Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور  جورج بوش : أربع سنوات أخرى كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

مدينة دبي الرياضية

 جورج بوش : أربع سنوات أخرى

منذ متى أصبحت "عالمية" كلمة قذرة

من المسئول عن تلويث كوكبنا

إلى أين من هنا

حماية بيئة دبي البحرية

قناة السويس ... تاريخ الصراع و التعاون

نساء خلدهن التاريخ ... أم سلمة .. أم المومنين

ابن الهيثم ... مؤسس علم الضوء

مدرسة الإمارات الدولية

 مناسبة لا تنسى ... البطل الاأولمبي لشيخ أحمد حشرآلمكتوم

الحبتور للمشاريع الهندسية ...مدينة جميرا

لماذا يجب على كيري أن يربح الانتخابات

طيور الكنارى في منجم الفحم

أخـبـار الحبتــور

مــــــن نحـــــــن

اتصلـوا بنـــا

بقلم: د.محمود ابراهيم الديك


أبو
علي الحسن بن الحسن بن الهيثم من مواليد مدينة البصرة في العراق، ولد عام 453هـ 569م، وإذا كان الانسان ابن بيئته وتكوين مزاجه، فإن البصرة مسقط رأس الحسن بن الهيثم أنشئت في زمن خلافة عمر بن الخطاب الذي عهد إلى عقبة بن غزوان أمر بنائها، فجعلها عند تلاقي الطرق البرية والمائية، بعيداً عن النهر وعلى أطراف البادية، ومن يعاين مركزها الجغرافي، يرى إطلالتها اللطيفة على الضفة اليمنى من شط العرب، وقد وصف الرحالة مدينة البصرة بأنها إحدى المدن الاسلامية الجميلة، وقد سميت عند الأقدمين بمدينة الملون نخله لوقوعها وسط مساحات شاسعة من النخيل، وبيت المدينة بيضاء تحيط بها الخضرة، مما يدعو إلى التأمل وصفاء الذهن.

ابن الهيثم أشبه ما يكون بالجاحظ بالخلقة والهيئة والتكوين، فكان شديد في قصر القامة ونحول الجسم، واسع العينين عالي الجبهة، حاد الذكاء متوقد الذهن، كان يجلس تحت النخيل ويتأمل طويلاً في الضوء المنبعث من خلال النخيل. وكانت حدة بصره مجتمعة مع صفاء ذهنه وذكائه، وفي جو البصرة البديع، أصبح أمهر علماء (البصريات) بالإضافة إلى علم الرياضيات والهندسة، والفلسفة، والفلك، والصيدلة، وعلم النبات، وعلوم الشريعة.

عاصر ابن الهيثم من الفلاسفة والمشتغلين بالطب والرياضيات والفلك والكيمياء كل من الفارابي، وابن سينا، والرازي، والخوارزمي، وابن عبد ربه، وابن النديم، والاصفهاني وغيرهم من العلماء الأفذاذ، وعاش في جو علمي على الرغم من الحالة السياسية السيئة في عصره. وكان زاهداً في الدنيا. لا هم له إلا طلب العلم،فراح يعكف على قراءة كل ما وقع في يده من مؤلفات أهل المعرفة، من الهند والفرس واليونان وقدماء المصريين، وعلوم المعاصرين له وغير المعاصرين، حتى أصبح موسوعة شاملة، ولأن العراق كانت مهوى الثقافة، وحاضنة الحضارة.القديمة، وبها المكتبات والعلوم ما أكسب ابن الهيثمسعة الأفق وحدة الذكاء، فبغداد والكوفة والبصرة والقاهرة والشام أصبحت جميعاً تمثل حركةالعلماء لطلب العلم، وازدهرت الرحلات العلمية طلباً للمعرفة وكسب الشهرة، والوصول إلى الحقيقة العلمية.

