كلمة رئيس مجلس الادارة

هل يغير قادة أوروبا الجدد حال الشرق الأوسط؟

عودة المها العربي إلى موطنه
قصة الرحلة من الانقراض إلى التكاثر

صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك
أم الإمارات ونصيرة قضايا المرأة

مجلس غرفة أم الشيف
هواء عليل يعانق الخرير

حماية حقوق مسلمي أمريكا

الميدان
انجاز فوق الخيال

 لمسات إيطالية أصيلة في قلب دبي
لوتشيانوز في منتجع وسبا الحبتور غراند

الحبتور للسيارات
25 عاما من النجاح

مبنى طيران الاتحاد
في مشروع جديد للحبتور للمشاريع الهندسية

 





 


الميدان
انجاز فوق الخيال



كلمة ميدان تعني مكان التقاء الناس للتباحث والتنافس وتحقيق الإنجازات. مكان يشجع التعاون والمنافسة في الوقت نفسه بانسجام كامل. مكان يؤسس لإثارة روح التحدي والتميز واللعب النظيف في الرياضة والتجارة والحياة عموماً. والميدان هذه المرة سيكون شيئاً يختلف عن أي ميدان سابق عرفه العالم.


قدم مضمار ند الشبا لسباقات الخيل منذ انطلاقته خدمات جليلة للمشهد الرياضي في الإمارات. غير أنه مل يزال يعد بمستقبل أفضل للرياضة خلال ثلاث سنوات من الآن حيث سيكون منشأة رياضية من طراز عالمي رفيع، بل وكما يؤكد المسؤولون أفضل مضمار لسباقات الخيل في العالم أجمع. كل ذلك يأتي بفضل الرؤية بعيدة النظر التي يتحلى بها صاحب السمو الشيخ راشد بن مكتوم آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء، حاكم دبي، الذي يريد أن يضع دبي بقوة وثبات على الساحة العالمية عبر الرياضة.

قبل يوم واحد من انطلاقة كأس دبي العالمي، أصاب سموه الجميع بالذهول حين كشف على الملأ مشروع "الميدان" للعالم. ولم يكن هناك من موعد أفضل للكشف عن مثل هذا المشروع من التوقيت الذي اختاره سموه. إذ كان تركيز العالم وقتها منصباً على دبي وهي تتهيأ ليوم كأس دبي العالمي والمواجهة المنتظرة بين الجواد ديسكريت كات والجواد إنفاسور والتي أنهاها الأخير لصالحه في اليوم التالي ليتوج بطلاً لكأس دبي العالمي ويكون أفضل جواد سباقات في العالم أجمع.

وفيما كان لبطولة كأس دبي العالمي لسباقات الخيل دور بارز في الترويج عالمياً لمدينة دبي، فإن مشروع ميدان من المؤكد أن يضيف الكثير جداً لضمان أن تحصل دبي على مكانتها العالمية البارزة التي تستحقها في عالم سباقات الخيل.

الشيخ محمد تراوده دوماً الأحلام الكبيرة ومشروع ميدان تجسيد لهذه الأحلام الكبار، فالمشروع بحجمه واتساعه يوازي رؤية سموه. وقد كشف سموه عن المشروع خلال عرض توضيحي قدمه بنفسه بحضور الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي ورئيس مجلس إدارة طيران الإمارات، وذلك في اليوم السابق لبطولة كأس دبي العالمي 2007. وسيستوعب المشروع 80 ألفاً من هواة سباقات الخيل كما سيتضمن مواقف تتسع 10 آلاف سيارة. كما ستتضمن مدينة سباقات الخيل الأحدث من نوعها هذه فنادق فاخرة ومطعماً بسقف سماوي على شكل فقاعة وأندية ترفيه ومركز تسوق وأبراج بتصاميم فريدة ونادياً للزوارق. هذا بالإضافة إلى فندق من مستوى عالمي وأكثر من 10 مطاعم ومعرض غودولفين ونادي دبي لسباق الخيل ومتحف وقناة بطول أربعة كيلومترات تتفرع من خور دبي لتصل إلى المضمار.

مدينة ميدان لسباقات الخيل التي تغطي مساحة 76 مليون قدم مربع ستتضمن أيضاً مضمارا ً رملياً وآخر عشبياً إلى جانب إسطبلات ومضامير تدريب وحظائر لإيواء الخيل. ولعل المعلم الأهم في هذه المدينة الجديدة هو المدرج العالمي الضخم الذي يمتد لمسافة كيلومتر كامل ولا يبد سوى مرمى حجر عن نادي ند الشبا الحالي.

