أنا من أشدّ المؤمنين بالحرية الشخصية. لم أسعَ قط إلى فرض معتقداتي على الآخرين، ولطالما كانت فلسفتي في الحياة "عش حياتك ودع غيرك يعيش". لا شأن لي بما يفعله الآخرون في خصوصية منازلهم.
لكنني أعترض بشدّة على النزعة السائدة في العديد من البلدان الغربية والتي تقوم على التهليل لسلوكيات اعتُبِرت شاذّة ومنحرفة منذ بداية الأزمنة. المثير للقلق هو أن النشئ في هذه المنطقة من العالم لا يستطيع الإفلات من قبضة الدعاية التي تروّجها وسائل الإعلام الغربية لسلوكيات منحرفة ومنحطّة فيصوّرها بأنها معايير جديدة، ومستحبّة في حالات كثيرة.
مما لا شك فيه أن عشّاق المشاهير يتطلعون عادةً إليهم ويتخذون منهم نماذج تحتذى، ولذلك يقع على عاتق هؤلاء الأشخاص أن يستخدموا هذه الشهرة كي يكونوا قدوة للآخرين. غير أن قلة قليلة تفعل ذلك.
لنأخذ على سبيل المثال المغنّي/الممثّل ريكي مارتن من بورتوريكو، وهو أبٌ لتوأم. لقد أعلن للتو، وبكل اعتزاز، أنه يستعد للزواج من رجل سوري الأصل خلال إطلالة له في برنامج إيلين ديجينيريس، وقد حظي هذا الخبر بتغطية واسعة من الصحافة التي هلّلت له وكأنه عرس ملكي.
تحدّث مارتن بسعادة عن مشاريعه لإقامة حفل زفاف في الربيع على وقع التصفيق الحار من الحضور. يجري فرض واقع جديد يتنافى مع الشرائع السماويّة، وذلك من أجل التأثير في عقول الشباب في كل مكان، ودفعهم إلى الاعتقاد بأنه بإمكانهم أن يختاروا الآن الزواج بشخص من الجنس الآخر أو من الجنس نفسه. باتوا يملكون الآن الخيار ليقرّروا بين الانجذاب إلى الجنس الآخر أو عيش المثلية الجنسية.
لا يزال السجال محتدماً حول ما إذا كانت المثلية الجنسية نتاج الطبيعة البيولوجية للشخص أم أنه يكتسبها بسبب تربية أو عوامل معيّنة. أنا من الرأي القائل بأن الأطفال لا يولدون مثليين جنسياً؛ لقد حاول العلماء أن يحدّدوا "جينة مسؤولة عن المثلية" وفشلوا في ذلك. في هذه الحالة، ليست المثلية الجنسية إذاً اضطراباً يولَد مع الإنسان، بل إنها مسألة سلوكية.
لطالما كان المثليين الجنسيين موجودين، إلا أن أنشطتهم ظلّت حتى عقود مضت طي الكتمان ولم يتسببوا بالأذى لأحد. لكن في المناخ التقدّمي والمنفتح، كما يُسمّى، يزدادون انتشاراً، وخير دليل على ذلك "مسيرات الفخر" التي ينظّمها المثليون في مختلف أنحاء الغرب، وفي #إسرائيل وحتى في #تركيا، الدولة ذات الأكثرية الإسلامية.
تبذل #مصر قصارى جهدها لحماية المجتمع عبر التشدد في منع أنشطة المثليين التي يروّجون من خلالها للمثلية الجنسية في العلن، وتواجه إلى جانب العديد من الدول الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط، حملة استنكار معيبة من منظمات حقوق الانسان الدولية والصحافيين الغربيين لمجرد أنها تدافع عن التماسك الاجتماعي.
تعمد الأفلام والبرامج التلفزيونية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي إلى غسل أدمغة النشئ الطالع من أجل حملهم على القبول بما هو غير مقبول تحت الراية الواهية لحقوق الإنسان والحريات المدنية والمساواة في حقبةٍ تتعرّض فيها أصوات المعترِضين للإسكات بسبب الصوابية السياسية المستشرية.
والحكومات متواطئة ومحرِّضة من خلال إقرار قوانين تجيز مثلاً زواج المثليين، والتي أثارت غضب كثيرين ممن يتمسّكون بمعتقداتهم الدينية أو يرغبون في الحفاظ على القيم التقليدية.
