Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور بــرج دبــي قبلــة أنظــار العـالـم كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

بــرج دبــي قبلــة أنظــار العـالـم

كـتـيـبــة الحـــــرب الـــدائـمـــــة

الــحــــرب علـــــى الإرهـــــــاب

بــوش يطعـن الجنـود الأمريكيين في الظهر

انطبــاعــاتي عـن زيارة الصيـن

عجـــائــب العــــالـــم العـــربـــي

صـنيــــــن زينـــــــــــة لبنـــــــان

نساء خالدات فاطمه بنت النبي صلى الله عليه وسلم

أبــوبكــر الـــرازي ـ الطبيب في العرب و المسلمين

صــالــة عـرض جديدة لسيارات أستون مارتن

كأس دبـــــي العــــالمــي 2004

الحبتــور للمشـاريـع الهنـدسيــة

كاس متـــروبـوليتـــان لبـــولـــــو الشــــاطــــئ

أخــبــــار الحبتـــور

مــــــــــن نحـــــــــــــن

الأعــــداد المـاضيـــة

اتصلـــوا بنـــــا

بقلم ليندا هيرد.

في ربيع 1997 اتفقت مجموعة من المنظرين والسياسيين والمخططين العسكريين ذوي العقلية المتشابهة والمتخوفين من نذر تآكل الهيمنة الأمريكية العالمية على تأسيس مركز بحوث اسمته "مشروع قرن أمريكي جديد". وفي تقريرها الذي نشرته تحت عنوان "إعادة بناء الدفاعات الأمريكية"، أوصت المجموعة بما يلي:

خوض عدة حروب إقليمية كبرى متزامنة وتحقيق النصر فيها، الاحتفاظ بتفوق نووي أمريكي، استعادة قوة أفراد القوات المسلحة، فتح قواعد عسكرية أمريكية في جنوب شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا، تطوير ونشر أنظمة دفاعية كونية ضد الصواريخ، والسيطرة على الفضاء والفضاء الحاسوبي.

وأوصى التقرير أيضاً الولايات المتحدة بتحقيق السيطرة العسكرية على منطقة الخليج سواء كان صدام رئيساً للعراق أم لا: "فيما يوفر الصراع غير المحسوم مع العراق ذريعة مباشرة، فإن الحاجة لوجود عسكري كبير في الخليج يتجاوز مجرد مسألة نظام صدام حسين." كما شدد التقرير على ضرورة تطوير "نظام عالمي للسيطرة والتحكم" لاحتواء دول مثل كوريا الشمالية وليبيا وسوريا وإيران. وتحذر تلك الوثيقة من أن توصياتها إن مرت على الولايات المتحدة مرور الكرام، فإن السلم الأمريكي (باكس أمريكانا) يمكن أن يتهافت.

اليوم، أصبح كثيرون من مؤسسي مشروع قرن أمريكي جديد مسؤولين كبار في البيت الأبيض والبنتاغون ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب وزير الدفاع بول ولفوفتز والرئيس السابق للجنة السياسة الدفاعية ريتشارد بيرل.

ومن بين المؤسسين الآخرين نذكر جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا، الولاية التي كان لها الصوت النهائي في تقرير انتخاب الرئيس جورج بوش، والكاتب الصحفي ذو الصوت النافذ وليام كريستول. كما أن إليوت أبرامز الذي عفى عنه الرئيس جورج بوش الأب بعد كذبه أمام الكونغرس بخصوص التورط الأمريكي في نكاراغوا والسلفادور ويعمل الآن في مجلس الأمن القومي تحت رئاسة كونداليزا رايس، كان أيضاً واحداً منهم.

تقول الدكتورة هيلين كالديكوت، مؤسسة منظمة "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية" والمرشحة لجائزة نوبل للسلام، عن هذا التقرير بأنه "مين كامف الجديد" وتضيف "... الفرق الوحيد هو أن هتلر لم تكن لديه أسلحة نووية. إنه أكثر تقرير مرعب قرأته طوال حياتي."