وقام سعيد الطاير رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباقات الخيل بالإعلان عن تفاصيل المشروع الجديد وذلك في يوم كأس دبي العالمي قبل دقائق قليلة من انطلاقة السباق يوم السبت المشهود من كل عام. وقال الطاير خلال حفل الإعلان الرسمي عن المشروع: "إننا نريد تطوير منشأة بمستوى عالمي لا يمكن لأي مضمار سباقات آخر في العالم أن يكون نداً لها." كما قال الطاير بأن الشيخ محمد قد أعطى الضوء الأخضر للانطلاق في المشروع خلال كأس دبي العالمي من العام الماضي.

يقول الطاير: "سيكون المشروع مقراً لأوساط الأعمال وملاك ومدربي الخيل وفرسان السباقات. أترك لكم تسمية الفكرة، المهم هو أنها ستكون شاملة لكل شيء."


ومن المؤكد أن تشييد مدينة ميدان سيكون له أثر إيجابي عظيم على المنشآت الرياضية الأخرى في الإمارة. ولعل أول المستفيدين منها هو نادي الريف في دبي وهو أحد أقدم أندية الجولف الرملية في المنطقة إضافة إلى نادي دبي للرجبي الذي يستضيف بطولة سباعيات دبي للرجبي كل عام.


يقول الطاير خلال الإعلان عن المشروع: "مثل هذه الأمور لا بد وأن تتحقق. كل ما علينا هو أن نبقي أنظارنا موجهة نحو الصورة العامة. أردنا بناء منشأة عالمية لا يمكن لأي مضمار سباق آخر في العالم أن يكون نداً لها. وأعتقد أن ميدان لن يكون لدبي فقط بل هو إنجاز للعالم قاطبة."

أثناء إنجاز المشروع لن تعاني سباقات الخيل في ند الشبا من أي انقطاع ويتوقع لبطولة كأس دبي العالمي أن تنتقل إلى المنشأة الجديدة عام 2010 وأن ترتفع الجائزة المالية للسباق من 6 ملايين دولار حالياً إلى قرابة 10 ملايين دولار حينها.

لقد اختار الشيخ محمد أن يقدم مشروع ميدان للعالم في اليوم السابق للمواجهة المنتظرة بين إنفاسور وديسكريت كات للفوز بالجائزة المالية البالغة 6 ملايين دولار وذلك للتأكيد على تواصل سيادة دبي على سباقات الخيل في العالم أجمع.

وهذا ما يؤكد عليه الطاير حين قال: "فيما نعمل من أجل وضع معايير عالمية لسباقات الخيل فيما يتعلق بالمنشآت. نريد أن نكمل ذلك برفع الجائزة المالية للسباق إلى 10 ملايين دولار لجذب أفضل خيول العالم لحضور يوم افتتاح ميدان في كأس دبي العالمي 2010.

لقد قامت شركة تي إيه كيه الهندسية الشهيرة بوضع تصاميم ومخطط المنشأة الجديدة وهي الشركة التي فازت خلال العقد الماضي بعدة جوائز وشهادات عالمية على تصاميمها الرائدة في ماليزيا والصين وفيتنام وسنغافورة واندونيسيا وباكستان ودبي.



وعبر المدير العام للشركة تيو كنغ عن سعادته البالغة باختيار شركته لهذا المشروع قائلاً: "التصميم العام للمضمار يأخذ شكل صقر وهو الرمز الأكثر تجسيداً للتراث إضافة إلى كونه رمزاً للحسم والسرعة. منشآت السباق للمشروع الجديد ستكون متفوقة على مثيلاتها غير أن هذا التميز لن يكون صفة تدوم أثناء الموسم فقط. بل نريد توفير أقصى حد ممكن طوال أيام السنة حيث سيكون المشروع قادراً على استضافة المؤتمرات والحفلات والفعاليات أثناء الموسم وبعده."

هذه الفكرة الجديدة ستأخذ رياضة سباقات الخيل إلى مستوى جديدٍ آخر بالكامل. وأمسيات سباقات الخيل في العطل الأسبوعية لن تكون على عهدها الحالي. فملاك ومدربو الخيل من أنحاء العالم الأخرى بدؤوا بالفعل يركزون اهتمامهم على دبي، وخصوصاً من جنوب أفريقيا حيث كانت خيولهم موجودة هنا منذ أربعة سنوات بقيادة المدرب مايك دوكوك.

