Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور دمشـــــــــق كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الــرئيسيـة

 كلمة رئيـس مجلــس الإدارة

 واجهـــة دبــــي الـبـحــــريـة

 مـصــــداقـيـــة وســــــائـل...

 المشـــكـلات تــبـقــــــــــى...

 كيـف نــخــــــرج مـــــــــن...

 الــطـــــــرح الأولـــــــــــي...

 قــــريـــــة الـمـعـــــــرفـة ...

 دمشـــــــــق

 الــكـنــــــدي

 نســــــــاء خــالـــــــــدات ...

 مـن الـبــــــردي إلــــــــى ...

 الـكـــــافـيــــــــــار

 عــــــــودة الــمـــهـــــــــــــــا

 الـــــمسيحيــون الـعـــرب ...
 مـعسكـــــــــــر التـــدريب ...

 لحبتـــــــــور للـــمشــاريــــع

 اخبـــار الحبتـــور

 مـــــــن نحــــــن

 لأعـداد المـاضيـة

 اتصلـوا بنـا

دوماً ما تكون أعظم الأحداث والأساطير هي تلك التي تتميز بأقرب مسافة من الحقيقة. ومن بين تلك الأساطير قصص لشخصيات بارزة تترك نورها يضيء طريق أجيال قادمة.

أحد هذه الأعلام ظهر في سماء مدينة البصرة في القرن الثامن للميلاد. ضوء تلك الشخصية تغلغل في البيوت والصدور وتألق مثل الشمعة المنيرة طوال مئات السنين. وشكلت مسيرة حياة تلك الشخصية ظاهرة استثنائية مما جعلها خالدة في كتابات وأقوال الناس مثلما خلدتها النصوص التاريخية التي عاصرتها أو وضعت بعدها.

إنها رابعة العدوية، أو التي تعرف أيضاً برابعة البصرية، التي ولدت عام 714 للميلاد في مدينة البصرة جنوب العراق. ولا يعرف عن حياتها الكثير، غير أنها عاشت في النصف الثاني من القرن الثامن للميلاد. غير أن الكثير من القصص الروحية مرتبط نها كما أن ما نستطيع استنتاجه من معلومات عنها هو حقيقة تشوبها الأسطورة. وتعود هذه الموروثات إلى المتصوف والشاعر فريد الدين العطار الذي اعتمد على مراجع سابقة له للكتابة عنها. أما رابعة العدوية نفسها فلم تترك لنا أي نصوص مكتوبة.

بعد وفاة والدها، شهدت البصرة مجاعة انفصلت خلالها عن عائلتها. ولا يتضح من المراجع التاريخية سبب سفرها في قافلة تجارية حين تعرضت لهجوم من قطاع الطريق الذين سبوها وباعوها في سوق الرقيق.

عانت رابعة الأمرين من كثرة الأعمال التي كانت تكلف بها، غير أنها كانت بعد إنهاء عملها كل يوم ليلاً تنفرد للتسبيح والصلاة والدعاء. كانت تهجر الراحة والنوم وتقوم الليل كما كانت تصوم معظم الأيام.

ويحكى عنها أنها كانت ذات مرة في السوق فلاحقها أحد الأوباش. وحين ركضت هرباً منه تعثرت وسقطت فكسرت ذراعها. فدعت الله قائلة إني يتيمة وفقيرة ومستعبدة، والآن هاهي ذراعي مكسورة، لكني لا أكثرث لكل ذلك إن كنت راضياً عني. حينها سمعت صوتاً يقول لها لا تهتمي لكل هذه العذابات، فيوم القيامة ستعطين مكانة تحسدك عليها الملائكة.

وذات مرة تلصص سيدها عليها ساعة تعبدها، فرآى حولها نوراً سماوياً يحيط بها وهي تصلي. فما كان منه بعد أن رآى أنه يستعبد روحاً تقية مثلها إلا أن أعتقها. وذهبت رابعة إلى الصحراء لتتعبد وتتصوف. وبخلاف الكثيرين من المتصوفة لم تأخذ رابعة العلم عن معلم أوشيخ إنما التفتت إلى الله بدون مرشد.

ومع السنين ترسخ حبها لله. وظل الفقر ونكران الذات رفيقيها طوال حياتها. ولم تمتلك أكثر من إبريق مكسور وحصيرة مهترئة وقرميدة كانت وسادتها. وكانت تمضي الليالي بمناجاة الله وحين تغفو عينها تلوم نفسها لأنها غفلت عن حب الله.

ذات يوم سألها أحدهم عن سبب تحملها عناء الفقر وعدم سؤالها المساعدة من معارفها، فقالت إني أستحي أن أطلب أغراض الدنيا من الله وهي له وكيف أسألها منهم وهي ليست لهم.

كما قالت لأحدهم ذات يوم وهل ينسى الله الفقراء لفقرهم ويذكر الأغنياء لغناهم؟ ما دام الله عليم بحالتي فلم سأذكره بها؟ مايريده الله يجب أن نقبله.

العديد من البركات تنسب لرابعة الالعدوية. كما اشتهرت بين الناس لشدة حبها لله حيث كانت تقول إن محبة الله يجب أن تكون الهدف الأسمى لمحبي الله.

ومع تزايد شهرتها أصبح لديها مريدون كثيرون ودخلت في حوارات كثيرة مع كبار علماء زمانها. ورغم كثرة اللذين طلبوها للزواج، وبينهم أمير البصرة كما يقال، فقد ردتهم كلهم لأن حياتها ليس فيها متسع لشيء غير الله.

المفهوم الجوهري اللذي عرفت رابعة الناس عليه في حياتها لم يكن التصوف أو الزهد، وإنما هو حب الله. لقد كانت رابعة هي الأولى التي تقول إن البشر يجب أن يحبوا الله لذاته، لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في ثوابه كما كان يفعل المتصوفة من قبلها.

وكانت رابعة تعلم مريديها أن التوبة هي هبة من الله لأن أحداً لا يستطيع أن يتوب ما لم يقبل الله توبته أولاً ومن ثم يهبه التوبة. كما كانت تقول إن العصاة يجب أن يخافوا عذاب الله الذي يستحقونه عن معاصيهم، غير أنها اعطت هؤلاء العصاة أملاً أكبر في الجنة مما فعله سابقوها. بالنسبة لها، العبادة المثالية هي أن يعبد الإنسان الله لا خوفاً من جحيمه ولا طمعاً في جنته، فهي ترى أن من يفعلون ذلك هم عباد وصوليون. ذلك أن الخوف أو الطمع هي عواطف تفعل فعل الستار الذي يعمي العيون عن رؤية الله لذاته.

وكانت تقول: "يا رب! إن كنت أعبدك خوفاً من نارك، فاحرقني بنارك. وإن كنت أعبدك طمعاً في جنتك، فاحرمني جنتك. لكن إن كنت أعبدك لذاتك، فلا تحمني نور جمالك الدائم."

رابعة العدوية شخصية تتمتع بتقدير كبير وأقوالها يتناقلها المتصوفة وكاتبو سيرهم. ماتت في البصرة عام 801 للميلاد في البصرة وهي في أوائل أو أواسط الثمانينيات من العمر بعد حياة من التصوف والزهد والتعبد. أخيراً التحقت رابعة بمن أحبته طوال عمرها. وكما قالت لأحد المتصوفة: من أحب يلازمني دوماً...

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289