Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مركز دبي المالي العالمي كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

مركز دبي المالي العالمي

 العراق للعراقيين هو الحل...د

دعــــــــــاة أرمجــيــــــــــــدون

العـــــــــــرب و اليـهــــــــــــود

فيليبــي ... قـاهر الربع الخالي

المـــتـــنـــبـــــي

قصــــــــر الحمــــــــــــراء ...ي

امـــــــــــراة متمــيـــــــزة ... ل

فــــــــــراشــات الإمـــــــارات

دبي على عتبة عالم الموضة

الـدوحة تتأهب للحدث الأكبر

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخبـــــــــــــار الحبتــــــــــــور

مـــــــن نحــــــــن

الأعــداد المـاضيـة

اتصلـوا بنــا

بقلم: ليندا هيرد

كلمتا "عرب" و"يهود" هما مثل الزيت والماء. لا يمتزجان... أو هكذا تقول القناعة السائدة، وهي قناعة غذتها الدعاية الصهيونية. والصهيونية، تلك الحركة التي اختارت فلسطين لتكون وطناً يهودياً، كانت قد ظهرت قبل الهولوكست. لكن اللاسامية الأوروبية هي التي وفرت الأرضية لغلاة الصهاينة والدافع للهجرة إلى الأرض المقدسة.

لكن بالنظر لما يقدمه الإعلام الذي يسيطر عليه النفوذ الصهيوني، نرى أن العرب يستخدمون كأكباش فداء ويتهمون باللاسامية واضطهاد اليهود على مر العصور. وربما كان إلقاء التهم على العرب بخصوص معاناة اليهود يهدف لإسقاط الجرم عن أولئك الذين استولوا على الأرض، التي تدعى اليوم إسرائيل بالقوة، وطردوا بأساليب وحشية الفلسطينين العرب في سبيلهم  لذلك.

غير أن الحقيقة هي شيء مختلف تماماً. فاليهود عاشوا بسلام ورخاء في منطقة الشرق الأوسط والجزيرة العربية وشمال إفريقيا منذ أقدم الأزمان وعوملوا باحترام من قبل المسلمين باعتبارهم "أهل كتاب" مثلهم.

وعدم ارتياح اليهود في البلاد العربية لم ينجم عن عنصرية أو تشدد أو لاسامية بل لسوء المعاملة التي تعرض لها الفلسطينيون على يد اليهود. باختصار، إن الخلاف بين العرب واليهود هو خلاف سياسي، وليس إنسانياً وبالتأكيد ليس عنصرياً.

وربما قد يفاجأ أولئك الذين تشكلت آراءهم بتأثير من الدعاية الصهيونية عن غير وعي منهم، حين يعلمون بأن المسلمين والمسيحيين قد حموا الجالية اليهودية في بغداد من أعمال النهب أثناء الغزو الأمريكي للعراق.

يقول الشاب العراقي المسيحي إدوارد بنحام لوكالة الأنباء الفرنسية: "إننا نحمي الكنيس اليهودي مثما نحمي كل البيوت في الشارع ولن نسمح لأحد بأن يلمسه".

ويتحدث ابراهيم محمد وهو عامل يبلغ من العمر 36 عاماً على النحو نفسه: "عاش اليهود هنا دوماً والشيء الطبيعي هو ضرورة أن نحميهم."

نعم، لقد عاش اليهود في العراق منذ 2500 عام على الأقل، وتبعاً لما تذكره وثائق المتحف اليهودي في لندن، فقد كان يهود العراق "إحدى أكثر الجاليات نجاحاً في التاريخ اليهودي."

ويذكر موقع المتحف على الإنترنت إن أوائل القرن التاسع عشر كان عصراً ذهبياً ليهود العراق حينما "بدأت عائلات التجار اليهودية بإيجاد مواقع تجارية لها في الهند والشرق الأقصى وإرسال الأموال الناجمة عن أرباحها إلى العراق."

"مع بدايات القرن العشرين، أخذ اليهود الأثرياء بالانتقال إلى ضواحي مدينة بغداد. وغالباً ما كان يهود بغداد يمضون أيام أعيادهم على شواطئ نهر دجلة المحفوفة بالأشجار، وأصبحوا يتنزهون في المكان الذي كان أجدادهم يبكون فيه (بعد نفيهم من القدس)."

