Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور دبي لانــــد كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـة الرئيسيـة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

 دبـــــــي لانــــــــد

كيف يتحول البشر إلى وحوش

لوائح الشرف

من يخطط أمريكا ، حكومتها أم كاريل؟

الأهوار ....موت معلن و عواقب و خيمة

الماء كنز البشر الثمين الخيص

كونتيننتال جي تي .....هوية جديدة لبنتلي

الخوارزمي .. مؤسس علوم الجبر و اللوغريتمات

نساء خلدهن التاريخ ... خديجه بنت الخويلد

عجائب العالم العربي ... الجزء الثاني

معهد العالم العربي

كيف نستمتع بما هو حولنا

الحبتور للمشاريع الهندسية

رسالة إلى الرئيس بوش

الاخ  الرئيس ياسر عرفات المحترم

أخــبـار الحبتـور

مـــــــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

الأهوار, بحسب ما جاء في "لسان العرب" و"القاموس المحيط", هي جمع هور, وتعني بحيرات تفيض بالماء الوفير وتزدهر فيها النباتات المائية. يقع مثلث الأهوار في أقصى جنوب العراق, في بقعة يلتقي فيها نهرا دجلة والفرات حيث تتشكل المنطقة المسماة بـ"شط العرب". وتشكل مدن العمارة, الناصرية, والبصرة, رؤوس هذا المثلث الجغرافي الخصب. وتعد منطقة الأهوار أكبر تجمع مائي سطحي في الشرق الأوسط. وقد تراوحت مساحة هذا المسطح المائي , بحسب تقديرات تاريخية تعود إلى ما قبل السبعينات, ما بين 15 ألف إلى 20 ألف كم2. وتعد الأهوار إحدى أهم مناطق التنوع البيئي حول العالم.
تنقسم مستنقعات الأهوار, طبوغرافياً, إلى أنواع ثلاثة هي:

  • الأهوار الدائمة التي تنتشر فيها نباتات البوص والقصب بكثافة
  • الأهوار الموسمية التي  تتشكل في فصلي الخريف والشتاء ويغطي قصب البردي أقساماً كبيرة منها
  • الأهوار المؤقتة التي تتشكل خلال مواسم الفيضان, لتتحول فيما بعد إلى مناطق حرجية.

 

ومركزياً تقسم الأهوار إلى مناطق ثلاث هي:

  • الأهوار الشرقية, وتمتد من ضفة نهر دجلة نحو الشرق
  • الأهوار المركزية, وتقع بين الضفة الغربية لدجلة, وشمال نهر الفرات

·         الأهوار الجنوبية , وموقعها غربي شط العرب, وشمالي الفرات

 


منطقة "شط العرب" أو الأهوار, هي نتاج التقاء العديد من الأنهار, أهمها دجلة والفرات, إضافة إلى أنهار "الغراف" (الذي يمتد من منطقة الكوت إلى الناصرية في الجنوب الغربي" , و"الطيب", و"دويريج" اللذان يجريان عبر السفوح الغربية لإيران. وكانت هذه المنطقة تزخر بكل أشكال التنوع والثراء البيولوجي, تميزها بيئة معيشية خصبة وموائل طبيعية زاخرة بالكائنات الحية من طيور نادرة وحيوانات برية ومائية فريدة ونباتات متنوعة. وأتاح ثراؤها الطبيعي وموقعها الجغرافي أن تكون استراحة أو نقطة عبور رئيسية لملايين الطيور المهاجرة من روسيا حتى جنوب أفريقيا. ثم إنها منطقة توالد لأنواع كثيرة من أسماك الخليج العربي.

