Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور نساء خلدهن التاريخ كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفـحـة الـرئيسيـة
 

 كلمـــــة رئيـــس مـــجــلـــــس الإدارة
 

مهــــرجـــــان دبــــي السينمـــــائـي الــدولـــي
 

كارثـــــــة الــعــــــــــراق
 

 مـاهـــو هــدف بــوش الحقيقـــي فــي الـعــــراق؟
 

الـخــــلاف حـــــول تـــراث عــــرفــات 
 

مهــــرجـــــان دبــــي لـلتســـــويــق ...
 

لقطــــاع السيـــــاحـــي فـــي دبــــي...
 

تــــرويــــض نـهــــر النـيــــل
 

لـــزهـــراوي...
 

مــن دبـــي إلـــى الطبيـعـــة فـــي رحلـــة نهـاريـــة
 

زمـــة السيـــر فـــي دبــــي ...
 

دبــــي تـحـتضــــن ريـــاضـــة الـــــرجبـــــي
 

أللحبتــــور للـــمشـــاريـــــع الــهـــندســيــــة

اأخبـــار الحبتـــور

مـــــــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

 

 

 

هذه الأيام، فيما أخذ النهارات dول وdبرد، يشعر الكثيرون من سكان المدن بصعوبة مقاومة إغراء الخروج من منازلهم المغلقة إلى أماكن بعيدة عن التلوث والضجيج تداعب فيها النسائم وجوههم وتمتد فيها أبصارهم إلى الأفق البعيد ولا تسمع فيه آذانهم شيئاً سوى تغريد عصفور صداح هنا أو هناك يقطع سكون الصحراء.

 

فعلى الرغم من التوسع المتواصل لرقعة المدن وازدحام بعض المناطق في الإمارات العربية المتحدة بسيارات الدفع الرباعي برفقة السياح، لا تزال هناك أماكن يعرفها القلة فقط من الناس حيث تستطيع فيها أن تستمع بخلوة هادئة مع الطبيعة.

 

بعض الناس تغلبهم الرهبة من الصحراء ولا يتجرؤون على الخروج إليها للتعرف عليها بأنفسهم. بالطبع هناك شركات سياحية تأخذك إلى أماكن صحراوية تمضي فيها يوماً ممتعاً مع مجموعة من الأصدقاء أو الغرباء، غير أني أعتقد أن الصحراء تصبح أكثر إمتاعاً حين تكون بصحبة مجموعة صغيرة من الأصحاب ذوي الاهتمامات المتقاربة.

 

وهناك أناس يحبون الجري بجانب تلة أو وادٍ بأسرع ما تستطيع أرجلهم حملهم. وآخرون يستمتعون باستطلاع ما حولهم بأناة ووجوهم تكاد تلاصق الأرض بحثاً عن حجر أو مستحاثة أو نبات أو حشرة. وغيرهم يفضلون البحث عن صخرة تطل على حافة بركة ماء في أحد الوديان ليقبعوا عليها ساكنين بصحبة كتاب أو شراب منعش. فإذا جمعت بين هواة الجري ومحبي القراءة؛ فإن كليهما لن يكون ممتناً. ولذا، فالخطوة الأولى نحو نزهة برية رائعة هي اختيار الصحبة المناسبة.

 

بعدها عليك البدء بالبحث عن المكان المناسب للانطلاق في نزهتك.

 

أقترح عليك الذهاب شرقاً نحو جبال حجر، فبوجود العديد من الطرقات التي تعبر الآن ما كان ما كان سابقاً يفصل الساحل الشرقي عن باقي البلاد، أصبح بمقدور المرء بلوغ أي مكان يريد بالسيارة، بل وما عاد يحتاج في أغلب الأحوال لسيارة 4×4.  

الشيء المهم الذي عليك تذكره هو أن تلتزم بالدروب الموجودة والمعروفة حين تخرج للصحراء بالسيارة. فهذا يقلل احتمال أن تتعرض للمشاكل في المقام الأول ويصون البيئة في الثاني. الصحراء تتعرض اليوم لهجمة قاسية ومتكررة بسبب السلوك المدمر للناس الذين لا يدركون هشاشة النظام البيئي الذي يزورون. قد تبدو كثبان الرمال والجبال لهم خاوية من الحياة، لكنها ليست كذلك. هناك تنوع حيوي ضخم في كل مكان. وفي الإمارات التي ليست بالبلاد الشاسعة، تم حتى الآن توثيق حوالي 700 فصيلة نباتية و65 من الزواحف و31 من الثدييات و360 من الطيور ومئات من الحشرات كما يتم توثيق فصائل حية جديدة باستمرار حتى الآن.

 

لقد سبق وقلت أن بالإمكان بلوغ أي مكان تقريباً بالسيارة. غير أن ترجلك من السيارة وتقدمك مشياً سيكشف أمامك صحراء أخرى مختلفة تماماً عن تلك التي تراها من مقعدك في السيارة.

