Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور ابــن بطــوطــة كلمة رئيس مجلس الإدارة

الحــــرب الــوقــائيـــة
جحيـــــم أيضــــــا

الصفحــة الـرئيسيـة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

   الطـريـق مـن العظمــة إلى الغطرسة

 لغـــز 11 سبتمبر لا يــزال
 تحت ستــار الظــلام

حصـــــــاد الغضـــــــب

مـفــــــــــارقــــــــــات

الحرب الوقائية جحيم أيضا

قـلـــب دبـــــي النــابـــــض

امــــــــراة متميــــــــــــزة

ابـــــن بـطـــــــــوطـــــــــة

تاريــــخ أفــــلاج الـــــري

نوافـيـــر الكرات العملاقة

عـــــــــروس البحــــــــــــر

و تستمـــــــــر الحـيــــــــاة

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخـبـــــــــار الحــبــتـــــــور

مـــــــــــــن نحــــــــــــــــــن

الأعـــداد المـاضيــة

اتصلـــــوا بنــــا

 

بقلم: بول فيندلي – عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق.

لم يسبق لي قط، وقد جاوز عمري 81 عاماً، أن ساورني القلق على بلدي مثلما يساورني الآن، لأن هذه ليست أمريكا التي نعرفها. فقد أعطينا قيادنا لرئيس يستخدم الحرب كأداة شخصية في السياسة الأميركية. إلا أنني أخشى أن معظم الأمريكيين لم يواجهوا بعد الحقيقة المريرة لتداعيات تلك السياسة. فغالبية الناس يسلطون اهتمامهم على مهارة وقوة وعزيمة جنودنا وجبروت آلة الحرب التي يستخدمونها في العراق.

إن التغطية التلفزيونية التي تقدمها سي إن إن على مدار الساعة لا توفر للمشاهدين سوى لمحات ضئيلة عن العواقب الإنسانية الوخيمة للحرب. وهي نادراً ما تتحدث عن المدنيين الأبرياء الذين مزقتهم القذائف إرباً، ولا عن آلاف القتلى، ولا عن البيوت والقرى والمدن التي تحولت إلى أنقاض. وكما يقول مارك تواين في كتابه "صلاة الحرب"، إن زعيق الأرامل البريئات يضيع في هدير المدافع.

وعندما قرأت الصفحة الأولى من صحيفة جورنال كورير رحبت بها. فقد أعطت لمحة صادقة عن الحرب: وصفاً تفصيلياً لقتل الأبرياء من جميع الأعمار، للشوارع والأزقة التي تتناثر فيها الجثث المتحللة، للمستشفيات العاملة من دون كهرباء ولا دواء، للأهل المفجوعين بأطفالهم الذين اغتالتهم القذائف أو بترت أطرافهم.

ربما أكون قد رأيت من أهوال الحرب أكثر من معظم القراء. فأثناء خدمتي في الجيش، نزلت كتيبتنا المسماة (سيبي) على جزيرة جوام في الحرب العالمية الثانية، بقي الهواء ملوثاًُ بروائح الجثث المتحللة أياماً. وفي ناغازاكي، تجولت بين الأنقاض حيث قتلت قنبلة واحدة قبل أسابيع ستين ألف مدني. وعندما كنت عضواً في الكونغرس، قمت بزيارة الكثير من العائلات التي قتل أبناؤها في فيتنام. وفي عام 1991، سافرت على "طريق الموت" بين مدينة الكويت والبصرة، بعد حرب الخليج مباشرة. وهناك رأيت أسراب الذباب تغطي جثث القتلى في العربات المدمرة على طول الطريق.

لكن المذبحة التي حدثت في العراق كانت جديدة تماماً. فهي نتاج حرب بادرت بها الولايات المتحدة الأمريكية. لقد تصرفت حكومتنا بموجب مفهوم متطرف جديد، وهو أن لرئيسنا الحق في الأمر بشن حرب وقائية.

إن الأيام المقبلة، كما المنصرمة، لن تعطي اهتماماً كبيراً بالمحصلة الإنسانية للحرب ضد العراق. وسيواصل الناس عبر الولايات المتحدة التصفيق لجورج دبليو بوش الذي تجاهل رافضي الحرب وأطلق العنان لقوة مسلحة بأحدث الأسلحة لكي تقضي على نظام صدام حسين، وهو دكتاتور متوحش شرير، بعد أن اعتبر الرئيس أنه يشكل خطراً داهما على الولايات المتحدة.

لكن ما حدث قد يثمل الرئيس الذي اكتسب إرادة قوية وتهوراً. ولربما يدفعه ذلك للتعجيل بحملته العسكرية المقبلة، التي يحتمل أن تكون وجهتها سوريا. وكان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد حذر سوريا علانية مؤخراً من أن قيامها بأية "أعمال عدائية" لصالح العراق قد تؤدي لعواقب وخيمة. وعندما أخبروا الرئيس بهذا التصريح، كان جوابه مقتضباً: جيد.

لقد حصل بوش على الصلاحية والتفويض من الكونغرس بشن الحروب كما يشاء. ولم يعد عليه أن يستشير أحداً، ولا حتى الكونغرس. وحكومتنا التي عينت نفسها شرطياً للعالم، قامت بإنشاء أربع قواعد عسكرية أمريكية قرب مناطق احتياطي النفط في بحر الخزر، وسيكون لها عما قريب قواعد عدة بجوار المناطق التي تضم احتياطي النفط العراقي.

لقد تبنينا إستراتيجية إسرائيل، الدولة التي اشتهرت بحروبها الوقائية ضد لبنان وسوريا، وأيضاً ضد الشعب الفلسطيني. وغاب عن ذهننا أن محكمة جرائم الحرب في نورمبرغ أدانت عام 1946 الحروب الوقائية. فأثناء محاكمة الضباط النازيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، حاول محاموهم الدفاع عن الحرب الوقائية، وعندها ردت المحكمة دفاعهم قائلة بالحرف "إن شن حرب عدوانية ليس فقط جريمة عالمية، بل إنها ذروة الجرائم الدولية، ولا تختلف عن جرائم الحرب الأخرى إلا في أنها تجمع ضمنياً جميع شرور جرائم الحرب الأخرى."

يقول بوش أن حربه الوقائية ضد العراق هي حرب تحرير لا عدوان. وهو يصف حربه ضد أفغانستان بألفاظ مماثلة. وليس ذلك بغريب، لأن عادة الفاتحين درجت على اعتبار غزواتهم بمثابة معروف يقومون به للشعوب، وليست عدواناً.

لقد بدأنا حقبة جديدة، هي حقبة الإمبريالية الأمريكية. فنحن نؤمن بالجبروت، لا بالحق. ونحن نركز على القوة، لا العدالة. والحرب ضد العراق تعتبر على نطاق واسع أول خطوة كبيرة تقوم بها أمريكا لإعادة ترتيب الشرق الأوسط بما يتناسب واحتياجاتها الأمنية – واحتياجات إسرائيل الأمنية أيضاً، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ساندت الحرب بقوة.

إن علينا العودة إلى التزام أمريكا التقليدي بسيادة القانون في العلاقات الدولية، لا الحرب الوقائية، وأن نلتزم بوصية الله عز وجل للنبي موسى عليه السلام "اعمل من أجل العدالة، والعدالة فقط."

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289