كلمة رئيس مجلس الادارة

هل يغير قادة أوروبا الجدد حال الشرق الأوسط؟

عودة المها العربي إلى موطنه
قصة الرحلة من الانقراض إلى التكاثر

صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك
أم الإمارات ونصيرة قضايا المرأة

مجلس غرفة أم الشيف
هواء عليل يعانق الخرير

حماية حقوق مسلمي أمريكا

الميدان
انجاز فوق الخيال

 لمسات إيطالية أصيلة في قلب دبي
لوتشيانوز في منتجع وسبا الحبتور غراند

الحبتور للسيارات
25 عاما من النجاح

مبنى طيران الاتحاد
في مشروع جديد للحبتور للمشاريع الهندسية

 





 



حماية حقوق
 مسلمي أمريكا

 


عاش المسلمون في الولايات المتحدة أوقاتاً عصيبة في السنوات الماضية. فكثيراً ما كان يعاملون كمشتبه بهم وأحياناً يتعرضون للإهانات من قبل السلطات إلى جانب الاعتداءات اللفظية والجسدية عليهم. وفي هذه الظروف يشعر الكثيرون منهم بالارتياح لوجود منظمة كرست نفسها للدفاع عن مصالحهم وهي مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، كير. قصة هذه المؤسسة ترويها لكم ليندا هيرد.
 

تأسست كير، وهي منظمة غير ربحية أعضاؤها من العامة وتهدف إلى الدفاع عن الحقوق المدنية، عام 1994 على يد نهاد عوض وعمر أحمد ورفيق جبار من أجل نشر صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين في أمريكا الشمالية عبر الإعلام والنشاط الترويجي وحشد الرأي العام والتوعية.
وكان نهاد عوض بين مجموعة صغيرة من قادة الجالية المسلمة الذين دعاهم الرئيس جورج بوش إلى البيت الأبيض لإدانة هجمات 11 سبتمبر وما تلاها من هستريا معادية للمسلمين.
وتقوم إدارة الحريات المدنية في كير بتقديم المشورة لضحايا التمييز أو جرائم الكراهية وتمثيلهم والتقاضي بالنيابة عنهم. كما تقوم إدارة الاتصال فيها بمراقبة وسائل الإعلام لمواجهة التغطيات والصور النمطية السلبية للمسلمين وتشجيع الإيجابية.

وتنظم كير بشكل منتظم مؤتمرات وورش عمل وحلقات بحث للإعلاميين والحكومة والمؤسسات الأمنية والموظفين والمعلمين لمساعدتهم عل فهم الإسلام. كما تساهم أيضاً في تدريب المسلمين على مهارات التحدث إلى العامة والحريات المدنية والقانون وكيف يصبحون نشطاء فاعلين ومؤثرين.

يوجد المقر الرئيسي لكير في واشنطن ومنه تدير شبكة من 32 مكتباً إقليمياً في الولايات المتحدة وكندا وتتعاون مع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ومنظمة العفو الدولية وجمعية المواطنين اليابانيين الأمريكيين إلى جانب عدد من منظمات الحريات المدنية الأخرى.

إنذارات للعمل
تسعى كير لتمكين المسلمين الأمريكيين داخل المجتمع الأمريكي الأوسع وتصدر "إنذارات للعمل" تهدف إلى استدراج ردود شعبية عامة للقضايا السياسية والاجتماعية والإعلامية ذات الصلة بالإسلام والمسلمين.
أحد آخر هذه الإنذارات الموجودة على موقع كير الإلكتروني يحث المسلمين على الكتابة بلباقة إلى مدير تحرير جريدة "إنفستورز بزنس ديلي" للاحتجاج على مقالة نشرت في عدد 3 مايو بعنوان "هل هناك أمريكا رفيقة بالمسلمين؟"
المقالة تشتكي من قرار لمطار مدينة كنساس الدولي اتخذه مؤخراً لبناء مكان خاص للصلاة لسائقي التاكسي المسلمين.
ويقول كاتب المقال ساخراً: "سائقو التاكسي يشتكون من صعوبة غسل أقدامهم وأعضائهم الأخرى في حمامات الكفرة الموجودة قبل الصلاة لله. ربما تعتقدون أن 11 سبتمبر قد همش الجهاديين الإسلاميين. غير أنه لم يؤدي سوى لتشجيعهم. الآن تجدهم يطالبون بمغاسل للأقدام في الحمامات وهم يحصلون على ما يريدون."

