كادت الحياة في

 تتوقف عندما بقيت العيون شاخصة إلى السماء تراقب التحدي في العروض الجماعية والإفرادية بين أشهر طياري الاستعراضات الجوية على مستوى العالم خلال أيام عيد الأضحى وذلك ضمن فعالياً فعاليات معرض العين للاستعراضات الجوية 2006.

وقد أقيم هذا الحدث السنوي تحت رعاية الفريق أول  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات العربية المتحدة. ويشكل هذا الحدث جزءاً من سباقات الاتحاد الدولي للرياضات الجوية – دورات جراند بري الدولية، والذي أصبح معلماً راسخاً في مسابقات الطيران العالمية، حيث حضره أكثر من 120.000 متفرج جاءوا إلى مطار العين الدولي لحضور المنافسة التي استمرت لمدة خمسة أيام.

وجرى تمديد العرض لمدة يوم إضافي نظراً لإلغاء يوم من المنافسة كانت الرياح فيه قوية والظروف الجوية غير مواتية. لكن ذلك لم يثن أو يثبط عزيمة الجمهور أو المتنافسين. كان الرهان على انتزاع ألقاب طيران التشكيلات بواسطة الطائرات النفاثة والطائرات ذات المحركات المكبسية ولقب الطيران الحر في فئة الطيران المنفرد لمعرض العين 2006. وكان هناك محاولات لتحطيم أرقام قياسية في الحركات الاستعراضية أضفت جواً من المتعة والإثارة على فعاليات البطولة.

جاء الفريق الروسي "الفرسان الروس" وهو فريق الاستعراض في القوات الجوية الروسية في المرتبة الأولى ضمن فعاليات فرق الطائرات النفاثة، يليه الفريق الفرنسي برايتلنغ جت، وحل فريق ساسول تايغرز الجنوب أفريقي في المركز الثالث. أما على صعيد المنافسة بين الطائرات ذات المحركات المكبسية، فقد تقدمت تشكيلات فريق الصقور الملكية الأردنية على فريق "مازدا زوم زوم" من جنوب أفريقياً لتحصد اللقب.

تألق الفريق الروسي الذي يتخذ من قاعدة كوبينكا الجوية مركزاً له، مقدماً عرضاً متميزاً عن باقي الفرق الاستعراضية، بعد اختياره الجيل الرابع من طائرات سوخوي-27، التي تعد من المقاتلات الثقيلة مقارنة بالطائرات الخاصة بالرياضة والتدريب والمقاتلات الخفيفة التي استعملتها بقية الفرق. وكان متوسط وزن الطائرات الستة للفريق مجتمعة حوالي 150 طن في حين أن مجموع أطوال الأجنحة وصل إلى أكثر من 75 متراً.

في مجال الطيران الفردي، حافظ بطل العالم الليتواني جورجيس كايريس على تصدره للبطولة بعد فوز للمرة الثانية على التوالي بكأس العين، وجاء بعده الألماني كلاوس شروت وحل الهنغاري زولتان فيريس ثالثاً.

يعد كايريس واحداً من أكثر الطيارين في العالم براعة، وكان هوسه للطيران قد بدأ منذ نعومة أظافره عندما كان يشاهد الطائرات تهبط وتقلع من مدرج الطائرات القريب من منزله في ليتوانيا. وفيما بعد أصبح كايريس مهندساً في مجال هياكل الطائرات، وبدأ الطيران البهلواني في نادي كاوناس للطيران. كانت مواهبه وإصراره لا تعرف الحدود وسرعان ما أصبح عضواً في فريق النخبة الوطني السوفييتي.

ونتيجة لقدراته الفائقة في مجال الطيران والهندسة طلب منه أن يعمل مع مكتب تصميم طائرات سوخوي لتطوير سلسلة طائرات سوخوي 26 و 29 و 31 وهي عبارة عن طائرات تستخدم للأغراض الاستعراضية،  وقد سيطرت على بطولات العالم للاستعراضات غير المحدودة.

تأسس الفريق الوطني للاستعراضات الجوية في المملكة الأردنية الهاشمية عام 1976 بأمر من المغفور له الملك حسين بن طلال، حيث قام بالاستعراضات في العديد من دول العالم بينها الإمارات العربية المتحدة، قطر، إندونيسيا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، سويسرا، ألمانيا وهولندا.

