Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور ابــن سينــــا كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الـرئيسيــة

كلمــة رئيس مجـلس الإدارة

   دبــي 2003 على الأبــــواب

خـــــريطـــــة الــطــــــريـــــــق

متروبوليتان سيتي سنتر بيروت

قبــائــل الجــزائــر الغـامضــة

امراة متميزة ـ زبيدة بنت جعفر

الشيشة ... تلك العادة المعطرة

ابن سينا ... أمير الطب و شيخ الفلسفة

حصــــــــــون الإمـــــــــــارات

السلوقي , كلب الصحراْء العربية

بداية جديدة لسنوكر الإمارات

مجمع سينمات متروبلكس يعود بحلة جديدة

الحبتور الهندسية تساهم في بناء المستقبل

أخـبـــــــــــار الحــبــتـــــــــور

مـــــــــــــــن نحــــــــــــــــــــن

الأعـــداد المـاضيـــة

اتصلـــــوا بنـــــا

 

بقلم ماريجكي جونغبلود

 كان حصن دبا أحد أوائل الحصون التي شاهدتها في الإمارات العربية المتحدة, وذلك قبل وقت طويل من اختفائه نتيجة تداعي جدرانه القرميدية الطينية بفعل الريح وتهاويها بتأثير المطر. لم يكن هناك أوائل الثمانينات من القرن الماضي ذلك القدر الكافي من الوعي بأهمية إنقاذ التراث الوطني. غير أن الحال قد تغير, لحسن الحظ, ليشهد العقد الماضي ترميم العديد من الحصون والأبراج المتناثرة في كل أنحاء البلاد.

لابد وأن يكون الحصن الأبيض (الحصن) في أبو ظبي هو أشهر الحصون في الإمارات. فقد بني على الجزيرة عام 1793 في الموقع الذي توجد فيه البئر الوحيدة للماء العذب. ويتكون الحصن من بناء ضخم يغطي مساحة 6400 متر مربع تحميه أربعة أبراج. وطوال سنين كثيرة كان يقف وحيداً بين خيام البدو وأكواخ البرستي (سعف النخيل) الخفيضة. وشهد الحصن أعمال تجديد كثيرة لينتهي ترميمه أخيراً ويأخذ شكله الحالي عام 1995. ويتم استخدامه حالياً كمبنى إداري.

أما في دبي فقد ارتفع حصن الفهيدي في الوقت نفسه تقريباً, حيث بني عام 1799 ليحمي المدخل الجنوبي الشرقي لدبي. وبقي مقراً لحكومة الإمارة ومسكناً للحاكم حتى عام 1896, ليصبح بعد ذلك مخزن سلاح وسجناً حتى عام 1971 حينما تحول إلى متحف, قبل أن  يجري ترميمه بالكامل عام 1993. يرتفع في الحصن برجان مدوران وثالث ذو مقطع مستطيل يسمى المربعة. ويمكن للزائر اليوم أن يدخل إلى الساحة الداخلية للحصن التي تعرض فيها بعض القوارب وبيت برستي عبر بوابة ضخمة تحيط بها مدافع كبيرة.

وبراجيل (برج الريح) الحصن فعالة جداً وتستحق تجريبه في يوم صيفي حار لمعرفة كم كان هؤلاء القوم قادرين على ابتكار طرق لتسهيل حياتهم في تلك الأيام التي سبقت مكيفات الهواء الكهربائية. الجناح الأيمن من ساحة الحصن يستخدم مخزناً للسلاح ولايزال حتى اليوم بطريقة أو بأخرى يقوم بهذا الدور حيث تعرض فيه الكثير من الأسلحة القديمة. أما قاعات المتحف الأخرى فهي تحت الأرض في القسم الجديد المضاف له تحت المساحة المفتوحة التي يعرض فيها قارب خشبي كامل.