ويسأل الكاتب الذي لم يذكر اسمه: "ماذا بعد؟ خدمة غسيل سجاجيد الصلاة أم أجهزة بيع السكاكين؟"

إنذار آخر يتعلق برسالة في "سانتا ماريا تايمز" كتبتها كارلين وايتفيلد تعبر فيها عن تخوفها من المسلمين الذين يعيشون في أمريكا وتنصح الأمريكيين بقراءة كتاب "لأنهم حاقدون" وهو نفسه كتاب ضخم مليء بالكراهية والحقد ضد المسلمين لبريجيت غابرييل.


أما المقالة الثالثة فنشرت في "تاكسون سيتيزين" وتتحدث عن كيث أليسون الذي فاز بمقعد في الكونغرس واختار أن يؤدي على القسم الدستوري على القرآن. ويصف كاتب المقال القرآن بأنه "كتاب للكراهية والموت ويهدف لتأسيس عالم الخلافة الذي لا يتطابق مع قوانيننا." كما يطلب من رئيسة الكونغرس بيلوسي أن تبقى متيقظة تجاه أليسون لئلا يعتنق عقيدة الخلافة.
يقول الكاتب الذي لم يذكر اسمه: "لقد دخل أنف الناقة في الخيمة."
ويركز الإنذار الرابع على مقالة في "بيليفابل نيوز ديموكرات" وتبدأ على هذا النحو: "يبدو الناس قد تعاموا عن التهديد الذي يمثله الحزب النازي الجديد، والمعروف أيضاً باسم الإسلام." وقد اختفت المقالة من على الموقع وهو ما يجعلنا نظن أن إنذارات العمل التي تطلقها كير لها فاعليتها.
وقد أدان فرع كير في شيكاغو أندريا زينغا المرشح للكونغرس عن إلينويز لقوله "إن رسم صورة نمطية عنصرية ليس بالشيء الذي يزعجني. فلو رسمنا صورة للناس الذين كانوا وراء هذه الهجمات ضد أمتنا وتسببوا بمقتل مواطنين أمريكيين لكنا نتحدث عن رجال من الشرق الأوسط. إننا نعرف تماماً أن الثقافة الإسلامية ميالة نحو غزو وإخضاع أجزاء كبيرة من العالم بما في ذلك نحن."
هناك إنذارات أخرى تشجع الأمريكان المسلمين على حث الإدارة الأمريكية للعمل نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط وأن تشجع الحكومة على تسريع إنسحاب منظم لقواتها من العراق. وهناك دعوات أخرى لدعم إجراءات ملموسة تهدف لتخفيف المعاناة في دارفور في السودان ولإنهاء حالة التحيز العرقي داخل الولايات المتحدة.

مواجهات إعلامية
استطاعت كير أن تمارس عمل اللوبي بنجاح ضد أعمال سينمائية وتلفزيونية قدمت صوراً سلبية عن المسلمين. وعلى مدى سنتين ظلت تشتكي من فيلم "خلاصة كل المخاوف" من إنتاج شركة باراماونت وتمكنت من إجبارها على تغيير شخصيات الإرهابيين المسلمين واستبدالهم بالنازيين الجدد.

وفي 2005 اشتكت كير لشبكة فوكس التلفزيونية من مسلسلها "24" الذي يصور المسلمين كإرهابيين. ووافقت فوكس بعد لقاء مع مسؤولي كير على بث خدمة إعلانية اجتماعية لكير وتوزيعها على شريكاتها. ويعتقد أن فوكس قد اقتطعت بعض المقاطع من عدد من مسلسلاتها التلفزيونية التي اعتبرتها كير مسيئة رغم إنكار الشبكة التلفزيونية لهذا الأمر. ونتيجة لذلك تعرضت شبكة فوكس لهجمة عنيفة من العناصر اليمينية المتطرفة مثل دانييل بايبس ومجلة فرونت بيج لما اعتبروه خنوعاً لمطالب كير.

وفي 2006 أصدرت كير شكوى ضد استعراض بيل هاندل التلفزيوني الذي سخر من موت المسلمين أثناء تأدية فريضة الحج وتلقت اعتذاراً من محطة كيه إف آي التي بثت البرنامج.

