Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مـتـــــروبـــوليتـــان دبــــي كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

فـــرصتـكـــم لشــراء العالم

 الاقتصــــــاد المـــصــــــري

 قضية مواطن جمهوري في مواجهة جورج بوش

ستبقي فلسطبن عبئا على ضمائرنا

المستقبل لم يبد أبداً أكثر إشراقا

لورانس العرب البدوي الانجليزي

امرأة متميزة اسماء بنت ابوبكر

عمــــــــــر الخــيـــــــــــام

الصـــيـــــد بـــا لصــقــــور

دورة دبـــــــــي للتنــــــــس

مـتـــــروبـــوليتـــان دبــــي

جـــــرانــــــد متـــرؤبلكـــس

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخــبــار الحبتـــور

مـــــــن نحــــــــن

الأعــداد المـاضيـة

اتصلـوا بنــا

لورانس العرب... البدوي الإنجليزي

بقلم: أي أي مكي

لم يكن طوله يزيد عن 160 سنتيمتراً. وبشعره الأشقر وجسده النحيل وجلده الرقيق كان يبدو صبياً وهو يقف أمام اللجنة الطبية العسكرية التي تفحص المتطوعين للخدمة جنوداً في الجيش. كان ذلك أوائل عام 1914. كانت الحرب قد اندلعت بين بريطانيا وألمانيا واختارت تركيا أن تأخذ جانب ألمانيا في هذه الحرب. وهكذا أصبحت بريطانيا بحاجة لمزيد من الجنود وبسرعة، غير أنها لم تكن مستعدة لقبول متطوعين من الصبيان الذين لا يلبون المواصفات التي يضعها الجيش للجنود وهكذا رفض طلب توماس إدوارد لورانس الالتحاق بالخدمة العسكرية.

حين خرج لورانس من غرفة الفحص الطبي، عاد فوراً إلى صفحات كتب التاريخ. وبعد خمس سنوات فقط كان قائداً في الجيش البريطاني. وحينهارفض قبول وسام فيكتوريا كروس ولقب الفروسية والترقية لرتبة جنرال. غير أن اسمه أصبح يذكر إلى جانب أشهر رجال بريطانيا مثلما أصبح من أشهر الشخصيات في كل أرجاء العالم.

عائلة لورانس هي من أعرق العائلات في بريطانيا. واستطاع رجال هذه العائلة أن يكتسبوا لأنفسهم مكانة مميزة في التاريخ العسكري منذ قرون طويلة. أحدهم كان قد حارب في جيش ريتشارد قلب الأسد. وآخر أصبح شهيراً لفروسيته في حرب الاستقلال الهندية عام 1857. وكان هؤلاء رجالاً شجعاناً تواقين للمغامرة في كل أركان العالم.

 

نشأ تي إي لورانس في موطن أجداده في كاونتي غالوي على الساحل الشرقي لإرلندا، وكان ثاني أصغر إخوته الخمسة. في طفولته اتيحت له الفرصة ليسافر مع عائلته إلى جزر القنال ومن هناك إلى اسكتلندا. وبعد دراسته لثلاث سنوات في إحدى مدارس فرنسا، عاد إلى إنجلترا واستقر في أكسفورد.

ظل حب لورانس للمغامرة راسخاً خلال دراسته في الكلية. ففي تلك السنوات قام باستطلاع جدول جوفي ينساب تحت أكسفورد باستلقائه في قارب الكانو والتعرف على طريقه في ظلام جوف الأرض بمصباح زيت. كما عشق تسلق السقوف المنحدرة الخطرة للمباني الشاهقة. وإحدى سقطاته الخطرة أبقته في سريره مكسور الساق لأسابيع. وبالتوازي مع عشق المغامرة كان لورانس قارئاً نهماً وخصوصاً للشعر الإغريقي ودراسة تاريخ الحملات العسكرية لمشاهير الجنرالات في التاريخ.