كان ابن الهيثم مولعاً بالأرقام والحسابات، منبغ في هذا المجال وعرف نبوغه اهل البصرة، وذاع صيته في هندسة البناء، ويذكر أن سكان البصرة كانوا يرجعون إليه في تصميم بيوتهم وهندستها، ولأنه برع في علم الحساب، لجأ إليه الأمراء ليكون كاتب حساباتهم فعين في ديوان البصرة، ولم يمض عليه وقت حتى أدرك أن الوظيفة قد أعاقته عن التوسع في طلب العلم، فلم يجد وسيلة للخلاص من العمل الوظيفي إلا التظاهر بالمرض، مما حمل والي البصرة على إعفائه من عمله. وكانت هذه من أمنيته، فرحل إلى بغداد وكان وكان عمره قد جاوز الثلاثين، فمكث في بغداد فترة يتردد على «بيت الحكمة» تلك المكتبة الضخمة التي أنشأها المأمون الخليفة العباسي، وكانت تحتوي على شتى العلوم المنقولة من اليونان وفارس، والروم بالإضافةإلى المترجمات الموسوعة في جميع فنون العلم، فاطلع على شتى العلوم الهندسية، والطبية، والفلكية وغيرها. ثم رحل ابن الهيثم إلى بلاد الشام ثلاثين كتاباً في الطب للطبيب اليوناني «جالينوس» مما زاد في مكانته عند الأمراء والوثوق به. وأغدقو عليه من المال الكثير ولكنه ما كانت هذه غايته وما كان يدخر إلا ما يكفيه لرحلاته العلمية.

قرر ابن الهيثم الرحيل إلى مصر لعلمه أن فيها من المكتبات والعلماء ما يدفعهإلى الرحيل إليها، فكانت في القاهرة دار الحكمة ودار العلم ومئات الألوف من الكتب في شتى ضروب العلم في الفلسفة والأخلاق والرياضيات والطب والفلك وكان صيته قد بلغ مصر. وكان يقول بعد أن اطلع على خارطة النيل ومصر:’’لو أننا احتجزنا الماء الضائع في البحر من سنوات ما كان أهل مصر يواجهون محنة اقتصادية...’’

خرج الحسن بن الهيثم قاصداً القاهرة، فلما كان على مشارفها، وإذا بالجموع على مشارفها لاستقباله وعلى رأسهم الحاكم بأمر الله، استقبله بحفاوة نادرة، وسار بهإلى مايعرف اليوم بكبري القبة، وأدخله قصره يحيطه الأمراء والوزراء، وأسكنه القصر مرحباً بعالم البصرة، وتحوطه الرعايه والاهتمام.

وبعد أيام سأله الحاكم عن مشروعه في احتجاز مياه النيل قائلاً له: ‘’يا ابن الهيثم: أين وعدك الذي وعدتنا؟ فقال له ابن الهيثم: وما هو وعدي لكم؟ قال الحاكم: هذا السد الذي سيحجز ماء النيل حتى لا يضيع في البحر ويبقى الماء خلفه لسنوات الجذب والجفاف. فتأمن مصر شر الأخطار. وكان ابن الهيثم يفكر في بناء س(د خراسان) وهو ما سمي حديثاً بالسد العالي وذلك قبل أن يفكر في بناءه المهندسون المصريون. فاقترح الحاكم بأمر الله أن يخرج ابن الهيثم في رحلة طويلة مع المهندسين ومن له خبرة في العمارة لينظروا كيف سينفذ المشروع، وفعلاً خرج ابن الهيثم ومعه عدد من العلماء من المهندسين والبنائين ومعه البيانات والرسومات، ولكنه عندما وصل إلى الجنادل وشاهد المكان المرتفع الذي ينحدر منه مياه النيل، أدرك أن الإمكانات البشرية لا تستطيع بناء السد بدون آلات تعين العاملين على بناء السد، وإذا بدأه بجهود العمال، فيحتاج المشروع إلى سنين طويلة، وأموال وفيرة طائلة لتنفيذ مشروعه، فعاد وهو يساوره الأسى، وذكر للحاكم بأمر الله ما قصده ابن الهيثم، حيث قال له إن فكرتك صحيحة والعمل يحتاج لى عشرات السنين.

عكف ابن الهيثم على التأليف والمطالعة في مصر، ووفد إليه الطلاب من كل مكان يعلمهم أصول البحث العلمي وكان مثالياً في أخلاقه وسلوكه لا يضيق بطلابه على الرغم من كثرة مشاغله العلمية.