تهديات بالقتل
تعمل كير أيضاً على فضح المشكلات الأخرى التي يواجهها المسلمون مثل تهديدات القتل التي أرسلت إلى محام يمثل ستة أئمة رفعوا دعوى قضائية على شركة الخطوط الجوية الأمريكية بعد طردهم من رحلة من مينيسوتا الخريف الماضي.

وتضمنت التهديدات الموقعة بعبارة "الجهاد الأمريكي" التوعد بقتل أفراد عوائل كل المشاركين في هذه الدعوى القضائية ما لم يتم إسقاطها. وتقول رسالة التهديد: "لقد تم تحديدكم شخصياً كأهداف للقتل مقابل مكافأة مالية."

بل إن ألطاف علي المدير التنفيذي لفرع كير في ولاية فلوريدا تلقى رسالة تهديد بالقتل يحمل هذه العبارة المرعبة: "ألطاف علي رجل ميت يمشي على قدمين."
أما رد كير فكان كما يلي: "أحسنتم. لقد كنا بحاجة إلى دعوة لليقظة. كنا بحاجة لأن نتذكر بأنه على الرغم من ست سنوات مرت بعد 11 سبتمبر ما يزال الأمريكيون المسلمون أهدافاً للعنف والعدوان."

وفي 2004 فضحت كير المواقف المعادية للمسلمين التي يتبناها دانييل بايبس الذي تم تعيينه وقتها عضواً في مجلس إدارة معهد الولايات المتحدة للسلام.

وقد قال بايبس إنه "تشجع" نتيجة دراسة أظهرت أن 44 في المئة من الأمريكيين يؤيدون تقييد الحريات المدنية للمسلمين الأمريكيين إما عبر تسجيل أماكن إقامتهم ومراقبة مساجدهم أو عبر اختراق منظماتهم. كما عبر بايبس عن تأييده لعمليات احتجاز وحبس الأمريكيين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية وقال إن هذه الأعمال كانت نتاج "مخاوف أمنية مشروعة."

كما نقلت كير في 2004 ما قاله دون إيموس من شبكة إم إس إن بي سي التلفزيونية الذي وصف المسلمين في برنامجه اليومي "إيموس هذا الصباح" بأنهم "حيوانات نتنة" ودعا إلى قتلهم جميعاً. وعلى الرغم من أن تلفزيون إم إس إن بي سي اعتذر عن هذه الفعلة إلا أن إيموس لم يطرد من وظيفته إلا في 2007 حينما استهدف بعنصريته فريق كرة سلة نسائياً بعبارات عنصرية ومعادية للنساء.

منتجات مسيئة
في 1997 واجهت كير شركة نايكه بسبب تصاميم على بعض منتجاتها الخاصة بلعبة كرة السلة تشابه كلمة الله بالعربية. وحينها قامت الشركة بسحب المنتجات من الأسواق وتعاونت مع كير لتصميم شعارات غير مسيئة للمسلمين.

إعلانات
نشرت كير عام 2003 إعلانات في كبريات الصحف الأمريكية تحت شعار "أنا أمريكي وأنا مسلم أيضاً" تروج لإنجازات شخصيات مسلمة بارزة مثل الدكتورة عائشة سيمون التي تخرجت في الطب من جامعة فيرجينيا وأكملت دراستها العملية في جامعة جورجتاون وتستعد لإكمال دراستها العليا في الصحة العامة في جامعة هارفارد. وفي إعلان آخر تظهر ثلاثة وجوه وتحتها عبارة تسأل: "من هو المسلم بينهم؟"

برامح توعية
أسست كير مشروع مكتبة عامة يتضمن بيع كتب وتسجيلات فيديو عن الإسلام بهدف التبرع بها للمكتبات العامة كما أطلقت العام الماضي في خضم الجدل حول رسوم الكاريكاتير برنامجاً بعنوان "اكتشف حياة الرسول محمد" الذي وجه الدعوة لكل مهتم بالتعرف على الإسلام لطلب كتب وأقراص فيديو رقمية مجانية عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام. كما أطلقت كير برنامج "اكتشف الإسلام" الهادفة لتوزيع المصاحف مجاناً لمن يطلبها.

