من الواضح ان مواقع التواصل الإجتماعي لم تعد مجرد وسيلة للترفيه والتسلية وإنما اداة مهمة لعبت دوراً محوريا في الأحداث السياسية الأخيرة، كيف ينظر خلف احمد الحبتور لهذه المواقع؟
أحمد الله على اختراع هذه القنوات الاجتماعية التي بلا شك قربت المسافة بين الناس وسمحت لهم بالتعبير عن آرائهم وما يدور بداخلهم من أفكار ومشاعر. ولكن يجب ان الفت هنا ان هذه المواقع ذو وجهين، الأول يتضمن رسالة تعريفية وتوجيهية تسلط الضوء على شخصية معينة او مؤسسة او قضية ما، أما الوجه الثاني فهو الجانب السلبي الذي يعرف بالإبتذال وفتح المجال للتعليقات الخالية من الجوهر البنًاء.
ولكن بشكل عام مواقع التواصل هي بمثابة وسيلة عظيمة تسعمل للخير وليس للشر، وأن تشكل هذه المواقع معبراً يجمع شتى انحاء العالم ويحوله الى قرية صغيرة تربط الجسور وتقرب الحضارات والشعوب من بعضها البعض خاصة منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الخليج العربي، بحيث تلعب هذه المواقع دوراً بارزاً في ربط الشرق بالغرب، لكي يتعرف هذا الأخير على الحضارة العربية والإسلامية ويبدد الأفكار المسبقة لأن التواصل برأيي هو أهم من المحاضرات والمقالات وغيرها.
هل هناك شريحة عمرية واجتماعية معينة تود التوجه إليها من خلال مشاركتك في قنوات التواصل الإجتماعي؟
عندما قمت بتأسيس مجلة الشندغة تمحور هدفي حول التعبير عن رأيي الشخصي ورأي كل عربي يود الإفصاح عن أفكاره وآرائه بصراحة وشفافية. لذلك توجهنا من خلال مطبوعتنا إلى الدول الثمانية العظمى لأنهم صناع القرار وبطبيعة الحال يهمنا ان يكونوا على اطلاع بآرائنا. غير اننا نعلم جيداً بأن المجلة لا يقرأها الجميع ولكن لو حسبنا أن قرأها فقط خمسة في المئة من أصحاب القرار واعضاء مجلس الشيوخ والحكام والسفراء والمسؤولين في مجموعة الثماني فهذه نسبة ولو بدت ضئيلة لكنها كافية لجذب تعليقات مثمرة وفعالة. والهدف هو نفسه الآن في ما يتعلق بمواقع التواصل الإجتماعي.
هل هناك من خدمات معينة (تسويق، عروض، إعلانات...) تودون إطلاقها من خلال صفحاتكم الخاصة؟
نحن نريد فقط “إطلاق” رأينا، وأنا شخصياً أعتبر هذه المواقع فرصة رائعة ومنصة ملائمة للتعبير عن رأيي حول ما يحدث في العالم من عدم مساواة وعدم إنصاف وإخفاء مستمر للحقيقية. فمن المؤسف أن ما تشهده الآن الساحة السياسية العربية هو تحت مراقبة وتتبع كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة اللتين لا يتحرك لهما ساكن على الرغم من حدة الأحداث التي تحصل في العالم الآن.
لقد فقدت الثقة منذ زمن طويل بالجامعة العربية وامينها العام الذي اعتبره شريكاً في الجرائم المرتكبة في سوريا، والدليل على ذلك إرساله وفوداً تربطها ببشار الأسد معرفة وثيقة و “غزل” كامل ودستور واحد ومنهج مشترك من الواضح انه لا يتضمن تحركات فعلية لكبح ما يحصل من مجازر في سوريا وما حصل في السودان المتمثلين بالبشير وبشار، وهنا نلاحظ تقارب الأسماء التي تعكس التشابه أيضاً في بشاعة الأحداث ودموية الجرائم المرتكبة.
جدول اعمالك مليء بالإجتماعات والإلتزامات والسفر، هل سيجد خلف الحبتور الوقت الكافي للتواصل بشكل مباشر مع زوار صفحاتكم؟
بالطبع ساخصص وقت معين للتواصل مع زوار موقعنا وللإجابة شخصيا على اسئلتهم وتساؤلتهم كما سيعاونني فريق مختص في قسم الإتصالات والإعلام في مجموعتنا للإطلاع على مستجدات الموقع وتزويد زوارنا الكرام بالمعلومات اللازمة لأنه وكما تعلمين جدولي مليء بالإلتزامات اليومية بالإضافة الى حرصي على قراءة الصحف وتتبع مختلف المحطات التلفزيونية المحلية والعالمية لمواكبة ما يحصل في شتى انحاء العالم، لكننا والحمدلله نستثمر جهودنا وطاقتنا بأسلوب عملي ومثمر وعلى استعداد كامل لخوض تجربة مواقع التواصل الإجتماعي.
