً أصلاً- من الاهتمام بمسألة الاحتباس الحراري.

إن ظاهرة التسخين الأرضي الناجمة عن نشاطات الإنسان المسببة لإطلاق غازات تحتبس الحرارة في الغلاف الجوي يمكن بل ويجب التعامل معها من قبل كل قادة العالم. فمستقبل البشرية هو في أيدي هؤلاء، الأمر الذي يجعل المواقف الانعزالية من جانب الولايات المتحدة وأستراليا غير مفهومة وغير مقبولة نهائياً.

بالحكم على الأمر بناء على السجلات الإحصائية المتوفرة ربما يكون الوضع قد أصبح متردياً منذ الآن. فالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة قد أكدت أن العام الماضي كان في المرتبة الثالثة لأكثر الأعوام حرارة منذ عرف الإنسان أول سجلات الطقس في ستينيات القرن التاسع عشر. أما عام 2002 فكان في المرتبة الثالثة فيما كان عام 1998 في المرتبة الأولى.

على مدى مائة عام مضت، ارتفع معدل حرارة الأرض ست درجات مئوية، فيما أتت عشرة من أكثر 18 عاماً حرارة خلال 14 سنة مضت.

ما الذي فعلناه؟

لقد أظهرت الدراسات أن النباتات والحيوانات أخذت تغير من سلوكها ومواطنها نتيجة للتحولات المناخية. أنجيلا إيس، مؤرخة العلوم ومؤلفة كتاب "ما الذي فعلناه؟" تقول لمجلة نيو ساينتيست إن أشكال الحياة البرية في القطب الشمالي مثل الدببة القطبية قد بدأت مسبقاً تعاني من التسخن الحراري.

وتقول: "اعتادت الدببة القطبية الاعتماد على الجليد الطافي على سطح البحر للوصول إلى فرائسها، لكن حين بدأ هذا الجليد بالذوبان أخذت الدببة تموت بالقطعان" وتحذر من أن حيوانات الرنة تتعرض للمصير نفسه ويحتمل أن تنقرض بحلول عام 2110.

التغييرات البيئية قد حدثت بالفعل مع تراجع الأنهار الجليدية في الجبال، فمنذ عام 1900 تقلص حجم الأنهار الجليدية في جبال الألب الأوروبية 50% فيما فقد الغطاء الجليدي في المنطقة القطبية الشمالية 40% من سمكه خلال 40 عاماً مضت. هذه التحولات مسؤولة جزئياً عن ارتفاع مستوى سطح البحر الذي زاد بسرعة تزيد ثلاث مرات خلال مئة سنة مضت عن زيادته خلال ثلاثة آلاف عام قبلها.

ويقول الصندوق العالمي للحياة البرية أن مليارات البشر سيواجهون نقصاً حاداً في المياه إذا ما ذابت الأنهار الجليدية في العالم. ودول مثل الإكوادور وبوليفيا وبيرو ستكون الأكثر تأثراً فيما ستعاني جبال الهمالايا من خطر الطوفانات.

ويحذر العلماء من أن كوكبنا إذا ما واصل تسخنه فقد نواجه عواقب كارثية. من بين أكثر هذه العواقب قسوة ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات الضخمة والأعاصير المدمرة والعواصف وموجات الحر والجفاف التي ستؤدي إلى تراجع مخزونات الماء العذب وخراب المعائش والممتلكات وانتشار الأمراض المعدية التي تحملها الحشرات والقوارض. والشعوب الأكثر فقراً في العالم، كما هو معتاد، ستتحمل الجزء الأكبر من هذه الكوارث.

ومع أن إيس تحذر من أن بعض أجزاء العالم تستعد لشيوع ظاهرة النينو، فإن الأروبيين الشماليين "سيتمتعون بمناخ أفضل مما عاشه أجدادهم". غير أن هذا يترافق مع التحذير من أنهم "يجب أن لا يشعروا بسعادة كبيرة لأنه قد يحدث تغيير غريب غير متوقع."