يتخذ الفريق الذي يضم أربع طائرات من ميناء العقبة الواقع على البحر الأحمر مقراً له، ويضم طيارين متطوعين من سلاح الجو الملكيالأردني يطيرون عادة مع الفريق لمدة ثلاث إلى أربع سنوات من ثم يعودون بعد ذلك إلى أسرابهم المقاتلة.

وقال سمو الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان  رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس اللجنة المنظمة لبطولة العين للاستعراضات الجوية 2006 إنه تم التخطيط للبطولة للإسهام في تنمية القدرة السياحية الكبيرة لإمارة أبوظبي وتطوير قطاع السياحة الذي يشكل رافداً مهماً للاقتصاد الوطني.

يضيف سمو الشيخ سلطان قائلاً:"لقد كانت المرة الأولى التي تعقد فيها سباقات الاتحاد الدولي للرياضات الجوية – دورات جراند بري الدولية، عام 2004 حيث استطاعت أن تجذب جمهوراً عريضاً من كل الفئات وجميع الجنسيات. ويعد هذا العرض أهم حدث من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط. كما أصبح فرصة لتعريف العالم بجوانب الازدهار لدولة الإمارات العربية المتحدة وقدرتها على استضافة أكبر المسابقات والنشاطات العالمية وفقاً لمقاييس تنظيمية متميزة تقدمها طاقات بشرية محلية مدربة بشكل جيد وذات كفاءة عالية لتسليط الضوء على الصورة الحضارية لإمارة أبوظبي والدولة كلها".

قام سلاح الجو في دولة الإمارات العربية بتأدية عرض جيد خلال المسابقة، إذ قدم عروضاً مثيرة بطائرات ميراج 2000 وهوك وإف-16 وطائرة الأباتشي العمودية. من ناحية أخرى، دخل بطل الإمارات في القفز المظلي ناصر حمود النيادي موسوعة جينس للأرقام القياسية من خلال القفز  بأكبر علم في العالم لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث بلغ طوله 15 متراً وعرضه 7.5 متر. كما شارك النيادي في تحطيم رقم قياسي آخر عندما ساعد في القفز الجماعي الحر المكون من 54 مظلياً وهو رقم جديد في موسوعة جينس، إذ كان الرقم السابق 53 مظلياً.

الطيار البريطاني ويل كيرتس هو الآخر حقق رقماً جديداً خلال مهرجان الطيران عندما قطع ثمانية شرائط ممدودة بواسطة مراوح طائرته السوخوي-26. حيث قام بعرض مثير وطار بارتفاع 5 أمتار فقط فوق سطح الأرض. يبلغ كيرتس من العمر 39 عاماً وهو عضو فريق بريتيش هوندا دريم. يذكر أن الرقم القديم المسجل هو 7 شرائط.

كما أثنى اللـواء الركن طيار خالد بن عبد الله البوعينين قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في الإمارات العربية المتحدة، على منظمي العرض، وأضاف بأن دور القوات الجوية في الإمارات يشمل تزويد كافة المتطلبات الفنية للطائرات وضمان السلامة للعارضين والمتفرجين والإشراف المباشر على كافة التفاصيل الفنية للفرق المشاركة بالإضافة إلى المشاركة في الاستعراضات اليومية.

يضيف البوعينين قائلاً: "نحن في الإمارات فخورون بتنظيم حدث على هذا المستوى من الأهمية والسمعة على مستوى العالم، وقد جاء هذا التنظيم بجهود إماراتية خالصة تمثلت بالتنسيق بين جميع الجهات المعنية لتوفير مقاييس الأمان للمشاركين والزوار والطائرات، وإني أتوجه بالشكر للقوات المسلحة والقوات الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة و هيئة أبوظبي للسياحة وجميع الجهات الأخرى التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث".

وفي معرض حديثه كشف اللواء البوعينين النقاب عن جهود لتأسيس فريق وطني للاستعراضات الجوية في الإمارات العربية في القريب العاجل.