كان الشرق الأوسط من المواضيع التي ألهبت مخيلته. وبعد فترة وجيزة من استقراره في أكسفورد، أبلغ عائلته عن نيته السفر للبلاد العربية وكانت رحلته الأولى إلى سوريا. وهكذا أمنت له العائلة مكاناً على سفينة بخارية وأعطته مئتا جنيه لتسهيل الأمور عليه في رحلته. وحين وصوله بيروت، مضى لورانس إلى أقرب مصرف وأودع فيه مئة وخمسين جنيه قال إنه سيعود لاستردادها لاحقاً.

ثم قصد لورانس سوقاً محلياً واشترى منه زياً عربياً وقايض حذاءه الإنجليزي بصنادل من التي يرتديها عرب الصحراء ثم مضى في عمق الأراضي السورية القريبة من حدود شبه الجزيرة العربية. طوال سنتين عاش مع القبائل العربية وأكل مما يأكلون وقضى لياليه في قراهم وشرب قهوتهم العربية مع شيوخهم وتحدى حياة الصحراء القاسية معهم. كان يجلس بجوار نيران البدو ليسمع منهم تجاربهم ويتعلم معارفهم. وفي نهاية مقامه عاد إلى بيروت واسترد ماله من المصرف ومضى إلى أكسفورد حاملاً معه مئة وخمسين جنيه.

 

لكن لم تمض سوى ثلاثة شهور فحسب حتى عاد إلى الشرق الأوسط مصحوباً هذه المرة بعالم آثار شهير من أكسفورد هو البروفيسور وولي. كان لورانس في العشرين من العمر وشديد الاهتمام بعلم الآثار. وقد لاحظ البروفسور وولي هذا الاهتمام من جانب لورانس الشاب فعرض عليه وظيفة إدارة العمال العرب في موقع التنقيب في مدينة أثرية تعود إلى ماقبل التاريخ على ضفة نهر الفرات. وقبل لورانس الوظيفة بسعادة.

كسب لورانس القادر على الحديث بالعربية بطلاقة محبة العاملين العرب فوراً. وسرعان ما لاحظ هؤلاء أن هذا الشاب يتمتع بحكمة غير عادية رغم مظهره الصبياني. وفي بضعة أسابيع كسب ثقتهم لدرجة أنهم كانوا يستشيرونه للحكم في مشكلاتهم القانونية. والغريب أنهم ما كانوا يجادلونه في قراراته الحصيفة.

كان لورانس العرب يرتدي دوماً الزي العربي، وهذا إلى جانب إتقانه العربية ومعرفته العميقة بأخلاق العرب جعلته يفوز باحترامهم ومعاملتهم كأنه واحد منهم. وكان لورانس حريصاً دوماً على ألا يتسبب بأي إهانة لهم نتيجة عدم اكتراثه بقواعد اللياقة المعقدة عندهم.

وفي المقابل كان لورانس شديد الثقة بالعاملين معه. إذ دائماً ماكان زواره في الموقع يشعرون بالدهشة وهم يرون صناديق مهترئة من العملات الفضية مفتوحة هنا وهناك في مكتبه الهزيل. وكان لورانس يستخدم هذه العملات لدفع أجور عماله. قريباً من موقع التنقيب كان فريق من المهندسين الألمان يبني جسراً فولاذياً ضخماً فوق الفرات. وشعر أحد هؤلاء الألمان ذات مرة باستياء شديد من فتى عربي كان يتسكع مع عماله. فما كان من الألماني إلا أن أمر بجلده.

كان هذا الفتى واحداً من خدم لورانس. وفي تلك الأمسية ذهب لورانس إلى مخيم الألمان طالباً من المهندس أن يقدم اعتذاره للخادم. شعر كبير المهندسين الألمان بالدهشة لأن ضرب الخدم العرب كان شيئاً معتاداً في مخيمه. وبالنسبة له كان ضرب خادم آخر شيئاً ليس بذي أهمية.

لكن بعد رؤيته الإصرار في وجه لورانس، نزل الألماني عند طلبه واعتذر. وذلك الاعتذار جعل شعبية لورانس بين الأهالي تتزايد.