وتقول القيمة على المتحف جينفر مارين إنها بينما كانت تجمع مقتنيات المتحف، وجدت نفسها في مواجهة مجموعتين من ذكريات الحياة اليهودية في العراق.

"ما وجدته مثيراً للحيرة، بل ومربكاً إلى حد ما، وصفان متباينان جنباً إلى جنب. أحدهما يقول إنها كانت حياة رائعة ’كانت الحياة جميلة جداً. قضينا أوقاتاً رائعة. كنا نقيم الحفلات ونذهب للمدارس.‘ ثم تأتي تلك الأوصاف المخيفة لما حدث بعد عام 1941 بشكل يجعلني أتساءل عن النسخة الحقيقية لما كان يحدث فعلاً. هل كان هناك دوماً تعايش وتعاون رائعين وتسامح، أم كانت تسود مشاعر الاستياء طوال الوقت؟"

هاجر معظم يهود العراق إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وأمريكا الجنوبية في الفترة بين الحرب العالمية الثانية وحرب 1967 نتيجة لنفوذ الصهيونية والعواقب السياسية التي تلت إقامة دولة إسرائيل.

و في نهاية يوليو الماضي، وضعت إسرائيل خطة لنقل تسعة يهود جواً إلى إسرائيل من أصل 34 كانوا لايزالون في العراق. وهذه المجموعة هي في معظمها من العجائز وبينهم امرأة تبلغ التسعين من العمر. وتقول الوكالة اليهودية: "رغم أن اليهود في العراق تعرضوا لبعض الاضطهاد ومصادرة الملكيات على مر السنين، فإن الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد ضمن ألا يتعرضوا لأذى". ومن المثير للاهتمام أن 28 يهودياً قد قرروا البقاء رغم الإطاحة بصدام حسين وما أثاره ذلك من مخاوف انبعاث المد الإسلامي.

المغرب

تتمتع الجالية اليهودية في المغرب التي يبلغ تعدادها 6 آلاف بالحماية التي يوفرها لهم مرسوم ملكي. ويستطلع معرض "المغرب: اليهود والفن في أرض إسلامية" الذي يقيمه المتحف اليهودي في نيويورك الفن والتقاليد متعددة الثقافات في المغرب و2000 عام من الحياة اليهودية هناك. والأكثر إثارة للدهشة من ذلك، هي أن هذا المعرض كان المناسبة الأولى التي ينظمها متحف يهودي برعاية زعيم عربي، هو ملك المغرب.

لقد عاش اليهود طويلاً بانسجام مع جيرانهم العرب في المغرب وأفضل ما يعبر عن ذلك كان الجواب الذي تقدم به الملك محمد الخامس لقائد نازي طلب منه تقديم قائمة بأسماء اليهود الذين يعيشون في مملكته: "لا يوجد لدينا يهود في المغرب، بل مواطنون مغاربة فقط."

هناك أحياء لليهود ودور لرعاية المسنين ومطاعم يهودية في الدار البيضاء وفاس ومراكش وأغادير والرباط وتطوان وطنجة، كما توجد في الدار البيضاء أربع مدارس يهودية تستفيد من التمويل الحكومي.

وفي كل عام يذهب آلاف اليهود في مواعيد محددة للمغرب لزيارة قبور أوليائهم. وهذه الأماكن الدينية اليهودية تتمتع بحماية المسلمين.

تونس

في عام 1948، كان عدد اليهود في تونس 105 آلاف فيما يقل عددهم اليوم عن 2000. معظم هؤلاء رحلوا عن تونس بعد أن نالت استقلالها عام 1956 وتراجع عددهم بحلول 1967 إلى 20 ألفاً. وكان الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة قد اعتذر لحاخام تونس الأكبر حين اندلعت أعمال عنف في البلاد ضد اليهود عام 1967 وناشدهم البقاء في تونس.

واليوم تضمن الحكومة التونسية حرية العبادة للجالية اليهودية وتتعاون مع المجلس اليهودي المعروف باسم اللجنة اليهودية التونسية. ويوجد لهذه الجالية خمسة حاخامات رسميين وعدة مطاعم يهودية وعدداً من المدارس ورياض الأطفال.

