Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور دمشـــــــــق كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الــرئيسيـة

 كلمة رئيـس مجلــس الإدارة

 واجهـــة دبــــي الـبـحــــريـة

 مـصــــداقـيـــة وســــــائـل...

 المشـــكـلات تــبـقــــــــــى...

 كيـف نــخــــــرج مـــــــــن...

 الــطـــــــرح الأولـــــــــــي...

 قــــريـــــة الـمـعـــــــرفـة ...

 دمشـــــــــق

 الــكـنــــــدي

 نســــــــاء خــالــــــــــدات ...

 مـن الـبــــــردي إلــــــــى ...

 الـكـــــافـيــــــــــار

 عــــــــودة الــمـــهـــــــــــــــا

 الـــــمسيحيــون الـعـــرب ...
 مـعسكـــــــــــر التـــدريب ...

 لحبتـــــــــور للـــمشــاريــــع

 اخبـــار الحبتـــور

 مـــــــن نحــــــن

 لأعـداد المـاضيـة

 اتصلـوا بنـا

هذه المدينة الموغلة في القدم تعتبر من أقدم المدن المأهولة في العالم، فقد دلت المكتشفات الأثرية إلى أن تاريخ بناء هذه المدينة يعود إلى ما بين الألف السادس والخامس قبل الميلاد. ولذا، فمن البديهي، والحال كذلك، أن تعثر فيها على صفحات منسية من التاريخ متناثرة على قبابها، ومآذنها، وجوامعها، وكنائسها، وأبوابها، وأسواقها، وخاناتها. صفحات موشاة بالفسيفساء، والنقوش الإسلامية، والموزاييك، والقيشاني وغيرها من الفنون البصرية الجميلة التي تضفي على عمارتها سحرا فريدا.

وتعتبر دمشق من المدن الغنية بموروثاتها التاريخية ‏ ‏نظرا لما تزخر به من قلاع وحصون وحارات قديمة لا تزال تحتفظ لغاية الآن بكل ‏ ‏تفاصيلها الدقيقة مما يجعلها قبلة للسياح الذين يقفون مذهولين أمام عظمة معالمها ‏ ‏الاثرية وحاراتها التي يعود تاريخ بعضها إلى آلاف السنين.  انها دمشق مدينة التاريخ والحضارات تقف شامخة بعد أن احتضنت في ماضيها حضارات يصعب إحصاؤها، وتضم السومريين، الاراميين، الاكاديين، الحثيين، الإغريقيين، الفرس، الرومان، البيزنطيين وأخيراً العرب المسلمين. 

ومما لا شك فيه أن الغزو المقدوني شكل نقطة تحول كبير في تاريخ المنطقة عامة وتاريخ دمشق خاصة. وفد ارتبط تاريخ دمشق بالعالم اليوناني لفترة تقدر بحوالى عشرة قرون، عرفت المدينة خلالها ازدهار الحضارة الهلنستية، حيث تمازجت عناصر الثقافة اليونانية مع حضارة الشرق وثقافته. وقد دخلت الجيوش العربية الإسلامية التي قادها خالد بن الوليد دمشق في القرن السابع، وما لبثت المدينة أن تحولت في العصر الأموي من مركز ولاية إلى عاصمة امبراطورية تمتد إلى حدود الصين شرقا والى مياه الأطلسي غربا. وارتفعت قصور الخلفاء في العاصمة الأموية وامتدت فيها مساحة العمران، وكان من أهم مبانيها في ذاك العهد جامع بني أمية الكبير (الجامع الأموي) الذي تم بناؤه في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وهو الصرح الذي يبقى واحدا من أجمل المباني العربية الإسلامية في العالم. وقد جرى تشييده على مثال المسجد النبوي الشريف في المدينة. يتألف الجامع الأموي من قاعة كبيرة للصلاة وصحن خارجي فسيح. وتتكون قاعة الصلاة الداخلية من ثلاثة أروقة متوازية تفصل بينها أقواس متناسقة مرفوعة على أعمدة أثرية من الرخام تعود إلى العصور التي سبقت العصر الأموي. ولهذا المسجد ثلاث مآذن تعود إلى ثلاث حقب مختلفة، الأولى تتوسط الجدار الشمالي وتعرف بمئذنة العروس، الثانية في الناحية الشرقية وتعرف بمئذنة عيسى، أما الثالثة فهي في الناحية الغربية وتعرف بمئذنة قايتباي، السلطان المملوكي. والجامع ليس مقصدا للمسلمين فحسب بل للمسيحيين حيث يضم بداخله ضريح يوحنا المعمدان (النبي يحيى).