أما تام داليل عضو البرلمان البريطاني من حزب العمال فيصف هذا التقرير بأنه "زبالة من مؤسسة بحوث يمينية محشوة بدجاج يدعون بأنهم صقور- رجال لم يسبق لهم طوال حياتهم أن عاشوا أهوال أي حرب غير أنهم مغرمين بفكرة شن الحروب... إنه خطة نهائية للهيمنة الأمريكية الكونية- نظام عالمي جديد من صنعهم هم." غير أن هذا لم يكن في الحقيقة التقرير الأول من نوعه. فسابقه الأقل شهرة والذي خطّه ديك تشيني وكولن باول وبول ولفوتيز عام 1989 تحت عنوان "مرشد التخطيط الدفاعي" كان أيضاً ينادي بهيمنة أمريكية عسكرية على العالم. ويدعو ذلك التقرير الولايات المتحدة لمنع ظهور منافسين جدد لتفوقها العسكري على المستوى الكوني ويستخدم كلمات من مثل "استباقية" و"حضور عسكري متقدم". ويطالب التقرير بتحقيق الهيمنة العسكرية الأمريكية على الأعداء والأصدقاء على السواء. والنتيجة التي ينتهي إليها هي ضرورة أن تجعل الولايات المتحدة من نفسها "القوة المطلقة."

في يوليو 2002، وجه ريتشارد بيرل الدعوة إلى لورينت موراويتش المحلل في مؤسسة راند لتقديم عرض تحليلي بياني من 24 شريحة أمام لجنة السياسة الدفاعية. الشريحة الأخيرة كان عنوانها "الاستراتيجيات الكبرى للشرق الأوسط"، وتقول: "العراق هو المحور التكتيكي والسعودية هي المحور الاستراتيجي ومصر هي الغنيمة." وحتى الآن يحاول أساتذة شؤون الشرق الأوسط تفسير هذه الاستراتيجية.

لا يمكن لوم أي إنسان إذا آمن بأن جورج بوش وفريقه المتشدد منذ تسلم السلطة في الولايات المتحدة وهو يطبق خطة مشروع قرن أمريكي جديد بحذافيرها. فقد بدأ جورج رئاسته بالتخلص من معاهدة الحد من الصواريخ البالستية والشروع في تنفيذ برنامج درع صاروخي ضد الصواريخ البالستية. واليوم تحصل القوات المسلحة الأمريكية على ميزانيات مالية لم يسبق لها مثيل وتنفذ مشاريع جديدة لتطوير أسلحة نووية تكتيكية أصغر وأقل قوة. كما يسمح قانون المواطنة الأمريكي، الذي أقر بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 لمكتب التحقيقات الفيدرالي، إف بي آي، بأن يراقب الفضاء الحاسوبي. وتم دفع برامج الفضاء، والتي تتضمن رحلة مأهولة إلى كوكب المريخ، لتكون على أعلى قائمة أولويات بوش. والأهم من ذلك أن أفغانستان والعراق تعرضا لغزو استباقي فيما أشير إلى سوريا وإيران كهدفين مستقبليين.

وبمعنى آخر، فإن تطوير أسلحة جديدة والسيطرة على الفضاء والفضاء الحاسوبي وخوض حروب متزامنة وفتح قواعد عسكرية جديدة حول العالم كلها أهداف جرى تنفيذها على يد بوش وفريقه كما تنص عليه عقيدة مشروع قرن أمريكي جديد.

أحد نتائج الهجمات على رموز القوة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 كان تمهيد الطريق أمام نشر الولايات المتحدة لنفوذها العالمي.فقد قال بوش لقادة العالم: "أنتم إما مع الولايات المتحدة أو مع الإرهابيين." وسارع معظم هؤلاء للالتحاق بالركب الأمريكي، لكن لأسباب مختلفة. فحلفاء الولايات المتحدة الطبيعيين، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا، أحسوا بأن واجبهم يتطلب ذلك. أما روسيا، التي كانت تبذل جهوداً مضنية للتكيف مع سوقها الحر ووضعها الديمقراطي الجديدين وللتخلص من الانتقادات التي تواجهها على الوضع في الشيشان فقررت أن من الحكمة السماح للولايات المتحدة بإقامة قواعد عسكرية في أوزباكستان وقرغيزستان. وتعرضت باكستان المسلحة نووياً للرشى والتهديدات من أجل الاصطفاف وراء أمريكا. أما الصين فاختارت مقعداً خلفياً لنفسها بين المتفرجين مقابل الصمت الأمريكي على سجلها في حقوق الإنسان ودعمها لسياسة "صين واحدة."

وهكذا ولدت "الحرب على الإرهاب".

