Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور ابــن بطــوطــة كلمة رئيس مجلس الإدارة

خــــــــــور دبــــــــي
قـلــــب دبــــــي النـــــابـــــض

الصفحــة الـرئيسيـة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

   الطـريـق مـن العظمــة إلى الغطرسة

 لغـــز 11 سبتمبر لا يــزال
 تحت ستــار الظــلام

حصـــــــاد الغضـــــــب

مـفــــــــــارقــــــــــات

الحرب الوقائية جحيم أيضا

قـلـــب دبـــــي النــابـــــض

امــــــــراة متميــــــــــــزة

ابـــــن بـطـــــــــوطـــــــــة

تاريــــخ أفــــلاج الـــــري

نوافـيـــر الكرات العملاقة

عـــــــــروس البحــــــــــــر

و تستمـــــــــر الحـيــــــــاة

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخـبـــــــــار الحــبــتـــــــور

مـــــــــــــن نحــــــــــــــــــن

الأعـــداد المـاضيــة

اتصلـــــوا بنــــا

 

ولدت كل مدن العالم, وحتى أكبرها, حول مكان ما يبدأ الناس بالتردد عليه. ويمكن تتبع موقع ولادة مدن كبرى مثل نيويورك ولندن وسيدني إلى مداخل مائية طبيعية لا تزال حتى اليوم تمثل قلب هذه المدن.

ولا تختلف دبي عن تلك المدن في هذا, حيث أصبح الخور النابض بالحياة الذي يقسم المدينة من وسطها أحد أشهر الممرات المائية في العالم.

كانت دبي منذ أيامها الأولى ملتقى يجمع بدو الصحراء وصيادي اللؤلؤ وتجار المدينة وصيادي السمك. والخور هو المدخل المائي الطبيعي الذي أصبح المركز التاريخي للحياة في دبي.

وإذا كانت ناطحات السحاب والمشاريع التنموية بمليارات الدولارات قد جعلت دبي تمضي قدماً على مدى السنوات العشرين الماضية, فلا يزال لنزهة على ضفتي الخليج أن تثير في النفس ذكريات قرون من الإرث التجاري للمدينة.

واليوم، تواصل ضفاف الخور تحت ظلال ناطحات السحاب نشاطها كخلية نحل تعج بالألوان والصخب وهي تشهد تحميل وتفريغ المراكب التي لا تزال تبحر في ممرات التجارة البحرية القديمة إلى أنحاء بعيدة في الهند وشرق إفريقيا. إذ رغم ازدهار وسائل الشحن التجاري لم تفقد هذه القوارب المجربة والموثوقة شعبيتها الكبيرة بين الناس حتى هذا اليوم.

على ضفة الخور تجد كل البضائع من السيارات ومكيفات الهواء والأغذية وحتى مغاسل المطابخ وهي تحمل بوسائل تحميل يدوية على تلك القوارب الخشبية المبنية بحيث تتحمل أعتى الظروف الجوية التي قد تواجهها في بحر العرب.

وقد تغير الشيء الكثير حول خور دبي منذ بدأ عمران نذير البالغ من العمر 54 عاماً بارتياد ضفافه وهو يعتقد أن القوارب الخشبية ستحتفظ بدورها في الحياة اليومية للناس.

يقول: "حينما بدأت آتي للخور قبل 25 عاماً لم تكن هناك سوى بضعة مبانٍ على ضفتيه. أما اليوم فهو مدينة عصرية. بل لا تمكن مقارنته بما كان عليه قبل 10 سنوات فقط. لقد تغير كثيراً, بحيث لم يعد يعرفه من تركه قبل هذه السنوات."

 

ويضيف نذير الذي يتنقل طاقم قاربه من الإيرانيين جيئة وذهاباً لنقل البضائع بين موانئ المنطقة كلها: "رغم كل هذه المباني الحديثة احتفظ الخور بالكثير من تقاليده وأنا أحب القدوم إلى دبي لأني أرى فيها الكثير من الأصدقاء الذين تعرفت عليهم على مدى هذه السنين الطويلة. الخور موقع تجاري خاص حتى هذا اليوم."

