الخميس، 25 أبريل 2024

المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة "درع الخليج"

بقلم خلف أحمد الحبتور

© Shutterstock

منطقتنا تمزّقها الحروب وتعاني من الانقسامات. نواجه تهديدات عدة بأشكال مختلفة. إنها المرحلة الأخطر التي أشهدها من أي وقت مضى، حتى إنها تتخطى في خطورتها حرب الخليج الأولى عام 1991 عندما توحّدنا معاً لهزم عدو مشترك.

في حين أن العالم بأسره تقريباً يسلّط الضوء على ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ، يجب ألا تشيح دول مجلس التعاون الخليجي بنظرها عن التهديد الأكبر في منطقتنا - ألا وهو جمهورية #إيران الإسلامية وميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق.

يؤسفني أن أرى أن بعض البلدان العربية تدّعي وقوفها إلى جانبنا في حين أنها تتفيّأ سراً في جيوب الملالي.

لذلك لا بد للدول الخليجية الواضحة السياسة من أن ترصّ صفوفها وتتوخّى الحذر الشديد من الأصدقاء المتذبذبين، لا سيما في مرحلةٍ يبذل فيها البعض قصارى جهدهم لزرع الشقاق بيننا. يريدون تشتيتنا في اتجاهات مختلفة كي نصبح ضعفاء وعرضة للخطر.

لسوء الحظ، يلجأ أولئك الأعداء إلى الدعاية الزائفة بغية زرع الشكوك بيننا. يتحدّثون عن خلافات بين #المملكة_العربية_السعودية والإمارات العربية المتحدة، في حين أنه لا وجود لأي خلاف على الإطلاق.

تستند العلاقات بين المملكة والإمارات إلى التاريخ والثقافة وروابط الدم المشتركة. إنها علاقة متينة لا يمكن أن تتزعزع أبداً. التهديدات المحدقة بالمملكة العربية السعودية هي نفسها التي تواجهها #الإمارات العربية المتحدة. الهدف الأقصى الذي تسعى إليه #إيران هو الاستيلاء على أراضينا، وتجريدنا من مواردنا الطبيعية، والسيطرة على المدينتين المقدستين #مكة_المكرمة والمدينة المنورة. كونوا على ثقة من أنه لا يمكن لأي شيء أن يعكّر صفو العلاقة بين هاتين الدولتين الشقيقتين اللتين لطالما عملتا يداً بيد لرفعة العالمَين الإسلامي والعربي.

لقد قُطِع الطريق على #إيران، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي نجح في وقف تقدّم الحوثيين الشيعة عبر الحدود اليمنية مع المملكة. لكن تقارير إخبارية حديثة تشير إلى أنه ربما تعمد #إيران الآن إلى تنفيذ الخطة باء. فيما أخط هذه السطور، يتوجّه مقاتلون شيعة موالون لإيران على درجة عالية من التدريب ومتمرسون في القتال، من لبنان وسوريا إلى العراق للتسبب بمزيد من زعزعة الاستقرار هناك دعماً لأسيادهم الإيرانيين.

وبحسب تقرير نُشِر في صحيفة "القدس العربي"، يعبر مئات آلاف الإيرانيين إلى العراق عبر الموانئ من دون أن تكون هناك تأشيرات دخول مختومة على جوازات سفرهم، مدّعين أن هدفهم هو زيارة الأماكن المقدسة. هل هو انتقال جماعي تُعدّ #إيران من خلاله العدّة لإطلاق مفاجأة ما؟ الخشية هي أن يكون الإيرانيون (ربما بضوء أخضر من موسكو) في صدد نشر قوات الحرس الثوري الإيراني، وجنود إيرانيين من سلاح المشاة، وميليشيات شيعية تحضيرا لأي عمل إرهابي هجومي.

الهدف الأقصى الذي تسعى إليه روسيا هو أن تصبح القوة المهيمنة في المنطقة، ولأجل هذه الغاية، يلقي الرئيس بوتين بثقل بلاده خلف #إيران. قدّم بوتين للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال لقائه معه الشهر الفائت، نسخة من أقدم قرآن محفوظ في روسيا ومدوّن بخط اليد. يشير المعلق جمال خاشقجي، عن حق، إلى المفارقة في سلوك بوتين الذي أظهر من خلال بادرته هذه احترامه للإسلام أثناء وجوده في #إيران، في حين أنه يوجّه انتقادات حادة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأنه يسعى إلى أسلمة تركيا.