مساعدة الأفراد
تقوم كير أحياناً بطلب تبرعات لمساعدة أفراد مثل السيدة التي اعتنقت الإسلام وتعرضت بذلك للتهديد بفقدان حقها في حضانة ابنها لأنها أصبحت مسلمة وتزوجت من مغربي. وقد حاول والد الصبي أن ينازعها على حضانة الطفل لكي يتمتع بحياة طبيعية في "بيت أمريكي بالكامل" بدعم من أحد العاملين الاجتماعيين.

وقد قالت الأم إن الانحياز ضد المسلمين هو جوهر هذا النزاع. ويقول جوشوا سلام، مدير الحريات المدنية في كير: "ليس هناك ما يمكن أن تصفه بما هو لاأمريكي في بيت إسلامي وكل ما يقول بخلاف ذلك إنما ينطلق من مواقف نمطية منحازة."


وفي قضية أخرى تمت إعادة طفل بعمر خمس سنوات لأمه المسلمة بعد أن أخذ منها لأنها تزوجت من مصري واعتنقت الإسلام. بل إن والد الامرأة اتهم ابنته بأنها أخذت تبدي "سلوكاً غريباً" ومن ذلك أنها :ترتدي الرداء الإسلامي" وأعلنت اعتناقها الإسلام. وتحولت المسألة إلى قضية عامة مهمة جداً نتيجة لنشاط كير في دعم هذه السيدة.

فتوى
غالباً ما تعرضت كير لاتهامات بذيئة من منتقديها لدرجة أنهم اتهموها بدعم الإرهاب رغم أن كير ساهمت في إصدار فتوى ضد الإرهاب والتطرف الديني.

كما أطلقت كير على موقعها عريضة بعنوان "ليس باسم الإسلام" جاء فيها "نحن الموقعين أدناه نريد التأكيد بوضوح بأن أولئك الذين يرتكبون أعمال الإرهاب والقتل باسم الإسلام لا يدمرون فحسب حياة الأبرياء بل إنهم يدمرون أيضاً صورة هذا الدين الذي يدعون تمثيلهم له."

كما أدانت كير بكل قوة الهجمات التي تعرضت لها معابد اليهود وغيرها من أماكن العبادة.

ولكن على الرغم من كل هذه الجهود الطيبة لدعم التقارب بين كل الأديان وتبيانها الواضح لازدرائها الإرهاب، ما تزال كير عرضة للمراقبة اللصيقة من قبل أعدائها الذين يعتقدون أن هذه المنظمة هي واجهة للمتطرفين وأنها ستكشف عن حقيقتها يوماً ما. بل إن العديد من المواقع الإلكترونية قد تأسست لهدف واحد هو الهجوم على كير ومسؤوليها وموظفيها.

وكان الناطق الوطني باسم كير، إبراهيم هوبر، وهو أمريكي من أصل بوسني اعتنق الإسلام وغالياً ما تجده على الخط الأول في الهجمات على كير قد سئل العام الماضي على تلفزيون بي بي إس عما إذا كانت المواقف في أمريكا تجاه المسلمين قد خفت في غلوائها.

وكان جوابه: "المواقف مختلطة. نحن نجري استطلاعات للرأي بخصوص هذه الأمور مثل المواقف تجاه الإسلام ونجد أن هناك نواة متشددة- ربما تبلغ حوالي 20 في المئة من الأمريكيين- لديها مواقف عدائية ضد الإسلام. لكن هناك أيضاً نسبة طيبة من المواقف المعتدلة التي تعتمد الحياد بشكل أو بآخر إضافة إلى نسبة مقابلة لديها مواقف متعاطفة مع المسلمين. ولهذا أعتقد أننا يجب أن نصل إلى هذا القطاع ذي المواقف المعتدلة."

وحين سئل عما إذا كانت المواقف المعادية للإسلام في الولايات المتحدة آخذة في التزايد، قال: "للأسف أعتقد أنها تتزايد. أو أنها على أقل تقدير تصبح أعلى صوتاً. وأصبح من المقبول أكثر اليوم أن تهاجم الإسلام باعتباره ديناً عنفياً بشكل ضمني وهذه ظاهرة مثيرة للقلق. وهذا ما نأمل من القادة الدينيين والسياسيين أن يتحدثوا ضده."

وما دامت هناك منظمات مثل كير وغيرها في أمريكا تلتزم بمبادئها وتواصل الضغط للدفاع عنها قد يكون اليوم الذي يخرج فيه القادة لفعل ذلك يوماً قريباً.



 

 

 

 

أعلى