مصر

طوال القرون التي سبقت عام 1948، كان اليهود جالية غنية وبارزة في المجتمع المصري. وبين عام 640 وأواخر العقد الأول من القرن العاشر، كانت هناك معاهد تعليم يهودية وقضاة وسياسيين يهوداً.

وعقب العهد المملوكي الذي عرف تمييزاً ضد اليهود والمسيحيين، شهد عام 1492 هجرة يهودية جماعية من إسبانيا إلى مصر التي أحسن حكامها العثمانيون استقبالهم فيها وأعطوهم مناصب حكومية عالية.

وتعرض يهود مصر للمعاناة على يد نابليون الذي فرض عليهم ضرائب ثقيلة ودمر أماكن عبادتهم، لكن بعد انسحاب الفرنسيين عام 1801 أقر تشريع أعطى اليهود مكانة تفضيلية تتضمن إعفاءات ضريبية وحماية قانونية كمقيمين أجانب.

وفي ظل حكم البريطانيين الذين دخلوا مصر عام 1881، ازدهرت أوضاع اليهود، الذين كان عددهم 60 ألفاً، بشكل لم يسبق له مثيل. وبفضل ثرواتهم، التي جنوها من ملكيتهم لمحالج القطن ومصانع القماش ومحلات المجوهرات، بنوا أحياء ومدارس وكليات وقصوراً.

أحد هذه القصور بناه المعماري اليهودي جاك كورال، الذي هربت عائلته من الاسكندرية حينما اندلعت أعمال العنف عقب انبعاث مد القومية العربية التي أطلقت شرارَتها الحروبُ مع إسرائيل. وقد خلفت العائلة وراءها مجموعة من المراسلات التي تحدثت فيها حول زيارتها للأوبرا والحفلات التنكرية وابنهم المراهق الذي كان يدرس في باريس تحت رعاية صديق للعائلة.

واليوم تعيش في هذا البيت الأنيق الصحفية السابقة والناشطة في مجال حقوق الإنسان توحيدة أحمد. تتذكر توحيدة كيف كانت الإسكندرية مدينة عالمية في صباها وتتحدث عن ذكرياتها الجميلة مع جيرانها الطليان واليونانيين واليهود. حينما كانت فتاة صغيرة كانت توحيدة صديقة لعائلة ساسون اليهودية الإسكندرانية الشهيرة. وبعد سنين، وبمحض الصدفة، التقت بأحد أبناء تلك العائلة الذي أصبح طبيباً الآن خلال زيارة لأحد مستشفيات لندن. حينها صرخ فرحاً: "ماما توحة! أنت حقا؟"

لا تزال في الإسكندرية قلة من اليهود، عدة منهم يهتمون بالكنيس اليهودي الوحيد الباقي في المدينة، والذي توفر له قوات الأمن المصرية حماية كافية. وداخل معبدهم، تعبر لوحة جدارية عن الامتنان للتبرعات المالية التي قدمها أحدهم ويدعى رمضان بيك فيما لا تزال المحلات في كل أنحاء الإسكندرية تحمل أسماء أصحابها السابقين من اليهود.

اليمن

الجالية اليهودية في اليمن هي من أقدم الجاليات اليهودية في العالم وتعيش بسلام مع جيرانها العرب. ولا تَعُد هذه الجالية اليوم سوى حوالي 300 يهودي، بعد أن قامت إسرائيل بنقل43 ألفاً جواً من عدن سراً خلال "عملية البساط الطائر" بين عامي 1949 و1950.

وتذكر مقالة بقلم ناصر عربية نشرتها صحيفة جلف نيوز العام الماضي، أن العديد ممن بقوا يقولون إنهم "لا يريدون مغادرة وطن الآباء والأجداد". وبعضهم أكدوا على أن قادة إسرائيل "بعيدون جداً عن اليهودية والتوراة الحقيقيين."

وتذكر الإحصائيات الرسمية أن هناك حوالي 400 يهودي في اليمن الآن، غير أن تقديرات أخرى تذكر أن عددهم الإجمالي يبلغ 1500 معظمهم في ريدة، وهي بلدة تقع على بعد 45 كيلو متراً شمال العاصمة صنعاء.

يقول يحيى حبيب المقيم في ريدة: "اليهود يعيشون بسلام مع القبائل اليمنية وهم لا يتعرضون لأي إزعاجات أو مضايقات."

