المسجد الأقصى



ي
قع المسجد الأقصى فوق هضبة موريا بالبلدة القديمة في قلب مدينة القدس الشريف في فلسطين.  ويغطي مساحة ٣٥ فدانا، وهو عبارة عن ساحة كبيرة أغلبها مكشوف، تتوزع فيها الحدائق والنوافير والمباني والقباب.  يوجد في صدرها المصلى الرئيسي (يسمى الجامع القبلي) ذو القبة الرصاصية، وفي قلبها تقع قبة الصخرة ذات اللون الذهبي.  ويحيط بكامل المساحة جدار المسجد الأقصى المبارك التي ترتفع فوقه مآذن المسجد الأقصى الأربعة.

إن الأقصى هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الجهة الجتوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة.  ويتضمن أكثر من ٢٠٠ مبنى تاريخي بين مساجد وقباب ومدارس وآبار وغيرها.  فهو ليس المبنى ذو القبة الذهبية المسمى بقبة الصخرة فقط، كما أنه ليس المسجد ذو القبة الرصاصية الذي يسمى بالمسجد القبلي ويسميه البعض جامع المسجد الأقصى فقط، بل كلاهما جزء من مساحة المسجد الأقصى المبارك المحاطة بالسور.

أول من بنى الأقصى هو سيدنا آدم عليه السلام وهي المساحة المحاطة بالسور والتي لم تتغير منذ ذلك الوقت دون أن يكون قبله كنيسة ولا هيكل ولا معبد.  ومن ذم تتابعت بعده عمليات الترميم وإعادة البناء.  فقد عمره سيدنا إبراهيم عليه السلام عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد، وعمره أبنائه إسحاق و يعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بنائه عام ١٠٠٠ قبل الميلاد.

وفي العهد الإسلامي، باشر الأمويون بناء الأقصى بشكله الحالي. فبنوا قبة الصخرة و الجامع القبلي واستغرق هذا كله قرابة ٣٠ عاما.  من ثم توالت عمليات الترميم و التعمير على يد العباسيين و الأيوبين والمماليك و العثمانيين.

ومن دخل المسجد الأقصى و أدى الصلاة سواء في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، أو تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه فصلاته مضاعفة الأجر لأن المساحة المحاطة بالسور هي كلها المسجد الأقصى المبارك وليس ما تروج له وسائل الإعلام الصهيونية بقصد تضليل المسلمين بحقيقة المسجد الأقصى أنه فقط قبة الصخره أو المسجد القبلي وذلك حتى يتناسو أن المسجد الأقصى المبارك هي كامل المساحة المحاطة بالسور التي هي ككل ثالث أقدس البقاع عند المسلمين.

وللمسجد الأقصى خمسة أبواب مقفلة و عشرة أبواب مفتوحة هي: باب الأسباط، باب حطة، باب شرف الأنبياء ( فيصل )، باب الغوائمة ( الخليل )، باب الناظر، باب الحديد، باب القطانين، باب المتوضأ ( المطهرة ) باب السلسلة، وباب المغاربة وهو من أهم و أقدم أبواب المسجد الأقصى المبارك.

باب المغاربة

يوجد باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويوصل إليه صاعدة أقيمت فوق تلة ترابية ترتفع حتى تلاصق جدار الأقصى المبارك، لذا فإن هذا الطريق وهذه التلة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى.  ويستخدم ممرا إلى الأقصى للمصلين.  وسمي بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي يقع فيها والتي عرفت على مر التاريخ بحي المغاربة حيث رابط المغاربة الذين قدموا القدس منذ أن فتحها صلاح الدين الأيوبي.

في عام ١٩٦٧م استولت السلطات الاسرلئيلية على حي المغاربة بحجة أنه يشرف على حائط البراق التابع للمسجد الأقصى (يطلق عليه اليهود اسم حائط المبكى زورا وبهتانا) حيث يدعون أنه جزء من الجدار الغربي لهيكلهم المزعون.  ومن ثم دمروا المنطقة وسووها بالأرض رغم أنها كانت تحوي على العديد من الآثار الإسلامية منذ قديم الزمان وحولوها إلى ساحة باسم ساحة المبكى في إطار سعيهم لتهويد محيط المسجد الأقصى المبارك وتغيير المعالم الإسلامية في القدس الشريف.

وقد منع الاسرائيليين المسلمين من استخدام باب المغاربة، حيث صادروا مفاتيح هذا الباب التاريخي منذ عام ١٩٦٧م، وأصبحوا يستخدمونه لإدخال اليهود والسياح من غير المسلمين إلى المسجد المبارك وأيضا لاقتحام المسجد من قبل الشرطة الاسرائيلية والقوات الخاصة وحرس الحدود.

ولم يتوقف اليهود عند هذا الحد في خططهم الرامية لتدنيس المسجد الأقصى، فتحت ستار البحث عن آثار معبدهم المزعوم، انطلقت الحفريات الاسرائيلية في ساحة البراق (حي المغاربة سابقا) وامتدت تحت الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك إلى ما داخل المسجد، وأدت هذه الحفريات إلى خلخلة التلة التي يقوم عليها باب المغاربة فانهار جزء بمساحة ١٠٠ متر في ١٥-٢-٢٠٠٤م، وذلك دون أي مراعاة للآثار الإسلامية.  وأعلن الاسرائيليون العام الماضي عزمهم هدم الطريق الأثرية كلها في أضخم انتهاك للمسجد الأقصى المبارك.  فالطريق والتلة فضلا عن كونهما جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى لملاصقتهما جداره الغربي، تعتبران أيضا بمثابة دعامة لهذا الجدار،  حيث أن عمليات الهدم لهذا الطريق ستودي إلى خلخلة أساسات المسجد الأقصى المبارك.

مكانة المسجد الأقصى في الإسلام

المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع على الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة وثالث الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو أولى القبلتين حيث كان المسلمون في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يتوجهون نحوه في صلواتهم قبل تحويل القبلة إلى الكعبة في مكة المكرمة.

ومن المسجد الأقصى عرج الرسول محمد عليه السلام إلى السماء السابعة في معجزة الإسراء والمعراج التي حدثت في ليلة واحدة حيث كان الإسراء من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك حيث صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل ركعتين، والمعراج من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة.  حيث فرضت على المسلمين الصلوات الخمس.  قال الله تعالى في القرآن الكريم :   " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ".

وقد كان الإسراء إلى المسجد الأقصى دون غيره من بقاع الأرض كون بيت المقدس ملتقى الديانتين المسيحية واليهودية، فأراد الله تعالى أن يدلل بذلك على عالمية الدعوة الإسلامية ونسخه لباقي الشرائع السماوية ولبيان وحدة الأديان في الدعوة إلى الله تعالى.


 

 

 

 

أعلى


 

 | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور
الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289