ينبغي على المرجعيات الدينية أن تحسم أمرها في مواجهة الترويج للمثلية الجنسية بدلاً من الرضوخ للمطالب الليبرالية.
تُدين الكتب المقدسة #اليهودية والمسيحية والإسلامية ممارسات المثلية الجنسية التي ترى فيها أعمالاً مقيتة ومشينة. ثمة كنائس بروتستانتية تعمد حالياً إلى سيامة كهنة أعلنوا على الملأ عن مثليتهم الجنسية، كما أنها تجيز زواج المثليين، على الرغم من آيات الكتاب المقدس التي تشجب السلوكيات المنحرفة والشاذة.
يُدين العهد الجديد هذه الممارسات، وفق ما ورد في الرسالة إلى أهل رومة: "أتى الذكران الفحشاء بالذكران، فنالوا في أنفسهم الجزاء الحق لضلالتهم" (الرسالة إلى أهل رومة، 1:26) وفي مقاطع أخرى.
ويصف #التوراة هذه الأفعال بأنها "رجس" (سفر اللاويين، 18:22)، يجب إنزال أشدّ العقوبات بمرتكبيها.
أما الإسلام فيعتبر أن المثلية الجنسية هي من أعمال "الفحشاء". نقرأ في سورة الشعراء: "أتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ" (سورة الشعراء: 165-166).
لم يستخلص الغرب أي دروس من انهيار الأمبراطورية الرومانية الجبّارة، بعدما أضعفتها ثقافة الانحطاط الأخلاقي، وهو يدفع ثمناً باهظاً من خلال تفكّك الأُسر، وعدم احترام الوالدَين، وتفشّي المخدرات والعنف والانتحار والاضطرابات الذهنية والنفسية التي تدفع بالأشخاص إلى قتل أبناء قومهم بطريقة عشوائية، كما حصل مؤخراً في لاس فيغاس في واقعة تُضاف إلى قائمة طويلة من الحوادث المأسوية المشابهة.
حذّرتُ من تحطيم التابوهات التي سمحت بالحفاظ على اللحمة في المجتمعات في عمود نُشِر في يونيو 2015 بعنوان "الفساد الأخلاقي والهمجية يعيثان فساداً في كوكبنا". وأعربت عن انزعاجي من الرئيس الأمريكي السابق باراك #أوباما بسبب مناصرته لزواج المثليين. فقد زعمَ أن إقرار هذا الزواج يساهم في جعل الاتحاد (الولايات المتحدة) أكثر اكتمالاً، في حين أن الحقيقة مختلفة تماماً، فهو يقوّض صدقية الاتحاد الأهم على الإطلاق، ألا وهو قدسية الزواج. بإمكان عقد مدني ووصية أن يمنح رجالاً يتساكنون معاً أو نساء متساكِنات الحمايات القانونية التي يحتاجون إليها.
علاوةً على ذلك، إنه لأمرٌ مشين حقاً أن تعمد وسائل الإعلام إلى تبجيل الرجال الذين يقومون بتحويل جنسهم الذي وهبهم إياه الله تعالى، على غرار نجم تلفزيون الواقع واللاعب الأولمبي بروس جينر الذي كشف عن مظهره الأنثوي في موضوع الغلاف الذي نُشِر في أحد أعداد مجلة "فانيتي فير".
وقد أثنى المعلّقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بغالبيتهم الساحقة، على "شجاعته"، ولم يزعجهم على الإطلاق أن هذا الوالد ضرب عرض الحائط بمشاعر بناته.
وفقاً للشريعة الاسلامية، فان قيام الرجال بالتشبه بالنساء ، والنساء بالتشبه بالرجال، هو من علامات اقتراب يوم القيامة. صحيحٌ أنّ هناك مواليد جدداً ليس لهم جنس محدّد، وتُرتكَب أخطاء في تسجيل هويتهم الجنسية عند الولادة، لكنهم استثناءات.
ما أعترض عليه هو تبجّح المتحولين جنسياً أو مثليي الجنس بميولهم الجنسية، والأهم من ذلك، تسليط وسائل الإعلام الضوء عليهم وتصويرهم وكأنهم أبطال من الزمن الحديث يحدّدون النزعات والصيحات الرائجة، وهو ما يسبّب التشوش والإرباك للنشئ الطالع.
