الخميس، 05 ديسمبر 2024

الشيعة العرب في لبنان‏

بقلم خلف أحمد الحبتور

كثيراً ما‭ ‬نتساءل‭ ‬لماذا‭ ‬يتخبّط‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭. ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬مشكلاتنا‭ ‬قد‭ ‬نجم‭ ‬عن‭ ‬تدخّل‭ ‬قوى‭ ‬أجنبية‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ذات‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والغنية‭ ‬بالموارد‭ ‬الطبيعية‭. ‬رسَم‭ ‬العثمانيون‭ ‬والبريطانيون‭ ‬والفرنسيون‭ ‬معالم‭ ‬المنطقة‭ ‬وفصلوا‭ ‬بين‭ ‬العشائر‭ ‬والعائلات‭ ‬بواسطة‭ ‬الحدود‭. ‬وقد‭ ‬صادق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ما‭ ‬أشعل‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬العربية‭-‬الإسرائيلية‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بلبنان،‭ ‬فقد‭ ‬ورث‭ ‬منظومة‭ ‬حكم‭ "‬طائفية‭" ‬تتسبّب‭ ‬بالانقسام‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬الصفوف،‭ ‬وتغذّي‭ ‬التعصّب‭ ‬المذهبي‭. ‬مؤخراً،‭ ‬أدّت‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬#العراق‭ ‬وليبيا‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬التشنّجات‭ ‬المذهبية‭ ‬فيما‭ ‬شرّعت‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الإرهابيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المشارب‭ ‬القبيحة‭. ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ساهمت‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬ثروة‭ ‬#إيران‭ ‬التي‭ ‬تتباهى‭ ‬بسيطرتها‭ ‬على‭ ‬العواصم‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬تمكينها‭ ‬وجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬جسارة،‭ ‬وذلك‭ ‬بمجرد‭ ‬شحطة‭ ‬قلم،‭ ‬فباتت‭ ‬منطقتنا‭ ‬معرّضة‭ ‬لمخاطر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

استُخدِم‭ ‬العرب‭ ‬كأدوات‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬فقط‭ ‬خلف‭ ‬مصالحها‭ ‬الخاصة‭. ‬لو‭ ‬توحّدنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬ووقفنا‭ ‬صفاً‭ ‬واحداً‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الخضوع،‭ ‬أو‭ ‬أحياناً‭ ‬مصافحة‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية،‭ ‬لكانت‭ ‬منطقتنا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مختلف‭ ‬جداً‭ ‬اليوم‭. ‬صحيح‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نفتقر‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬الوسائل‭ ‬المادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬لمقاومة‭ ‬التدخل‭ ‬الخارجي،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬يتغيّر‭ ‬بسرعة‭ ‬بفضل‭ ‬الدور‭ ‬القيادي‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬#السعودية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬حلفائها‭ ‬في‭ ‬كتلة‭ ‬عسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وديبلوماسية‭ ‬نافذة‭.‬

السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭: ‬أين‭ ‬يقف‭ ‬اللبنانيون،‭ ‬مع‭ ‬الفرس‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬أشقاءهم‭ ‬العرب؟‭ ‬هل‭ ‬أنتم‭ ‬معنا‭ ‬أم‭ ‬ضدّنا؟‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الخيار‭ ‬واضحاً‭ ‬وحاسماً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتعرّض‭ ‬فيه‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬#إيران‭ ‬للقمع‭ ‬الشديد‭ ‬والإقصاء؛‭ ‬ويُمنَعون‭ ‬من‭ ‬تعلّم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬ويُستبعَدون‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬العليا،‭ ‬وحتى‭ ‬يُمنَعون‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬أسماء‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬مواليدهم‭ ‬الجدد‭.‬