طبول الحرب ضد العراق

رغم الارتياب الذي راود بعض الدول، فإن غزو أفغانستان للإطاحة بحكومة طالبان و"تقديم" أسامة بن لادن "للعدالة" اعتبر شيئاً لا بأس به. لكن التزاماً بتقرير مشروع قرن أمريكي جديد القائل بأن أمريكا يجب أن تخوض حربين متزامنتين، وجه الرئيس بوش أنظاره المتاجرة بالحروب إلى العراق الذي كان حينها يبذل قصارى جهوده للتخلص من العقوبات المفروضة عليه وإصلاح العلاقات مع جيرانه والعودة إلى المجتمع الدولي.

ولهذا كانت الإدارة الأمريكية بأمس الحاجة لذريعة لغزو العراق. وزير الخزانة الأمريكي السابق بول أونيل و "خبير الإرهاب" السابق في البيت الأبيض ريتشارد كلارك قالا إن بوش منذ اليوم الأول الذي انتقل فيه للبيت الأبيض كان قد وضع العراق على قائمة أهدافه العسكرية. وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سي آي أيه، جورج تينيت للجنة التحقيق في 11 سبتمبر إن بوش طلب منه أن يعثر على أي علاقة بين صدام حسين وأسامة بن لادن. وقد نقل البعض عن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بعد بضعة أيام فقط على هجمات 11 سبتمبر بأن العراق كان فيه أهداف للضرب أكثر من أفغانستان الجبلية ولهذا فهو خيار أفضل.

وبذل هؤلاء قصارى جهودهم لإيجاد علاقة بين صدام حسين والقاعدة، لكن عبثاً لأن الرئيس العراقي كان علمانياً وقد وصفه ابن لادن بأنه "شيوعي" و"كافر". وحاولوا اتهام العراق بقضية الرسائل المملوءة بالجمرة الخبيثة، لكن تبين لاحقاً أن مصدرها مختبر عسكري أمريكي. وهكذا وجدوا أنه ليس أمامهم سوى شيء واحد. فعادوا إلى إثارة قضية أسلحة الدمار الشامل القديمة واستخدامها ذريعة لغزو العراق.

الإعلام عندهم أخذ يدق طبول الحرب على العراق، واستخدام ترهات الوصوليين من عراقيي المنفى مثل أحمد جلبي المقرب من رامسفيلد ووصفها بأنها "معلومات استخبارية." وقدم هؤلاء وثيقة مزورة عن صفقة مزعومة لشراء العراق خام اليورانيوم من النيجر. وقدمت بريطانيا "ملفات مفبركة" تزعم كاذبة بأن أسلحة الدمار الشامل العراقية يمكن تعبئتها لاستخدامها ضد المصالح البريطانية بعد 45 دقيقة فقط من إعطاء الأمر بذلك. وهناك تقرير آخر جرى نسخه من رسالة ماجستير عمرها 12 عاماً موجودة على الإنترنت. وأكد دعاة الحرب على أن شاحنتين عراقيتين كانت مختبرات جرثومية متنقلة تبين لاحقاً أنها سيارات للتنبؤ بالطقس. وقالوا إن القاعدة تعمل في شمال العراق في حين أن كل التقارير لم تجد في تلك القاعدة المزعومة سوى بضعة رجال وكمية من البندورة المتعفنة.

لم يعثر على أسلحة دمار شامل رغم الجهود الكبيرة التي بذلها مفتشو الأمم المتحدة وعلى رأسهم هانز بليكس ومحمد البرادعي في الشهور التي سبقت الحرب والتي بذلتها لاحقاً مجموعة مسح العراق الأمريكية لأسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها ديفيد كيه بعد نهاية الحرب المفترضة كما زعم بوش بهبوطه المسرحي على حاملة الطائرات معلناً "نفذت المهمة". قال كيه، كنا كلنا تقريباً مخطئين.

بمعنى آخر كنا كلنا مخدوعين. فجأة تراجعت قضية أسلحة الدمار الشامل لمرتبة ثانية في الأهمية وعدم اكتشافها ما عاد مهماً. وبدلاً من ذلك حاول هؤلاء كتابة التاريخ من جديد والإصرار على أن الغزو كان هدفه فقط تحرير الشعب العراقي من طاغية شرير وإحضار الحرية والديمقراطية للمنطقة.

