Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مـتـــــروبـــوليتـــان دبــــي كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

فـــرصتـكـــم لشــراء العالم

 الاقتصــــــاد المـــصــــــري

 قضية مواطن جمهوري في مواجهة جورج بوش

ستبقي فلسطبن عبئا على ضمائرنا

المستقبل لم يبد أبداً أكثر إشراقا

لورانس العرب البدوي الانجليزي

امرأة متميزة اسماء بنت ابوبكر

عمــــــــــر الخــيـــــــــــام

الصـــيـــــد بـــا لصــقــــور

دورة دبـــــــــي للتنــــــــس

مـتـــــروبـــوليتـــان دبــــي

جـــــرانــــــد متـــرؤبلكـــس

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخــبــار الحبتـــور

مـــــــن نحــــــــن

الأعــداد المـاضيـة

اتصلـوا بنــا

قضية مواطن جمهوري ضد جورج بوش

بقلم بول فيندلي

 

 

خلال حياتي الطويلة، تغلبت أمريكا على الكثير من التحديات الشاقة. وقد جربت أثناء سنوات مراهقتي فترة الكساد الكبير. وفي الحرب العالمية الثانية رأيت الحرب كفرد في وحدات الإنشاءات البحرية. وبعدئذ راقبت الحرب الكورية من بعيد كمحرر لصحيفة ريفية. وعندما صرت عضواً في الكونغرس، تجرعت آلام حرب فيتنام من بدايتها إلى نهايتها. وخلال جميع هذه التحديات لم يراودني القلق للحظة واحدة على مستقبل أمريكا طالما بقيت مبادئها ومثلها سليمة.

 

اليوم، وللمرة الأولى ينتابني قلق عميق على مستقبل الولايات المتحدة. فنحن الآن في مأزق عميق. وأنا أؤمن بأن قرار الرئيس جورج دبليو بوش بشن الحرب على العراق سيكون أسوأ خطأ في التاريخ الأمريكي وأكثرها تكلفة. فلقد دفع بالبلاد إلى الطريق الخاطئ.

 

إن من واجبي أن أرفع صوتي. عليّ أن أبذل أفضل جهدي لأنبه أولئك المستعدين للإصغاء إلى الضرر الخطير الذي لحق بأمتنا وأحذر من خطر أعظم يصيبها فيما لو واصل بوش السير على نهجه الحالي خلال فترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض.

 

عندما هاجم الإرهابيون أمريكا في 11 سبتمبر، وقتلوا قرابة 3.000 من الأبرياء، لم يتركز رد بوش على جلب المجرمين المسؤولين للعدالة، وإنما شن حرباً على أفغانستان الفقيرة والعاجزة عن الدفاع عن نفسها، فأوقع على الأقل 3.000 قتيلاً من الأبرياء، وقبل أن يصمت صوت المدافع كان بوش يشن حرباً أخرى، ولكن على العراق، وهي حرب خطط لها قبل 11 سبتمبر بكثير.

 

لقد قام الرئيس، وباسم الأمن القومي، بإحداث تغييرات جوهرية عنيفة تهدد استقرار أمتنا.

وقد انتهك في البلاد وخارجها المبادئ الراسخة لحكم القانون.

 

ففي الخارج جعل من الحرب أداة جاهزة للسياسة الرئاسية عوضاً عن الاحتفاظ بها كملجأ خير إذا ما حاق الخطر بأمتنا.

 

وقد حصل بصورة رسمية على السلطات الشخصية التي تخوله حق شن الحرب في أي مكان يختاره بمفرده، وعلى صلاحية استخدام القوة لمنع الدول غير الصديقة من تعزيز قوتها العسكرية.

وبهذا أصبحت صلاحياته غير مسبوقة إطلاقاً. فهو يتحكم بميزانية عسكرية تفوق جميع ما لدى كل دول العالم الأخرى مجتمعة. وهناك تحت قيادته المباشرة قوة عسكرية تفوق ما كان لدى أي دولة أخرى على مدى التاريخ المسجل.

 

لقد جعل من أمريكا شرطي العالم، ومن أجل ذلك الدور قام بتوسيع شبكة عالمية الامتداد من القواعد العسكرية الأمريكية. وقد أقيمت أربع قواعد جديدة في العراق وأربع أخرى قرب بحر الخزر.