وتشرح هذا التغيير بالقول: "لأن المحيطات ستصبح أكثر دفئاً مما هي عليه عادة، ولأن هناك الكثير من الماء العذب سيتدفق الى المحيط الأطلسي، فإن ماء البحر يبدو وكأنه سيصبح أقل كثافة بكثير. وبالتالي فإن الجليد ربما يأخذ في الغوص بدلاً من الطوفان على سطح البحر، وإذا ما حدث ذلك فإن كل هذه التسخن سينقلب في بريطانيا وشمال أوروبا لتشهدا عصراً جليدياً مصغراً."

روس جيلسبان مؤلف "الحرارة تتزايد: أزمة المناخ والحلول" يعتقد أنه ستحدث حالة طوارئ دائمة نتيجة للتغير المناخي، ويقول إنه "قبل وقت طويل من تهاوي أنظمة الكوكب البيئية، ستتفكك الديمقراطيات بفعل ضغوط الكوارث البيئية ونتائجها الاجتماعية."

إذا ما الذي يمكن فعله لتجنب هذا التحول المخيف؟

تقترح مجموعة بحوث الصالح العام الأمريكية زيادة كفاءة الوقود في السيارات إلى 45 ميل/غالون و 34ميل/غالون للشاحنات الخفيفة ووضع حد أعلى لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محطات انتاج الكهرباء وتقليص التلوث المسبب للمطر الحامضي وغيوم الدخان والأمراض التنفسية وإحداث نقلة في الاستثمار من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. كما توصي المجموعة أيضاً بأن توقع الولايات المتحدة على معاهدة كيوتو.

ماذا نشرب؟

مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية الأمريكي يلقي باللائمة على إدارة بوش لأنها "تجعل المشكلات أكثر سوءاً بدلاً من إصلاحها. وهذه الإدارة التي من الواضح أنها مهتمة بحماية مصالح الشركات المسببة للتلوث أكثر من اهتمامها بحماية الصحة العامة، تخوض حملة لتقييد القوانين الحالية وإفشال الجهود الرامية لتعزيز معايير ضبط التلوث الراهنة وتقليص الأموال المخصصة لحماية نوعية مياه الشرب."

في الدراسة المعمقة التي أجراها المجلس لنوعية مياه الشرب في 19 مدينة أمريكية تحت عنوان "ماذا نشرب؟" يقول إن مياه الشرب ملوثة وتشكل خطراً صحياً بالنسبة لبعض السكان، ويشير إلى أنه تم العثور في هذه المياه على معدن الرصاص والجراثيم ونواتج ثانوية مسرطنة لمعالجة المياه بالكلور والتي تسبب أحياناً أمراضاً تناسلية إضافة إلى الزرنيخ والرادون ووقود الصواريخ. وتطلب الدراسة من الكونغرس العمل على تعزيز قوانين ومعايير التلوث لحماية نقاء وسلامة مياه الشرب في الولايات المتحدة كما تطالب بوقف الهجمة الواسعة من قبل الإدارة على الحمايات التي يوفرها قانون الماء النظيف.

بدورها تقول الوكالة الأمريكية لحماية البيئة إن ثلث البحيرات وربع الأنهار في الولايات المتحدة ملوثة بالزئبق وغيره من السموم مما قد يسبب مشكلات صحية للأطفال والحوامل اللذين يأكلون لحوم الأسماك. ورغم أنه من النادر تعرض البالغين الذين يأكلون لحوم سمك ملوثة بالزئبق لمشكلات صحية، فإن الجهاز العصبي للأطفال والرضع يمكن أن يتعرض لأضرار شديدة أثناء تشكله وهم أجنة.

بحيرة تشامبلن وبحيرة ميشيغان وخليج سان فرانسيسكو ونهر كولومبيا في الشمال الغربي الأمريكي هي من أكثر موارد المياه تلوثاً بالزئبق الذي يعتقد أنه يأتي أساساً من الأفران الصناعية ومحطات الكهرباء التي تعمل بالفحم الحجري.

