Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور واحة دبي للسيليكون كلمة رئيس مجلس الإدارة

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

واحـــــة دبـــي للســيليـــكـــون

 العـــرب سامعيــــــون إن كـنــتـــم لا تعلمـــــوند

ديمقــــراطيـــــات علــــى النمـــــط الأمــــريكـــي

المنـــــاطيـــــد تعـــيــــــد أمجـــــــاد مـــاضيهــ

امـــــــــــراة متمــيــــــــزة ... ليــلى الأخـيليــــــة

الـبـــيـــرونـــي ... العـــالــم الإسلامي الشهيـــر

ســـــيــــدة تـــــاج مـــحـــل

رحــلــة فـــي جبــال حـجـــرل

حيتـان و دلافــيــن الإمــارات

الخمســــة الكبـــار علـــــى شواطــــيء الخليـج

الحبتــور للمشــاريـع الهندسيــة

مـــجــــالــــس رمـــضـــــان

أخبـــــــــــــار الحبتــــــــــــور

مـــــــن نحــــــــن

الأعــداد المـاضيـة

اتصلـوا بنــا

بقلم مارتن نك

ولد العالم المسلم الشهير أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني في مدينة كاث، التي كانت حينها عاصمة إمارة خوارزم في خراسان، وهي اليوم مدينة خيفا في أوزباكستان. ويعتقد أن تاريخ مولده الأقرب للدقة هو سبتمبر من عام 973 للميلاد. منذ طفولته أظهر البيوني حبه لدراسة العلوم. وبدأ حياته كباحث وهو في سن 22عاماً، حين وضع كتاباً توضيحياً قوي المرجعية حول علم رسم الخرائط.

بعد هذا الكتاب بوقت قصير تنامى الإعجاب بموهبة البيروني الناشئة فيما هو يواصل إنتاج أعماله العميقة والتجديدية. وفي هذه المرحلة المبكرة من حياته، غزت جيوش السلطان محمود الغزنوي بلاد البيروني وسرعان ما عرض عليه رعايته له بعد أن أثارت سبله الفكرية اهتمامه. وقبل البيروني هذا العرض، ورافق السلطان في أسفاره الكثيرة إلى الهند على مدى عقدين من الزمن. استطاع البيروني انجاز أكثر من مئة كتاب ووثيقة غطت مجموعة واسعة من العلوم مثل الفلك والتنجيم والرياضيات والهندسة والجغرافيا وعلم تقسيم الزمن والتاريخ والفيزياء والطب.

ومما سهل على البيروني البحث والاستكشاف في هذه العلوم المتنوعة هي مقدرته على التعامل مع لغات عديدة. فقد كان البيروني طليقاً في العربية والفارسية والتركية والعبرية والسنسكريتية والسريانية. ومع أنه وضع معظم مؤلفاته بالعربية، إلا أنها لم تكن لغته الأم. وتحدث البيروني عن عشقه للعربية قائلاً إن علوم العالم أُحيلت إلى لغة العرب، وبهذا تزينت العلوم، بهذا دخلت القلوب، إن جمال هذه اللغة يسري في الشرايين والعروق!

أحد أهم الكتب التي وضعها البيروني هو "القانون المسعودي" وقد اختار البيروني هذا العنوان لكتابه المهم الذي بحث فيه علم الفلك تكريماً للسلطان مسعود الغزنوي. وفي كتابه يصادق البيروني على فرضية دوران الأرض حول محورها وتوصل لنتائج دقيقة في تحديده لقياسات خطوط العرض والطول. ومن كتب البيروني الأخرى نذكر "آثار البقية"، وفيه يقدم وصفاً أنثروبولوجياً لتشكل وصفات الأمم. أما على صعيد علم النجوم، فيعرف عن البيروني أنه أدهش الناس بدقة توقعاته، وفيه وضع كتاب "التفهيم". وفي كتاب آخر هو "الصيدنة" يقدم البيروني توصيفاً وتصنيفاً للأدوية واستخداماتها الطبية. كما شرح البيروني في عدة كتب وضعها في الفيزياء ظاهرة الينابيع الطبيعي بمعايير نظرية الأواني المستطرقة كما قدم قياسات قاربت الكمال لأوزان بعينها. كما شرح البيروني النسب بين المعادن بما في ذلك الأوزان النوعية للذهب والفضة والزئبق والرصاص والبرونز والنحاس والصُفّر (مزيج من النحاس والزنك) والحديد والقصدير. ثم قدم هذه النتائج بطريقة رياضية على شكل سلاسل من الأرقام الصحيحة والأعداد على الشكل 1/ع ،ع=2، 3،4،....10.