ومن الواضح أن أعمال التنمية المتواصلة قد غيرت الخور. فعلى ضفته من ناحية ديرة, يمتد رصيف عريض جيد الإنارة والرصف من الكورنيش المشرف على الخليج العربي ويصل حتى المرسى الذي بني خصيصاً لتوقف المراكب بجانب جسر المكتوم.
 

أما على ناحية بر دبي بين جسري المكتوم والقرهود, فتمتد حديقة الخور التي توفر ممرات مرصوفة جميلة ومشهداً طبيعياً واسعاً من الحدائق الخضراء. كما يقدم خط التلفريك إطلالة ساحرة للزوار.

وينتهي الخور داخل البر ببحيرة ضحلة كبيرة أصبحت الآن محمية طبيعية توفر ملاذاً للطيور البحرية المهاجرة. وقد أحصى الخبراء 27 ألف طير في البحيرة في وقت واحد خلال موسم الهجرة الخريفي. وربما كانت أجملها طيور النحام "الفلامنغو" الكبيرة التي جعلت الخور موطنها الدائم.

 

المنطقة التجارية المركزية في دبي التي توسعت على جانبي الخور تنقسم الآن إلى ديرة وبر دبي وتتصل ببعضها عبر نفق واحد وجسرين. وكل جانب له نصيبه الوفير من المساجد والأسواق العامرة والمباني الحكومية والمراكز التجارية والفنادق وأبراج المكاتب والمصارف والمستشفيات والمدارس والمباني السكنية والفيلات.

إن المشهد فوق الشاطئ يقدم للناظرين من اللمحة الأولى الأبراج الإسمنتية والمباني الحديثة المهيبة التي تتضمن تصاميمها رموزاً وملامح معمارية عربية.

وتتربع أبرز المباني على ضفة ديرة وبينها برج إتصالات ومبنى دائرة التنمية الإقتصادية ومبنى غرفة تجارة وصناعة دبي ومبنى بنك دبي الوطني وبرج خور دبي.

ويتوج برج إتصالات بقبة اتصالات لاسلكية على شكل كرة غولف عملاقة تأخذ جمالية بالغة حين تكون منارة في الليل. أما مبنى دائرة التنمية الاقتصادية فيرتفع خمسة طوابق تستعرض نوافذها رقيقة التصميم وأبوابها الرئيسية الضخمة والمزخرفة.

وعلى النقيض من ذلك, يتطاول برج غرفة تجارة وصناعة دبي بقامته المثيرة المكسوة بالزجاج الأزرق ليكون رمزاً لازدهار الإمارة ورؤيتها الطموحة للمستقبل.

إلى جانبه يوجد مبنى بلدية دبي الذي كان الهدف من تصميمه إعطاء انطباع الظلال الباردة عبر استخدامه للماء والألواح الزجاجية. ويطلق برج المقر الجديد لبنك دبي الوطني انعكاساً متلألئاً لمياه الخور بفعل استخدامه المكثف للزجاج والفولاذ المصقول.

لكن ما إن يتعمق الزائر قليلاً هذه الواجهة العصرية حتى يكتشف منطقة لاتزال تحتفظ بجذورها راسخة في تقاليدها الموروثة. وتبقى الطريقة الأمثل لرؤية الخور والقوارب ركوب العبرة, وهي قوارب التاكسي البحرية الصغيرة، التي لا تزال تتردد بين ضفتي الخور من أسواق  ديرة إلى أسواق دبي.

 

أجرة العبور بين الضفتين على العبرة هي 50 فلساً فقط, لكن إذا دفعت 50 درهماً فستصبح العبرة تحت تصرفك ساعة كاملة حيث اعتاد أصحابها أخذ الزوار في رحلات ساحرة من أماكن الصعود للعبرة إلى مدخل الخور من جانب البحر ثم إلى الداخل إلى جسر المكتوم لتمر بطريقها بالكثير من معالم المدينة التاريخية والعصرية.