هل يتزامن إطلاقكم لهذه المواقع مع حدث معين تودّ الإعلان عنه من خلالها؟
أنا بصدد إطلاق سيرتي الذاتية في شهر اكتوبر القادم انشالله واتمنى من خلال هذا الكتاب ان يستفيد الناس من الخبرة المتواضعة التي اكتسبتها منذ صغري والعمل الدؤوب والمثابرة التي لازمتني طوال حياتي وحتى هذا التاريخ. ولكن الهدف من انشاء هذه المواقع لا يقتصر فقط على الإعلان عن هذا الكتاب بقدر ما هو نابع من قناعة تامة بان هذه القنوات الإجتماعية تشكل منبراً للتعبير عن الرأي الحر والصريح، ورؤيتي المستقبلية للأحداث الراهنة في المنطقة والعالم .
وأشير هنا ان معظم المقالات التي كتبتها والتي تضمنت تحاليلاً وتوقعات سياسية في المنطقة وتحديداً مصر حدثت بالفعل، وخاصة العام الماضي، ولا شك بان رؤيتي المسبقة للأحداث المصرية صادرة عن حبي وغيرتي الكبيرين لهذا البلد الذي دفع ثمن التهور وعدم الإنتباه وعدم احترام هذا البلد الجميل الذي لطالما اعتبرناه بمثابة جبل لا يهزه ريح وهو الآن يشبه غرفة الإنعاش وما زالت ملامح مسقبله غامضة.
تشارك جهات حكومية بارزة بشكل فعَال ويومي في مواقع التواصل الإجتماعي بهدف إشراك الشعوب والمجتمع في قضايا مختلفة، هل فعلاً تعتقد ان التكنولوجيا تستطيع صياغة عقول الشباب؟
برأيي التقارب بين القائد والشعب لا يتم بواسطة التويتر والفيسبوك و إنما يجب ان يكون شخصياً ، فنحن كعرب تفرض علينا عاداتنا وتقاليدنا ونخوتنا فتح الأبواب وتبادل الزيارات ودفء المعاملة الإنسانية ومشاركة الرأي.
ومن المفروض ان يستخدم التويتر للأمور الخيرية التي تفيد وتساعد الأخرين بالإضافة إلى التعليقات وابداء الرأي إزاء ما يحدث في العالم من مجريات سياسية كما يمكن ان يشمل ايضاً النصائح المقدمة للطلاب والأجيال الشابة. أما عملية التقارب بين القائد والشعب فيجب ان تكون وجها لوجه.
هل هناك عدد معين للزوار ومستخدمي المواقع تسعى للوصول إليه؟
ما يهمني هو النوعية وليس الكمية. فبعض التعليقات التي يمكن ان يضعها زوار الموقع على صفحاتنا قد تفتقر للمعنى والمغزى الضرورين لإحداث تغيير جوهري. فهدفي الأساسي من خلال استخدام تلك المواقع يتمثل بربط الجسور بين الشرق والغرب الذي يجب ان يكون ملماً بما يحدث في منطقتنا، واتمنى ان يصل رأيي إلى الجهات التنفيذية والزعماء في البلدان الصناعية وكبار الشخصيات السياسية النافذة لأنهم أصحاب القرار على عكسنا نحن العرب الذين خلقنا من أنفسنا الضعف فالقرار هو أصعب خطوة في الحياة.
من جانب آخر، يجب علينا كعرب ومسلمين ان ننقل للغرب الصورة العربية الصحيحة والوجه الحضاري الإسلامي الحقيقي، ومن الضروري ان يفهم الغرب وخاصة الولايات المتحدة أن الإسلام لا يفرق بين الأديان، فنحن نؤمن بالدين المسيحي واليهودي ونؤمن بالأنبياء والرسل سواء كان سيدنا ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام). ونتمنى على دعاة الإسلام ان يركزوا ليس فقط على أعداد الأشخاص الذين يعتنقون الدين الإسلامي وإنما بإقناع الأشخاص النافذة وكبار الزعماء بالدين الإسلامي أمثال كوندوليزا رايس وجورج بوش وغيرهم من الشخصيات.
عندما اشتد الكرب على المسلمين دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم أعز الدين بأحد العمرين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أو عمر بن هشام (أبو جهل).