من أشهر المدافعين عن الماء النظيف في أمريكا إرين بروكوفيتش. فبعد تعرضها لحادث سيارة خطير، رجت هذه السيدة والأم لثلاثة أطفال وغير الحاصلة على تعليم نظامي شركة قانونية في كاليفورنيا لإعطائها وظيفة حافظة أرشيف، وفيما كانت تقلب السجلات اكتشفت أن هناك تجمعاً سكانياً بأكمله يعاني من مشكلات صحية خطيرة ناجمة عن مصدر ماء الشرب في المنطقة التي يعيشون فيها.

بعد أن أقنعت رئيسها في العمل المعارض للفكرة بداية بأن تتابع القضية، فازت بثقة السكان وجمعت أكثر من 600 توكيل لرفع دعوى قضائية. والنتيجة أن شركة باسيفيك للغاز والكهرباء المسؤولة عن تسرب عنصر الكروم6 إلى المياه الجوفية من إحدى محطاتها المجاورة أجبرت على دفع تعويضات بلغت 333 مليون دولار أمريكي. قصة بروكوفيتش تحولت لاحقاً إلى فيلم حصل على ترشيح لجائزة الأوسكار لعبت بطولته جوليا روبرتس.

هواء قذر

الوكالة الأمريكية لحماية البيئة تقدر أن 120 مليون أمريكي يعيشون في مناطق يسودها هواء غير صحي. وهذا الوضع يفاقم من أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو وانتفاخ الرئة وحتى الوفاة المبكرة. الهواء الملوث يضر بالبيئة أيضاً حيث يتسبب بالمطر الحامضي ومشكلة الأوزون المضرة بالأشجار والمحاصيل والتسمم بالزئبق ويساهم في الاحتباس الحراري. وتقول أن محطات الكهرباء هي المصدر الصناعي الفردي الأضخم لبعض من أسوأ أشكال تلوث الهواء.

في العام الماضي خرجت إدارة بوش بمبادرة للهواء النظيف أسمتها "السماء الصافية." غير أن مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية يقول إن "السماء الصافية" مغالطة لأنها تضعف من الحمايات المطلوبة للصحة والمنصوص عنها مسبقاً في قانون الهواء النظيف. تنص المبادرة على وضع معدلات جديدة مستهدفة لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريب والزئبق وثاني أكسيد الآزوت من محطات الكهرباء الأمريكية، إلا أن هذه المعدلات هي أضعف من تلك التي تفرضها القوانين الحالية. أضف لذلك أن "السماء النظيفة" لا تأتي أبداً على ذكر وضح حدود لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو التهديدات الأخرى المسببة للتسخن الأرضي.

المدينة الأكثر تلوثاً

فيما لا يوجد أدنى شك إن إدارة بوش هي من بين أكثر الحكومات المناوئة لقضايا البيئة التي عرفتها الولايات المتحدة في الزمن المعاصر، فإن المدن الأمريكية تبقى أفضل حالاً بكثير من المدينة الأكثر تلوثاً في العالم. في مكسيكو سيتي، نادراً ما يستخدم الأطفال اللون الأزرق وهم يرسمون السماء. معهد الموارد العالمية الأمريكي اعتبر العاصمة المكسيكية "أكثر مدن العالم خطراً على صحة الأطفال نتيجة تلوث الهواء" وبعدها بفارق ليس كبيراً تأتي كل من بكين ثم شنغهاي وطهران وكلكتا.

أفلم يحن الوقت لقادتنا ليمضوا وقتاً أقل في تعقب الأشباح وليركزوا أكثر على حماية الكوكب ليس لنا فحسب بل وللأجيال المقبلة.

هل أصبحنا مستعدين فعلاً لنخلف ورائنا تركة من الهواء الملوث والمياه المسممة وثقباً في طبقة الأوزون تكون أكبر بكثير من أن يتم إصلاحها لمجرد أن الشركات الدولية الكبرى تستطيع دفع بضعة دولارات إضافية للأحزاب السياسية إلى جانب مدرائها وحملة أسهمها؟  

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289