Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور نــخــيـــــــــــل... كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفـحـة الــرئيسيــة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

نــخــيـــــــــــل...

هــــــوغـــــــو تـشــــــافــيـــــز

هــــل نشعـــــــل الحـــــروب...

نـمــــط جــــديــــــــــد مـــن ...

فـــــــــي أجـــــواء الـــعـــيــن

الـفـــــيــــنــــيــــــقــــيــــــــون

أسفـــــار ومغــــــامـــــرات ...

أسلـحــة الحــروب الـقـديــمــة

ابـــــــن رشــــــــــــــــــــــــــــد

نســــــــــاءخـــــــالـــــــــــدات

عــــــــادات الـــطعـــام فــي ...

انتشار المستحــــــاثـــــــات...

بـطـولـة دبــي لـــلتـــنــــــــس

الحبتـــور لـــلـــمــشـــــــاريــع

كـيـــف نمنـــــــع تــكـــــرار...

رســـالــة مفـتــوحـــة مـن ...

خبـــار الحبتــــور

في القرن الحادي عشر والثاني عشر للميلاد كانت الممالك المتاخمة للهند في العصور الوسطى تواجه اعتداءات متواصلة من قبل جيوش الغزنويين والأتراك. في ذلك الوقت كانت موارد هذه الممالك أكثر بكثير من موارد جيوش المسلمين المتواجدة في آسيا الوسطى والذين كانوا يهاجمون حدودها. كان المقاتلون الهنود في العصور الوسطى قد برزوا كعنوان للبسالة والشجاعة ولم يكونوا أقل إقداماً من أعدائهم بأي شكل من الأشكال. وعلى الرغم من ذلك لم تكن جيوشهم قادرة على مواجهة هجوم جيوش المسلمين التي جاء قسم منها من وراء البحار والجزء الآخر عبر ممرات سلسلة جبال هندو كوش. ومازال علماء التاريخ في العصر الحديث في حيرة من أمرهم حتى يومنا هذا حول الطريقة التي استطاع فيها جيش صغير من جنود المسلمين أن يخترق عمق الأراضي الهندية في العصور الوسطى.

لو قمنا بدراسة موضوعية لهذا الموضوع سنجد أن جيوش المسلمين عندما قدمت كانت تتألف من الفرسان على صهوات خيولهم المجهزة بشكل كامل بالسروج والركبان. وكان الجنود يرتدون الدروع المصنوعة من المعادن السميكة التي تغطي جسمهم بالكامل والخوذ المصنوعة من السلاسل والزرد  بالإضافة إلى درع من الصفائح المعدنية قادر على صد أي سلاح  يستخدمه خصومهم. وكانوا يحملون معهم السيوف والخناجر الحادة والمقوسة والمصنوعة من أفضل أنواع خلائط الحديد الذي كان شبيهاً بالفولاذ إلى حد بعيد حيث كان بمقدورها اختراق الدروع التي تغطي أجسام أعداءهم. بالإضافة لذلك فقد استعملوا مسحوق البارود الذي  يطلق من المدافع مسبباً صوتاً ووميضاً عاليين يشتتان انتباه الفيلة والخيول الموجودة مع الجيوش الهندية، لذا كان من الصعب على الهنود أن يضعوا استراتيجيات لمواجهة الهجوم الذي يتعرضون له وأن يشنوا هجمات مضادة، أو يقودوا خيالتهم في هجمات منظمة.

كتسبت جيوش المسلمين الأتراك الحنكة والخبرة في طريقة استخدام الأقواس والنبال، وعلى مر السنين  تطورت الأقواس التي يستعملونها لتصبح فيما بعد سلاحاً فتاكاً يمكن من خلاله إطلاق السهم ليصيب الهدف بدقة متناهية. وكان الرماة يرافقون الخيالة مشكلين مجموعة لا يستهان بها قادرة على إلحاق الضرر البالغ في صفوف العدو. ووفقاً لمصادر تاريخية فإن محمد بن القاسم القائد الذي انتدبه الخليفة هو أول من قام بأول هجوم على السند عام 711 للميلاد لإنقاذ المسلمين الذين تم احتجازهم كرهائن من قبل حاكم السند عندما كانوا يبحرون بسفنهم في أعالي البحار.  قامت الجيوش العربية التي كانت تسانده بقصف المدينة بالمنجنيقات والنبال، وأضرموا النار باستخدام النفط كما نجحوا بدب الرعب والفوضى بين جيوش السند. كما أجاد المسلمون استخدام الأقواس بدقة وإحكام بالغين كأداة للرماية بشكل لم يقم به أي جيش من قبل.