 

إذاً ما هي الوجهات المتاحة؟ إذا انطلقت من دبي، فإن افضل الأماكن التي يمكن أن تقصدها بالسيارة لتستكشفها أو لتسترخي أو تهرول فيها هي: وادي دفتا ووادي العشواني ووادي هيل في الفجيرة وأي واد آخر اصغر تمر به وأنت في طريقك إلى "منعطف حتا". غير أن العين هي وجهة أفضل وتتمتع بالعشرات من الأماكن الجميلة والممتعة قريباً منها. ومن أبوظبي، فإن كل أماكن التريض والاستكشاف القريبة هي مواقع رملية، أما إذا أردت بلوغ الجبال والوديان فعليك قطع مسافات طويلة.

 

أقدم فيما يلي أوصافاً مقتضبة لهذه الوجهات. ومن يريد معرفة مواقعها بدقة والحصول على تفاصيل أكثر عنها، يمكنه مطالعة "مستكشف البر" أو"الدليل الأخضر للإمارات".

 

يوجد وادي دفتا مباشرة إلى الجانب الأيسر من طريق مسافي- الفجيرة يؤدي إليه درب ترابي غرب القرية يصل غلى الوادي وواحة دفتا. حين تزور المكان، عليك أن تتذكر دوماً أن المزارع هناك هي مصادر رزق المزارعين هناك وعليك أن تتعامل معها باحترام. الناس هناك عموماً لطفاء ومضيافون جداً، غير أن الحال قد تتغير إذا ما أصبح الزائر مصدراً للإزعاج. الماء يوجد في كل مكان تقريباً في وادي دفتا، غير أن بلوغ بركة ماء  جميلة ربما يتطلب منك بعض المسير. كما توجد أيضاً وفرة من أشكال الحياة النباتية والحيوانية  تنتظر أصحاب البصيرة ليلمحوها. الحقول البور أماكن مناسبة للتعرف على النباتات البرية المزهرة مثل القرنفل الصغير (ديانثوس سيري) وإبرة الراعي (جيرانيوم ماسكاتنس) الحمراء القانية. أما على جوانب سواقي المزارع، فتكثر السراخس وزهور الحماض الصفراء (أوكزاليس كورنكولاتا) وعنب الدب (فيزاليس ماجور) بزهوره غريبة الشكل ذات الزوايا الخمس وثماره المخروطية المشابهة للجرس.

 

 

على جوانب الوادي يمكن أن يعثر المرء على السحلية (إبيباكتوس فيراتريفوليا) التي لا يتوقع الكثيرون أن يجدوها في الصحراء! وتجد أنواعاً متنوعة من اليعاسيب فوق السواقي والبرك. كما تمكن رؤية سحالي عمان الكبيرة بين صخور الوديان كما عثر هناك على أنواع نادرة من السَّقنقور، وهي صنف من السحالي الصغيرة. وبمقدور مراقبي الطيور الصبورين رؤية العديد من أنواعها وهي تجول فوق النباتات، مثل أبو بليق بريشه الأسود والأبيض والوروار الأخضر فيما يكثر في المنطقة حمام النخيل.

 

من الأماكن الرائعة الأخرى للرحلات وادي حيل حيث يوجد القصر الشرقي لشيوخ الفجيرة وهو واد يقع إلى اليمين من طريق مسافي-الفجيرة. وهناك، ما تزال المباني المتداعية للقصر القديم مهيبة وتستحق الزيارة لرؤيتها عن قرب. وحين لا يحتبس المطر طويلاً، تجد عادة في قاع الوادي بعض البرك المحتفظة بماء يكفي للغطس

السهول الحجرية إلى يسار الوادي عادة ما يعثر فيها على رسومات رائعة على الصخور. لكن مع انتشار الكسارات أخيراً في المنطقة، أصبح من الصعب مصادفتها. وعلى كل حال، فإن البحث عن الأشياء هو نصف متعة الرحلة لأن البحث هو الذي يجعلك تصادف كنوزاً لا تتوقعها، مثل نباتات الخبيزة المزهرة (هيبيسكوس ميكرانتوس)- التي تبقى أزهارها متفتحتة حتى الضحى فقط.

على الجانب الآخر من قاع الوادي تجد شجيرات كبيرة من البازلاء البرية بيضاء الأزهار(تافيرنييرا غلابرا) أو اللبلاب أبيض الأزهار (كونفولفولاس). وقد أمضيت ذات مرة نهاراً بأكمله أصور امتداداً مذهلاً من الأزهار القرمزية. ويؤوي الوادي مجموعة من الحيوانات مثل العلجوم والأفعى والحشرات مثل بقة الماء الضخمة وعقرب الماء. والأخير يوجد وهو يطفو على الماء مقلوباً رأساً على عقب ولا تبرز منه فوق سطح الماء سوى إبرته، لكن هذا الذي يبدو وكأنه إبرة ما هو إلا أنبوبي هواء رفيعين وكأنهما قشة للتنفس.