وهو يأمر بتطوير وإنتاج جيل جديد من الأسلحة النووية لاستخدام الولايات المتحدة وحدها، فيما يهدد الدول الأخرى، مثل إيران وكوريا الشمالية إن سعت لامتلاك أسلحة نووية.

 

وبعد أن ضرب بسيف أمريكا الباتر، قام بتغيير نظامي الحكم في أفغانستان والعراق، لكنه أوقع قواتنا في مستنقعات لا يبدو الخلاص منها ممكنا قبل سنوات كثيرة.

 

ثم أبعد أمريكا عن تعهدات مشتركة مع حلفائها التقليديين، وقام بتهميش دور الأمم المتحدة وانتهك ميثاقها.

 

الرئيس يعرض حروباً لا نهاية لها، ويصرخ الكونغرس مؤيداً. لكن استخدامه لترسانة أمريكا الشاسعة طائش إلى درجة أنه أصبح يعتبر على نطاق واسع أخطر رجل على وجه الأرض.

وفي داخل البلاد، وفي خضم بحثه المحموم عن إرهابيين تدنى لمستويات مفرطة في التعصب مبنية على العرق والأصل الوطني، وداس على الحريات المدنية ونشر الخوف والاستهجان في أرجاء البلاد. وأخضع الشرق أوسطيون منهم وكثيرون غيرهم لعمليات إذلال وإساءات حكومية مما نشر الخوف والحزن والغضب.

 

وعندما شعر بالإحباط نتيجة قتل الجنود الأمريكيين على يد العراقيين المعارضين للاحتلال، لجأ الرئيس لإجراءات حربية، فأمر بعمليات قصف جوي واسعة في مناطق واسعة من العراق.

 

وعلى الرغم من تكاثر الأكياس الملأى بالجثث، فالرئيس يبدو غافلاً عن عواقب الحرب المرعبة. فالصواريخ والقنابل التي تزن الواحدة منها طناً قد تقتل بعض المقاومين العراقيين وتجبر غيرهم على التراجع والتمهل، لكنها أيضاً تقتل المدنيين الأبرياء وتهدم البيوت ، وتحول ضواحي بكاملها إلى ركام وتشوه حياة الكثيرين. وهي تخلق غضباً عارماً متأصلاً، لا تعاوناً.

 

وهكذا يتكدس جرحى وقتلى العراقيين إلى جانب جرحى وقتلى الأمريكيين. فلقد قتل أكثر من 500 جندي وأصيب حسب أحد التقديرات نحواً من 10.000 جندي. فتأملوا هذه الحقيقة: 10.000 عائلة أمريكية تضررت حياتهم بصورة دائمة في حرب شنتها الولايات المتحدة. ولقد كتب مارك توين مرة عن الحرب يقول: "هل ننتزع قلوب الأرامل الغارقة في حزنها الطاغي؟"

 

إن الرئيس يبالغ في ردة فعله حول 11 سبتمبر فيقود أمريكا لتخوض اختباراً نارياً قد يمتد أمداً طويلاً في المستقبل، أمدا من الحروب التي بادرت بها الولايات المتحدة لمعاقبة أنظمة اعتقدت أنها تؤوي إرهابيين.

 

وهذه ليست أمريكا التي حارب جيلي من أجل حمايتها في الحرب العالمية الثانية.

إن المبادرة بشن الحروب لن تجلب سلاماً عادلاً. وعلى الرئيس أن يفكر بعمق كبير لماذا يشارك أناس كثيرون في دول كثيرة في احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة.

 

الجواب هو: الناس في أرجاء العالم، وخاصة في العراق وفلسطين، غاضبون بسبب المظالم التي ترتكبها أمريكا.

 

فجميع العراقيين تقريباً سعداء بإزاحة صدام حسين عن السلطة، لكن أكثرهم – وقد يشكل هؤلاء الغالبية العظمى – لا يرون في أمريكا سوى دولة متعجرفة، منحازة، غير أهل للثقة، مصممة على السيطرة على العالم.