بصراحة، لقد أصبت بهول الصدمة عندما قرأت في صحيفة "صنداي تايمز" كيف تتخطى بريطانيا الحدود في هذه الترّهات التي تمليها الصوابية السياسية:
"تستعد عائلة مسيحية لمقاضاة المدرسة التابعة لكنيسة إنكلترا التي يرتادها أبناؤهم، بعدما سُمِح للفتيان الذكور (الذين لا تتجاوز أعمارهم الستة أعوام) القدوم إلى الصف وهم يرتدون فساتين... سوف يرفع الزوجان دعوى قضائية ضد المدرسة على خلفية اتهامها بأنها لم تحترم حقوقهما في تنشئة أولادهما بما ينسجم مع القيم الواردة في الكتاب المقدس".
وأوردت صحيفة "دايلي تلغراف" أن الطلاب في المدارس البريطانية يُرغَمون على "نبذ" فكرة الاختلاف بين الفتيان والفتيات، وأن تلك المدارس تعمل على ترويج "سياسات التحول الجنسي" واعتماد أزياء مدرسية محايدة لا تُميّز بين الجنسَين، ما يؤدّي إلى "تشكيك الأطفال في هويتهم الجنسية في سنٍّ صغيرة".
كما نقرأ تحت أحد العناوين الرئيسة مؤخراً عبر موقع "دايلي مايل": "سيتم تصنيف المدارس انطلاقاً من مدى تقبّلها للتحول الجنسي. سيضع القيّمون على الدليل التربوي قائمة بالمدارس الابتدائية والثانوية التي بذلت صجهوداً مدهشةش من أجل المساواة".
أنّى يقودنا كل هذا الجنون؟ ثمة أمرٌ مؤكّد، ينبغي علينا مقاومة التأثيرات الغربية السلبية وكذلك الضغوط من الحكومات ومجموعات وجمعيات حقوق الإنسان الداعية إلى التساهل في القوانين التي تحمي النسيج الأخلاقي لمواطنينا. "الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب ولا يجب أبداً أن يتمّ اللقاء بينهما"، لعل هذه المقولة تكتسب الآن معنى أشدّ وقعاً من أي وقت مضى.
من أشدّ المؤمنين بالحرية الشخصية. لم أسعَ قط إلى فرض معتقداتي على الآخرين، ولطالما كانت فلسفتي في الحياة "عش حياتك ودع غيرك يعيش". لا شأن لي بما يفعله الآخرون في خصوصية منازلهم.
لكنني أعترض بشدّة على النزعة السائدة في العديد من البلدان الغربية والتي تقوم على التهليل لسلوكيات اعتُبِرت شاذّة ومنحرفة منذ بداية الأزمنة. المثير للقلق هو أن النشئ في هذه المنطقة من العالم لا يستطيع الإفلات من قبضة الدعاية التي تروّجها وسائل الإعلام الغربية لسلوكيات منحرفة ومنحطّة فيصوّرها بأنها معايير جديدة، ومستحبّة في حالات كثيرة.
مما لا شك فيه أن عشّاق المشاهير يتطلعون عادةً إليهم ويتخذون منهم نماذج تحتذى، ولذلك يقع على عاتق هؤلاء الأشخاص أن يستخدموا هذه الشهرة كي يكونوا قدوة للآخرين. غير أن قلة قليلة تفعل ذلك.
لنأخذ على سبيل المثال المغنّي/الممثّل ريكي مارتن من بورتوريكو، وهو أبٌ لتوأم. لقد أعلن للتو، وبكل اعتزاز، أنه يستعد للزواج من رجل سوري الأصل خلال إطلالة له في برنامج إيلين ديجينيريس، وقد حظي هذا الخبر بتغطية واسعة من الصحافة التي هلّلت له وكأنه عرس ملكي.
تحدّث مارتن بسعادة عن مشاريعه لإقامة حفل زفاف في الربيع على وقع التصفيق الحار من الحضور. يجري فرض واقع جديد يتنافى مع الشرائع السماويّة، وذلك من أجل التأثير في عقول الشباب في كل مكان، ودفعهم إلى الاعتقاد بأنه بإمكانهم أن يختاروا الآن الزواج بشخص من الجنس الآخر أو من الجنس نفسه. باتوا يملكون الآن الخيار ليقرّروا بين الانجذاب إلى الجنس الآخر أو عيش المثلية الجنسية.