منذ 14 عاماً يأخذ راشد محمد المتنقلين عبر الخور على عبرته. ويقول راشد البالغ من العمر 42 عاماً: "العبرة دوماً طريقة جيدة للتنقل. فحتى مع وجود الطرق والجسور الحديثة, لا يزال الناس يتنقلون بين جانبي الخور بالعبرة. فهي أسرع من السيارات نتيجة ازدحام الطرقات. أنا أعمل 12 ساعة يومياً وأبقى مشغولاً طوال ساعات العمل. فدبي أكثر نشاطاً اليوم واستقطاباً للسياح وهم بدورهم يبقوننا كلنا مشغولين."

 

والأسواق على جانبي الخور لا تجتذب الناس لما فيها من مساومات التسوق فحسب بل لما فيها أيضاً من أماكن تستهوي المتفرجين والمصورين.

ففي ديرة استطاعت متاهة من الممرات الضيقة أن تنجو من الفورة العمرانية في السنوات الأخيرة. وفي أزقة سوق التوابل, يستطيع الزائر تذوق أجواء وعطور الزمن الماضي, حيث تتكدس أمام كل دكان أكياس التوابل والبخور والزهورات والأعشاب الطبيعية التقليدية.

أما في الأزقة الأوسع قليلاً في سوق الذهب, فواجهات المحلات مملوءة بالحلي الذهبية من عقود وأقراط وخواتم وأساور ودبابيس,  حيث يبلغ السوق ذروة نشاطه في المساء. وأسعار المشغولات الذهبية هنا هي من بين الأرخص في العالم. وتباع في الطرقات الصغيرة الأخرى النراجيل وأواني القهوة والشاي التي تعتبر مقتنيات ذات استخدام يومي هنا.

إلى جانب ذلك تجد المخابز التقليدية التي تخبز أرغفة الخبز الكبيرة الشهية الخالية من الخميرة عند طلب الزبون لها وذلك في فرن مقبب يسمونه تندور. كما تبيع محلات الأقمشة الصغيرة أشياء من مثل النقاب النسائي مزخرف الحواف والبنطلونات النسائية مطرزة الحجول. أما في بر دبي فتكثر الأزقة التي تنتشر على جانبيها محلات الأقمشة التي تعرض بهرجة ألوان من الحراير والقطنيات في واجهاتها.

غني عن القول إن التسوق قد تطور أيضاً مع تطور المشهد المعماري. و يظهر هذا على أ فضل وجه في ساحة النصر في قلب ديرة التي يطغى عليها برج ديرة بقمته الدائرية المميزة. إذ يتضمن برج دبي ملامح معمارية مصممة لتخفيف وقع الصيف القائظ على شاغري المحلات والمكاتب والشقق ليكون نموذجاً معمارياً على مزج العمارة المعاصرة مع المحيط الأقدم عهداً. وتستقطب الساحة الراغبين في الإستفادة من جو المساومات الساخنة في محلات الكهربائيات والملابس.

سوق السمك في ديرة نقطة جذب للناس بحد ذاته. ففي الصباح الباكر وأواخر المساء يبدأ الصيادون بإفراغ أكوام السمك الطازج ليبيعوه بعد جولات مساومات ساخنة. في هذا السوق يمكنك معظم السنة أن تجد ما تريد من أسماك مثل الهامور والبراكودا والنهاش الأحمر وسمك الملك والطونة والزبيدي والربيان الكبير والشبوط البحري والحبار وغيرها بوفرة.

كانت الحياة في دبي مترابطة دوماً مع البحر. فقساوة الصحراء أجبرت أوائل المستوطنين في المنطقة على البحث عن أماكن عيش بديلة وسرعان ما أصبح صيد السمك نشاطاً اقتصادياً مهماً. ولادة مهنة صيد السمك أدت بدورها سريعاً لظهور الصناعات المتعلقة بها مثل القوارب وشباك الصيد وصيد اللؤلؤ وبدأ تجار دبي يجوبون البحار بحثاً عن أسواق لبضاعتهم.