 

وهاكم بعض الأسباب:

-        في الثمانينيات من القرن الماضي – وخلال أوج ما ارتكبه صدام ضد الأكراد، كانت الحكومة الأمريكية هي الشريك الصامت للدكتاتور، تساعده في الحرب ضد إيران عبر تزويده بالمعلومات الاستخبارية والتجهيزات العسكرية المهمة، بل وبعض مكونات أسلحة الدمار الشامل.

 

-        تعرض العراقيون لتجربة مريرة على يد والد الرئيس الحالي لدى نهاية حرب الخليج الأولى. فقد حث الرئيس جورج بوش الأب العراقيين على الإطاحة بصدام. وأثارت دعوته انتفاضة قوية، لكن بوش رفض دعمها بأي وسيلة. وقد دفع ذلك الرفض الأجوف الرئيس العراقي لقصف معارضيه بطائرات الهليكوبتر وقتل المئات منهم. وكان قد احتفظ بحق استخدام تلك الطائرات حسب اتفاقية وقف النار التي أقرتها الولايات المتحدة.

-        يذكر العراقيون بمرارة أيضاً كيف فرضت المقاتلات الأمريكية العقوبات عليهم لعقد من الزمن بعد تلك الحرب. وكان الحظر قاسياً عانى المدنيون منه الأمّين، ومات على الأقل نصف مليون من أطفالهم نتيجته

 

-        العراقيون اليوم قلقون جداً من دوافع الرئيس وموثوقيته. وكثيرون منهم يشكون في حقيقة أهدافه التي ما يفتأ يعلنها، وهي نشر الحرية والديمقراطية في بلادهم، أو كما قال قبل ذلك، تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية. ولأنهم يعلمون أنه رفض عروضاً بالتصالح من مبعوثي صدام قبل الغزو، فإنه يعتقدون أنه يخفي في قرارة نفسه أحلاماً بإقامة إمبراطورية أمريكية وأنه كان يسعى للحرب في العراق بأي ثمن.

 

-        أما الشكوى الأكبر والأعمق، فهي فشل بوش في اتخاذ أقل ما يمكن لإيقاف التحيز الأمريكي ضد العرب. فالرئيس على سبيل المثال لم يبذل أي جهد للنأي بأمريكا عن الاستعمار الإسرائيلي.

 

وهو يؤيد بالكلام إقامة دولة للفلسطينيين، لكنه لم يقم بشيء لوقف وحشية رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ضد الفلسطينيين، والاغتيالات والاجتياحات التي ينفذها والتي تخلف وراءها موتا ودمارا واسعي النطاق، والجدران التي يبنيها لتحتجز الفلسطينيين كقطعان الماشية وعمليات الاغتصاب المتواصلة لمزيد من أرض الفلسطينيين.

 

ويبدو بوش غير مهتم بالغضب العارم المنتشر عالمياً على الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، والذي لولاه ما استطاعت الدولة العبرية إذلال وتخريب المجتمع الفلسطيني.

 

إن بوش غارق تحت تأثير المتطرفين الدينيين –  سواء منهم الصهاينة والمسيحيون الأصوليون. وهو يتجاهل الذنب الكبير الذي ارتكبته أمريكا وتسبب في نكبة الفلسطينيين. وهو يعجز عن رؤية أكثر من بليون مسلم في أرجاء العالم، وملايين عديدة من غير المسلمين يسخطون عليه بشدة بسبب تآمره.

 

وبوش يعطينا مثلاً مكبراً عن النفاق فعلى أحد جانبي الحدود في الشرق الأوسط يحاول إقناع العراقيين العرب بأنه سيقدم لهم الحرية والديمقراطية، وفي الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر من الحدود، يدعم العنف الإسرائيلي الهادف لحرمان الفلسطينيين العرب من نفس تلك الحقوق.

 

والعراقيون قلقون من أن الاحتلال الأمريكي للعراق سيتحول لاستعمار جديد، وسيطرة مطلقة على احتياطي النفط العراقي، ووحشية على النمط الإسرائيلي ومعاهدة تفرضها الولايات المتحدة لمنع العراق من دعم الفلسطينيين.

 

والرئيس بوش مصاب بالهوس نتيجة مذبحة 11 سبتمبر والشائعات حول هجمات جديدة، حتى أنه لا يرى ما يراه معظم العالم، ألا وهو أن نقطة انفجار الإرهاب هي فلسطين وليست مانهاتن. وهو بإهماله هذا يعرض أمريكا لخطر جسيم.