نشأت في منطقة الأهوار حضارة عمرها خمسة آلاف سنة, هي الحضارة التي تعود جذورها إلى السومريين والبابليين, و يقال أن هذه الحضارة هي أقدم الحضارات التي عرفها الإنسان. ويعتبر عرب المعدان Ma'dan ورثة هاتين الحضارتين.
يعتقد بعض باحثي اللاهوت أن الأهوار قد شهدت ولادة الحديث عن "الطوفان" و"جنة عدن"  في الذاكرة الجمعية البشرية. تاريخيا, تعرضت الأهوار لإجحاف وإهمال رسميين, وقد تفشى الجهل والمرض بين سكان الأهوار, وتعرض سكانها "المعدان" إلى الازدراء بسبب الفقر والجهل الشديدين اللذين اتسمت بهما منطقة الأهوار, رغم كونها إحدى مصادر الغذاء الرئيسية في العراق.  وبسبب صعوبة طبوغرافيتها, فقد تحولت المنطقة إلى ملجأ آمن للمتمردين على السلطات, منذ العهد العباسي, مرورا بالعثماني, وانتهاء بالنظام السابق الأخير.


الأهوار تنقرض

انكمش مسطح الأهوار  من 15000 -20000 كم 2 إلى 1000 كم2 , أي ان 90% من مساحة الأهوار قد زالت فعليا. ويعزى هذا التسارع الرهيب في جفاف المنطقة إلى سياسة بناء السدود التي تمارسها  تركيا وسوريا و العراق, وإلى الحرب التي تشهدها المنطقة, وقد اعتبر برنامج الأمم المتحدة البيئي 2003 هذا التدهور كإحدى أسوأ كوارث العصر- بالموازاة مع تضاؤل رقعة غابات المطر وكارثة بحر الأورال.

اما ديموغرافياً, فقد تناقص عدد السكان من 250 ألف -300 ألف نسمة قبل بداية عقد التسعينيات (حسب تقديرات جمعية حقوق الإنسان الدولية -نيسان 2003) إلى 20 ألف  نسمة. وبحسب الأمم المتحدة فإن لجفاف المنطقة أو "تجفيفها" آثار مهلكة على الحياة في المنطقة. وقد تمكنت الأمم المتحدة من توثيق هذا التسارع في جفاف المنطقة من خلال الأقمار الصناعية. وتقول الهيئات المسؤولة هناك إن التحليل البياني يوثق الحجم والسرعة المذهلين لاختفاء الأهوار، وهي تؤكد أسوأ الاحتمالات المتصورة. فبحلول
شهر مايو 2000، أصبحت معظم أراضي الأهوار ملحية صحراوية قاحلة، ولم يبق إلا جزء صغير من هور "الحويزة" الذي يقع إلى الجنوب الشرقي من العراق, على الحدود الإيرانية, بما يشكل عُشر مساحة الأهوار الأصلية. والآن بدأ هذا الجزء في الانكماش أيضا.
وتقدم الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية أدلة على أن الأهوار التي كانت يوماً كثيفة وممتدة قد تراجعت وتحولت إلى مناطق صحراوية تكسوها الأملاح. وقد أعد برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة تقريرا تحت عنوان: انهيار النظام البيئي- اختفاء الأهوار من بلاد النهرين.
يقول التقرير: إن لجفاف الأهوار سببين أساسيين هما بناء السدود في أعالي نهري دجلة والفرات ومشاريع التجفيف. فالسدود على نهري دجلة والفرات تعتبر الأكثف بين بلدان العالم, إذ شيد خلال الأربعين عاماً الماضية أكثر من ثلاثين سداً تفوق قدرتها التخزينية كمية المياه التي يضمها النهران بعدة مرات.
ورغم أهمية عامل السدود , إلا أن التقرير يعتبر أن عمليات التجفيف المنفذة في جنوب العراق على يد النظام العراقي السابق بعد حرب الخليج الثانية هي التي تسببت في زوال الأهوار شبه الكامل. ويضيف التقرير أن  حوالي ثلث عرب الأهوار ، يعيشون الآن في مخيمات للاجئين في إيران بينما تشرد القسم الآخر في العراق .

لكن الأمم المتحدة لا تبدو يائسة من الوضع كليا ، إذ أن مناطق أخرى منكوبة بيئياً قد  أمكن إنعاشها في السابق كما حدث في الكاميرون والولايات المتحدة. وجاء في التقرير أن تدهور الأهوار أضعف اقتصاديات بعض المصايد في شمال الخليج العربي، وكانت تعتمد على بيئة الأهوار التي كانت تمثل موطن التكاثر لبعض أنواع الكائنات البحرية من الأسماك والقشريات الهامة.