يجب‭ ‬ألا‭ ‬ننخدع،‭ ‬يدين‭ "‬حزب‭ ‬الله‭" ‬بنشأته‭ ‬وولائه‭ ‬للملالي‭. ‬لقد‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬بيانه‭ ‬التأسيسي‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬1985،‭ ‬بعبارات‭ ‬واضحة،‭ ‬أن‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬الخميني‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ "‬نطيع‭ ‬أوامره‭"‬،‭ ‬ويدعو‭ ‬الحزب‭ ‬المسيحيين‭ ‬إلى‭ "‬اعتناق‭ ‬الإسلام‭"‬،‭ ‬ويدعم‭ ‬تحويل‭ ‬#لبنان‭ ‬دولة‭ ‬شيعية‭. ‬ربما‭ ‬أعاد‭ ‬حسن‭ ‬نصرالله‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬التأسيسي‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬تخفييف‭ ‬لهجته‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬ليكون‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الاستقطاب،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يخدع‭! ‬فحزبه‭ ‬خاضع‭ ‬تماماً‭ ‬لإيران‭ ‬التي‭ ‬تؤمّن‭ ‬له‭ ‬التمويل‭ ‬والسلاح‭.‬

‭"‬حزب‭ ‬الله‭" ‬لبناني‭ ‬بالاسم‭ ‬فقط‭. ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أداة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬دولة‭ ‬أجنبية،‭ ‬ويتخفّى‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬المقاومة‭ ‬اللبنانية‭. ‬وأي‭ ‬مقاومة‭ ‬هذه‭! ‬إنها‭ ‬مقاومة‭ ‬حقوق‭ ‬اللبنانيين‭ ‬من‭ ‬سنّة‭ ‬وشيعة‭ ‬ومسيحيين‭ ‬ودروز‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬منفتح‭ ‬وحر‭ ‬وآمن‭ ‬ومزدهر‭. ‬يثير‭ ‬الحزب‭ ‬امتعاض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الحليفة‭ ‬للبنان،‭ ‬وقد‭ ‬تسلّل‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬اللبناني،‭ ‬ويصرّ‭ ‬على‭ ‬مرشّحه‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬جرّ‭ ‬#لبنان‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وورّطه‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400000‭ ‬سوري‭.‬

أتفهّم‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬أصدقائي‭ ‬اللبنانيين‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬#السعودية‭ ‬تجميد‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنوي‭ ‬تقديمها‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬اللبناني‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬اللبنانية‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭. ‬فهم‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬التخلّي‭ ‬عنهم‭ ‬وتركهم‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬#إيران،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬دام‭ "‬حزب‭ ‬الله‭" ‬يُحكم‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬ويبثّ‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬والعسكريين،‭ ‬سيبقى‭ ‬#لبنان‭ ‬دمية‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬#إيران‭.‬

لقد‭ ‬ضاقت‭ ‬المملكة‭ ‬ذرعاً‭ ‬بالادّعاءات‭ ‬بأن‭ ‬صنّاع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬#لبنان‭ ‬ليسوا‭ ‬مكبّلي‭ ‬الأيدي،‭ ‬وبأن‭ ‬الوطنيين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يديرون‭ ‬دفّة‭ ‬البلاد‭. ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك،‭ ‬لكان‭ ‬للبلاد‭ ‬رئيس‭ ‬للجمهورية،‭ ‬وموازنة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬#لبنان‭ ‬ليغرق‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬يهدّد‭ ‬صحة‭ ‬مواطنيه‭. ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭ ‬وقَع‭ ‬تحت‭ ‬التأثير‭ ‬المضلّل‭ ‬للواجهة‭ ‬البرّاقة‭ ‬والمخادعة‭.‬

