كلمة رئيس مجلس الإدارة

كيف يرى العالم دبي

لو تكلمت جدران غروبي

الحبتور للمشاريع الهندسية تستحوذ على العمليات الإقليمية لليتون القابضة

معهد العالم العربي في باريس

الحبتور للسيارات
آوتلاندر 2008


أعاجيب الدنيا السبع الجديدة

العلاقة الأمريكية البريطانية هل هي خاصة حتى الآن؟

الرياضة توحد بلداً ممزقاً

خطوات مدروسة نحو الخروج من العراق

الحبتور للبولو يحصد المجد للإمارات في سوتوغراند 2007

إيمرالد بالاس أحدث تحديات الحبتور للمشاريع الهندسية

 





 


طالما لعبت الرياضة دوراً عظيماً في توحيد الشعوب. ولا يختلف الحال بين ما كانت عليه في ماضي الأيام التي أفضت إلى انطلاقة الألعاب الأولمبية المعاصرة أو في أيامنا هذه، حيث يمكن للمنافسات الرياضية أن تكون عاملاً يوحد مشاعر الناس وترص صفوفهم وراء هدف واحد مشترك. ويذكر أسطورة كرة القدم بيليه قصة كان له دور شخصي فيها قبل بضع سنوات حين قبل دعوة من حكومة ساحل العاج ليلعب مباراة فيها مع من أن البلاد كانت تمزقها الحرب الأهلية والانقسامات السياسية. وعلى الرغم من كل المخاطر الأمنية، قبل بيليه الدعوة وذهب إلى ساحل العاج ليلعب مباراة فيها واستطاع أن يوحد البلاد بأجمعها لليلة واحدة على الأقل حيث أتت الجماهير لتشاهده وهو يلعب مباراة جميلة على أرضهم.

الشيء نفسه تكرر مرة أخرى قبل أسابيع حين نجح أبطال العراق بخلط كل حسابات المراقبين والفوز بكأس آسيا لكرة القدم لأول مرة في تاريخ هذه البطولة. لم يكن أحد قبل انطلاقة البطولة يتوقع أن يكون المنتخب العراقي بين الفرق المرشحة لنيل اللقب. غير أن الفريق العراقي قدم أفضل أداء له في ثلاث مباريات متتالية له آخرها نصف نهائي البطولة القارية. وحتى بعد أن بلغ المباراة النهائية كانت الترشيحات كلها تصب بقوة ضد الفريق العراقي وهو الذي كان يفتقد حتى لملعب جيد للتدريب داخل العراق في مواجهة المنتخب السعودي المستعد جيداً والذي حصل لاعبوه على وعود بجوائز مالية ضخمة من حكومة بلادهم في حال نجحوا في الفوز بالكأس الآسيوي للمرة الرابعة في تاريخهم وتحقيق رقم قياسي لم يسبقهم إليه أحد.
غير أن لاعبي العراق عوضوا عن فقدانهم للمنشآت اللازمة بقدر كبير من الشجاعة والتصميم والإرادة على تحقيق النصر. وحين ارتقى اللاعب العراقي يونس محمود فوق الحائط الدفاعي السعودي في الدقيقة 71 من المباراة ليضع برأسه الهدف الوحيد في اللقاء هبت بلد بأكملها فرحاً بالتقدم. كان انفجار الفرح العارم تعبيراً عفوياً جعل كل العراقيين ينسون في تلك اللحظة أنهم يعيشون في بلد مزقته الانقسامات والخلافات الداخلية بعد موت الرئيس صدام حسين. وحين رفع قائد المنتخب العراقي الكأس الآسيوي وقفت القارة الآسيوية بأسرها احتراماً لتقدم التحية لتلك الروح المعنوية الهائلة التي أبداها اللاعبون العراقيون وهم يواجهون كل المصاعب التي وقفت أمامهم على طريق النصر.

مكرمة الشيخ محمد
أظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء حاكم دبي مدى دعمه غير المحدود للشعب العراقي حيث أرسل طائرة خاصة إلى تايلاند للعودة بالمنتخب العراقي البطل إلى دبي. وعمت الاحتفالات أرجاء الإمارات وخرج العراقيون بأعداد كبيرة للمشاركة في حفل التكريم الكبير الذي أقيم للمنتخب في صالة نادي الأهلي الرياضية في اليوم التالي لتحقيق النصر الكبير.

