Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مركز دبي المالي العالمي كلمة رئيس مجلس الإدارة

 

الصفحـــة الرئيسيــة

كلمة رئيس مجلس الإدارة

مركز دبي المالي العالمي

 العراق للعراقيين هو الحل...د

دعــــــــــاة أرمجــيــــــــــــدون

العـــــــــــرب و اليـهــــــــــــود

فيليبــي ... قـاهر الربع الخالي

المـــتـــنـــبـــــي

قصــــــــر الحمــــــــــــراء ...ي

امـــــــــــراة متمــيـــــــزة ... ل

فــــــــــراشــات الإمـــــــارات

دبي على عتبة عالم الموضة

الـدوحة تتأهب للحدث الأكبر

الحبتور للمشاريع الهندسية

أخبـــــــــــــار الحبتــــــــــــور

مـــــــن نحــــــــن

الأعــداد المـاضيـة

اتصلـوا بنــا

بقلم: ليندا هيرد

 " يا الله, كم أكره هؤلاء الناس," قالها الرقيب الأمريكي رونالد بلاك حين لوح عراقي شاب بقبضته نحوه وهو يجلس على دراجة نارية عابرة خلف السائق, كما ينقل المراسل الصحفي سكوت والاس الذي يعمل في العراق حالياً. والرقيب المذكور كان أكثر مرارة وهو يتحدث عن قادته الذين سبق وأن قالوا للجيش الغازي إن أسرع طريق للعودة إلى الوطن يمر من بغداد غير أنهم يقولون الآن إن فرقته ستلزم مواقعها في العراق حتى الخريف.

وتتردد نبرة الرقيب الشاكية في كلام جنود فرقة المشاة الثالثة الذين التقتهم مؤخراً شبكة بي بي سي, والذين تجرأ أحدهم على المطالبة باستقالة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد. وهناك جنود أمريكيون آخرون, تبعاً لصحيفة الرياض السعودية, يدفعون 500 دولار للمهربين مقابل إيصالهم للحدود التركية والسورية والأردنية.

وتنقل الرياض عن مزارِعَين شهادتهما بأنهما رأيا مروحيات تلقي في المناطق المجاورة بأكياس بلاستيكية في داخلها جثث محترقة لجنود أمريكيين.

يندر أن يمر يوم دون ورود أخبار عن خسائر بشرية أمريكية في العراق. إذ أصبح المقاتلون ينتقون مجموعات صغيرة من الجنود ليصبحوا ضحايا حرب عصابات قضت على مصداقية إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل الأوان يوم 1 مايو الماضي بأن العمليات القتالية قد انتهت.

إذا ما كان الرقيب بلاك وزملاؤه من العسكريين يكرهون العراقيين, فإن هذا شعور متبادل إذاً إلى حد كبير. فبقدر ما كره العراقيون الرئيس صدام حسين وولديه, لم تكن لديهم أي رغبة في حرب أخرى. فقد كان العراقيون يعيشون حياة عدمية وهم يتعلقون بأمل واه بمستقبل أفضل بعد أن أرهقتهم حربان كبيرتان وانهار اقتصادهم بعد حرب الخليج نتيجة أكثر من عقد من الحصار الاقتصادي. وبدلاً من ذلك وجدوا أنفسهم يتعرضون لمهانة احتلال أجنبي.

الشعب العراقي لم يتعرض للخذلان من جانب صدام حسين فحسب بل من جنرالات قواتهم المسلحة الذين قبضوا رشاوى من القوات الخاصة الأمريكية حتى لا يقاتلوا كما تذكر مقالة نشرتها ديفنس نيوز في عدد 19 مايو. وتقول تقارير أخرى , تفتقد لدليل مادي دامغ, إن قادة الحرس الجمهوري قد نقلوا جواً من مطار بغداد مع عائلاتهم بعد أن أمروا مرؤوسيهم بالذهاب إلى بيوتهم وانتظار أوامر أخرى.

وأدت رشاوى غيرها إلى مقتل ولدي صدام حسين, عدي وقصي, الذين دفعت في رأسيهما جوائز بملايين الدولارات في تطبيق حقيقي لأسلوب الغرب الخارج عن القانون. وقد احتفى بوش وطوني بلير بمقتل الاثنين, و هما التواقان لإعطاء الانطباع بأن المقاومة العراقية تتشكل من بقايا حزب البعث. فهل هي كذلك فعلاً؟

في مدينة الفلوجة التي تعتبر معقلاً للعراقيين السنة, يؤكد الزعماء المحليون هناك أنهم رغم سعادتهم لرؤية عرض أكتاف النظام العراقي السابق, فإنهم مستاءون من استيلاء الجنود الأمريكيين على مباني بلديتهم ومدارسهم مثلما هم مستاءون من الحواجز الأمنية وعمليات تفتيش البيوت والدبابات التي تزمجر في شوارعهم وتطلق نيرانها في كثير من الأحيان على المواطنين العراقيين المشاركين فيما يسميها الأهالي احتجاجات سلمية.