تتميز الأحياء القديمة بتعرج أزقتها وضيقها أحيانا وهو ما يستغربه المرء لان أهل دمشق عرفوا بإتقانهم فنون التصميم المعماري. لكن ذلك الضيق يعود إلى ‏ ‏سببين أولهما أمني بحيث يسهل الدفاع عن الأزقة إذا هوجمت، حيث لا يرى المهاجم الطريق ‏ ‏إلا لمسافة قصيرة، ولا ينتبه إلى من يكمن له في المنعطف المقبل. والسبب الآخر اجتماعي لان النساء يخرجن في النهار من بيت إلى بيت ‏ ‏مجاور أو مقابل من دون أن يراهن أحد لان الازقة متعرجة. وكان من عادة أهل دمشق في الماضي أن السائر في زقاق ضيق أو حارة يجب أن يعلن عن قدومه ‏ ‏بأن يظل يقول صوت عال ( يا الله  يا ستار) فتحس به سيدات البيوت ويغلقن الأبواب.

وقد حرصت السلطات المختصة في سوريا على عدم السماح بتنوع البناء الحديث في ‏ ‏الحارات القديمة، وبحيث بقى محصورا بالطراز الذي كان منتشرا في ذلك الزمن والذي تميز بطابع ‏ ‏البناء الشرقي مع بعض التعديلات التي تفرضها الظروف المناخية كاستعمال الخشب ‏ ‏والقرميد إلى جانب الحجر.

وعلى الرغم من التوسع العمراني الكبير الذي شهدته دمشق ظلت الأبنية ‏ ‏القديمة على حالها والسماح فقط بعمليات الترميم والبناء وفقا للطراز المعماري ‏ ‏القديم وذلك استجابة لمتطلبات الظروف المعيشية التي سمحت بوجود فسحة متوسطة للدار‏ ‏الى جانب وضع لمسات عربية وإسلامية كالأقواس والكتابات المنقوشة.

في تلك الحارات الضيقة تلتصق البيوت مع بعضها البعض لتعبر عن تلاحم الأهالي. ويندر أن ينتهي المرء من زقاق لا يرى فيه حماماً عاما. ومما يذكر أن دمشق كانت تضم أكثر من 2000 حمام عام، بقي منها عشرا قليلة. وبين الحمامات الباقية عدد أنشئ قبل ما يزيد عن عشرة قرون، ولم يتوقف عن العمل حتى الآن. أما أبواب دمشق الشهيرة والباقية حتى اليوم، والتي تمثل مداخل المدينة عبر سورها القديم، فهي ثمانية، ستة منها ترجع للعصور الإغريقية والرومانية، واثنان للعصر الإسلامي. ومن تلك الأبواب باب شرقي  الذي اكتسب اسمه من موقعه شرقي المدينة عند بداية الشارع المستقيم الذي كان يحوي قوس النصر، ويبلغ طوله 1.500 متر، وقد رصفه الرومان. ويتألف من ثلاث فتحات مقوّسة أكبرها الفتحة الوسطى أما الفتحتان الجانبيتان فكانتا للمشاة حيث الأروقة على جانبي الطريق المفروش بالبلاط الحجري. ومن هذا الباب دخل خالد بن الوليد فاتحاً دمشق. يأتي بعده  باب الجابية. ويقع في الطرف الغربي من الشارع المستقيم وهو مماثل للباب الشرقي، ومنه نزل أبو عبيدة بن الجراح. ثم باب توما، وينسب إلى أحد كبار قادة الروم، وقد نزل منه عمرو بن العاص. وهو اليوم مجاور لحي باب توما الذي يضم معظم أبنية دمشق القديمة. وفي منطقة باب توما – باب شرقي عدد كبير من الكنائس القديمة مثل كنيسة حنانيا الأثرية التي يربطها بكنيسة القديس بولس نفق هرب منه بولس حين بدا التبشير بالمسيحية، والكاتدرائية المريمية. وفيها منطقة تسمى النبطيون نسبة إلى الأنباط الذين سكنوها قبل الرومان.

وتحتوي المنطقة على حارات صغيرة مثل حارات الدحلانية وزقاق الجورة ‏ ‏وجادة باب توما والعازرية والقشلة والقيشاني وهي حارات يكتشف ‏ ‏المتأمل في تصاميم بيوتها البسيطة انه روعي في تصميم بنائها دخول الإضاءة‏ ‏والتهوية إضافة الى التقسيمات الداخلية الصغيرة.  وأكثر ما يلفت النظر في حارات دمشق القديمة أن ‏ ‏الحياة في هذه الأحياء كانت شبه مغلقة على أهلها حيث كان الناس يعرفون بعضهم بعضا ‏ ‏من دون استثناء.