ولم تقف مكرمة سمو الشيخ محمد بن راشد عند هذا الحد فحسب بل قدم للمنتخب العراقي، بمن فيهم الإداريين، مكافأة مالية بلغت 30 مليون درهم لفوزهم بالبطولة الآسيوية.
وقال نجله سمو الشيخ -----:

وقال حسين سعيد، رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم: "دائماً ما كانت الإمارات العربية المتحدة داعماً قوياً للعراق وشعبه. وقد أظهر سمو الشيخ محمد للعالم أجمع أن الإمارات هي شريك للعراق في إنجازنا وفرحنا."

ويضيف: "لم تبخل علينا الإمارات أبداً بالدعم في أي يوم وقد أثبت سمو الشيخ محمد للعالم بمكرمته أن العراقيين لا يقفون لوحدهم في ساعة الفرح والمجد هذه. إننا نحيي سمو الشيخ محمد ونتوجه بكل آيات الاحترام لشعب الإمارات."

 


ساعتها قال حارس المرمى العراقي نور صبري منتشياً بالنصر: "لقد أردنا أن نقدم شيئاً لشعبنا لعلهم يتمكنوا من الابتسام ولو ليوم واحد."
وأضاف صبري البالغ من العمر 24 عاماً والذي استطاع أن يهدي الفوز لفريقه بتصديه لتسديدة اللاعب الكوري الجنوبي يوم كي هون في الضربات الترجيحية التي حسمت مباراة نصف النهائي بين المنتخبين: "كنا نكن احتراماً كبيراً للمنتخب السعودي ونحن نلعب هذه المباراة غير أننا كنا نعرف أيضاً أننا إذا أردنا أن نفوز، فيجب أن نفوز في ذلك اليوم. كنا نركز على ما أردنا أن نحققه في الملعب ولهذا استطعنا أن نحصد النتيجة في الميدان."
ويقول: "كنا على اتصال مباشر مع عائلاتنا وأصدقائنا في العراق وكانوا كلهم يشجعوننا طوال البطولة. ومع تحقيقنا لمزيد من الانتصارات في البطولة مباراة بعد أخرى أصبحنا مقتنعين بأننا نسير على الطريق الصحيح. أحسسنا أن العراق كله يبتسم ابتسامة كبيرة واحدة."
واستمرت هذه الابتسامة لأسابيع عديدة حيث جمعت العراقيين كلهم في كل أنحاء العالم بكل فئاتهم وطوائفهم تحت مظلة النصر الآسيوي الكبير. وعن ذلك يقول رحيم حميد، مساعد مدرب المنتخب: "كان التزاماً كبيراً لوطننا تعين علينا أن نفي به. نحن نحب العراق وأردنا أن نظهر للعالم أننا أيضاً قوة كروية يعتد بها. أردنا أن يعرف العالم كله ما لدى بلدنا من إيجابيات وليس فقط الحرب المتواصلة التي مزقتنا."
حميد كان قد خبر الجانب الأسوأ لكرة القدم العراقية كلاعب وكإداري في عهد نظام الرئيس صدام حسين، فبعد السنوات التي أمضاها لاعب خط وسط في المنتخب العراقي بين 1980 و1993، أصبح إدارياً في المنتخبات العراقية. كما شارك في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1986 التي استضافتها المكسيك. ولعب مع المنتخب في البطولات الآسيوية لكن دون نجاح كبير. يقول حميد: "هذا النصر هو احتفال مزدوج لي. صحيح أني لم أتمكن من تحقيق الكثير حين كنت لاعباً، غير أن هذه المشاركة في بطولة أسيا قد أعطتني كل ما حلمت به في حياتي مثلما جعلت بلدي فخوراً بالنصر."