ورغم أهمية عامل السدود, إلا أن الحرب تسببت في تركيز هذا الهلاك المباشر للأهوار. فلقد كانت الأهوار, باعتبارها منفذ العراق إلى مينائها في البصرة، منطقة معرضة دوما لكوارث الحروب. فأيام الانتداب البريطاني كانت الأهوار منطقة لسوق الجنود المجلوبين من وإلى العراق. وأثناء الحرب العراقية الإيرانية تعرضت الأهوار لأهوال الحرب أكثر من غيرها من المناطق.


بيد أن كل هذا لم يستطع تدمير الأهوار بقدر ما أحدثه انتقام النظام السابق من انتفاضة الجنوب التي تلت حرب الخليج الثانية, إذ أن جل آلة الحرب العراقية قد انصب على المنطقة, وأمعنت الحكومة في تجفيفها بهدف كسر إرادة السكان المحليين وتهجيرهم والتضييق عليهم. وقد أدت هذه العوامل, متضافرة, إلى موت متسارع لهذه المنطقة البيئية الفريدة.

 

وعلى رغم التحسن النسبي للظروف والعوامل الطبيعية السائدة في المنطقة, وبخاصة في ما يتعلق بنسبة تساقط الأمطار مؤخراً وتحسن نظام التصريف المائي, ورغم تزايد وعود قوات الاحتلال بمستقبل أفضل وأكثر إشراقاً للأهوار وللعراق عموماً, يمكن القول إن الأهوار تعيش حالياً فترة صعبة لا تقل سوءاً عن أحوالها خلال العقود الفائتة. اذ أتت آلة الحرب الغربية على البقية الباقية منها حين دمرت شبكات المياه والصرف الصحي ومحطات الكهرباء في أنحاء العراق.
وساهم هذا في تزايد الضغوط والأعباء على ثروات الأهوار ومصادر تميزها البيئي, نتيجة اختلاط مياه الشرب النقية بمياه الصرف الملوثة وتعطل ماكينات الري ورفع المياه مع تدفق اللاجئين وشراذم العائلات المشردة والفلول الهاربة إلى المنطقة. وأدى هذا إلى ازدياد معدلات قطع الأشجار والنباتات فيها, وكذلك ازدياد كميات المخلفات الآدمية المصرَّفة في مسطحاتها المائية الضحلة والعميقة, بالإضافة إلى استنزاف مصادرها المائية لتعويض النقص الفادح في مياه الشرب والري.
وإذا أضفنا إلى هذا التداعيات الناتجة من العمليات العسكرية والاحتلال, مثل تسرب كميات هائلة من السموم والأدخنة والغازات السامة إلى الأنظمة البيئية المختلفة في العراق, ومنها الأهوار, من جراء قصف مصانع الأدوية والورق والأسمدة والكيماويات وغيرها, وما في ذلك من آثار أخرى مثل تلوث الهواء وتساقط أمطار حمضية, وإذا أضفنا توابع استخدام أسلحة مدمرة ومحرمة من نوعية اليورانيوم المستنفد وغيرها مما خفي, وباعتبار حجم النفايات المتخلفة عن قوات التحالف, يمكن تبين فداحة الضرر الذي أصاب الأهوار خلال العام المنقضي.