وعلى هذا المنوال، استمرت الأقواس والنبال كأسلحة تستخدمها جيوش المسلمين حتى نهاية حكم المغول، حيث كان السائد ذلك الوقت هو أقواس بطول أربعة أقدام وغالباً ما تكون مقوسة بشكل مزدوج. كانت النبال تحمل داخل الجعب والتي كانت تعرف باسم "الطرقش" وتوضع الأقواس في حقيبة تسمى "قربان" أو "جيبة". وكانت الأقواس والنبال تحمل على ظهور الحيوانات بواسطة جعبة تسمى "الصغدك". تعلم صانعوا الأقواس فن هذه الصناعة في مراكز صنع الأسلحة الموجودة في دمشق آنذاك حيث كان يعهد إلى من يشتهر بهذه الصناعة بمهمة صنع الأقواس والنبال لجيوش المسلمين.

وعلى الرغم من أن المغول استخدموا الأسلحة النارية والمدافع في في غزواتهم على الهند، استمر استخدام السيوف كسلاح لمهاجمة جنود العدو. وقد أعطيت أهمية كبرى لإتقان المبارزة بالسيوف ولذا كان منح المبارز البارع رتبة أعلى.  كان الإمبراطور المغولي أكبر يملك ضمن مقتنياته الشخصية أكثر من ثلاثين سيفاً خصصت ليستعملها خلال أوقات الحرب. وهناك مخطوطة اسمها "نيهانج ناما" تعود للقرن السابع عشر للميلاد تبين بين طياتها جميع أنواع السيوف التي استخدمت في الهند من قبل الجيش المغولي وفقاً لأنواعها وأسمائها.

كانت السيوف المستعملة في الممالك الهندية الشمالية قبل الحكم الإسلامي سيوفاً مستقيمة بنهايات مدورة أو سيوفاً منحنية يستحيل الطعن المستقيم بها. كانت تلك السيوف ثقيلة الوزن إلى أن جاء المسلمون، فقام الهنود بتطوير السيوف الثقيلة والمستقيمة المستخدمة من قبل الجيوش الهندية لتصبح مقوسة ذات نصول رفيعة على غرار السيوف الإسلامية حيث كانت الانحناءات مهيأة بإحكام لتتناسب وبطون الخيول التي يمتطيها الجنود. ومن أهم وأشهر السيوف على الإطلاق في ذلك الوقت هو "شمشير"، حيث كان يستخدم كسلاح قاطع مع انحناء فائق الدقة وكان قد وصل إلى الهند بعد جلبه لأول مرة من بلاد فارس. ازدادت أهمية هذا السيف الذي اشتهر في آسيا الوسطى، وتم تطويره ليأخذ شكلاً جديداً أطلق عليه اسم "الخندة" من قبل الراجبوتيين وأباطرة المسلمين القدامى.

كما كان المحاربون في جيوش المسلمين يضعون في أحزمتهم الخناجر ذات النصال المعقوفة والسنان القاطعة من الجانبين كسلاح ثانوي. ومعظم الخناجر الأخرى كانت ذات نهاية واحدة مصقولة تستخدم في حالة الحرب والسلم على حد سواء. كان الخنجر القصير الذي يوضع في قدم الفارس أو في الخف يسمى "جمدر" وقد أخذه المسلمون عن الهندوس.

إبان الحكم المغولي قام صناع السيوف بتجارب لابتكار أنواع جديدة من السيوف تختلف عن تلك الموجودة. وكان مما أوجدوه السيف "الجنبية" وهو سيف ذو نصل مقوس والسيف "كرد" ذو النصل المستوي، أما بالنسبة للسيف ذو النصل الرقيق فكان يسمى "قطّار" والسيف المقوس بشكل طفيف وذو رأسين فهو "الخنجر" والسيف "بشقاب" ذو النصل الواحد. وكانت مقابض السيوف تزين عادة بالمجوهرات والمعادن واليشم التي تأخذ أشكالاً للحيوانات.

النوع الآخر الذي كان شائع الاستخدام لدى جيوش المسلمين هو "البهلا" أو الرمح الذي كان يستخدم من قبل الفرسان  والمشاة على حد سواء، وتصنع هذه الرماح من الخيزران أو الخشب أو القصب حيث كانت تجهز رؤوسها بحراب معدنية حادة حتى أضحت من الأسلحة الرئيسية التي تعتمد عليها جيوش المسلمين في الهند في حقبة القرون الوسطى وتحديداً بين القرن الحادي عشر والقرن الرابع عشر للميلاد.

عرفت جيوش المسلمين أنواعاً أخرى من الأسلحة، حيث تسلحوا بالكرات الشائكة المعروفة باسم "جادا" وهي ذات مقبض، و"البيازي" المصنوعة على شكل بصلة و"القرغوز" المصنوعة على شكل وردة بثمانية بتلات، أما  "الشابشار" فهو ذو الرأس البيضوي و"عمود" ذو الرأس الدائري البسيط وكلها أسلحة تستخدم بشكل رئيسي لاختراق الخوذ والدروع التي يستخدمها أعداؤهم.

