Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مـدينـة مطــار دبــي الــدولـي كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الـرئيسيـة
 

 كلمـــــة رئيـــس مـــجــلـــــس الإدارة
 

 مـدينـة مطــار دبــي الــدولـي
 

قـرار حــاسـم حـــول اتفـــاق التجــــــارة الحــــرة
 

 سمــــوم الـــدعايـــة الـخبيثـة تحـــرض العـالم علي الإسـلام
 

استكشـــف أعمـــاق البحـــار بغــــواصتــك 
 

الإمــــارات العربيــة المتحـدة تمـــد يــــــد الغــــوث
 

أيــــن، كيفــك ومــــتى؟
 

تــــرويــض نهـــــر النيــــــل
 

نســـــاء خــلـــدهـــن التــاريــخ
 

الـــجــــــــــــزري

الــحدائق المغوليــة في الهـنـد
 

الحبتــــــــور لانـــــد
 

الــكمــــــــــــأ
كــانت نجمـــة الـــتـنـس محـــط الأنظــــــار
خليــــج الأعمـــال يــرى النـور
أخبـــــار الحبتــــور

مـــــــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

 

 

قلائل من المسلمات اللواتي اعتنقن الإسلام وهو ما زال يحبو من اشتهرت قدر أم سليم، وهي كنيتها. وقد اختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما قيل أن اسمهاغميصاء أو رميصاء  .

عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فتزوجت مالك بن النضر، فلما جاء الله بالإسلام، أسلمت مع السابقين، ولم تلبث حتى عرضت الإسلام على زوجها، فغضب عليها كثيراً، وتضاعف غضبه عندما رآها تلقن ابنها أنس مبادئ الدين وهو مازال طفلاً. وحاول دون جدوى إقناعها بالعودة لدين آبائه وأجداده. وعندما يئس أن يثني أم سليم عن الإسلام ترك البيت غاضباً، ولم يلبث طويلاً حتى صادفه أحد أعدائه فقتله.

 أما زواجها في الإسلام فذاك هو أحد ما أكسب أم سليم شهرة واسعة. فقد خطب أبو طلحة، وهو من وجود المدينة، وأثريائها وفرسانها، أم سليم قبل أن يسلم فقالت: يا أبا طلحة ‘ني فيك لراغبة، ومثلك لا يرد. ولكن، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد هو خشب نبت من الأرض؟ إن أنت أسلمت لا أريد من الصداق غيرالإسلام. فطلب منها أن تمهله حتى ينظر في أمره. وقبل مرور وقت طويل، عاد إليها ونطق الشهادتين، فقبلته زوجاً وكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها.

 

حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه صلى الله عليه وسلم فجاء الجميع وهاجس كل واحد منهم أن يتشرف برؤيته صلى الله عليه وسلم وتنافس الجميع في أن ينزل النبي صلى الله عليه وسلم  عنده ليتشرف بجواره، فصار ذلك نصيب أبي أيوب الأنصاري، فأقبلت الأفواج على بيته لزيارته صلى الله عليه وسلم ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك قال أنس رضي الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت. وكان أنس حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر أنس بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد حرصت أم سليم على أن تربي أبناءها أفضل تربية، فبرزوا جميعاً. وكان أنس من بينهم همزة وصل بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، ينقل إليها أقواله وأفعاله حتى كأنها تشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم  كل حين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم  يقرب أم سليم بسبب ذلك، فكانت معدودة من أهله تمشي مع نسائه إلى درجة أنه كان يدخل بيتها في غيابها وينام على فراشها. 

ويروي البخاري عن أنس قوله أن أحد إخوته مرض فمات، وأبو طلحة خارج البيت، فلما رأت أم سليم ذلك غسلت الطفل الميت وكفنته، ثم أخفته في جانب البيت، لأمها كانت تعلم أن زوجها يعود مرهقاً. فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح. وعندما أراد الخروج في الصباح، أعلمته أنه مات. فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبره بما كان منها، فقال رسول الله: لعل الله أن  يبارك لكما في ليلتكما. فذكر رجل من الأنصار أنه رأى لهما تسعة أولاد كلهم حفظوا القران.

