Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور  جورج بوش : أربع سنوات أخرى كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

مدينة دبي الرياضية

 جورج بوش : أربع سنوات أخرى

منذ متى أصبحت "عالمية" كلمة قذرة

من المسئول عن تلويث كوكبنا

إلى أين من هنا

حماية بيئة دبي البحرية

قناة السويس ... تاريخ الصراع و التعاون

نساء خلدهن التاريخ ... أم سلمة .. أم المومنين

ابن الهيثم ... مؤسس علم الضوء

مدرسة الإمارات الدولية

 مناسبة لا تنسى ... البطل الاأولمبي لشيخ أحمد حشرآلمكتوم

الحبتور للمشاريع الهندسية ...مدينة جميرا

لماذا يجب على كيري أن يربح الانتخابات

طيور الكنارى في منجم الفحم

أخـبـار الحبتــور

مــــــن نحـــــــن

اتصلـوا بنـــا

بقلم: ليندا هيرد

غالبية البشر من غير الأمريكيين، وبمن فيهم الأوروبيون والعرب، مع ما يقارب 50 مليونا من الناخبين الأمريكيين كانوا يأملون أن يقولوا في 2 نوفمبـر وداعا لجورج بوش وأعوانه، ومناصري إسرائيل والأغبياء من الملوحين بالأعلام والمتطرفين من اليمين المتدين. لكن الأمر لم يسر على هواهم. والآن بعد أن انتهى مفعول الصدمة، حان وقت التفكير بأسباب ذلك وبما ستعنيه أربع سنوات أخرى من إدارة بوش لأمريكا وللعالم أجمع.

لم يحدث في تاريخ أمريكا قط ذلك الاستقطاب الذي سبق الانتخابات. لقد أصبح هناك أمريكتان في إحداهما صوت 50 مليون ناخب لإنهاء عهد بوش بحروبه التي لا تنتهي والعودة إلى حضن المؤسسات والقوانين الدولية، فيما صوت 54 مليونا آخرون لصالح فرض ما يزعمون أنه "مبادئهم وقيمهم" على الآخرين وإثبات تفوقهم عليهم.

لقد أجريت استطلاعات عديدة، وأظهرت جميعها تقارب المرشحين، فيما بين استطلاع الناخبين الخارجين من صناديق الاقتراع أن كيري سيفوز حتما. وكان الديمقراطيون يعرفون أن إقبال الناخبين الكثيف يعتبر سابقة في حد ذاته، وهو ما كانوا يعتبرونه يصب في خانة مرشحهم، فضلاً عن أنهم يؤمنون بأن جون كيري فعل ما يكفي للتأثير في الأمريكيين المتحدرين من أصول اسبانية أو أفريقية أو أصحاب الأعمال في الولايات المتذبذبة، بنسلفانيا، فلوريدا وأوهايو. وكان كيري المرشح المفضل للناخبات الإناث وللشبان ممن تقل أعمارهم عن 25 سنة.

ثم جاءت المفاجأة. فلوريدا أعطت أصواتها لبوش وكذلك فعلت أوهايو، وهذه الأخيرة بفرق ضئيل.

وعلى الرغم من أن الأصوات المشروطة وأصوات الغائبين بقيت بدون حساب في أوهايو، وتصاعد المزاعم بإرهاب الناخبين والتلاعب بماكينات التصويت الإلكترونية، فإن المنافس الديمقراطي اعترف بالهزيمة بصورة كريمة وهو يبالغ دموعه تماما مثل ما فعل سلفه آل غور عام 2000.

 

ماذا حدث إذن؟؟ يرى البعض أن كيري لم يكن قاسيا بما فيه الكفاية عندما يتعلق الأمر بفضح أعوان بوش بشأن الحرب غير المشروعة في العراق، ولم يكن حازماً بما فيه الكفاية في الإفصاح عن نيته بإعادة الجنود الأمريكيين من ميادين القتال.

يقول آخرون أيضا أنه كان ببساطة يفتقر إلى الجاذبية الشخصية التي يقال أن جورج بوش كان سيداً في مجالها رغم كونه مليونيرا وخريج جامعة يال وينتمي إلى نفس الطبقة المخملية مثل كيري.