مر أكثر من عام على الغزو الآن والعراق لا يزال في فوضى عارمة. حتى اليوم يعاني العراق من نقص إمدادات الكهرباء والماء فيما فرص العمل نادرة والقنابل العنقودية تواصل قصف أرواح وأوصال الأطفال الفضوليين بينما قذائف اليورانيوم المنضب المضادة للدروع تزيد الإصابة بالسرطانات في بعض مناطق البلد. واستيقظ العراقيين على حقيقة أن وعود إدارة بوش بتسليم السيادة والديمقراطية ليست أكثر من خداع. نهاية يونيو المقبل حددت موعداً لتشهد عملية تسليم السلطة التاريخية، غير أن الحقيقة هي أن إدارة الشؤون اليومية للبلد ستعطى لحكومة مؤقتة تكون دمية بيد الأمريكيين ولن يكون لها أي سلطة على اقتصاد العراق أو نفطه أو شؤونه الدفاعية. الولايات المتحدة ستبقى بقواتها في العراق طوال عقود مقبلة، فيما الشركات الأمريكية المقربة من إدارة بوش تحصد أرباحاً خيالية من عقود الإعمار وشركات النفط الأمريكية تسمن على احتياطات العراق النفطية، وهي الثانية في العالم من حيث الحجم، وتضعف سيطرة أوبك على أسعار النفط فيما يجري بتر نمو الصين، المنافس الاستراتيجي لأمريكا باعتبار أنه ليست لديها موارد نفطية وطنية.


تهاوي التحالف وراء أمريكا

الكثير من حلفاء أمريكا وصلتهم صرخات الاستيقاظ أيضاً. حين عارضت فرنسا وألمانيا غزو العراق منذ البداية، وصفها دونالد رامسفلد بأنها "أوروبا القديمة". وخرج من يصف الفرنسيين بأنهم "قرود مستسلمون من أكلة الجبن" وتعرضت البضائع الفرنسية للمقاطعة.

ورغم أن 90 في المئة من الإسبان والطليان كانوا ضد الغزو، فإن الزعيمين اليمينيين في إسبانيا وإيطاليا خوسيه ماريا أثنار وسيلفيو برلسكوني صموا آذانهم عن هذه الاحتجاجات.

في مارس الماضي أدار الإسبان ظهورهم لأثنار حين صوتوا ضده بأقدامهم. فبعد انفجار القنابل في قطارات مدريد التي قتلت 192، خسر أثنار الانتخابات وفاز بها خوسيه لويس رودرريغيز ثاباتيرو الذي تعهد بسحب القوات الإسبانية من العراق ما لم تصبح الأمم المتحدة هي المسؤولة عن إدارة العراق بحلول 30 يونيو. أما برلسكوني، الذي سبق وامتدح موسوليني قائلاً إنه كان زعيماً جيداً، والذي يتعرض للتحقيق بتهم الفساد، فيتوقع أن يتعرض للمصير نفسه.

وفيما تبقى أسلحة الدمار الشامل العراقية غير موجودة، فإن العنف في العراق يتزايد تأزماً وأصبح خطف الأجانب شيئاً شائعاً، أصبح لدى مسؤولي التحالف أفكار أخرى. والي العراق الأمريكي بول بريمر يتخبط في ممارسته لتكتيكات العقاب الجماعي، التي استعارها مؤخراً من الخبراء الإسرائيليين، واستطاع أن يوحد سنة وشيعة العراق ضد عدو مشترك.

رئيس كوريا الجنوبية رو موهيون قال إنه سيفكر بإرسال 3 آلاف جندي فقط، معظمهم من غير المقاتلين، إلى جنوب العراق- أي أقل بكثير مما طلبته الولايات المتحدة. ومع ذلك فإن هذا العدد القليل هو تحد للرأي العام الكوري الجنوبي الذي يريد إنهاء مشاركة بلاده في العراق.

أما بولندا، التي كانت داعماً قوياً لغزو العراق، فقد استبعدت تعزيز قواتها الموجودة في جنوب العراق وعددها 2500 جندي والذين اصطدموا مؤخراً مع المقاومة.

وفي أستراليا، تعهد حزب المعارضة الرئيسي، الذي يتوقع له الفوز بالانتخابات الوطنية المقبلة باعتبار أن ثلاثة أرباع الرأي العام يعارض الحرب، تعهد بسحب القوات الأسترالية من العراق إدا ما فاز بالانتخابات نهاية العام الحالي.