خلاصة‭ ‬القول،‭ ‬لن‭ ‬تُحدث‭ ‬أي‭ ‬مساعدات‭ ‬فارقاً‭ ‬في‭ ‬#لبنان‭. ‬كي‭ ‬يزدهر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬اللبناني،‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬يتسبّب‭ ‬به‭ "‬حزب‭ ‬الله‭". ‬يجب‭ ‬هزم‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭. ‬بعيداً‭ ‬من‭ ‬التسبّب‭ ‬باندلاع‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬جديدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬لبناني‭ ‬مجرد‭ ‬التفكير‭ ‬فيه،‭ ‬يقع‭ ‬إنقاذ‭ ‬#لبنان‭ ‬وإعادته‭ ‬إلى‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬أخوتنا‭ ‬وأخواتنا‭ ‬#الشيعة‭ ‬في‭ ‬#لبنان‭ ‬الذين‭ ‬أعرف،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية،‭ ‬أنهم‭ ‬أسخياء‭ ‬ومضيافون‭ ‬ويعتزّون‭ ‬بانتمائهم‭ ‬اللبناني‭. ‬

أنتم،‭ ‬أصدقائي،‭ ‬خلاص‭ ‬#لبنان‭. ‬إذا‭ ‬توقّفت‭ ‬بعض‭ ‬الشرائح‭ ‬في‭ ‬طائفتكم‭ ‬الكريمة‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ "‬حزب‭ ‬الله‭"‬،‭ ‬سوف‭ ‬يضمحل‭ ‬ويتلاشى‭. ‬أعرفكم‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬الستينيات‭ ‬عندما‭ ‬زرت‭ ‬#لبنان‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أملك‭ ‬فلساً‭ ‬واحداً‭ ‬في‭ ‬جيبي‭. ‬يومها‭ ‬رحّب‭ ‬بي‭ ‬آل‭ ‬وزني‭ ‬وسواهم‭ ‬من‭ ‬#الشيعة‭ ‬اللبنانيين‭ ‬اللطفاء‭. ‬#الشيعة‭ ‬الذين‭ ‬تعرّفت‭ ‬إليهم‭ ‬شغوفون‭ ‬في‭ ‬حبّهم‭ ‬لوطنهم،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬أصدقائي‭ ‬المقرّبين‭. ‬يعتزّون‭ ‬بانتمائهم‭ ‬اللبناني‭ ‬والعربي‭. ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يُرغَم‭ ‬فيه‭ ‬أحفادي‭ ‬على‭ ‬تكلّم‭ ‬اللغة‭ ‬الفارسية،‭ ‬وأصدقائي‭ ‬#الشيعة‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬أيضاً‭ ‬ذلك‭.‬

لا‭ ‬يمكننا‭ ‬التملّص‭ ‬من‭ ‬روابط‭ ‬الدم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حمضنا‭ ‬النووي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭. ‬عرقنا‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬العرق‭ ‬الفارسي‭. ‬لا‭ ‬نتشارك‭ ‬التقاليد‭ ‬أو‭ ‬الثقافة‭ ‬نفسها‭. ‬أتمنّى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬#الشيعة‭ ‬اللبنايين‭ ‬يفكّرون‭ ‬بالطريقة‭ ‬نفسها،‭ ‬وآمل‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬قلبي‭ ‬بأن‭ ‬تنفتح‭ ‬عيون‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬ارتباط‭ ‬بنصرالله‭ ‬أو‭ ‬نائبه‭ ‬نعيم‭ ‬قاسم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يقدّمون‭ ‬الدعم‭ ‬إليهما،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُنظَر‭ ‬إلى‭ ‬#لبنان‭ ‬بأنه‭ ‬دولة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الفلك‭ ‬الإيراني،‭ ‬وعدو‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‭.‬