وينفي مساعد المدرب أن تكون أسوأ المخاوف التي راودت لاعبي المنتخب قد بلغت ذروتها بعد الفوز على المنتخب الكوري الجنوبي القوي في نصف النهائي. ويقول: "فجأة بدأ اللاعبون يؤمنون بقدراتهم ودخلوا المباراة النهائية بقناعة أنهم ما داموا استطاعوا أن يهزموا المنتخب الكوري فلن يكون من الصعب تجاوز التحدي أمام المنتخب السعودي."
غير أن هذه الثقة بالنفس لم تكن تعني أبداً أن العراقيين قللوا من احترامهم لخصمهم على اللقب. يقول مساعد المدرب: "على العكس، كنا نحترم المنتخب السعودي احتراماً كبيراً لمعرفتنا أنهم يتمتعون بالخبرة الكافية لخوض مواجهات كبيرة مثل هذه. لم نقلل أبداً من تقديرنا لهم غير أننا واجهناهم بإيمان كبير وقناعة راسخة بأننا قادرون على ذلك."
ومع الإيمان والثقة أتت تلك اللحظة الساحرة وحبست بلد بأكملها أنفاسها وهي تعد الثواني المتبقية من عمر المباراة لدرجة جعلت الدقائق الأربعة التي احتسبها الحكم وقتاً إضافياً تتحول إلى دهر من العذاب. يقول حميد: "بعد تسجيلنا للهدف أصبح كل أفراد البعثة الموجودين خارج الملعب في حالة صعبة. لم أعد أستطيع الجلوس. أردت أن يمضي الوقت، أردت أن يرتد اللاعبون للخلف للدفاع عن التقدم، أردت أن أرى الحكم وهو يعلن نهاية المباراة."
وبالفعل ما إن فعل الحكم ذلك حتى اندفع الجميع وبينهم حميد إلى الملعب في لحظات هستيرية، لحظات مجيدة، لحظات مجنونة بالفرح، لحظات تحفظها الذاكرة طوال العمر. ومثلما يقول حميد: "كانت حقاً لحظات سحرية سأبقى أتذكرها ما حييت."
أما الآن وقد تحول العمل الجاد والعناء إلى تتويج ومجد، يتعين على حميد أن يبدأ العمل لبناء مرحلة جديدة على قاعدة قوية قوامها الثقة بالنفس وهو يجهز المنتخب العراقي لتحدي أولمبياد بكين 2008. يقول مساعد مدرب المنتخب: "الورقة القوية التي في يدي هي أن لدي منتخباً يتمتع بكل ما يحتاجه من الثقة بالنفس. وأريد الآن أن أقود هذه الكوكبة من الشبان لتحقيق حلم آخر للعراق. وبعدها سنكون بالطبع في مواجهة تحدي التأهل لبطولة العالم لكرة القدم في 2010.
بعد تحقيق أحد هذه القائمة من الأهداف بلغت طموحات المنتخب العراقي الذرى وهم ينتظرون مواجهة اختبار آخر جديد دفاعاً عن ألوان بلدهم. يقول اللاعب العراقي قصي منير الذي وقع عقداً مع نادي الشارقة ليخوض معه الموسم الكروي المقبل بعد الفوز بكأس آسيا: "اليوم أصبحنا على يقين بأن العالم كله ينظر إلى العراق نظرة مختلفة. على أقل تقدير لم نعد فقط بلداً شنت عليه الولايات المتحدة حرباً واحتلته. بل نحن بلد استطاع أيضاً أن يقوم بما عليه في مهمته الرياضية وحقق النصر لشعبه."