لا يزال السجال محتدماً حول ما إذا كانت المثلية الجنسية نتاج الطبيعة البيولوجية للشخص أم أنه يكتسبها بسبب تربية أو عوامل معيّنة. أنا من الرأي القائل بأن الأطفال لا يولدون مثليين جنسياً؛ لقد حاول العلماء أن يحدّدوا "جينة مسؤولة عن المثلية" وفشلوا في ذلك. في هذه الحالة، ليست المثلية الجنسية إذاً اضطراباً يولَد مع الإنسان، بل إنها مسألة سلوكية.
لطالما كان المثليين الجنسيين موجودين، إلا أن أنشطتهم ظلّت حتى عقود مضت طي الكتمان ولم يتسببوا بالأذى لأحد. لكن في المناخ التقدّمي والمنفتح، كما يُسمّى، يزدادون انتشاراً، وخير دليل على ذلك "مسيرات الفخر" التي ينظّمها المثليون في مختلف أنحاء الغرب، وفي #إسرائيل وحتى في #تركيا، الدولة ذات الأكثرية الإسلامية.
تبذل #مصر قصارى جهدها لحماية المجتمع عبر التشدد في منع أنشطة المثليين التي يروّجون من خلالها للمثلية الجنسية في العلن، وتواجه إلى جانب العديد من الدول الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط، حملة استنكار معيبة من منظمات حقوق الانسان الدولية والصحافيين الغربيين لمجرد أنها تدافع عن التماسك الاجتماعي.
تعمد الأفلام والبرامج التلفزيونية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي إلى غسل أدمغة النشئ الطالع من أجل حملهم على القبول بما هو غير مقبول تحت الراية الواهية لحقوق الإنسان والحريات المدنية والمساواة في حقبةٍ تتعرّض فيها أصوات المعترِضين للإسكات بسبب الصوابية السياسية المستشرية.
والحكومات متواطئة ومحرِّضة من خلال إقرار قوانين تجيز مثلاً زواج المثليين، والتي أثارت غضب كثيرين ممن يتمسّكون بمعتقداتهم الدينية أو يرغبون في الحفاظ على القيم التقليدية.
ينبغي على المرجعيات الدينية أن تحسم أمرها في مواجهة الترويج للمثلية الجنسية بدلاً من الرضوخ للمطالب الليبرالية.
تُدين الكتب المقدسة #اليهودية والمسيحية والإسلامية ممارسات المثلية الجنسية التي ترى فيها أعمالاً مقيتة ومشينة. ثمة كنائس بروتستانتية تعمد حالياً إلى سيامة كهنة أعلنوا على الملأ عن مثليتهم الجنسية، كما أنها تجيز زواج المثليين، على الرغم من آيات الكتاب المقدس التي تشجب السلوكيات المنحرفة والشاذة.
يُدين العهد الجديد هذه الممارسات، وفق ما ورد في الرسالة إلى أهل رومة: "أتى الذكران الفحشاء بالذكران، فنالوا في أنفسهم الجزاء الحق لضلالتهم" (الرسالة إلى أهل رومة، 1:26) وفي مقاطع أخرى.
ويصف #التوراة هذه الأفعال بأنها "رجس" (سفر اللاويين، 18:22)، يجب إنزال أشدّ العقوبات بمرتكبيها.
أما الإسلام فيعتبر أن المثلية الجنسية هي من أعمال "الفحشاء". نقرأ في سورة الشعراء: "أتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ" (سورة الشعراء: 165-166).
لم يستخلص الغرب أي دروس من انهيار الأمبراطورية الرومانية الجبّارة، بعدما أضعفتها ثقافة الانحطاط الأخلاقي، وهو يدفع ثمناً باهظاً من خلال تفكّك الأُسر، وعدم احترام الوالدَين، وتفشّي المخدرات والعنف والانتحار والاضطرابات الذهنية والنفسية التي تدفع بالأشخاص إلى قتل أبناء قومهم بطريقة عشوائية، كما حصل مؤخراً في لاس فيغاس في واقعة تُضاف إلى قائمة طويلة من الحوادث المأسوية المشابهة.