كان من الطبيعي بعد سقوط نظام صدام حسين وإطلاق الوعود بنشر الديموقراطية وبناء "العراق الجديد", أن تتعالى النداءات المطالبة بإصحاح بيئة الأهوار. وحدا هذا ببعض المنظمات الأهلية والهيئات الدولية وأساتذة الجامعات والمتخصصين من المهتمين ببيئة الأهوار لأخذ المبادرة والإعلان عن جملة أفكار ومشاريع بحثية وتنموية لإعادة تأهيل المنطقة وإحياء صورتها المجيدة القديمة.
غير أن هذه الطموحات ما زالت حالمة للغاية مقارنة بالتحديات والصعوبات السياسية والعلمية والاجتماعية الجمة التي تكتنف المشهد العراقي حالياً. وفي ظل تواصل العمليات العسكرية يصعب على أي فريق علمي أو بحثي المغامرة والذهاب حالياً لدراسة مستنقعات الأهوار. وبالنظر الى الاعتبارات الاجتماعية, بديهي أن أحداً من سكان الأهوار المشتتين في جميع أنحاء العراق لن يقبل العودة الى الحويزة أو غيرها في ظل عدم استقرار الوضع السياسي فيها وافتقارها لأبسط الإمكانات والمرافق الأساسية والأمان. أما من الناحية العلمية والعملية, فالعارفون بمشاكل منطقة الأهوار البيئية يعلمون جيداً مدى صعوبة الإصحاح البيئي لتلك المنطقة. وفي هذا الصدد, لم تتجاوز أقصى أحلام المتفائلين إعادة تأهيل ثلث المساحة الإجمالية للأهوار في أحسن الأحوال.
والواقع أن إصحاح بيئة الأهوار لا يرتبط بمجرد توافر الدعم والإرادة والمال بقدر ما يرتبط بحقائق علمية وعوامل طبيعية لا يمكن التحكم فيها, وتشمل في ما تشمل عامل الوقت وتأثير المناخ والعوامل الهيدروديناميكية ومشاكل التربة البائرة والمتغيرات الطبيعية الأخرى. وهذا يدعو الى التشكيك في أن التصريحات المتتالية عن إحياء الأهوار لا تخرج عن كونها وعوداً مبالغاً فيها.

محاولات إعادة الإعمار:
"الجنة, مجددا"
في عام 2002, أسس د.عزام علوش وزوجته سوزي أستاذة علم الجيولوجيا مشروع "الجنة, مجددا"  وانضم إليهما فريق من علماء الأنثربولوجي,الهيدرولوجيين, والمهندسين, لتطوير خطة من أجل وقف جفاف الأهوار, واستعادتها كإحدى أهم مناطق التنوع البيئي في العالم, وكبقعة قامت عليها أقدم حضارات العالم. لكن هذا المشروع لا ينجو من المنتقدين. فالبعض يرى أنه من المؤكد أن ثمة احتياطات نفطية غير مستغلة تكمن في منطقة الأهوار. والمؤكد أيضاً أن الأنظار تتجه إلى هذه المنطقة، التي يتوقع أن تشهد أنشطة تنقيب مكثفة في الأيام المقبلة. وفي الحالين، فالخاسر الأول هو الاعتبارات البيئية.

بل إن بعض النقاد يشيرون بأصبع الاتهام للجهات التي تقف وراء المشروع. وهم يقولون إن "ثمة دلائل واضحة على أن شركات النفط بدأت منذ سنوات قليلة استعداداتها للانقضاض على المنطقة. وفكر بعضها في أن يدخل إلى المسرح متجمِّلاً حاملاً في يده مشروعاً يحمل اسماً براقاً موحيــاً، هو "الجنة، مجدداً"، واعداً بإصحاح البيئة في الأهوار باستخدام جانب من أرباح النفط المستخرج منها. ويحاول مسؤول في الشركة صاحبة مشروع عودة جنة عدن أن يخفف من حدة الشكوك حول التأثير المتوقع للنشاط النفطي في بيئة الأهوار، فيقول متحفظاً: " إن أحداً لا يستطيع القول بأن النفط موجود في كل الأهوار. فالمنطقة هائلة الاتساع، بحيث يمكن أن تحتضن كلاً من النشاط النفطي والجنة! "



 

صعوبة استعادة الأهوار
نتيجة تركز الملح  ومركبات الكبريت في تربة المناطق المجففة, فإنه من المشكوك به أن تستعيد هذه المنطقة خصوبتها, وبحسب د.كورتيس ريتشاردسون رئيس مركز أبحاث الأراضي المائية التابع لجامعة  ديوك في فلوريدا, فإن استعادة ثلث المنطقة الميتة" من الأهوار سيكون بمثابة معجزة.

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289