غير أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير لم يتزحزح عن موقفه. ففي إحدى المراحل كان 80 في المئة من البريطانيين ضد الغزو، وهو رقم انخفض حالما أصبح "أبناؤهم" في الميدان. بلير الذي يتزعم الجناح اليساري من أحد أحزاب الوسط قد وضع يديه بشكل لا رجعة عنه بيد نظيره من أقصى اليمين على الطرف الآخر من المحيط ووصفه بوش بأنه "الرجل الجاهز دوماً". والكثيرون يرون أن بلير يتنعم في ظلال رئيس أمريكي قوي، مثلما يفعل نائب عادة، في غياب إمبراطورية خاصة ببريطانيا.

ونتيجة لتذلل بلير هذا للطرف الآخر من الأطلسي، أصبحت بريطانيا منقسمة بين الولايات المتحدة وأوربا دون أن تكون قادرة على إعطاء التزام بأي من الجانبين. فرنسا وألمانيا اللتان تريدان تأسيس قوة تدخل سريع أوروبية منفصلة عن الناتو تشككان في الدوافع البريطانية. وأسرع الزعيم الإسباني الجديد لدعم موقفهما. الأعضاء الجدد في الإتحاد الأوربي، ومعظمهم من أوربا الشرقية، سببوا مزيداً من الانقسامات داخل الاتحاد الأوربي باعتبار أن الكثير منهم يناصرون بقوة الولايات المتحدة بعد تحررهم من سيطرة موسكو. كما أن الناتو قد استقبل أيضاً سيلاً من أعضاء جدد من دول الكتلة السوفييتية السابقة وبعضهم دول على حدود روسيا بشكل يثير الكثير من الضيق لموسكو.

إسرائيل المستفيد الأول

ليس هناك أدنى شك في أن إسرائيل هي المستفيد الرئيسي من سياسة "الحرب الدائمة". فعدوها السابق صدام حسين أصبح خارج المعادلة، فيما ليبيا قررت إسقاط الإزار والتعري نهائياً بالتخلص من برنامج أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع الغرب. في الوقت نفسه، تعرض الفلسطينيون لمزيد من الضعف بعد خسارتهم الدعم المالي الذي كان يقدمه العراق و أصبح قادتهم "إرهابيين" حسب التسمية الإسرائيلية والأمريكية وبالتالي عرضة للاغتيال علناً.

ريتشارد بيرل، أحد الصهاينة المؤسسين لمشروع قرن أمريكي جديد، وضع كتاباً بالتشارك مع ديفيد فروم كاتب الخطابات السابق للرئيس بوش (ومخترع مصطلح "محور الشر") بعنوان "نهاية الشر: كيف نكسب الحرب على الإرهاب". وفي عالم الأبيض والأسود الذي يراه بيرل وفروم، فإن على الولايات المتحدة أن تختار بين "النصر على الشر أو المذبحة". ويعتقدان أن الطريق إلى النصر يفرض إجبار الدول الأوروبية على الاختيار بين باريس وواشنطن ومراقبة خاصة للمسلمين في الولايات المتحدة على يد الجهات الأمنية والإطاحة بالحكومتين السورية والإيرانية وحصار كوريا الشمالية ورفض ميثاق الأمم المتحدة والتخلي عن أي خطة لإقامة دولة فلسطينية.

ويعتقد بيرل أن الإدارة الأمريكية تتفق معه. ففي مقابلة إذاعية يقول: "الإدارة تدرك أن هذه الحرب هي صراع أيديولوجي شديد وطويل الأمد ضد خليفة النازية والشيوعية وهو الإسلام المتشدد..."

مالم تفشل "كتيبة الحرب الدائمة" هذه في تحقيق هدفها وتكون السيادة للأصوات الأكثر اعتدالاً، فإن مستقبل هذه المنطقة والعالم سيبقى غامضاً. بوش قد غير لهجته الانفرادية ويتطلع للأمم المتحدة والناتو لتقديم المساعدة في العراق. فقد أصبح الأخير مكاناً خطراً جداً على قوافل عمالة الإعمار الأجانب ذوي الرواتب العالية جداً إن لم توفر لهم الحماية من مرتزقة يتقاضون ألف دولار يومياً. والشعب العراقي أصبح أكثر عزماً من أي وقت سابق على رؤية قفا المحتلين. وهذا ليس سيناريو مأمولاً فقط. كما أن هذا لم يكن نص الخطة، وبأقل قدر من حسن الطالع، سيجد المحافظون الجدد وعقيدتهم الشريرة أن الجزمة ستدفع  قفاهم الآن وللأبد.

 


أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289