يمكن بلوغ وادي العشواني بالسيارة بالتوجه إلى السيجي حيث يوجد إلى اليمين من طريق الذيد-مسافي. وعادة ما يصبح الوادي والبحيرات المجاورة بعد هطول المطر مواقع محببة للرحلات حيث يقصدها من لا يتهيبون الدخول بعيداً عن الطريق.      

لكن يمكن للمتريضين والمستكشفين العثور على مواقع أجمل بالتقدم أكثر نحو أعلى الوادي. الواحة عند نهاية الدرب فيها جدران حجرية جميلة من خام النحاس وحقول بور بامتدادات واسعة من نباتات شوكية. وبعد المطر تمتلئ الأرض بالنباتات المزهرة مثل الخبيزة (مالفا بارفيفلورا) والخردل (يوروكاريا هيسبانيكا) الأرجواني الشاحب وكزبرة الثعلب (أناغاليس أرفينسيس) الزرقاء البراقة.

القطط البرية والقنافذ تستوطن المكان، لكن عليك أن تبقى ليلاً حتى تستطيع أن تراها. أما الحمير البرية فهي الثدييات الكبيرة الوحيدة التي تصادفها نهاراً.

التريض على امتداد الوادي تجربة رائعة خصوصاً بعد المطر حين تكون البرك ممتلئة والحقول مغطاة بالأزهار البرية والأعشاب والفراشات. وفي المواسم المطيرة الطيبة، تجد نباتات البنفسج الصغيرة (فيولا سينريا) وهي تغطي الأرض بين الصخور. وقريباً من إحدى البرك الكبيرة ستجد الموقع الوحيد الذي ينبت فيه الجعفيل الطفيلي (أوربانش سيرونا) الذي يعيش متطفلاً على جذور نباتات أخرى مثل الشوك الصحراوي (ليسيوم شاوي).

أما الخروج إلى المناطق الرملية فهو تجربة مختلفة بالكامل. وللأسف فقد أصبح من الصعب الآن العثور على أماكن لم تؤذها قيادة سيارات 4×4 بدون مراعاة لها. إن هذه الممارسة هدامة للبيئة الصحراوية لأنها تؤدي إلى انضغاط الرمال وبالتالي فإن البذور فيها تصبح عاجزة عن الإنتاش، كما أنها تهدم أوكار الأفاعي والقوارض الصغيرة والسحالي وتقتل هذه الحيوانات غالباً. إن هؤلاء السائقين ليست لديهم أدنى فكرة عن جسامة ما يفعلوه، لأن النباتات لا تكون ظاهرة بعد كما أن الأوكار مخفية تماماً عادة بين جذور الشجيرات الصغيرة.

المنطقة شرقي طريق المدام-الشويب تستحق أن تستكشفها مثلما هي المسطحات الرملية غرب طريق السيجي- رأس الخيمة.

 

إن بلغت هذه الأماكن باكراً فستتمكن من رؤية آثار الحيوانات التي كانت تسرح ليلاً. وأثر أقدام العَضَل المثلثة، وهو من فئران الصحراء الكبيرة، حاضرة في كل مكان، وأحياناً تجدها تتقاطع مع الأخاديد المتوازية التي يتركها ثعبان الرمل السام. كما أن طبعات أقدام الثعالب الضيقة تتميز عن أثر الكلاب لأنها أصغر وغالباً ما تكون للثعالب الحمراء. والآثار "اليسروعية" الشكل التي تجدها متلوية حول الشجيرات تكون قد تركتها الخنافس، أما الطبعات الكبيرة ذات الأصابع الأربعة بخط يمتد بينها فهي لسحلية تمشي وتجرجر ذيلها. 

 

فإذا ما تبعت أثر هذه الأخيرة فسيقودك ربما إلى مدخل مسطح هلالي الشكل- وهو وكر سحلية أم جبين الكبيرة. هذه الحيوانات العاشبة الشبيهة بالديناصورات الصغيرة تعيش في أراضي الإمارات منذ 20 مليون عام! وهي معتادة على الخروج من أوكارها لتسرح وتدفئ نفسها لبضع ساعات في الصباح أو قبيل الغروب. وغالباً ما يكون بالإمكان الاقتراب منها كثيراً دون أن تهرب وما أروع منظرها! لكن لا تدع الرغبة في إمساكها تغلبك لأنها لا تعيش في الأسر!

الصحراء تمتد أمامنا فاتحة ذراعيها لنا جميعاً لنستمتع بجماله، لكن يجب أن نكون حريصين عليها لأن ما نخربه اليوم ربما لن يعود أبداً.

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289