إلا أن آخرين يؤمنون أن النتيجة النهائية انبثقت عن قضايا أخلاقية أو اجتماعية، مثل مزايا أبحاث الخلايا، الزواج المثلي وغير ذلك. إلا أنه في التحليل النهائي، فإن كيري لم يزد عن كونه "أي شخص ما عدا بوش". وقد أنفقت ملايين الدولارات من أجل القضاء على مصداقيته واتهامه بالتقلب، في الوقت الذي اتحد فيه كثير من رفاقه في فيتنام لنشر الإعلانات التي اشتهرت باسم "سويفت بوت"، وذلك في محاولة لتشويه سمعة الخدمة العسكرية لكيري.

 
في نفس الوقت كان القائمون على الحملة الجمهورية يستغلون بإبداع عامل الخوف بإعلانات تلفزيونية تظهر أعداء أمريكا بصورة ذئاب متوحشة أو تظهر توابيت ضحايا 11 سبتمبـر المغطاة بالأعلام لإثارة العواطف الوطنية.

وقبل الانتخابات بأيام ظهر عدو أمريكا أسامة بن لادن، متأنقاً ومرتاحاً، من حيث لا يتوقع أحد ظهوره ليهدد أمريكا بالويل والثبور في حالة بقاء القائد الأعلى لقواتهم المسلحة مع أعوانه في المكتب البيضاوي. ومن أجل فرض المزيد من الخوف، أذاعت شبكة فوكس نيوز المعروفة بأنها ذراع بوش الإعلامية شريط فيديو يظهر الإرهابي الأمريكي الذي اعتنق الإسلام، آدم بيرلمان. وقد هدد في الشريط الذي تحدث فيه ووجه مغطى بتنفيذ هجمات أسوأ من 11 سبتمبر وأن يجعل الدماء تسيل في شوارع أمريكا. وعلى عكس ما كان منتظراً من أن تؤدي هذه الأشرطة إلى ترجيح كفة بوش في نيويورك وكاليفورنيا وبوسطن وواشنطن فإنها لم تترك أثراً هناك. بل إن 90% من ناخبي واشنطن اختاروا كيري.

ولربما كان العامل الأكثر حسما في هذه الانتخابات هو تعزيز قوة أنصار بوش المتطرفين من المسيحيين الإنجيليين الذين يبلغ عددهم كما يقال 70 مليونا. وبوش لا يخفي حقيقة انتمائه إلى جماعة الولادة الجديدة، وذلك بفضل صديق عائلته المبشر بيلي غراهام الذي عمده وحوله إلى الشخص المغاير في العائلة كلها. ففي كل خطاب كان يلقيه يتعمد بوش إرسال إشارات سرية لتلك المجموعة تقول لهم إنه واحد منهم، وأوضح بجلاء أنه يدير حكومة مبنية على الإيمان.

يؤمن بوش أن الخالق موجود في بيته الأبيض يوجه قراراته، ويشاركه في ذلك عدد كبير من المبشرين التلفزيونيين ورؤساء الجامعات المعمدانية، والذين جندوا كل أنصارهم للذهاب إلى مراكز الاقتراع وشارك الزعماء الكاثوليكيون كذلك في تلك الجهود، وحذر بعضهم أعضاء كنائسهم من جحيم أزلي فيما لو انتخبوا كيري، وهو نفسه كاثوليكي أيضاً.

ومن المرعب أن قطاعا كبيراً من المجتمع الأنجليكاني متلهف على حدوث الجزء الأخير من سيناريو أرماجيدون كمقدمة للعودة الثانية للسيد المسيح. لكنهم قبل ذلك الحدث الكارثي يؤمنون بأن اليهود يجب أن يقوموا بتشييد معبد ثالث في القدس وفي موقع الحرم الشريف الذي يضم المسجد الأقصى بقبته الذهبية.

هذا هو السبب الذي يدفع معظم الإنجيليين للوقوف مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، ويمكن أن يفسر أيضاً لماذا أظهر جورج بوش ذلك الانحياز المحموم لشارون  والعداء غير المنطقي لياسر عرفات. ومما يؤيد هذه النظرية تعيينه لهذا العدد من الصقور المناصرين لإسرائيل مثل إليوت أبرامز، ريتشارد بيرل، دونالد ولفوفيتش، وديفيد فروم "صاحب نظرية محور الشر المعروفة".