أما باب السلام، أحد الأبواب الشمالية للسور، فقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه محمي بمجرى نهر العقرباني. وهو باب روماني أعاد بناءه نور الدين بن زنكي وأنشأ فوقه مئذنة كباقي الأبواب ثم جدد في عام1243م. ومنها باب الفراديس أو باب العمارة، وهو من الأبواب الشمالية التي ترجع للعصر الروماني. وقد تم تجديده في عصر نور الدين أيضاً. ويأتي يعده باب الصغير، أصغر أبواب السور. ويقع في الجهة الجنوبية، نزل منه يزيد بن أبي سفيان عند فتح دمشق ورممه نور الدين وأقام عليه مئذنة وعلى مقربة منه مقبرة باب الصغير  أما باب كيسان، فيقع في الجهة الجنوبية وأمامه كنيسة القديس بولس. وهي واحدة من أقدم كنائس العالم. وهناك أيضاً باب الفرج: وهو من الأبواب الشمالية، أنشأه نور الدين ويقع بين العصرونية والمناخلية. اما باب النصر فقد كان موقعه عند بداية سوق الحميدية وقد هدم عام 1863م. ولم يبق منه شئ. كذلك هناك العديد من الأبواب الدمشقية الشهيرة لكنها تعتبر بمثابة أبواب للحارات القديمة وأشهرها باب السريجة وباب زقاق البرغل وباب مصلى وبوابة الصالحية.

وتشتهر دمشق بالكثير  من أسواقها القديمة، وأهمها سوق الحميدية الملتصق بقلعة دمشق من اليسار. وهو مسقوف، تم إنشاؤه في أواخر القرن التاسع عشر. وإلى يمين السوق تقع منطقة الحريقة، وهي منطقة أحرقها الفرنسيون عام 1925 للقضاء على المقاومة فيها واحترقت معها دار السعادة والمدرسة القجماسية والعذرائية وحمام عذرا والمدرسة الصلاحية وكثير من البيوتات القديمة، ولهذا سميت بالحريقة. ومن الأمكنة التي يقصدها السائحون المدارس القديمة كالعزيزية والجقمقية بالقرب من الجامع الأموي شمالاً، وهناك الخانات القديمة والجوامع الأثرية. لكن من أهمها قلعة دمشق .التي بناها الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي.  تبلغ مساحة القلعة حوالي 33.176 متراً مربعاً وهي مستطيلة الشكل ذات أضلاع غير مستقيمة ويبلغ طولها240-250م وعرضها 165-120م .ويحيطها من الخارج سور منيع ذو أبراج مربعة ضخمة يبلغ عددها 12 برجاًًً. ولأسوار القلعة أربعة أبواب، الباب الحديث في الشمال وأمامه جسر والباب الشرقي وهو المدخل الرئيسي وبابان بجسور متحركة فوق الخندق في الغرب وفي الجنوب يقال أنهما سريان. وكان يحيط بالقلعة خندق تم توسيعه عام 1214-1216م وهو بعرض 20 متراً وقد يصل عرضه إلى 5 أمتار.وقد تم ردم الخندق فيما بعد إلا من الجهة الشمالية حيث أصبح مجرى لنهر العقرباني. وكان للقلعة دور كبير في حماية دمشق من الحملات الصليبية.  

ولعل من زار بيتا دمشقيا قديما يتلمس هذا السحر إذ يرى جدرانا باسقة، وزخارف هندسية وفنية متناغمة، وأشجارا ونباتات متنوعة، فهذا البيت يتميز بطراز معماري نادر لا يظهر منه سوى باب منخفض صغير لا تتوقع مطلقا انه يقودك إلى تلك الرحابة السخية، ولعل أجمل وصف للبيت الدمشقي هو ما جاء على لسان أحد الباحثين حين شبهه بالمرأة الجميلة المحجبة التي لا يرى من محياها إلا القليل. ويقال ان أول بيت عربي شيد في دمشق كان للخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان حيث شيد داره التي عرفت بدار الإمارة، وبقصر الخضراء أيضا نسبة إلى القبة الخضراء التي كانت تعلوها وكانت إلى جوار الجدار الجنوبي «للجامع الأموي الكبير» ويعرف هذا البيت اليوم بـ «قصر العظم» فقد تحول إبان المرحلة العثمانية إلى منزل لأحد ولاة دمشق من أسرة العظم  وقد  تحول القصر حالياً إلى متحف للفنون والتقاليد الشعبية.