بعد هذه الحادثة بفترة وجيزة أثار الألمان غضب عمالهم العرب الذين تمردوا على أرباب عملهم وحاصروا المهندسين الألمان مسلحين بالحجارة والسكاكين والفؤوس والعصي. وتحصن الألمان في مكاتبهم ومعهم بنادقهم ومسدساتهم مصوبة إلى العمال العرب المحيطين بالمخيم. كان الأمر بحاجة لشرارة لتندلع المشكلة.

وصلت أخبار ما يجري للورانس. فأسرع بصحبة البروفيسور وولي إلى المكان وتحدث مع العمال الغاضبين ومازحهم وقرأ آيات من القرآن الكريم تتحدث عن فضيلة العفو وبهذا نجح في تهدئة غضبهم. ولفعلته هذه حصل لورانس على جائزة من الحكومة التركية التي كان الجسر يبنى لصالحها.

كانت الحرب العالمية الأولى تدور على قدم وساق فيما لورانس يواصل حفرياته في آثار المدينة القديمة على ضفة الفرات. وسمع القادة الكبار في الجيش البريطاني بخبرته في دروب القوافل القديمة في فلسطين والعراق وشبه الجزيرة العربية. كما عرفوا أيضاً أنه يتحدث العربية بطلاقة ويعرف الصحارى العربية مثلما يعرف معظم البريطانيين حدائقهم. ولهذا كان لورانس مصدراً مهماً للعون بالنسبة للجيش البريطاني الذي يريد تخطيط هجومه على تركيا وطلب منه أن يلتحق بالقاهرة.

بدأ لورانس، الذي حصل على رتبة لفتنانت، يقدم المشورة للمخططين العسكريين بخصوص أفضل الدروب الصحراوية لعبورها أثناء حملتهم العسكرية.

كانت تركيا قد حكمت الأراضي العربية طوال القرون الأربعة الماضية. ووضع الأتراك حامياتهم العسكرية في حصون منيعة في كل أنحاء هذه الأراضي لحراسة البلدات الصحراوية كما وضعت قواتهم في حالة تأهب قصوى للقتال على امتداد الساحل الشرقي للبحر الأحمر ضد القوات البريطانية في مصر.

كان القادة البريطانيون في القاهرة يشعرون بالقلق ويفكرون بأفضل الطرق لمهاجمة الأتراك، غير أن لورانس كان دوماً يرفض خططهم. وكان دوماً يقدم أسباباً قوية جداً لتفسير رأيه بأن خططهم ستفشل في أراضي الجزيرة العربية. كنت تجده يضع الخريطة أمامه ويخبرهم عن الأراضي الرملية الرخوة في هذا الطريق حيث ستغوص دواليب سياراتهم في الرمل. أو تجده في جلسات أخرى يخبرهم كيف أن مداخل المرافئ قد ردمت لجعل مرور سفن الإمداد مستحيلاً في مياه لم يعد عمقها يتجاوز قدمين داخل جدران المرفئ. وهكذا مضى عام كامل دون أن يقوم الجيش البريطاني بأي تحرك مما جعل الجنرالات يتأففون من اللفتنانت لورانس.

كان عرب الصحراء متضايقين دوماً من الإحتلال التركي لبلادهم ولهذا فقد ثاروا على الأتراك تحت قيادة الشريف حسين وابنه الأمير فيصل في يونيو 1915. وانضمت الكثير من القبائل البدوية التي تعيش على سواحل البحر الأحمر الشرقية الممتدة بين مكة المكرمة وسيناء لهذه الثورة بما لديهم من بنادق مهترئة وجمال للركوب، لكنهم تعرضوا لهزيمة وخسائر ضخمة في المدينة المنورة.

وأخذ المقاتلون العرب يعانون نقص الذخائر وطلب الأمير فيصل من القوات البريطانية في القاهرة تقديم العون له.

وأسرع القادة البريطانيون في القاهرة بإجابة طلبه. وأرسلوا لورانس على رأس قافلة ضخمة من الجمال تحمل شحنة من بنادق الجيش البريطاني الجديدة وكميات كبيرة من الذخائر. وركب لورانس بعيره وهو يقود قافلته وكأنه ابن هذه الصحراء حقاً. وفور وصوله، أتته الدعوة لخيمة الأمير فيصل.