يورفان فييرا... البطل الحقيقي
لعل أحد أصحاب الإسهام الأكبر في الإنجاز الذي حققه المنتخب العراقي هو مدربه البرازيلي يورفان فييرا. وكان كابتن المنتخب يونس محمود بين أول من اعترفوا بما أبداه المدرب من إخلاص في تأدية واجبه.
يقول محمود الذي فاز مناصفة بلقب هداف البطولة بعد الفوز على المنتخب السعودي: "كان العمل مع فييرا مصدر كثير من السعادة لي. لقد أعطتني هذه التجربة الكثير من الخبرة."
لم يحصل فييرا سوى على ستة أسابيع فقط قبل انطلاقة البطولة لمباشرة عمله ودون أن يعطى تطمينات بتوفير ملعب ملائم للتدريب في بغداد. وشعر محمود، الذي يلعب حالياً مع منتخب الغرافة القطري، بالسعادة حين اطلع على البرنامج الطموح الذي أعده فييرا للمعسكر التدريبي في الأردن، ويقول: "لم يأخذه أحدنا على مأخذ الجد فعلاً بداية الأمر، كانت خططه التي وضعها لنا للفوز باللقب شيئاً نتندر به خصوصاً وأنه لم يكن أمامنا سوى أقل من شهرين لانطلاق البطولة."
ويضيف: "لم يكن يعرف أي شئ عن أي من لاعبي المنتخب ومع ذلك أتانا بقناعة وثقة قويتين بأننا يمكن أن نفوز. كانت تلك هي الخطوة الأولى لنا."
كل ما حصل أصبح الآن تاريخاً بعد المتعة الكبيرة التي عاشها محمود وهو يرفع كأس البطولة فوق رأسه ليجعل شعباً بأكمله يقفز فرحاً معه ومع رفاقه: "قدمت التحية لفييرا وكنت أحب لو أنه بقي مع المنتخب."
غير أن ثلاثة دول بدأت مباشرة بعد أن أطلق حكم المباراة النهائية صافرة النهاية في السعي وراء التعاقد مع فييرا وتسليمه قيادة منتخباتها الوطنية. ويتعين على المنتخب العراقي اليوم أن يحافظ على مسيرته المظفرة دون أن يكون فييرا معهم.

 


ويضيف: "المشهد الذي أعقب فوزنا بالكأس مباشرة لا يمكن نسيانه، العراقيون كلهم بكل فئاتهم وأطيافهم خرج ليحتفل. كانت ثورة عفوية للفرح اجتاحت الشعب العراقي بأسره."
ولعل الشيء الذي حافظ على حماس واندفاع منير شخصياً هو ذلك السيل الذي لم ينقطع من الرسائل النصية على هاتفه المتحرك خلال أيام البطولة. ويقول فرحاً: "لقد رأينا أن البلد كله كان وراءنا ويدعمنا. كان شيئاً رائعاً أن تحس بأنك مرتبط بشعبك رغم كل هذه المسافة."
النتائج التي أسفر عنها هذا الإنجاز التاريخي ما تزال تتبدى حتى اليوم. إذ على الرغم من أن معظم اللاعبين العراقيين يلعبون في أندية خارج العراق، سارعت الحكومة العراقية لمكافأتهم بالهدايا اعترافاً منها بما أبدوه من وحدة بثوها في نفوس كل الشعب العراقي. يقول منير: "كانت رسالة السلام والوحدة غائبة عن أذهاننا جميعاً. لقد أردنا أن نساهم في إرساء السلام في بلدنا الذي مزقته الحرب. كان الأمر أشبه بالتزام أخلاقي علينا. لقد توجب علينا انجاز هذا الالتزام."
وعن ذلك يقول كابتن الفريق يونس محمود: "أكثر من خمسين عراقياً قتلوا فيما كانوا يحتفلون بانتصارنا على المنتخب الكوري الجنوبي. وإحدى والدات القتلى الثكلي وهي تجلس أمام جثمان صغيرها قالت دون أن تبكي: أقدم ابني أضحية للمنتخب الوطني العراقي. لهذا كان علينا أن نفوز."
أما منير فيقول: "نحن لا نعرف شيئاً عن السياسة. نحن رياضيون ومع ذلك فإننا سعداء ونحن نرى الرياضة توحد بلدنا وتدفعنا لنركز على ما ينتظرنا في المستقبل بدلاً من من التفكير بما تعرضنا له في الماضي. انظر إلى العراق اليوم وسترى شعباً يحس بالسعادة والشيء الوحيد الذي أسعدهم هو النجاح الذي حققه المنتخب العراقي."
ويختم منير قائلاً: "هذه ليست نهاية الطريق بل هي البداية وحسب. نريد لهذا الحلم الجميل أن يتواصل. تصفيات كأس العالم لكرة القدم أصبحت قريبة ونريد أن نثبت للعالم فيها أن لدينا المزيد."










 

 

 

 

أعلى


 | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور
الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289