في مجال البصريات اعتمد ابن الهيثم على أبحاث السابقين، ولكنه أضاف إضافات جديدة، فبرهن على أن الضوء في الوسط المتجانس ينتشر في خط مستقيم، فلكي تستطيع العين أن ترى ضوء الشمعة مثلاً من خلال ثقب في الجدار، يجب أن تكون هي والجزء المضيء من الشمعة في خط مستقيم واحد. والضوء في نظر ابن الهيثم ينعكس عن الأجسام الصقيلة على مثل ارتداد الكرة عن جدار أو جسم صلب حين تصطدم به، وع مراعاة الفوارق بين هذين النوعين من الانعكاس، كما حدد ابن الهيثم الانعكاس الضوئي، وطبيعة الانعكاسات الضوئية. فهو أول من اكتشف آلات التصوير بحق. ومنع استعان أصحاب الكاميرات في نقل الصورة وتكبيرها.

درس ابن الهيثم العين وكيف تبصر، وتركيبة العين ووظيفة كل طبقة من طبقات العين في الرؤية. فتحدث عن الشحمة البيضاء بما يسمى بياض العين، والحدقة، وبؤبؤ العين. والزجاجية والشبكية، وكيفية الإبصار، وأن العين آلة تستقبل صور المرئيات وأنها تتفعل بالضوء وتتأثر به، ولكنها لا تولد الأضواء أو الشعاع. ووضع شروطاً للتبصار الصحيح وهذه الشروط هي:

1- أن يكون الجسم مقابلاً للعين.

2- أن يكون مضيئاً بذاته أو تحت شعاع ملقى عليه.

3- أن يكون على قدر معين حجماً وكثافة.

4- أن يكون على خط اتجاه البصر وعلى بعد محدد من العين.

كما حدد ابن الهيثم أخطاء الابصار، وكيف تعالج العين، وتكلم عن المكبرات، مما أثته العلم الحديث، فأصبح العالم الأول في هذا المجال.

من أقوال ابن الهيثم:

1- الحق مطلوب لذاته، وكل وطلوب لذاته فليس يعني طالبه غير وجوده، ووجود الحق صعب، والطريق إليه يحتاج إلى بحث مستمر

.2- قدمت لي الحياة، ويجب أن أقدم لها بما يفيد البشرية من بعدي، وأرجو أن يجد الناس في كتبي بعد موتي الفائدة.

مؤلفات ابن الهيثم العلمية

:مؤلفات ابن الهيثم تزيد على الثلاثين كتاباً منها:

كتاب المناظر. كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب شرح أصول اقليدس في الهندسة، كتاب في الأشكال الهلالية، كتاب صورة الكسوف، وكتاب اختلاف مناظر القمر،كتاب في هيئة العالم، مقالة في التحليل والتركيب، كتاب في البحث العلمي وأصوله.

أخذ علماء الشرق والغرب عن ابن الهيثم، وشهدت له كل المحافل العلمية بالفضل وسعة العلم، أخذ عنه (نبيكون) العالم الإيرلندي، والإيطالي (ديلابورت) الذي اخترع الفانوس السحري، وكل المشتغلين في علم الضوء والابصار، حتى تجلت عند علماء العصر الأقمار الصناعية وانعكاس صور الفضاء على الأرض.

قدم ابن الهيثم للبشرية الكثير، درس العلماء على يديه، ظل عقله نشطاً وعمله مستمراً حتى في حالة مرضه، وبقي القلم والكتاب سلواه إلى أن أدركته المنية في مدينة القاهرة عام 134هـ الموافقة 8301 للميلاد، عاش رحمه الله سبعاً وسبعين سنة حافلة بالعطاء العلمي في شتى العلوم، وكان يقول: ‘’الحياة أمانة الله. يجب أن نؤديها على مراده، والمرد إليه، يسأل كل عامل عن عمله، وكل عالم عن علمه.

حقاً.. العلم لا وطن له. ولد ي البصرة ومات في القاهرة، والأرض لله يرثها ومن عليها

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289