قال لورانس معرفاً عن نفسه لفيصل: "اسمي لورانس. ربما أستطيع أن أقدم العون لسموكم في مسائل صغيرة كثيرة."

كان الأمير فيصل زعيماً حقيقياً وممتازاً في الحكم على الرجال. للحظة حدق الأمير في عيني الزائر الزرقاوين ويبدو أنه أعجب بما رأى.

قال له الأمير" :الحمد لله، أرى أن لك حكمة كبيرة . ستبقى معي وسنتحدث فوراً في بعض الأمور."

في غضون ذلك كان الجيش التركي يتقدم نحوهم برشاشاته ورجاله وذخائره وطائراته ومدافعه الثقيلة وسياراته المصفحة إلى المدينة لشن الهجوم النهائي على الثوار العرب. ماكان بمقدور رجال الأمير فيصل غير المدربين وبسلاحهم الخفيف وجمالهم أن يصدوا هجوم الجيش التركي النظامي بعتاده الحديث.

غير أن لورانس كانت عنده أفكار أخرى.

قال للأمير فيصل: "الصقر يقدر على ذبح طير صغير. لكن سرباً من الطيور الصغيرة تستطيع طرد عدو شرس بعيداً عنها. لا نستطيع محاربة الأتراك في معركة مفتوحة، لكننا نستطيع أن نضرب ونهرب ثم نضرب من جديد."

نظم لورانس قوة صغيرة ضاربة. واختار لها مجموعة من المقاتلين العرب المعروفين بجرأتهم وحنكتهم في القتال. وبعد تسليهحم بالبنادق والذخائر، ترأسهم وانطلق بهم على الجمال ومضوا عميقاً في قلب الصحراء يحمل كل منهم مؤونته الخاصة. وسرعان ما بدأوا هجماتهم على الحاميات التركية في القرى المعزولة وتطورت هجماتهم في غضون أسابيع حتى أصبحت الموانئ الصغيرة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر تحت سيطرتهم.

أخبار هذه الانتصارات انتقلت بسرعة كبيرة عبر الصحراء العربية. وأخذ الجميع يتداول قصصاً غريبة في مضارب البدو عن فتى غريب يتحدث العربية مثلهم ويقود المحاربين العرب في انتصاراتهم. ومن أقصى أنحاء الصحراء أخذ المقاتلون الشبان العرب يلتحقون بالأمير فيصل وسرعان ما توفر لديه آلاف من المقاتلين التواقين لتحرير الأراضي العربية من الاحتلال التركي.

لم يتأخر الأتراك والألمان في معرفة أن المقاتلين العرب أصبح لديهم قائد جديد قاد هجومهم على مدينة العقبة الساحلية بطريقة تشير إلى القيام بتحضيرات عسكرية دقيقة لهذا الهجوم. وهذا مادفعهم لعرض جائزة بقيمة 50 ألف جنيه لمن يسلمهم لورانس حياً أو ميتاً. حين سمع لورانس بأمر الجائزة ابتسم. لقد كانت أقوى دليل على أن خططه كانت تفعل فعلها ضد الحكومة التركية.

بعد الاستيلاء على العقبة، قاد لورانس جيشه المهاجم إلى الشمال عبر الصحراء وقرر استهداف السكك الحديدية التركية التي تمتد شمالاً عبر فلسطين وسوريا إلى تركيا من الجزيرة العربية. كانت القطارات التركية تنقل التعزيزات من رجال وسلاح لامداد الحاميات التركية على الطريق إلى المدينة المنورة. وبدأ لورانس ينسف الخطوط الحديدية والقطارات والجسور والتحصينات على الطريق في 79 هجوماً عليها.

إلى الشمال من ميناء العقبة توجد مدينة البتراء القديمة الفاتنة التي تحيط بها الجبال بجروفها الصخرية الشاهقة والتي ينطلق منها درب حجري وحيد إلى مدينة معان التي توجد بها محطات القطارات وتبعد عنها حوالي 25 ميلاً. قرر الأتراك احتلال البتراء واستخدامها كقاعدة انطلاق لإعادة الاستيلاء على العقبة.