إن العديد من منتقدي بوش يتهمونه بأنه يخلط تماما عملية الفصل الدستورية بين الدولة والكنيسة، وأنه يجعل الإيمان الديني قبل الحوار والمنطق. لكنه ينفي ذلك قائلاً أنه أقسم على حماية الدستور وحرية العبادة المشمولة به.

الأمتان الأمريكيتان

لقد أصبح واضحا أن الولايات المتحدة منقسمة إلى أمتين تكره كل منهما الأخرى بحقد غير مسبوق فالبلدات الصغيرة في وسط أمريكا وولايتي الكاوبوي، تكساس وأريزونا، والمناطق المعمدانية الجنوبية تنظر إلى السواحل الغربية والشرقية كمناطق يسكنها يساريون بعيدين عن الأخلاق ومتلونين بأكثر من وجه. وبالمقابل فإن أهل كاليفورنيا وبوسطن ونيويورك ينظرون إلى أنصار بوش على أنهم لا يعبأون بشيء قدر الأناشيد الدينية.

بل إن البعض يحذر من حرب أهلية إيديولوجية وشيكة ويعبر كروان، وهو ديمقراطي غاضب يكتب في موقع رينس اليساري عن معظم ذلك بقوله "لقد أوينا إلى أسرتنا في 2 نوفمبر ونحن نعتقد أننا ما زلنا أمريكيين، ثم استيقظنا عند شروق الشمس في 3 نوفمبر لنكتشف أن 48% منا أصبحوا الآن شعبا بلا وطن." ولا شك بأنه ينبغي عدم الاستخفاف بهذه المشاعر إطلاقا.

ويواصل الكاتب قوله "قاتلوا أولئك الذين يستولون على بلادكم كما لو كانوا يرتدون أزياء أجنبية.. لقد ذهبت أمريكا، وماتت الفكرة وتحول شعبها إلى ما يجسد أسوأ المخاوف – جمهورا من المغفلين المتطرفين الذين تمتلئ أعينهم بالحقد الديني، وتفوح من مسامهم رائحة ضحاياهم."

إن غضب وقرف بن تريب في كاونتر بانش واضح أيضاً. فهو يقول "إن الناخب الأمريكي العادي تحول إلى نذل من الدرجة الأولى, فهذا النموذج التعيس يمتلك ذكاء بطاقة تعزية وشجاعة أرنب مجزوز الفرو، وأخلاق بائع مخدرات في ساحة مدرسة، وكرامة فلس مزيف إبداع بائع توابيت مستعملة".

ويستطرد تريب قائلا "كيف تجرؤن على التصويت ضد الأمريكيين الآخرين؟ هل هذا هو ما انتهت إليه الأخلاق اليوم: كلمة ترمز إلى الحقد؟ كم مليونا من الناس المسمومين قاموا وهم ينشدون الأناشيد الدينية بالتصويت ليس لصالح بوش بل ضد .... السود والشماليين والنساء العازبات والأطفال الفقراء؟ ماذا حدث لكم جميعا حتى تنحصر أمنيتكم في هذه الحياة بأن تركلوا شخصا ضعيفا؟ "

 

وفي مقالته المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز المعروفة يوم 5 نوفمبر كتب بول كروغمان "لست أرتجي فضائح وإخفاقات أكثر وأسوأ خلال مدة رئاسة بوش الثانية، لكني أتوقعها. إن عودة بروز القاعدة، والمأزق الواضح في العراق وانفجار العجز الحكومي، والإخفاق في خلق وظائف جديدة ليست أشياء حدثت بالصدفة تحت أبصار السيد بوش. لقد كانت من نتائج سياسات رديئة صاغها أشخاص تركوا الإيديولوجية تدوس على الحقائق.

من جانبه كتب وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك في صحيفة الجارديان مقالا بعنوان " بوش سيحتفل عبر إحراق الفلوجة"، قال فيه "لقد كتب على العالم أن يعاني أربع سنوات أخرى من المواجهة التي ستوسع الهوة بين الغرب والشرق بدل أن تضيقها. وحيث أن الإرهاب لعب ذلك الدور المركزي في الانتخابات، فإنه من المثير للسخرية أن أسامة بن لادن يجب أن يكون مبتهجا بعودة جورج بوش قدر ديك تشيني."