كتاب الهند

ربما يكون أشهر أعمال البيروني هو "كتاب الهند". فعلى مدى التاريخ، كان الباحثون من كل مكان يعتبرون هذا العمل الإسهام العلمي الأكبر للبيروني. إذ برعاية السلطان محمود الغزنوي، انطلق البيروني في أول رحلة له إلى الهند قريباً من العام 1017 للميلاد. ولدى وصوله إليها، سُحر البيروني بالثقافة الهندية. وفي "كتاب الهند" قدم شرحاً مفصلاً للظروف التاريخية والاجتماعية إلى جانب الأوجه الأخرى لهذه البلاد. وفي الوقت الذي أمضاه في الهند، اكتشف البيروني الهندسة والرياضيات والجغرافيا والديانة الهندوسية من يد معلميها. وفي حواراته معهم كان البيروني سعيداً بتعليمهم الفلسفة والعلوم الإغريقية والعربية. وينجح "كتاب الهند" في وضع دين وفلسفة الهند في سياقهما ويحاول أن يفسر نظام الطبقات وطقوس الزواج والشعائر الجنائزية فيها. كما درس البيروني أيضاً الأبجديات الهندية وأنظمة الأرقام الهندية، كما شرح مبدأ المكانة عندهم.

بعد أن تعلم البيروني اللغة السنسكريتية أخذ يدرس النصوص الهندية الأصلية وترجم الكثير منها إلى العربية. أحد هذه النصوص هو "ساكايا" الذي يقدم شرحاً لخلق الأشياء وأنماطها. فيما يتعامل كتاب آخر عنوانه "باتانجال" مع حقيقة الروح وتركها الجسد بعد الموت. وفي "كتاب الهند" يقدم البيروني فرضية جريئة قال فيها إن وادي الإندوز لابد وأنه حوض بحر قديم، وهي فكرة لم يطرحها أحد من بعده.

بعد عودة البيروني من أٍسفاره في الهند، قرر قضاء بعض الوقت في غزنة الأفغانية. وفيها وضع كتابه "القانون المسعودي في الحياة والنجوم" الذي كرسه للسلطان مسعود حاكم غزنة. وفي هذا الكتاب يقدم البيروني وصفه لمعارف عصره في عالم الفلك. وبين دفتيه يدعم نظرياته ببراهين رياضية متشككة. كما يعرض في الكتاب مبادئ الهندسة والجبر الضرورية لمراقبة الأجرام السماوية بدقة في مساراتها وأبعادها عن الأرض. وينتقد "القانون المسعودي في الحياة والنجوم" عدداً من النظريات التي كانت سائدة في عصره حول الفلك وحركات الشمس والقمر والكواكب ومواقعها. ويتضمن الكتاب أيضاًُ قائمة بإحداثيات 600 موقع يعرفها البيرزني كلها تقريباً معرفة مباشرة.

المكانة العلمية

البيروني رجل كان له اهتمام جوهري في كل مايراه حوله. ففضوله العلمي قاده لنتائج مهمة جداً مثل حساب القيم الدقيقة لكثافة حوالي 18 معدناً وحجراً مختلفاً. وتحدث عن هذه القيم في "كتاب الجوهر". وفي هذا الكتاب يطبق مبادئ الأواني المستطرقة لحساب القيمة المحددة للجاذبية بطريقة ابتكرها أرخميدس وذلك لتسعة معادن تعتمد على وزن الذهب وتسعة أحجار كريمة تعتمد على "الصفير الشرقي". وعلى سبيل المثال أعطى قيمة 19.05- 19.26 للذهب (فعلياً 19.29) و8.72- 8.83 للنحاس (فعلياً 8.85) و12.74- 13.59 للزئبق (فعلياً 13.56) و8.55- 8.67 للصُفر (فعلياً 8.40). وفي ميدان مختلف تماماً، أعطانا البيروني أيضاً "كتاب الصيدنة"، الذي كان عملاً موسوعياً مزج بين دفتيه بين علوم العرب في الطب والمعارف الهندية.

وفي محاولاته العلمية الأخرى، وجد البيروني طريقة لتقسيم الزاوية إلى ثلاث أجزاء متساوية كما حل مسائل رياضية أخرى مستعصية باستخدام فرجار ومسطرة فقط. وقد يكون صعباً على التصديق أن البيروني سبق غيره بمئات السنين ووضع فرضية دوران الأرض حول محورها. لكنه كان مقتنعاً بالفكرة السائدة حينها بمركزية الكون، لكن الأرض مركز هذا الكون وشكك بنظرية مركزية الكون مع كون الشمس مركزه. وبالتالي فقد كان البيروني أول من يقوم بتجارب حول هذه الحقائق الفلكية. غير أنه ترك نظرية مركزية الشمس للكون لعدم قدرته على تقديم تأكيد عملي لها. وبفضل تجاربه تلك قال البيروني أن سرعة الضوء، مقارنة بسرعة الصوت، هي هائلة جداً. وهذه وغيرها من اكتشافاته الرياضية شكلت قاعدة عريضة تتعامل مع الحساب النظري والعملي وجمع المتواليات والتحليل العددي وقاعدة الثلاثة والأعداد الصماء ونظرية النسبة والتعاريف الجبرية وطريقة حل المعادلات الجبرية والهندسة ونظريات أرخميدس وغير ذلك.