وتنتشر في ارض فناء أي بيت دمشقي قديم بعض أشجار التوت، والنارنج، والكباد والليمون الحلو والحامض، والبرتقال – وجميعها من الأشجار دائمة الاخضرار، متداخلة مع الورود والآس، والريحان والياسمين. والجدران في الغالب مقسومة أفقياً لصفوف عريضة صفراء، وبيضاء متوازية على التوالي.  وهكذا، يغدو فناء البيت الدمشقي مكاناً يمنح الهدوء، والطمأنينة، والصفاء، إذ يجتمع فيه صوت سقسقة الماء وخريره مع عبق الورود وأريجها، مع حفيف الشجر، وتغريد العصافير في إطار من جمال الشكل والتصميم. ويتصل الفناء بالطابق الأعلى عن طريق درج حاد. أما الغرف فتراها في نسق واحد على طول الرواق وهي في الغالب تواجه الشرق للاستفادة ما أمكن من ضوء الشمس وأشعتها.

يمكن تقسيم البيت الدمشقي القديم إلى قسمين أساسيين الأول يسمى "السلاملك" وهو مكان كما يدل اسمه مخصص للسلام والترحيب بالضيوف والاستقبالات ويدخل إليه من الشارع مباشرة، وكان عادة المكان الذي تعقد فيه الجلسات والنقاشات والسهرات ويتم فيه استقبال الزوار. أما القسم الثاني فيسمى الحرملك وهو، كما يشير اسمه أيضا، مكان مخصص للحريم مؤلف من سلسلة من الغرف تشرف على فناء مرصوف بالحجارة من مختلف الألوان ومزينة بكتلة من النباتات الخضراء وبحرة ماء، وهناك قسم مخصص للخدم يسمى الخدملك، فإذا دخل الزائر المطبخ يشاهد المدخنة، والموقد، ومكان تخزين الحبوب وبيت المؤونة «السقيفة».

وقد شاع في دمشق القديمة استخدام الشرفات المطلة على الحارات، والأزقة من الأعلى عن طريق نوافذ واسعة، وكذلك شاع استخدام السطوح لاستقبال الهواء النقي وأشعة الشمس عن طريق مصاطب، وحدائق علوية وحجرات إضافية صغيرة، وكانت وسيلة تدفئة البيت الشامي القديم هي الموقد الحديدي أو النحاسي الذي يملأ فحما ويوقد في خارج البيت ويترك إلى أن يتطاير منه الغاز ثم يؤتى به إلى الغرفة فيدفئها دفئا معتدلا، وهو الدفء الذي يشعر به الزائر حين يقوم بجولة في هذه الحارات القديمة ويمتع ناظريه وسمعه بجلسة في عذوبة هذا المكان الجميل.

ونظراً لروعة تصميمها وطرازها النادرين،  سعى الكثيرون من أصحاب هذه البيوت أو الورثة لتحويلها إلى مقاصف، ومطاعم، وأمكنة للراحة، والتسلية وقضاء وقت جميل بين هذه الجدران. ومن الواضح أن هذا التفكير سليم اقتصادياً، حيث تعج هذه المطاعم والمقاصف بالزوار الذين يبحثون عن هدأة وراحة في رحاب هذه البيوت التي يستحضر المشرفون عليها حياة الماضي سواء في نوعية الطعام التي يقدمونها أو في طريقة الاستقبال وشكل الطاولات والكراسي وتلك الأغاني التي تنشدها فرق فنية متخصصة. ومن أشهر تلك المطاعم التي اكتسبت صيتاً واسعاً مطعم أكسجين.

وقد انتبهت الجهات المعنية بهذه البيوت إلى خطر يتهددها، فسعت إلى الحفاظ عليها وقامت بشراء بعضها وحولتها إلى متاحف للتراث وشجعت كل من يمتلك بيتا من هذه البيوت على ترميمه وإدخال إصلاحات أو إضافات عليه تتواكب مع العصر شريطة عدم المساس بأساسيات القديم،وتقوم شركات الإنتاج الفني التلفزيوني أو السينمائي باستئجار العديد منها لتصوير نتاجهم فيها خاصة تلك المسلسلات التي تصور مراحل قديمة من تاريخ هذه المدينة.

 

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289