 وأم سليم الأنصارية مع كونها من نساء الأنصار المعروفات بالحرص على طلب العلم كانت مميزة من بينهن مشهورة بذلك، وساعدها على ذلك قربها من النبي دائما. فكان صلى الله عليه وسلم كثير الزيارة لها، قال أنس: " إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له؟ فقال:  " إني أرحمها قتل أخوها معي". ويروى أن أم سليم بقيت مرجعاً رئيسياً للناس بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، تنقل إليهم ما سمعته من النبي من آ راء في شتى أمور الدين.

 إضافة إلى ما سبق فابنها أنس بن مالك كان بصفته خادم الرسول (ص) ينقل إليها كل ما سمع من أقواله أو شاهد من أفعاله، فصار بيتها بذلك بيت علم وقد ساعد كل ذلك أم سليم عنها أن تتصدر في هذا المجال.

وكانت أم سليم حريصة إذا جاءها مولود أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يحنكه. قال أنس رضي الله عنه:" لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه.

فعن أنس رضي الله عنه: " أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا (بساطاً من الجلد) فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم  أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جمعته في سك (أي من طيب مركب) وهو نائم. فلما حضرت أنس بن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك.

وفي رواية عن مسلم عن أنس: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم  فقضى قيلولته عندها، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تنقل عرقه إليها. فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب ".

ولكن ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم  ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك خاص به صلى الله عليه وسلم.

ولم تكن أم سليم تتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته إلا في النادر، وكان زوجها أبو طلحة من أقوى الرماة بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس يدافع عنه، وقد أدت أم سليم رضي الله عنها في ذلك اليوم العصيب دورا عظيما. فقد ثبتت أم سليم حين انهزم معظم الرجال تقوم فيه بإسعاف الجرحى وتساعد من بقي من الرجال في المعركة.

لما كان يوم حنين- وكانت معركتها بعد فتح مكة- وكان عدد المسلمين أكثر بكثير من عدوهم. ورغم ذلك، انهزم الناس وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عدد قليل من أصحابه لا يتجاوز عددهم اثني عشر رجلا، فكانت أم سليم مع من بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم  في هذا الموقف الحرج.

وكانت أم سليم من أصلب النساء إرادة. ويقال إن خمس نسوة فقط، بينهن أم سليم، وفين يعهدهن للرسول (ص) يوم بيعتهن بعدم النوح على الميت. وهكذا صارت أم سليم نموذجا رائعا ومثلا حيا لكل المؤمنين والمؤمنات في هذا الموقف وغيره من المواقف السابقة.

ولكن من أبرز تلك المواقف وأعجبها ما كان من ظهور معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم في طعامها. قال أنس رضي الله عنه، قال أبو طلحة لأم سليم رضي الله عنها: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ فأجابته بالإيجاب، وهي تدرك أنه ليس في بيتها سوى أقراص من شعير. وأرسلت أنس لدعوة الرسول (ص). فوجده في المسجد ومعه جماعة. فسأله الرسول: الطعام؟ فقلت: نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  لمن معه: قوموا قال: فانطلق، وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله بالناس، وليس عندنا ما- يطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلمي ما عندك يا أم سليم فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ففت، ثم قال فيه رسول الله ما شاء أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم حتى شبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا ".

وبطبيعة الحال، لا يمكن لسيدة جليلة مثل أم سليم أن يكون مأواها ومستقرها غير الجنة. فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهـما قال: قال النبي  صلى الله عليه وسلم: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذه؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك) .

تلك هي أم سليم الأنصارية وما تركته لنا من مواقف هي في الحقيقة بطولات في ميادين المنافسة بضروب من الطاعات ومشاهد من التضحيات مع ثبات على المبدأ في السراء والضراء.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289