يوم 20 مايو وجه مشاة البحرية الأمريكية حراب بنادقهم نحو حشد غاضب ضم حوالي 10 آلاف من شيعة النجف بعد تحرش الجنود الأمريكيين بأحد قادتهم الدينيين.

ويقول سيد رضا الموسوي أحد مساعدي الشيخ مقتدى الصدر: "إذا لم يغادر الأمريكيون,فإنهم سيواجهون انتفاضة شعبية."

وأخذ المواطنون المحتشدون ينشدون وهم يضربون على صدورهم "مقتدى لا تخاف, جيشك المتطوع هنا. سنضحي بأرواحنا فداء لك."

حتى الآن لايزال سنة العراق إلى حد كبير هم من يقومون بالهجمات على الأمريكيين, لكن إذا ما نادى علماء الشيعة للجهاد, فإن الأمور قد تسوء جداً للغزاة الأنجلو- أمريكيين.

ومع البدء في ترديد تعابير من مثل "مستنقع" و "أشباح فيتنام" في وسائل الإعلام, أخذت إدارة بوش تطلب من الدول الصديقة تقديم المساعدات والتعزيزات دون إحراز كثيرمن النجاح في سبيلها هذا, كما أنها تفكر, وقت كتابة هذا المقال, في التقدم بمطلبها هذا إلى مجلس الأمن الدولي الذي سبق لبوش أن وصفه بأنه "تجمع للجدال الفارغ".

إن الكثير من حلفاء أمريكا, بمن فيهم الهند والسعودية, يحجمون عن التورط فيما يعتبره الكثيرون غزواً غير شرعي قام على معلومات استخبارية زائفة, ثبت كذبها الآن, حول أسلحة الدمار الشامل العراقية.
 

" الملف الملفق", وهو العمل التوثيقي المزيف حول اليورانيوم الخام؛ المزاعم الزائفة بأن القوات العراقية كانت قادرة على مهاجمة جيران العراق بأسلحة دمار شامل بعد 45 دقيقة من تسلمها الأوامر بذلك؛ مصانع القاعدة للسموم التي تبين لاحقاً أنها مباني مهجورة مملوءة برجال عجائز وبندورة متعفنة... كل ذلك قد أطاح بمصداقية بوش وبلير... وبنسب التأييد الشعبي الداخلي لهما.

أضف لذلك زعم كولن باول بأن العراق اشترى أنابيب ألمنيوم وأجهزة مغناطيس لاستخدامها في أنظمة تخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي التي أكد مفتشو الأمم المتحدة زيفها؛ المزاعم حول المخابر الجرثومية المتنقلة التي تبين أنها خاصة بتشغيل بالونات التنبؤ بالطقس؛ واللعنة الأكبر من كل ذلك: أين هي هذه الأسلحة؟

لقد تبين أن حرب بوش الاستباقية ليست استباقية أبداً. إذ لا يبدو أن هناك ما كان يمكن استباقه. فلم يهدد صدام حسين جيرانه, مثلما لم تكن لديه المقدرة العسكرية على فعل ذلك. كما لم يكن لديه ما يخفيه رغم الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على هانز بليكس للعثور على أي شيء محظور ولهذا لابد لنا من الاستنتاج بأن الحرب الأمريكية شنت بذريعة ملفقة.

وحالما أخذ الغزاة يدركون أن دعواهم تبدو مهزوزة, بدأوا بعرض جرائم حزب البعث ضد العراقيين كسبب لهذه الحرب. لقد وعدوا بأنهم سيجلبون الديمقراطية للشعب العراقي. لكن أين هي هذه الديمقراطيةالخرافية؟

صحيح أن "الوالي" الأمريكي في العراق بول بريمر قد شكل مجلساً استشارياً عراقياً بالكامل يترأسه رجل البنتاغون المدلل, المهاجر العراقي أحمد الجلبي, وهو الرجل المطلوب من قبل القضاء الأردني ويريد رؤية صناعة النفط العراقية وقد جرت خصخصتها. إن جلبي مدان بتهم الاختلاس ولهذا فإن رؤية بريمر وهو يحيي بحرارة مثل هذا الرجل في الاجتماع الافتتاحي للمجلس يصعب القول عنها إنها توحي بالثقة.

ليس لهذا المجلس من اللعبة سوى الاسم. وفي نهاية المطاف فإنه تابع رسمياً لسلطة بريمر الذي يستطيع أن يأخذ بأي مقترحات يقدمها له أو يرفضها. وقد استقال أحد أعضاء المجلس فعلاً للتخوف من أن يوصف بالعميل في المستقبل.

 

إن من شأن أي عراقي ديمقراطي حقاً أن تحصل فيه الأغلبية الشيعية على الحكم، وحينها قد يصبح العراق دولة على النموذج الإيراني. وهذا ما تعهد دونالد رامسفيلد بأنه لن يسمح له بالحدوث.

