Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور ابــن بطــوطــة كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحــة الـرئيسيـة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

   الطـريـق مـن العظمــة إلى الغطرسة

 لغـــز 11 سبتمبر لا يــزال
 تحت ستــار الظــلام

حصـــــــاد الغضـــــــب

مـفــــــــــارقــــــــــات

الحرب الوقائية جحيم أيضا

قـلـــب دبـــــي النــابـــــض

امــــــــراة متميــــــــــــزة

ابـــــن بـطـــــــــوطـــــــــة

تاريــــخ أفــــلاج الـــــري

نوافـيـــر الكرات العملاقة

عـــــــــروس البحــــــــــــر

و تستمـــــــــر الحـيــــــــاة

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخـبـــــــــار الحــبــتـــــــور

مـــــــــــــن نحــــــــــــــــــن

الأعـــداد المـاضيــة

اتصلـــــوا بنــــا

 

بقلم ماريجك جونغبلود

قبل سنوات، حفلت الصحف بأخبار حيوان بحري غريب اصطاده صيادو السمك في رأس الخيمة. وكان ذلك الحيوان عبارة عن بقرة بحر علقت في الشباك وتم جرها إلى الشاطئ. وبقرة البحر حيوان من الثدييات وتتنفس الهواء مباشرة، ولذا ماتت في الحقيقة غرقاً عندما عجزت عن الصعود للتنفس. وقد نجحت في الحصول عليها لتحنيطها وعرضها في متحف التاريخ الطبيعي في الحديقة الصحراوية بالشارقة. وبعد عرضها، لاحظت مرات عدة أن الزائرين، من المواطنين والوافدين، كانوا يقتربون متعجبين، ومتسائلين: ما هذا؟ وكان واضحاً أن قلائل يعرفون أن ذلك الحيوان البحري يعيش في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة.


وبقرة البحر معروفة محلياً باسم "عروس البحر"، واسمها العلمي (
Dugong dugon) وهي تنتمي لفصيلة (Sirenae) مثل بقرة البحر المختلفة قليلاً، والمسماة "ماناتي"، وهي تعيش في بحار أمريكا. وقد كان هناك نوع ثالث يعيش في المحيط الهادئ، ويعرف باسم عالم الطبيعة ستيلر الذي كان عضواً في بعثة استكشافية روسية. وقد حدث أن تحطمت سفينة البعثة عام 1741، فاضطرت للجوء إلى جزيرة بهرينغ طوال فصل الشتاء، واعتاش أفرادها على لحوم بقرة ستيلر التي كانوا يصطادونها. وتشير السجلات القديمة إلى أن طولها كان يصل لثمانية أمتار، وأن وزنها يناهز ستة أطنان. لكن ذلك النوع ما لبث أن انقرض بعد أقل من أربعة عقود على اكتشافها نتيجة للإفراط في صيدها.

يعيش النوع المحلي من بقرة البحر في البحر الأحمر، على طول الساحل الشرقي لأفريقيا، وحول جزر خليج البنغال، وفي أرخبيل مالاي، وكذلك في مولووس امتداداً إلى الفلبين، وحول غينيا الجديدة وصولاً لسواحل أستراليا الشمالية. وبقر البحر حيوان ثديي يعيش في المياه الدافئة ولا يبتعد عن الشواطئ كثيراً كما لا يقترب من مصادر المياه العذبة. أما بقر البحر الأمريكي (الماناتي) فهو قد يعيش عند مصبات الأنهار عذبة المياه.

وبقر البحر بصورة عامة مهدد بالانقراض بسبب الصيد، فلحومه مرغوبة لأنها شهية، والزيت المستخرج من شحومه ثمين لاستخدامه في أغراض "طبية" متعددة. ففي مدغشقر مثلاً، يستخدم مسحوق القواطع العليا علاجاً للمصابين بالتسمم الغذائي، أما شحم فيفيد في علاج الصداع، كما أن نوعاً من شحمه يستخدم مليناً.

يشكل بقر البحر الذي يعيش قبالة سواحل الإمارات واحداً من أكبر تجمعات ذلك الحيوان. أما أكبر تلك التجمعات ففي خليج القرش الأسترالي. وقد أعلنت المناطق البحرية المجاورة لجزيرة مرواح غربي أبو ظبي مؤخراً محمية بحرية لحماية هذه الحيوانات النادرة.

وبقر البحر من الثدييات النباتية، ويتراوح طول الواحدة منه2.5-3.2 متر (وقد يصل 4 أمتار) ويبلغ وزن الحيوان البالغ بين 230-900 كيلوغرام. وخلال تناولها الأعشاب البحرية، تصعد إلى السطح في أوقات غير منتظمة لتتنفس. لكنها في المتوسط تتنفس مرة كل 3-5 دقائق. وهي تعيش إما وحيدة أو زوجياً أو في قطعان صغيرة تتضمن ما بين 3-6 حيوانات. ويتراوح لون جلدها بين البني الفاتح والرمادي، ويحيط بفمها شعر قاسي الملمس يفيد في الاستشعار. أما منخريها، فيقعان في قمة الرأس، مما يتيح لها التنفس دونما الحاجة للارتفاع كثيراً عن سطح الماء.
 