أحتفظ‭ ‬بذكريات‭ ‬رائعة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬زياراتي‭ ‬إلى‭ ‬#لبنان،‭ ‬ولطالما‭ ‬شعرت‭ ‬برابط‭ ‬عاطفي‭ ‬قوي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬تتميّز‭ ‬بجمالها‭ ‬الطبيعي‭ ‬الخلاّب‭ ‬وشعبها‭ ‬الطيّب‭. ‬وأعرف‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬يشاركونني‭ ‬مشاعري‭ ‬هذه‭. ‬صدقّوني،‭ ‬إذا‭ ‬سقط‭ "‬حزب‭ ‬الله‭"‬،‭ ‬ستغمر‭ ‬البلاد‭ ‬بالاستثمارات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الجديدة،‭ ‬وستتهافت‭ ‬إليها‭ ‬المصارف‭ ‬لفتح‭ ‬فروع‭ ‬فيها،‭ ‬هذا‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقاطر‭ ‬السياح‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭! ‬ستُزهر‭ ‬براعم‭ ‬#لبنان‭ ‬وتنعم‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬الخمسينيات‭ ‬والستينيات‭ ‬ومطلع‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬

ارفضوا‭ ‬أكاذيب‭ "‬حزب‭ ‬الله‭" ‬وحملاته‭ ‬الترويجية‭. ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬جذوره‭ ‬الإيرانية‭ ‬أبداً‭. ‬ربما‭ ‬أبصر‭ ‬قادته‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬#لبنان،‭ ‬لكنهم‭ ‬تخلوا‭ ‬عن‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬تصنيفهم‭ ‬بأنهم‭ ‬من‭ ‬العرب‭. ‬لقد‭ ‬تخلّوا‭ ‬عن‭ ‬كرامتهم‭ ‬عبر‭ ‬تورّطهم‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬المخدرات‭ ‬وتبييض‭ ‬الأموال‭ ‬وتهريب‭ ‬الماس‭ ‬وفي‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يستحقون‭ ‬أي‭ ‬احترام‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

أطلب‭ ‬من‭ ‬#الشيعة‭ ‬اللبنانيين‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬الصواب‭. ‬#لبنان‭ ‬مصاب‭ ‬بجرح‭ ‬عميق‭ ‬وينزف‭ ‬سياسياً‭ ‬وجيوسياسياً‭ ‬واقتصادياً‭. ‬أيدينا‭ ‬مفتوحة‭ ‬لكم‭. ‬عودوا‭ ‬إلينا‭ ‬واستردّوا‭ ‬هويتكم‭ ‬العربية؛‭ ‬ليس‭ ‬خلف‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‭ ‬أو‭ ‬همساً‭. ‬تحلّوا‭ ‬بالشجاعة‭ ‬لتعلنوا‭ ‬على‭ ‬الملأ،‭ ‬من‭ ‬القمم‭ ‬العالية‭ ‬وفي‭ ‬الساحات‭ ‬والشوارع،‭ ‬رفضكم‭ ‬لما‭ ‬يمثّله‭ "‬حزب‭ ‬الله‭"‬،‭ ‬العميل‭ ‬لدى‭ ‬#إيران،‭ ‬وسوف‭ ‬نقف‭ ‬إلى‭ ‬جانبكم‭ ‬لانتشالكم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدوّامة‭ ‬الانحدارية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬#لبنان،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬له،‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬عناية‭ ‬مركّزة‭.‬

 
تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
إضافة 03:47 سبتمبر 19 2016
العرب والاطماع الايرانية ايران بتلعب شغل بهلوان علي العروبة والاسلام لكن هدفها بصراحة هوا سرقة الاوطان وتبقي طهران عاصمة كل العربان ونبقي احنا العرب خدام عند ملالي ايران وتبقي هية نفس افكار اولاد صهيونان عن الطمع في بلاد العربان لكن احنا عرب من قديم الزمان وارضنا ممنوعة للغريب الطمعان وخللي بالكم يا بتوع ايران ان بلادنا مقبرة لكل الغزاة وارضنا واسعة من الخليج العربي لغاية مورتانيا الاسلام وممنوع دخول بلاد العرب لاي غريب طمعان وياريت ملالي طهران يسمعوا الكلام بقلم شاعر الزجل عادل عبد الناصرحسين اخو الزعيم الراحل
ADEL ABDL NASSER , Egypt
المزيد من المقالات بقلم