كم هو محقٌّ الدكتور خلف الحبتور، رجل البر والإحسان في دبي، الإمارات العربية المتحدة، عندما يكتب: "معاناتهم عارٌ علينا. هل يُعقَل أن نسمح في منطقتنا العربية بأن يُضطر إخواننا وأخواتنا السوريون إلى الهروب إلى مكانٍ حيث هم مرفوضون وغير مرغوب فيهم، وحيث يتعرّضون للإذلال والإهانة! كيف يسمح عالمنا العربي الثري الذي أُنعِم عليه بمساحات شاسعة من الأراضي، بأن نُغلق أبوابنا أمام إخوتنا العرب! أي صورةٍ يحمله هذا كله عن منطقتنا؟ المشاهد التي تطغى على شاشاتنا قاسية جداً ونكاد نعجز عن تحمّلها. أطفال صغار تجرفهم الأمواج إلى الشاطئ وكأنهم حطام سفينة...".
الدكتور الحبتور معروف هنا في جاكسونفيل بدعمه السخي لجامعة إلينوي. وتربطني به صداقة منذ نحو ثلاثين عاماً. لقد حصل التقارب بيننا - ويستمر حتى الآن - من خلال رفضنا الواسع والمتواصل لقمع الفلسطينيين.
عندما التقينا أول مرّة، كان في بداية مسيرته في عالم الأعمال. كان إنجازه الأساسي فندق متروبوليتان في دبي. وعلى مر السنين، تحوّل صوتاً قوياً للعالم العربي من خلال كتبه، ومقالاته في وسائل الإعلام، والمجلة التي تصدر كل شهرَين عن مجموعة الحبتور. وضع سيرته الذاتية التي انضمت إلى لائحة الكتب الأفضل مبيعاً، وأربعة كتب حول السياسات العامة، وثمة المزيد في جعبته.
إنه من حفنة قليلة من الأشخاص الذين ساهموا في تحويل دبي معجزة من معجزات العالم الحديث في عظمتها وتنوّعها ونجاحها. واليوم يملك عقارات وأعمالاً تفوق قيمتها 2.5 مليارَ دولار أمريكي، ومنها فندق أبراهام لينكولن في سبرينغفيلد. وقد عرف الجزء الأكبر من التحوّل في مسيرته المهنية بعد لقائنا الأول.
يُظهر رد فعله إزاء معاناة اللاجئين الذين يتدفّقون إلى أوروبا، شغفه الشديد بمساعدة المظلومين. يعبّر في العلن وفي كلام مشحون بالعواطف، عن استنكاره لعدم فتح الحدود أمام آلاف اللاجئين المتوتّرين والعاجزين والمسحوقين القادمين من سوريا والعراق. وقد علمتُ أن دولة الكويت الغنية فتحت حدودها أمام اللاجئين بعد تلقّي المناشدة التي وجّهها الحبتور بكلام بليغ وقوي الوقع.
يتحمّل الشعب الأمريكي جزءاً من المسؤولية. ارتكبت حكومتنا أخطاء خطيرة من خلال الحروب التي خاضتها في العراق وليبيا وسوريا، ما خلّف فوضى تسبّبت بموجات النزوح. لقد تعهّدت حكومتنا باستقبال عشرة آلاف لاجئ. علينا أن نستقبل أعداداً مضاعفة وأن نحيّي الدكتور الحبتور.