يمتاز ذيل بقرة البحر المحلية بوجود ثلم وسط صفحته وفصين جانبيين مدببين (على عكس الماناتي التي تخلو صفحة ذيلها من الثلم). وطرفاها الأماميين يشبهان الزعانف، ولكنهما طويلان وقليلا العرض. وجمجمة البقرة هائلة الحجم، لكن حجم دماغها صغير جداً لو قورن بحجم جسمها. وهي تتغذى على الطحالب والعوالق البحرية المختلفة، إضافة للأعشاب البحرية التي تجتثها من جذورها مستخدمة خطمها العريض الذي ينتهي بصفيحة متجهة نحو الأسفل وفم يشبه الشق الضيق.


تلتهم بقرة البحر البالغة نحواً من 30 كيلوغراماً من أعشاب البحر يومياً، وهي تختار الخضراء منها وتلفظ البنية اللون. ولذكورها قواطع تنمو لتغدو مثل أنياب الفيل. والحقيقة أن بقر البحر يمت بالقرابة لصنفين من الثدييات يبدوان مختلفين تماماً: الفيل وحيوان الوبْر الصخري. والأصناف الثلاثة ذات هياكل عظمية متشابهة ولأنثى كل صنف ثديان بين طرفيها الأماميين (على عكس معظم الثدييات الأخرى). كما أن هناك تشابهاً في السلوك الاجتماعي للأصناف الثلاثة، حيث تعيش في جماعات صغيرة تتزعمها أنثى مسيطرة.

يمتد موسم تزاوج بقر البحر طوال العام، حيث أمكن رؤية عجولها الصغيرة شهرياً في مختلف مراحل التطور. والأنثى لا تلد أكثر من عجل واحد كل حمل يستمر 11-13 شهراً. وتضع الأنثى صغيرها تحت الماء، ثم تنقله على الفور للسطح كي يلتقط أول أنفاسه. ثم تحمله بعدئذ على ظهرها وتتنقل به قريباً من السطح فترة طويلة حتى يتعلم كيف يأخذ أنفاساً طويلة لمدة دقيقة كل مرة. ولا تغفل عين الأم عن صغيرها طوال فترة رضاعته التي تمتد عامين. وعلى الرغم من أن بقرة البحر قد تعيش 50 عاماً، إلا أنه من غير المتوقع أن تلد أكثر من 5-6 عجول خلال حياتها.

وبقر البحر هو الحيوان الذي يقف وراء القصص الذائعة حول عرائس البحر. وقد ذكرها لأول مرة في الأدب الغربي المؤلف بلايني، كما لا يستبعد أن تكون الأساس الذي بني هومر عليه أسطورة الأوديسة. وكان البحارة الأوروبيون الأوائل يجلبون معهم حكايات عن عرائس البحر اللواتي شاهدوهن واللواتي كانت الأم منهن ترضع صغيرها من ثديها، كالنساء، وهي تحتضنه بزعنفتيها. وحيث أن بقرة البحر هي الحيوان البحري الوحيد التي تمتلك ثديين على صدرها، فمن المرجح أن قصص أولئك البحارة إنما كانت تشير إليهن. وفي الواقع، فإن العجل الصغير يرضع مستلقياً بجوار أمه، وعلى ظهره في الغالب.
 

ودراسة حياة ذلك الحيوان ليس بالأمر السهل. فالمياه التي يعيش البقر فيها عكرة في العادة، كما أنه يمزج بين الخجل والاستغراب بطريقة تحبط أية محاولة للمراقبة عن كثب. وقد يقترب أحدها من القارب ويصل إلى بعد 100 متر عنه، ثم يفر بسرعة عند أول حركة، حيث يعينه على ذلك سمعه القوي. وبقر البحر ليس معروفاً بالذكاء، كما أن لديه القليل من الأعداء في الطبيعة. والحيوان متخصص بالحياة في المياه الضحلة، حيث أن قدرته على البقاء مغموراً في الماء محدودة، مثل سرعته وقدرته على التحمل عندما يتعرض للمطاردة. وإذا لاحقه الصيادون، فإنه أعجز من أن يواجه البنادق، أو القوارب البخارية أو شباك الصيد المصنوعة من النايلون.

وعلى الرغم من أن بقر البحر يعيش في جماعات صغيرة تضم الواحدة بين 3 و6 حيوانات، فإن تلك الجماعات تلتقي دورياً لتشكل تجمعاً كبيراً. وقد يرجع ذلك لتنوع مصادر الطعام فصلياً، أو تمركزها في موضع معين، أو لأسباب أخرى لم تكتشف بعد. وقد شوهدت في الخليج العربي تجمعات منه تضم ما يصل إلى 700 حيوان. وتتميز هذه الحيوانات بوجود مشاعر عائلية قوية لديها، كم يظهر من هذا الوصف الذي كتبه ستيلر عام 1751: "إذا طعن أحدها بالرمح الخاص بصيد الحيتان، يندفع رفاقه نحوه محاولين إنقاذه. فبعضهم يشكل دائرة حول الحيوان الجريح في محاولة لإبقائه بعيداً عن الشاطئ. كما لاحظنا أن أحد الذكور أتى إلى الشاطئ على مدى يومين متتاليين حيث كانت بقرة ملقاة حيث قتلت، كما لو كان يأمل أن يجدها حية."

هذا التصرف يذكرنا بالكيفية التي تتصرف بها الفيلة عندما يقتل واحد من رفاقها في القطيع، وقد يكون مؤشراً على روح الزمالة المتماثلة لدى أكبر الثدييات البرية وأكبر الثدييات البحرية.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289