وهكذا لاحت فرصة رائعة للورانس حتى ينصب كميناً للقوات التركية المتقدمة على ذلك الدرب الحجري انطلاقاً من الجبال المحيطة به. لكن من سوء حظه أنه لم يكن لديه سوى مئتي مقاتل. وكان يحتاج لرجال أكثر بكثير من هذا العدد حتى يكون الكمين عملية ناجحة. وهكذا ركب بعيره ومضى إلى القرى المجاورة محرضاً البدو على القتال إلى جانبه وماكان منهم إلا أن أجابوا طلبه بترحاب كبير.

وكان الكمين عملية ناجحة تماماً. فعلى الرغم من أن الطائرات الحربية التركية حلقت فوق الجبال فاتحة رشاشاتها وملقية بقنابلها بلا انقطاع فوق العرب، إلا أن المقاتلين أجادوا الاختباء بحيث لم يتعرضوا سوى لخسائر طفيفة. أما القوات التركية الألمانية فتلقت هزيمة مطبقة وفقدت كل مدافعها الرشاشة وسياراتها المصفحة، واستطاع ألف جندي منهم النجاة ومن ثم الفرار إلى معان.

من كمين لآخر ومن عملية تفجير للقطارات إلى أخرى، كان لورانس يعمل جاسوساً خلف خطوط العدو. ودخل المدن التي يسيطر عليها الأتراك متخفياً بزي العرب وجمع أسراراً عسكرية قيمة كان يرسلها من فوره إلى الفيلد مارشال ألنبي القائد الأعلى للقوات البريطانية في الشرق الأوسط. وخلال واحدة من مهماته التجسسية، وقع لورانس بأيدي دورية عسكرية تركية اعتقدت أنه جندي تركي هارب من الجندية. وأخذته إلى ثكنة مجاورة ليتعرض لعقوبة قاسية جلداً بالسوط إلى أن انهار. ثم رماه الأتراك في أحد الأزقة ليتمكن بعد ذلك من استجماع قواه ويجد طريقه خارج المدينة.

في خريف 1917 دخلت قوات ألنبي أراضي فلسطين. وكانت ميمنة هذه القوات هي من المقاتلين العرب الذين يقودهم لورانس: 250 ألف مقاتل، من أفضل مقاتلي الصحراء في العالم. وطوال صيف 1918 تقدم الجيش مستولياً على مواقع وحاميات الأتراك. وحتى الانهيار الكامل لجيوش الأتراك، واصل لورانس عمله خلف خطوطها مستهدفاً تخريب خطوط إمداداتهم. وبتوقيع معاهدة الصلح أتى وجوده بين العرب إلى نهايته. وبهدوء غادر إلى القاهرة ومنها إلى إنجلترا.

  

بعد الحرب أخذت بريطانيا تدرك مافعله لورانس في الصحراء العربية وأراد كل بريطاني أن يعرف المزيد عن هذا الشاب غير العادي. غير أن لورانس كان شخصاً خجولاً ورفض معظم الدعوات التي قدمت له وفضل أن يعتزل الحياة في بيته في إيبنغ فوريست. ثم دفعه حبه للبعد عن حياة المشاهير للانضمام إلى القوات الجوية الملكية برتبة متواضعة جداً وباسم مستعار.

إلى جانب حبه للكتب وعلم الآثار والشعر الإغريقي، كان لورانس مهووساً بالسرعة. ولهذا اشترى دراجة نارية قوية كان يقودها بتهور في الطرقات الريفية. وفي صباح أحد أيام الأحد، تعرض لحادث قاتل أودى بحياته في المستشفى يوم 19 مايو 1935.

وهكذا وصلت حياة وإنجازات لورانس العرب إلى نهايتها. غير أن ذكراه تواصل حياتها مع الملايين من قرائه المسحورين بمغامراته في الصحارى العربية من خلال كتبه وسيبقى دوماً مصدراً للإلهام بين عشاق المغامرة في كل أرجاء العالم.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289