 

وعلى الرغم من أن بوش جعجع بما معناه أنه يريد وصل ما انقطع مع حلفاء بلاده، وخصوصا منهم فرنسا وألمانيا فإن كوك يشك كثيرا في كلامه ويقول "ما يجعل تلك الشبكة من الإيديولوجيين الرجعيين خطرا على العالم هي أنهم يؤمنون بأن للمشاكل التاريخية المعقدة حلول بسيطة وعسكرية فورية."

 ويضيف كوك "ومن قواعد الإيمان عندهم أن أمريكا يجب أن يكون تحت سيطرتها جميع الإمكانيات العسكرية من أجل فرض تلك الحلول من جانب واحد. إنهم نتاج حقبة برزت فيها أمريكا كقوة عظمى وحيدة، وهم ينظرون إلى حلفائهم ليس كدليل على قوة الدبلوماسية، بل كدليل على الضعف العسكري."

وفيما يحث توني بلير على الضغط على نظيره الأمريكي للسير قدما في عملية السلام في الشرق الأوسط، فإنه لا يعلق على ذلك أملاً كبيراً، وبسبب قاعدة بوش الإنجيلية. فبوش مدين لهم بالكثير وهم يدركون ذلك.

أما المعلق النيويوركي المعروف توماس فرايدمان فيقول "مشكلتي مع الأصوليين المسيحيين الذين يؤيدون بوش ليست في حجم طاقتهم الروحية، ولا في اختلافي عنهم في الدين (فرايدمان يهودي). بل إنها تتركز في الأسلوب الذي استخدم معهم تلك الطاقة لنشر التفرقة والتعصب في الوطن والخارج."

وفي الوقت الذي أخذت الأمم فيه تفكر بذهول كيف تتصرف –باستثناء إسرائيل، روسيا، روسيا البيضاء والكويت، التي دعمت مرشحاً جمهورياً – فإن بوش المبتهج، والمتسلح بتفويض من غالبية الأمريكيين، توعد بوضوح بالمزيد مما فعل، وأعاد تأكيد التزامه بتصدير الديمقراطية للشرق الأوسط.

 

في 29 مايو 2002، تفاخر بوش في واشنطن "لدي علاقات ممتازة  مع الرئيس مبارك، ولي العهد (السعودي) عبدالله، وملك الأردن ودول ساحل الخليج. أما في يناير  من هذا العام، فقد اختلفت الصورة "الملك عبد الله ملك الأردن، ملك المغرب، أعني هناك مجموعة من الأمكنة – قطر، عمان، - أعني أمكنة تتطور – البحرين، جميعهم يطورون عادات المجتمعات الحرة. هل هذا يطمئن؟ ربما لا.

لا شك في أن علينا جميعاً توقع الأسوأ. سوريا، إيران وكوريا الشمالية تواجه الخطر، والفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى. ستستمر مراقبة المسلمين الذين يدخلون الولايات المتحدة، وفي بعض الحالات، إذلالهم، أما الأمريكيين، فليقولوا وداعاً لحرياتهم المدنية.

 

وإن كنت لم تتحول لتأييد بوش، فاصبر حتى العام 2008، عندما تتم الانتخابات الأمريكية المقبلة. فقد تواجه آنذاك معركة رئاسية بين أحد أفراد أسرة بوش – جيب بوش – أو ربما حاكم نيويورك السابق رودي جيولياني، أو حتى صاحب العضلات الأسطورية أرنولد شوارزينبرجر (شريطة تعديل الجزء من الدستور الذي يحظر على غير المولودين في أمريكا تولي الرئاسة)، بمواجهة هيلاري كلينتون. أتشعر بالانقباض؟ مؤكد.

كل ما نأمله ألا تتحقق نبوءة تيريزا هينز كيري من أن أربع سنوات أخرى تحت حكم بوش هي أربع سنوات من الجحيم. من يعرف! قد يتحول بوش في مدة رئاسته الثانية إلى محافظ مليء بالرحمة، أو ربما يتحول من محراك للحروب إلى داعية سلام. ذلك قد يتحقق مثلما قد تنمو المعكرونة على الشجر!

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289