في كتابه عن الجغرافيا، "كتاب تحديد نهايات الأماكن،" يطرح البيروني فكرة "الجغرافيا الوصفية" عبر مراجعته ووصفه المناطق الجغرافية المختلفة لا بمعايير حياته النباتية والحيوانية فحسب، ولكن أيضاً بمعايير الخامات المعدنية المتوفرة فيها أيضاً. وهنا أيضاً يقدم البيروني وسائل لتحديد المسافات على الأرض بتقنيات علم المثلثات. وقاده هذا لتحديد القيمة الدقيقة لنصف قطر الأرض وهي 6339,6 كيلومتر، والتي لم يتمكن الغرب من تحديدها قبل عصر النهضة في القرن السادس عشر. ولثقته بمدى معرفته لجغرافية العالم، رسم البيروني خريطة للعالم تعتبر من أقدم خرائط العالم المعروفة والباقية حتى اليوم. كما أنه كان في كتابه هذا أول من زعم أن وادي الإندوس هو ذو نشأة رسوبية. والمثير للاهتمام افتراضه على العكس من ذلك أن الصحراء العربية لا بد وأنها كانت بحراً قديماً انحسر مع مرور الزمن. وقد بنى فرضيته هذه على حقيقة أن تربتها هي من طبيعة طبقية تمكن رؤيتها "حين يحفر المرء آباراً... ويجد فيها مستحاثات."

بفضل 40 عاماً من الدراسة والإسهامات العلمية التي سجلها في كتبه، نستطيع نحن الآن أن نستخلص بعض الحقائق عن البيروني بدرجة لا بأس بها من الثقة. ومن المؤسف حقاً أن أقل من خُمس أعمال البيروني قد بقيت حتى يومنا هذا، لكننا نستطيع أن ندرك منها ما يكفي عن شخصية هذا العالم المسلم. ولا بد من القول إن البيروني كان في الحقيقة المبتكر العلمي الأكثر نشاطاً. ومع ذلك فقد كان أيضاً عظيماً في وسائله البحثية العميقة ونافذة البصيرة والتي وظفت التراكم المعرفي في العالم. وما سهل عليه بحوثه العلمية طلاقته في الكثير من اللغات. وباستفادته من هذه المقدرة استطاع البيروني أن يدرس النصوص الأصلية من مصادر كثيرة وأن يجمعها في أعمال علمية أكثر دقة وإصابة للحقيقة.

يعتقد أن العدد الإجمالي للكتب التي وضعها البيروني طوال حياته العلمية يبلغ 146 كتاب. وبعض المصادر ترفع هذا العدد إلى 180 كتاب، إضافة لعدد ضخم من الأوراق بلغ 13000 ورقة. (الورقة هي وثيقة مكتوبة بخط اليد تكون عادة من صفحة أو اثنتين). إن هذه التقديرات صحيحة إلى حد بعيد. ففي كتابه "في فهرس كتاب محمد بن زكريا الرازي"، يعدد البيروني 114 من كتبه.

بشكل عام يستحق البيروني كل احترام باعتباره باحثاً شديد الرسوخ في العلم وعالماً مقتدراً جداً. كما كان من الرجال البارزين جداً في عصره وأثرت إسهاماته العلمية على العديد من أوجه الحياة فعلاً. ويعتبر من أعظم المفكرين في العالم الإسلامي والعالم قاطبة. فقد أعانه عقله التحليلي وتكريسه حياته لاكتشاف الحقيقة وتقنيات وسائله البحثية الدقيقة على تحقيق نتائج رائعة. ولا أدل على عشقه للتعلم من قوله الذي اشتهر عنه: "إن كون الله أعلم لا يبرر الجهل."

جغرافية "العالم القديم"، مثلما قدمها البيروني. في هذا الخريطة يشير الجنوب إلى "القطب الشمالي". وإذا ماقلبنا الخريطة رأساً على عقب فسنتعرف فيها على أراضي إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وإيطاليا وإسبانيا وآسيا الصغرى.

أنجح حسابات البيروني هو تقديره محيط الأرض في كتابه "القانون المسعودي".

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289