 

هذا الموضوع يبرز فوق جميع المواضع الأخرى في حملة الانتخابات الرئاسية. وهو يدفعني للحديث ضد ما يفعله جورج دبليو بوش. أنا أنتمي للحزب الجمهوري، وسأبقى في حزب لينكولن. ولا يسعدني حمل لواء هذه القضية ضد الرئيس. قد يكون حسن النية في قيادته، لكنه مخطئ، مخطئ تماماً في الوجهة التي يقود البلاد إليها.

 

ماذا ينبغي فعله؟ وهل يجب على الرئيس المضي في حروب لا نهاية لها؟

إن أفضل قرار حربي يتخذه الرئيس هو قرار سياسي، وهو قرار بسيط، مسالم، كريم وعادل. يجب عليه أن يبتعد عن سلوك إسرائيل المخزي.

 

إذا كان بوش يمتلك الإرادة، فإنه يستطيع بسهولة تحرير نفسه وتحرير بلاده. وإن تصرف، فسيحول الوضع القاتم في العراق وغيره في الشرق الأوسط إلى وعود منيرة. وفي أي يوم يختاره، يستطيع الرئيس، بصورة فورية، ودون إطلاق طلقة واحدة، تهدئة حرب العصابات في العراق والاحتجاجات ضد أمريكا في العالم أجمع.

 

كل ما عليه فعله أن يعلم شارون أن جميع المساعدات سوف تعلق حتى تخلي إسرائيل الأراضي العربية التي احتلتها القوات الإسرائيلية في يونيو 1967. فالمساعدات الأمريكية هي شريان الحياة لإسرائيل، ولذا فإن الإنذار سيكون دليلاً لا لبس فيه أن الولايات المتحدة قررت في النهاية القيام بما هو عادل للعرب والمسلمين، في الوقت الذي تحمي فيه إسرائيل من الهجوم. وإن تصرف بوش، فسيكون لدى العراقيين سبب كاف يدفعهم للاقتناع، وللمرة الأولى، بأن الحكومة الأمريكية تعارض الاستعمار فعلاً.

 

ولسوف يثير الإنذار ابتهاجا فورياً ي جميع أرجاء العالم وليس بين الفلسطينيين والعراقيين فقط. فاستطلاعات الرأي تبين أن غالبية الإسرائيليين قلقون من النزاع الطويل والدموي الذي يخوضونه لإخضاع الفلسطينيين، وأنهم سيرحبون بالتعايش مع فلسطين مستقلة ومسالمة.

 

والحقيقة أن هناك أساساً متيناً لمثل ذلك الإنذار الرئاسي. فجميع أعضاء الجامعة العربية إضافة لمنظمتي حماس وحزب الله عرضوا السلام مقابل الانسحاب قبل أربعة أعوام. كما أعلن مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون سابقون مؤخراً عن خطة مماثلة  أطلق عليها اسم اتفاق جنيف. وفي الوقت نفسه تقريباً حث أربعة جنرالات إسرائيليين متقاعدين سبق لهم ترؤس المخابرات الإسرائيلية على انسحاب كامل من جانب واحد من الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

عندما يقف بوش بحزم إلى جانب تحقيق العدالة للفلسطينيين، وهم في غالبيتهم مسلمون، فسيضع فعلياً حداً للاحتجاجات ويعزز قوى الاعتدال في العالم.

 

هل يحرر بوش أمريكا من حروب لا تنتهي، ويرسم مستقبلاً بناء وسلمياً لأمتنا؟ إذا فعل ذلك على الفور، فسيكون قد ضمن انتخابه. وإن لم يفعل، فسوف أنضم لغيري من الجمهوريين – وسيكون هناك كثيرون منا – في الدعوة لهزيمته.

 

كان بول فيندلي عضواً في الكونجرس لمدة 20 عاماً، وهو مؤلف كتاب: من يجرؤ على الحديث: الشعب والمؤسسات بمواجهة اللوبي الإسرائيلي، وهو رئيس فخري لمجلس المصلحة الوطنية. وهو يؤلف الكتب ويدبج المقالات من منزله في جاكسونفيل، بولاية إيلينويز، كما يلقي محاضرات عديد عن الشؤون الدولية.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289