والمعروضات في المتحف موضوعة في أحدث غرف العرض المغلقة وتقدم صورة عن الحياة في الإمارات قبل النفط. أما المؤثرات الصوتية عن عمل النجارة وطَرِق النحاس وقراءة القرآن مع الأطفال في المدرسة وروائح التوابل فتجعل من الصعب على الزائر ألا يصدق بأن ما يراه هو سوق حقيقي. أما الغرف الأخرى فتعرض مزرعة ذات فلج تتدفق منه مياه الري، وحياة البدو في الصحراء، بل وحتى جمل يتهادى في درب صغير.

إنه جمل حقيقي محنط, وقد شهدت كاتبة هذه السطور عملية تحنيطه وقت ترميم المتحف. حينها أعطاه فنان التحنيط لمسة من "حياة حقيقية" حيث ألصق ذبابة ميتة بزاوية إحدى عينيه. غير أن أحدهم لابد وأنه قد رمى تلك الذبابة لأني لم أرها في آخر زيارة لي للمتحف. الغرفة الأخيرة مخصصة لصيد اللؤلؤ وهي التي أعطت دبي ثروتها في الأيام التي سبقت اكتشاف النفط. وإذا عاد الزائر للأعلى عند سطح الأرض فسيجد قاعات تعرض مكتشفات أثرية تقليدية.

ا

لحصن الآخر الموجود في دبي هو حصن نايف الذي يحمي المدخل الشمالي لدبي. وقد بني عام 1939 من الأحجار المرجانية/ الصدفية والجص ويغطي مساحة 2000 متر مربع. وقد ظل برجاً دفاعياً حتى عام 1959 حين أصبح مقراً للشرطة وسجناً. وتم ترميمه عام 1997 ولايزال حتى اليوم مخفراً للشرطة.

برج المراقبة في الغيل        قلعة الفجيرة قبل الترميم

يعود حصن رأس الخيمة إلى عهد أقدم. فقد بني عام 1749 وكان مقر إقامة عائلة القواسم حتى عام 1964 حين تحول إلى سجن حتى عام 1984. في ذلك الوقت جرى ترميم الحصن بالكامل وأصبح متحفاً أحب دوماً أن أزوره لأصالته وأجوائه الخاصة. مدخل الحصن الضيق والمتعرج, الذي يحيط به مدفعان, مصمم بحيث يجعل من الصعب على المهاجمين دخوله. ويؤدي المدخل إلى ساحة مرصوفة بالأحجار تظللها شجرة سدر.

والأحجار التي استخدمت في رصف الساحة أحضرت من الجبال المجاورة وبعضها لايزال يحمل أحافير أصداف جميلة. وباعتبار أن رأس الخيمة منطقة تكثر فيها المواقع الأثرية, فمن المنطقي إذاً أن تكون معظم قاعات العرض مخصصة للكثير من اللقى التي عثر عليها في مختلف عمليات التنقيب الأثري. وأفضل المعروضات بالنسبة لي هي تلك الصناديق ذات الأغطية والمصنوعة من حجر الصابون, غير أن بعض الحلي مثيرة للاهتمام أيضاً. هناك أيضاً مجموعة صغيرة خاصة بالتاريخ الطبيعي, وخصوصاً الأصداف التي تشتهر بها شواطئ الإمارات.

يصعد الزائر للطابق الثاني على درج متلو بدرجات غير مستوية السطح حيث تملئ قاعتان بمعروضات من الملابس والحاجيات المنزلية والأسلحة والوثائق. ومن بين الوثائق, أحب دوماً أن أقرأ تلك التي كتبها فاسكو دوغاما عن رحلته على طول ساحل المنطقة. وفيها يصف ساحل الباطنة ودبا وخورفكان إضافة لجلفار تلك المدينة التجارية المزدهرة إلى الشمال تماماً من مدينة رأس الخيمة.

بني حصن الشارقة الرئيسي عام 1820 ويشتمل على طابقين ببرجين. وقد دمر معظم هذا المبنى في النصف الثاني من القرن العشرين باستثناء برج واحد. لكن حاكم الشارقة الحالي أعاد بناء الحصن.