وحينما اجتاحت الدبابات والجرافات الإسرائيلية مخيم جنين، تبرع اليهود اليمنيون بالمال والدم لمساعدة الشعب الفلسطيني، وبعضهم كان تواقاً للقتال ضد قوات شارون.

وتنقل المقالة المذكورة أن اليهود اليمنيين في إسرائيل غالباً ما يعانون من الإحساس بالعزلة والتمييز ضدهم إلى حد جعل مهاجرين حديثي العهد- سبعة عائلات يهودية- تطلب من الحكومة الإسرائيلية أن تعيدهم إلى اليمن لعدم مقدرتهم على التكيف مع الحياة في إسرائيل.

فالثقافة الإسرائيلية يهيمن عليها الأشكنازيون أو اليهود الأوروبيين، الذين يسعون لإغفال تاريخ وتقاليد يهود البلاد العربية.

وتعبر الكاتبة والناشطة اليهودية البروفيسورة إيلا شوحاط المولودة في بغداد عن حزنها لاختفاء ثقافة اليهود العرب.

وتقول: "إن الفكرة المزمنة السائدة حول الشعب الواحد الذي استعاد وحدته في وطنه القديم تنكر عملياً أي عاطفة تجاه ذكريات الحياة قبل إسرائيل. لم يسمح لنا أحد أبداً أن نعبر عن حزننا الذي لم تفعل صور تدمير العراق سوى تكثيفه وبلورته في نفوس بعضنا.

"نادراً ما يدرس إبداعنا بالعربية والعبرية والآرامية في المدارس الإسرائيلية وأصبح من الصعب علينا أن نقنع أبناءنا بأننا كنا هناك فعلاً، وأن بعضنا لا يزال يعيش هناك في العراق والمغرب واليمن وإيران".

وتتذكر شوحاط جدتها التي حينما تعرفت على المجتمع الإسرائيلي لأول مرة في الخمسينات، كانت "مقتنعة بأن الناس الذين رأتهم مختلفين عنها جداً في شكلهم وكلامهم ومأكلهم - اليهود الأوروبيين- إنما كانوا عملياً مسيحيين أوروبيين. اليهودية بالنسبة لجيلها كانت مرتبطة بشكل لا ينفصل بالشرق أوسطية."

إن اليهود وأبناء عمومتهم العرب كلاهما يتحدرون من النبي إبراهيم، وهم أعداء فعلاً وهي حالة مؤسفة أثارها أساساً الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والبؤس الذي يعانيه الفلسطينيون نتيجة للسياسات الصهيونية. قلة من الإسرائيليين يعترفون بهذه الحقيقة ويفضلون أن يصفوا العرب باللاسامية، ويتناسون دون الإحساس بأي مشكلة بأن العرب هم ساميون أيضاً.

لقد شوهت كتب التاريخ الصهيونية ومواقع هذه الحركة علىالإنترنت، التاريخ بحيث يناسب أجندتها. إنها تريدنا أن ننسى محاكم التفتيش الإسبانية حينما أصبح الخيار الوحيد المتاح لليهود والمسلمين هناك هو التحول للمسيحية أو الموت. إنها تريدنا أن ننسى البرامج المعادية لليهود في روسيا وأوروبا الشرقية في الوقت الذي تستخدم فيه الهولوكست مبرراً جوهرياً لقيام الدولة المسماة إسرائيل. إنها تريدنا أن نتجاهل حقيقة أن اليهود حينما بدأوا هجرتهم إلى فلسطين، كانوا غالباً ما يلاقون بالترحاب من جانب أهلها، الذين ما كانوا مدركين حينها للأثر المدمر على حياتهم الذي ستخلفه أمواج المهاجرين اليهود.

إن إلقاء اللوم على العرب في التجنيات التي تعرض لها اليهود على يد الأوروبيين هو ادعاء غير صحيح وكاذب من جانب الصهيونية. لقد عانى الفلسطينيون نتيجة آثام ارتكبتها شعوب في قارة أخرى وقد حان الوقت لتصحيح هذه الأخطاء ولكتابة التاريخ بشكل موضوعي.

ليندا هيرد كاتبة مختصة بشؤون الشرق الأوسط ويمكن الاتصال على العنوان الإلكتروني:questioningmedia@yahoo.co.uk

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289