جاء إسقاط تركيا طائرة روسية ليمنح موسكو ذريعة كي تدقّ أجراس الحرب ضد أفرقاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، عبر اتهامها العديد منهم بالتعاون مع تنظيم "الدولة الإسلامية" وسواه من الجماعات الإرهابية. تستخدم موسكو صحيفة "برافدا" شبه الرسمية أداة لترويج الدعاية. تمتلئ الأعمدة التي تُنشَر في الصحيفة بالتهديدات المباشرة ضد تركيا والسعودية وقطر متهمةً تلك البلدان بالـ"تورّط في الإرهاب"! يسلّط خاشقجي الضوء على تقرير بثّته إذاعة Echo of Moscow نقلا عن مستشار سابق للرئيس بوتين يدعو من خلاله إلى شنّ هجمات على المنشآت العسكرية والنفطية في السعودية وقطر.

إكتسب بوتين، الذي لم يتعافَ بعد من انهيار الاتحاد السوفياتي الجبّار، على دفعة قوية إبان قيامه بضم شبه جزيرة القرم بصورة غير قانونية، في خطوةٍ اكتفت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتأنيبه عليها تأنيباً خفيفاً. وبدفعٍ من الزخم الذي اكتسبه، يأخذ الآن زمام المبادرة في سوريا وكأنه زعيم ذلك البلد، فيما يتملّق إلى #إيران، الراعية الأكبر للإرهاب في العالم، والتي تمكّنت، بفضل اجندتها المشبوهة، من الإفلات من براثن الإرهاب الذي لم يستهدفها حتى الآن. بالطبع، حتى الإرهابيون لا يعضّون اليد التي تطعمهم!

بدلاً من أن يعمد أوباما إلى إرساء توازن جيوسياسي في المنطقة، خلّفت سياسته القائمة على القيادة من الخلف، فراغاً تمكّنت روسيا من ملئه بظهورها في موقع الدولة المعتدية الخطيرة والمتورّطة مع #إيران، إنما أيضاً التي تشهر السكاكين في وجه الدول العربية السنّية.

لطالما حذّرت مراراً وتكراراً في مقالاتي، من أنه يجب أن نبقى متيقّظين ومستعدّين لأي شيء. لا يعني ذلك أنه علينا أن نكتفي بالانتظار والمراقبة. كلا، يجب قطع رؤوس الأفاعي قبل أن تزحف لتعشّش في أوطاننا. لقد اكتوينا من تداعيات إطاحة الحكومة المنتخبة في اليمن على أيدي عملاء #طهران، وإذا لم نقتلع التهديد المتعاظم في العراق من جذوره، لن نلوم حينها سوى أنفسنا.

 

من أجل الدفاع عن حدودنا، يجب تعزيز تحالفنا وتوسيعه. إذا كنا نعتقد أننا نستطيع أن نضع ثقتنا في القوى العالمية التي سعت جاهدةً لتمكين #إيران وزيادة ثرواتها عن طريق الاتفاق النووي، فنحن مخطئون لأنهم يتحرّكون فقط بدافع من مصالحهم الخاصة. ولا يمكننا أيضاً الاعتماد على البلدان العربية الأخرى للدفاع عنا، وذلك لسببَين اثنين.

أولاً، لدى البلدان البعيدة عن التمدّد الإيراني بحكم الجغرافيا أولويات مختلفة تتمثّل في القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية". ثانياً، هناك بلدان يُشتبَه في أنها تكنّ مشاعر ودّ وتعاطف لإيران أو روسيا (أو الاثنتَين معاً)؛ هذه البلدان يجب عزلها، أو على أقل تقدير، يجب أن يُطلَب منها الإعلان صراحةً عن ولاءاتها. لا يمكننا أن نربط مصيرنا بأفرقاء متردّدين لا يستطيعون حسم قرارهم أو بأصدقاء زائفين. حان الوقت ليعلن الجميع صراحةً عن ولاءاتهم ومصالحهم.

الجيشان الإماراتي والسعودي هما القوتان العسكريتان الأبرز بين دول مجلس التعاون الخليجي. هما درع دول الخليج وسيفها، ونحن مستعدّون للتعاون مع البلدان العربية التي تسير على النهج نفسه. حان الوقت ليتحلّى جميع القادة في المنطقة ودول مجلس التعاون بالشفافية. أما أولئك الذين يُشتبَه في أنهم يلعبون على الحبلَين ويخفون نواياهم الحقيقية، فيجب عزلهم خلف جدار افتراضي على غرار الجدار الذي اقترح دونالد ترامب إقامته لحماية حدود الولايات المتحدة. 

تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
المزيد من المقالات بقلم