وحين أزيل المبنى القديم حفظ صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي سجلات عن أبعاده والمواد المستخدمة في بنائه ووضع أوصافاً عن شكله وهكذا استطاع أن يأمر ببنائه من جديد حين أصبح حاكماً للشارقة لاحقاً. وقد أعيد بناؤه بالكامل عام 1997 وهو الآن متحف يحتضن معروضات معظمها قطع تراثية مثل الحلي والملابس والأسلحة والعملات وغير ذلك.

لكن على الرغم من تلك الجهود الذي بذلها لإعادة هذا الحصن للحياة من جديد, وهذا ما يقوله العديد من السياح الذين يأتون لزيارته, فمن المؤسف أن اللوحات التي وضعت لوصف معروضاته مكتوبة بلغة انكليزية متواضعة. وبالتأكيد فإن تلك هفوة غير ضرورية أبداً لمتحف لا بد أن يكون رائعاً بدونها.

أما أقدم حصن في الإمارات فهو ذلك الموجود في الفجيرة والذي بني عام 1670 فوق تلة استراتيجية مرتفعة. وقد كان مبنى دفاعياً ومسكناً للعائلة الحاكمة. يرتفع الحصن بطوابقه الثلاثة عالياً فوق السهل الحصوي المحيط به وظل طوال قرون عديدة المبنى الحجري الوحيد على امتداد الساحل. ويتضمن مبناه برجين مدورين وثالثاً مربعاً. وقد استغرق ترميم الحصن وقتاً طويلاً وانتهى منذ أربع سنوات. لكن بخلاف الحصون الأخرى لم يحول إلى متحف, حيث يوجد متحف الفجيرة في مبنى حديث مجاور.

قصر شيوخ الفجيرة الصيفي في هايل

وحصن عجمان بدوره مبنى قديم وكبير, ربما لأن المدينة كانت أكثر أهمية في تلك الأيام مما هي عليه الآن. ويغطي الحصن مساحة2500 متر مربع وفيه برجان مدوران وثالث مربع. وقد كان هذا الحصن المبني من الحجر المرجاني والخشب مقراً حكومياً وسكناً لأحد عشر حاكماً منذ عام 1775 وحتى 1981. وبعد عامين من أعمال الترميم جرى تحويله إلى متحف للتراث. وتتضمن معروضاته إلى جانب المقتنيات المنزلية والأسلحة مجموعة أعشاب الطبية مجففة.

ويعود حصن أم القيوين لعام 1876 وهو مربع الشكل وله مدخلان يتجه الأكبر منهما جهة الشمال الغربي. وبقي الحصن المبني من الحجر المرجاني وخشب النخيل والصندل والجص مقراً للحكومة إلى أن جرى ترميمه مؤخراً وتحويله إلى متحف.

وربما كانت مدينة العين هي الأكثر نصيباً من الحصون في الإمارات وأكبرها هو حصن الجاهلي الذي بني عام 1898 ليكون برجاً دفاعياً ومقراً سكنياً. بني الحصن أصلاً من القرميد الطيني وخشب النخل وجرى ترميمه عام 1990. وداخل ساحته المسورة توجد بئر للماء العذب وحصن صغير على الجانب الغربي بأقواس مزخرفة وباب مُرَزَّز. أما على الجانب الجنوبي من الساحة المسورة فهناك حصن مدور وبرج مراقبة، فيما يحمي برجان مدوران مدخل المجمع.

ويوجد في مدينة العين الحصن المربع والذي يدعى حصن الشرطة لأنه كان منذ وقت طويل مقراً للشرطة وسجناً. ويوجد هذا الحصن في الوسط التجاري للمدينة قرب السوق ويحيط به سور مزخرف. وقريباً منه يوجد الحصن الشرقي الذي يؤوي بداخله المتحف الوطني. بني هذا الحصن عام 1910 وهو المكان الذي ولد فيه رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

قلعة واحة الهيلي التي تم ترميمها بنجاح

يرتفع حصن الرميلة في الأنحاء الشمالية من المدينة, قريباً من أهم المواقع الأثرية, فيما يوجد حصن المويجعي وسط مزرعة نخل ويتكون من مبنى الحصن الرئيسي وثلاثة أبراج ومسجد له مئذنة منفصلة. كما يوجد حصن الهيلي أيضاً على أطراف هذه الواحة. وهو حصن مدور كبير ببرج مركزي مدور ومدخل شديد الزخرفة. وقد أعيد بناؤه مؤخراً.