وفيما أصاب الجمود كل شيء وقع العراق ضحية الفوضى. الكهرباء نادرة والماء النظيف شحيح. الوفيات نتيجة الزحار والإسهال تضاعفت عما كانت عليه قبل عام, كما تقول منظمة اليونسيف, فيما عادت الكوليرا والتيفوئيد ليطلا برأسيهما القبيحين. الأمن غير متوفر في كل البلاد التي يحمل كل إنسان فيها تقريباً السلاح.

لأطفال يلتقطون القنابل العنقودية غير المنفجرة, وغالباً ما يفقدون أطرافهم نتيجة ذلك, فيما بقايا قذائف اليورانيوم المنضب المضادة للدبابات ملقاة في المناطق المأهولة لتسبب السرطانات. أما نسبة البطالة فتصل 60 في المئة وقلة من الموظفين الحكوميين والأطباء والممرضات كانوا يحصلون على رواتبهم في الشهود الماضية.

إذاً ما الذي حققه هذا الغزو؟ من وجهة النظر الأمريكية, كانت الحرب فرصة لاستعراض عضلاتها العسكرية أمام أعين العالم وتعزيز هيمنتها عليه.  وكسبت الولايات المتحدة قواعد جديدة في المنطقة إلى جانب قواعد لفترات طويلة داخل العراق الهدف منها تخويف إيران وسوريا. كما أن الشركات الأمريكية, والكثير منها على علاقة بمسؤولي إدارة بوش, ستكسب المليارات من عقود إعمار العراق, فيما تبقى الولايات المتحدة المسؤولة عن إدارة النفط والاقتصاد والمصارف في العراق.

على الجانب السلبي دفعت الصدمة الدول الصغيرة لحماية نفسها بتطوير أسلحة دمار شامل. أمريكا وأوروبا تعانيان من شقاق سياسي كما ضعف موقف منظمتي حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة. والقانون الدولي بدوره تعرض لضربة أيضاً مع تمتع الجنود الأمريكيين بحصانة من  تعرضهم للمحاكمة بتهم جرائم حرب.

وقد اعترف وزير الدفاع رامسفيلد أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بأن تكلفة العمليات في العراق تبلغ 3.9 مليار دولار شهرياً, تقريباً ضعف المبلغ الذي تم تقديره سابقاً. ولاعجب إذاً أن الولايات المتحدة تحث حلفاءها على مد أيديهم إلى جيوبهم, وهي المناشدة التي قوبلت في أغلب الأحوال بآذان صماء.

لكن الرئيس الأمريكي وبدلاً من أن يخفف النقد المتزايد من غلوائه كما يبدو, فإنه يهز العصا في وجه إيران وسوريا. أما طوني بلير فأخذ يتجاهل أسئلة وسائل الإعلام من مثل"هل تعتبر أن يداك ملوثة بالدماء؟" ويأمل بأن التاريخ سيسامحه. وهذا الثنائي المتشبث بعناد بموقفه لا يستطيع الآن أن يأمل بما هو أكثر من اختفاء فضائح قضية العراق والعودة إلى تلك الأيام المنتشية حينما كانت تماثيل صدام الساقطة تحظى بمتابعة "حشود للإيجار" مبتهجين.

لكن بدلاً من ذلك, فإن المغامرة العراقية البائسة تبدو أكثر سواداً يوماً بعد يوم. فحكاية "إنقاذ المجندة جيسيكا" التي حبكها البنتاغون قد انفضح أسلوب إنتاجها الهوليوودي الذي كان وراءها. والانتحار المزعوم الغامض للخبير الحكومي في الأسلحة الدكتور ديفيد كيلي قد ركزت أضواء غير مرحب بها على أسلوب طوني بلير التلفيقي, كما أن سفيراً أمريكياً سابقاً اعترف بأنه أحاط حكومته علماً بأن العراق لم يحاول شراء اليورانيوم من إفريقيا قبل ثلاثة شهور من إيراد الرئيس بوش لهذه المزاعم في خطابه الرئاسي لعام 2003 عن حال الاتحاد.

لقد حان الوقت بالتأكيد لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا للاعتراف بأنهما ارتكبتا خطأ فادحاً وأن تبدأ بإعادة العراق للعراقيين, على نحو ما طالب كوفي عنان بفعله. وإذا ما احتاج العراقيون العون لاستعادة الأمن والرفاه لبلادهم, فإن المؤكد هو أن المنظمات التي يجب أن تقدم هذا العون هي الجامعة العربية بمساندة من الأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدوليين.

وفي غضون ذلك, ليس بوسعنا إلا أن نأمل بأن تفسح الرؤوس المنتفخة غروراً الطريق أمال الحلول المنطقية. إن مبدأ العراق للعراقيين هو الطريقة النزيهة الوحيدة للمضي قدماً أمام كل من يهمهم الأمر. يجب على الرقيب بلاك أن يعود إلى البلاد التي هو منها وأن يصطحب مواطنيه الحانقين معه. حينها فقط سيتمكن العراق من فتح صفحة جديدة ليوم جديد أكثر إشراقاً.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289