كان الغواصون يجازفون بحياتهم وأوصالهم لجمع الأصداف من قاع البحر, وغالباً ما كان يغطس الرجل منهم دقيقتين كاملتين دون أن تتجاوز عدته مشبكاً للأنف وحجراً ثقيلاً يسحبه للأسفل. واكتسب لؤلؤ دبي شهرة عالمية جعلت من الغوص عماد ازدهار المدينة حتى الأربعينيات من القرن الماضي حينما تطورت صناعة تربية اللؤلؤ مما قلل الطلب جداً على أنواعه الطبيعية.

وقد كان الخور المكان الذي تعود إليه قوارب الغوص بعد شهور تقضيها في البحر ليلتقي الرجال بعائلاتهم ويبدأوا في تسويق رزقهم.

وهناك يمكن للزائر أن يستمتع بزيارة حصن الفهيدي في بر دبي الذي يحتضن الآن متحف دبي ويوفر صورة عن الأيام الخوالي حينما كان يحمي مداخل المدينة من ناحية البر. وكان الحصن الذي بني عام 1799 يمثل قصراً وحامية وسجناً في وقت واحد.

جرى ترميم الحصن عام 1970 ليستخدم متحفاً, ثم استؤنفت عمليات الترميم لتنتهي عام 1995 وتضيف إلى الحصن صالات جديدة. وتوفر حجرات العرض المغلقة الغنية بالألوان والتعابير إلى جانب المجسمات بالحجم الطبيعي ومؤثرات الصوت والإنارة صورة حية عن الحياة اليومية في الأيام التي سبقت النفط. وتعرض في الصالات مشاهد من الخور وصور معبرة للبيوت العربية التقليدية والمساجد والأسواق ومزارع النخيل والحياة الصحراوية والبحرية.

وعلى مقربة من مدخل الخور توجد قرية التراث وفيها يعرض الخزافون والنساجون صنائعهم. وبين أنحاء القرية يستطيع الزائر أن يلقي بنظرة للوراء ويلتقط لمحات من جو دبي قبل أن تستثمر مليارات الدولارات في بناها التحتية.

وتشكل قرية الغوص جزءاً من مشروع طموح يهدف لتحويل منطقة الشندغة بأكملها إلى عالم ثقافي ترفيهي مصغر يقدم الحياة في دبي كما كانت في أيام مضت.

وقد جرى ترميم بيت الشيخ سعيد آل مكتوم, حاكم دبي الأسبق وجَدِ حاكم دبي الحالي سمو الشيخ مكتوم بن راشد أل مكتوم, ليرتفع مهيباً من جديد عند تقاطع الشندغة مع الخور. ويحتضن البيت الذي بني عام 1892 مجموعة نادرة من الصور والعملات والطوابع والوثائق التاريخية التي تسجل تاريخ دبي.

 

وعلى مسافة أبعد نحو البر توجد قرية البوم السياحية التي تتكون من قاعة حفلات تتسع 2000 شخص ومقهى ومطعم وحديقة ألعاب وبحيرة مزينة وحوض يتسع لرسو خمسة زوارق نزهات. ويشكل نموذجه المعماري التقليدي معلماً بارزاً في المدينة. وتتضمن التوسعات الجديدة التي يخطط لها في القرية شاليهات كاملة الخدمات وفندق خمس نجوم مصمم على شكل قارب بوم شراعي.

وإن لم يكن كل ذلك كافياً لإشباع رغبات الزوار, فإن واحداً من أفضل أندية الغولف في العالم قبالة حديقة الخور نجح في استضافة أقوى بطولات الجولف، فيما لا يقل حوض القوارب فيه عن نظائره في موناكو.

ومهما كانت سرعة الإيقاع الذي تشق دبي به طريقها قدماً نحو المستقبل, فلن يغيب عن الذهن أبداً أن قدم هذه المدينة سيبقى راسخاً دوماً في التاريخ على جانبي هذا الممر المائي الساحر.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289