حذّرتُ من تحطيم التابوهات التي سمحت بالحفاظ على اللحمة في المجتمعات في عمود نُشِر في يونيو 2015 بعنوان "الفساد الأخلاقي والهمجية يعيثان فساداً في كوكبنا". وأعربت عن انزعاجي من الرئيس الأمريكي السابق باراك #أوباما بسبب مناصرته لزواج المثليين. فقد زعمَ أن إقرار هذا الزواج يساهم في جعل الاتحاد (الولايات المتحدة) أكثر اكتمالاً، في حين أن الحقيقة مختلفة تماماً، فهو يقوّض صدقية الاتحاد الأهم على الإطلاق، ألا وهو قدسية الزواج. بإمكان عقد مدني ووصية أن يمنح رجالاً يتساكنون معاً أو نساء متساكِنات الحمايات القانونية التي يحتاجون إليها.
علاوةً على ذلك، إنه لأمرٌ مشين حقاً أن تعمد وسائل الإعلام إلى تبجيل الرجال الذين يقومون بتحويل جنسهم الذي وهبهم إياه الله تعالى، على غرار نجم تلفزيون الواقع واللاعب الأولمبي بروس جينر الذي كشف عن مظهره الأنثوي في موضوع الغلاف الذي نُشِر في أحد أعداد مجلة "فانيتي فير".
وقد أثنى المعلّقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بغالبيتهم الساحقة، على "شجاعته"، ولم يزعجهم على الإطلاق أن هذا الوالد ضرب عرض الحائط بمشاعر بناته.
وفقاً للشريعة الاسلامية، فان قيام الرجال بالتشبه بالنساء ، والنساء بالتشبه بالرجال، هو من علامات اقتراب يوم القيامة. صحيحٌ أنّ هناك مواليد جدداً ليس لهم جنس محدّد، وتُرتكَب أخطاء في تسجيل هويتهم الجنسية عند الولادة، لكنهم استثناءات.
ما أعترض عليه هو تبجّح المتحولين جنسياً أو مثليي الجنس بميولهم الجنسية، والأهم من ذلك، تسليط وسائل الإعلام الضوء عليهم وتصويرهم وكأنهم أبطال من الزمن الحديث يحدّدون النزعات والصيحات الرائجة، وهو ما يسبّب التشوش والإرباك للنشئ الطالع.
بصراحة، لقد أصبت بهول الصدمة عندما قرأت في صحيفة "صنداي تايمز" كيف تتخطى بريطانيا الحدود في هذه الترّهات التي تمليها الصوابية السياسية:
"تستعد عائلة مسيحية لمقاضاة المدرسة التابعة لكنيسة إنكلترا التي يرتادها أبناؤهم، بعدما سُمِح للفتيان الذكور (الذين لا تتجاوز أعمارهم الستة أعوام) القدوم إلى الصف وهم يرتدون فساتين... سوف يرفع الزوجان دعوى قضائية ضد المدرسة على خلفية اتهامها بأنها لم تحترم حقوقهما في تنشئة أولادهما بما ينسجم مع القيم الواردة في الكتاب المقدس".
وأوردت صحيفة "دايلي تلغراف" أن الطلاب في المدارس البريطانية يُرغَمون على "نبذ" فكرة الاختلاف بين الفتيان والفتيات، وأن تلك المدارس تعمل على ترويج "سياسات التحول الجنسي" واعتماد أزياء مدرسية محايدة لا تُميّز بين الجنسَين، ما يؤدّي إلى "تشكيك الأطفال في هويتهم الجنسية في سنٍّ صغيرة".
كما نقرأ تحت أحد العناوين الرئيسة مؤخراً عبر موقع "دايلي مايل": "سيتم تصنيف المدارس انطلاقاً من مدى تقبّلها للتحول الجنسي. سيضع القيّمون على الدليل التربوي قائمة بالمدارس الابتدائية والثانوية التي بذلت صجهوداً مدهشةش من أجل المساواة".
أنّى يقودنا كل هذا الجنون؟ ثمة أمرٌ مؤكّد، ينبغي علينا مقاومة التأثيرات الغربية السلبية وكذلك الضغوط من الحكومات ومجموعات وجمعيات حقوق الإنسان الداعية إلى التساهل في القوانين التي تحمي النسيج الأخلاقي لمواطنينا. "الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب ولا يجب أبداً أن يتمّ اللقاء بينهما"، لعل هذه المقولة تكتسب الآن معنى أشدّ وقعاً من أي وقت مضى.