أخيراً هناك حصن المقرب الذي يتكون من مبنى رئيسي وحصن أصغر ببرج مراقبة. الحصن الرئيسي فيه يتمتع بدرج ضيق متعرج جميل لا يمكن للمرء أن يدرك جماله بدون أن يكون معه مشعل.

عند سطح جبل حفيت, حظي حصن مزيد بعملية ترميم جميلة جداً, حيث تستحق الأبراج والمتاريس الزيارة بعد أن أعيد بناؤها بقرميد طيني أصلي.

وهناك في حتا حصن وبرجان منفصلان بنيت كلها في العقد الأول من القرن السابع عشر بالأحجار المقطوعة من الجبال والقرميد الطيني. البرجان مدوران وتجمعهما ميزة ممتعة: مدخلهما يرتفعان عن الأرض مترين ونصف ولهذا كان الناس يستخدمون حبلاً للصعود والدخول. ويكفي سحب الحبل للأعلى لمنع أي شخص من الدخول.

ومن بين الحصون الأخرى داخل البر, هناك حصن بثنة المبني وسط واحة خضراء ترتفع خلفها جبال حجر بصخورها الخضراء المسودة الشاهقة. ولم يتم حتى الآن ترميم الحصن وهو ما آمل أنه سيحدث قريباً حتى لا تكون نهايته مثل نهاية الحصن الطيني في الحلة الذي تدهورت حالته كثيراً في العقود الماضية لدرجة أن أجزاء صغيرة وقليلة  فقط من سوره لاتزال صامدة, ومع ذلك فهي تبين التصاميم الزخرفية المعقدة التي كانت على جدران المجلس.

الحصن الآخر الذي تداعى لحالة يؤسف لها هو مقر الإقامة الصيفي لحكام الفجيرة وهو حصن الحيل. فطوال السنين التي كنت أزور الحصن فيها مرة بعد أخرى كنت أرى المزيد والمزيد من الأبواب والنوافذ تختفي, كما أصبح الدخول إلى الطوابق العليا من الأبراج خطراً وليس فيه الآن سوى الحطام. ومع ذلك لاتزال العديد من التفاصيل الجميلة باقية مثل السقوف المصنوعة من جذوع النخل وزخارف فتحات الرماية وطبعات الأيدي على الجدران, وهي "تواقيع" العمال الذين بنوا هذا القصر.

وإلى جانب الحصون هناك عدد كبير من الأبراج الدفاعية التي توشي أراضي الإمارات. وعلى سبيل الذكر لا الحصر هناك برج باخور وبرج الجزيرة الحمراء وبرج بدرية وبرج المقطع وبرج الخان وبرج نهار وبرج غايل قرب خور كلبا. وفيما حظيت بعض هذه الأبراج بالرعاية فإن أخرى لاتزال تجاهد لتتعلق بأهداب الحياة.

ومع أن معظم الحصون تمكن زيارتها في أي وقت, فإن تلك المستخدمة كمتاحف لها مواعيد محددة لاستقبال الزوار. وفي بعض الأحوال يجب ترتيب الزيارة مسبقاً مع حارس الحصن أو مع البلدية.

كل هذه الحصون وأبراج المراقبة إنما توحي بماض عنيف احتاج فيه النظام والناس للأمان الذي توفره الجدران الحجرية لحياتهم من القبائل المغيرة. أما اليوم فإن المخلوقات الوحيدة التي تجد الأمان داخلها هي الوطاويط بمختلف أنواعها, بعد أن تبحث عن غذائها حول أضواء المدن وفي المزارع.

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289