كما أن الأمريكيين الجنوبيون يبدون اهتماماً مفاجئاً كبيراً في سباقات دبي. ولم يكن اليابانيون استثناءاً لهذه الحالة حيث أصبح لديهم الآن ثمانية خيول فازت بالمراكز الثانية والثالثة في بطولة كأس دبي العالمي. الخيول الهندية ولو كانت متأخرة قليلة بدأت ترى في دبي مكاناً يمكنها أن تنافس فيه وأن تفوز أيضاً.


وهذا ما عبر عنه كنغ أحسن تعبير بقوله: "ميدان كلمة عربية تعني المكان الذي يجتمع فيه الناس ويتسابقون ولعل لها مجموعة أخرى من التعريفات غير أنها في الأساس تعني المكان الذي يذهب إليه الناس للتسابق وتحقيق النتائج. وأعتقد لهذا أن ميدان ليس لدبي فقط بل هو لكل العالم."


أما فرانك غابرييل، الرئيس التنفيذي لنادي دبي لسباقات الخيل، فيقول: "لقد أخذنا بعين الاعتبار كل المعلومات والآراء التي وردتنا من أوساط سباقات الخيل سواء الجهمور أو المدربون أو الفرسان أو شركاؤنا أو رعاتنا أو مضامير السباقات الأخرى، باختصار الجميع، لنجعل من هذا المشروع صرحاً مذهلاً سنراه جميعاً في المستقبل."



وقد قامت شركة جوزيف كنغ بتصميم مسطحات مضامير السباق وهي الشركة التي تعمل في مجال إنشاء وتصميم مضامير السباق الرملية في معظم أندية سباقات الخيل في أمريكا الشمالية منذ الثمانينات.

وبالقدر نفسه من الإثارة والاهتمام الذي تابع به عشاق الرياضة أخبار الكشف عن ميدان، فقد وصلت الإثارة إلى حدودها القصوى فيما كان الجواد إنفاسور للمدرب كياران مكلافلين والفارس فيرناندو يارا يتقدم شيئاً فشيئاً نحو خط النهاية للفوز بكأس دبي العالمي، أغلى سباق خيل في العالم. ومع أن عشاق الرياضة كانوا يتوقعون أداءً قوياً جداً من أقرب منافسيه، ديسكريت كات، غير أن جواد غودولفين هذا تراجع إلى المراتب المتأخرة فيما كان بريميوم تاب هو الأقدر على منافسة الفائز حتى اللحظات الأخيرة وليحظى بالمركز الثاني.

حتى تلك اللحظة كان كأس دبي العالمي 2007 يوصف من قبل المحللين بأنه مواجهة ثنائية بين إنفاسور وديسكريت كات وفيما أثبت الأول جدارته بهذه السمعة الطيبة فلا أحد يعلم ما الذي أصاب الثاني.

وكان المنافس الأقوى هو بريميوم تاب للمدرب جون كيمل والذي تأخر في دخول بوابة الانطلاق والذي حدد إيقاع السباق مع متحديه السعودي فورتي ليكس والآخر من هونغ كونغ بوليش لاك الذي حلّ ثالثاً وفيما كان إنفاسور وفيرميليون وكانديديت يركضون وسط المضمار، ظهر الفارس فرانكي ديتوري وكأنه قانع في المؤخرة على صهوة ديسكريت كات.

وعند الانعطافة الأخيرة قبل خط النهاية تمكن فيرناندو يارا من تحسين موقعه على إنفاسور واقترب جداً من بريميوم تاب ليتنافس الجوادان على اللقب الذي حسمه الأول في المئة ياردة الأخيرة فيما كان ديسكريت كات خارج مرمى البصر. واستطاع بوليش لاك من هونغ كونغ للمدرب طوني كروز أن يحافظ على اندفاعاته ليحوز المركز الثالث مع فارسه بريت بريبل رغم أنه كان السباق الأول له على مضمار رملي.


غير أن إنفاسور لصاحب السمو الشيخ حمدان بن مكتوم آل مكتوم والمدرب كياران مكلافلين هو الذي كان النجم الأوحد في يوم كأس دبي العالمي الذي كان أكثر ما يريد المدرب أن يفوز به لمالك جواده.

وعن ذلك يقول مكلافلين الذي حصد أربع بطولات خلال عمله في الإمارات على مدى السنوات العشر الماضية: "لقد عملت عند الشيخ محمد عام 1993، غير أن الشيخ حمدان هو الذي تبناني. معه شعرت أني بين عائلتي.

وفي النهاية، السباق والفوز يحتاج إلى جواد وفارس ومدرب وقدرة الثلاثة معاً على توفير الظروف والشروط المطلوبة يوم السباق للفوز... وكان الجواد الأفضل هو الذي فاز.



 

 

 

 

أعلى