الفؤوس الحربية المسماة "تابار"  ذات النصلين أو النصل الواحد كانت السلاح المفضل لدى بعض كتائب المشاة في الجيش. وكان هناك سلاح آخر يفضله الجنود وهو الفأس الضيق المزود من جهته الخلفية بنتوء يستخدم لاختراق الدروع، وكان يعرف باسم "جغنول"، حيث يستخدم يستخدم على نطاق واسع من قبل جنود الغوريين، وتم تعديله لاحقاً من قبل الراجبوتيين كسلاح حرب متطور. كانت الفؤوس الحربية هي السلاح المفضل لنادر شاه الذي غزا دلهي في العام 1739 م وما يزال فأسه موجوداً في متحف دلهي الوطني، ويوجد على هذا الفأس كتابات منقوشة بالفارسية  تبين أنه مصنوع خصيصاً ليستخدمه الملك وهو مزود بمقبض مزخرف ومشغول بالمعادن الثمينة مثل الفضة والذهب.

أعطي القدر الأكبر من العناية لتطوير الدروع التي يلبسها المقاتلون المسلمون. حيث كانت الدروع المصفحة التي يرتديها جنود المسلمين لحمايتهم منتشرة وبأشكال مختلفة، منها  الدرع الرقائقي "جشوان" والذي وصل الهند بواسطة المسلمين في آسيا الوسطى مروراً ببلاد فارس. أما بالنسبة لدرع الجسم فكان معروفاً باسم شائع هو "بختار". نوع آخر من الدروع يسمى "انجيركا" الذي كان يستعمل كصدرية تلبس تحت الثوب ثم يلبس فوق الدرع ثوب يسمى "الجاما" وهو لباس طويل يرتديه المقاتل لتمويه الدرع، وهذا النوع من الدروع كان يستخدم  بشكل رئيسي لحماية العائلة الملكية. وهناك أيضاً نوع يسمى "شاراينا" أي (المرايا الأربع) وهو عبارة عن درع مصنوع من أربع صفائح  تحمي الجسم من الأمام والخلف والجانبين وهو النوع المفضل من قبل أباطرة المغول هومايون و أورانجزيب، أما بالنسبة لغطاء الرأس الخاص بهذا الدرع فهو عبارة عن خوذة مصنوعة من الأزراد والأغلال التي تمكن المقاتل من رؤية خصمه بوضوح أثناء المبارزة. ولكون هذا النوع من الدروع مكلف للغاية، لذا كان يقتصر ارتداؤه على النخبة وأفراد العائلة الحاكمة بالإضافة إلى استخدامها من قبل كبار قادة الجيش الذين يتمتعون بامتيازات عالية.

أما التروس التي كان يستخدمها جيش المسلمين فقد كانت تصنع من الخشب أو القصب أو الخيزران وبعضها يغطى بجلود الحيوانات المختلفة مثل الثيران والجواميس والغزلان، أما التروس التي تصنع من جلد الكركدن فقد كانت المفضلة لكونها خفيفة ومتينة يسهل استخدامها خلال المعركة، وفي بعض الأحيان كانت جلود السلاحف والتماسيح تستعمل أيضاً في صناعة التروس. وتعرف التروس المغطاة بالجلد باسم "جونة" أما تلك المصنوعة فقط من الخيزران والقصب تسمى "بحري" والمصنوعة من الفولاذ تسمى "سيبار" وهناك نوع يسمى "تيلوا" وهي تروس تستخدم فقط لأغراض التدريب على المبارزة بين الفرسان. كان الترس المعدني المفضل لدى الإمبراطور أكبر منقوش عليه اثني عشر رمزاً تمثل الأبراج الفلكية. وكان يطلق على العاملين في مجال صناعة التروس اسم (الدبدار).

أولى الفرسان في جيوش المسلمين عناية كبيرة لسلامة مطاياهم نظراً لأهميتها في المناورات خلال القتال عن كثب. كانت الخيول التركية المفضلة لدى الفرسان حيث كانت تدخل ساحة المعركة مغطاة بالكامل بالدروع التي صنعت خصيصاً لها، أما بالنسبة لرؤوس الخيل فقد كانت تغطى بصفيحة تسمى "قشقة" مقولبة لتحمي رأس الفرس من ضربات السيوف الموجهة لها مباشرة.

كما كانت الفيلة تزج في ميدان المعركة مدججة بالدروع المصنوعة لحماية جسمه ورأسه ويسمى هذا النوع من الدروع "بخار". وكان السوط المعدني المستخدم لتوجيه الفيلة خلال المعركة يسمى "أنكش".

وبشكل عام، كانت العناية الكبيرة التي أوليت لإعداد جيش المسلمين وخيولهم سبباً رئيسياً في أسهم في انتصاراتهم.  في تحقيق الانتصارات

وبنهاية حكم المغول، بدأت الدروع والسيوف تتلاشى بسبب ظهور الأسلحة النارية التي كانت ذات تأثير أكبير بكثير.  وبالتدريج اختفت الدروع والسيوف من ذاكرة الناس، ولم يبق إلا \القليل الذي نعرفه عن السيوف والدروع بسبب ما تم حفظه في المتاحف الموجودة في بعض دول العالم وبعض ما كتب عنها في الأدب المحفوظ حالياً في أرشيف المكتبات.

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289