الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

هل مَن يصغي؟

بقلم جوانا أندروز

طوني ماليكان

أطلق خلف أحمد الحبتور كتابه الأخير الذي ينتقد فيه الحكومات الغربية بسبب تمكينها لإيران ومساهمتها في صعود الإرهاب. يسلّط كتاب "هل مَن يصغي؟" الضوء على الأضرار التي يتعذّر إصلاحها في الشرق الأوسط وخارجه نتيجة ارتكاب قادة العالم أخطاء فادحة في السياسة الخارجية. تقرير
لجوانا
أندروز عن إطلاق الكتاب الذي يتضمن مقالات خطّها، على امتداد عقد من الزمن، رجل الأعمال الذي يعبّر عن رأيه بصراحة – والتي حذّر عدد كبير منها، بصورة استباقية، من المخاطر الداهمة.

خلف‭ ‬أحمد‭ ‬الحبتور‭ ‬كتابه‭ "‬هل‭ ‬مَن‭ ‬يصغي؟‭" ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬أستور‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬سانت‭ ‬ريجيس‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬الحبتور‭ ‬سيتي‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬2016‭. ‬وقد‭ ‬امتلأت‭ ‬القاعة‭ ‬بكبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬من‭ ‬#الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وخارجها‭ ‬أُتيحَت‭ ‬لهم‭ ‬فرصة‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تراوده‭ ‬بشأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬جرّاء‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية‭.‬

قال‭ ‬الحبتور‭: "‬يواجه‭ ‬العالم‭ ‬خطراً‭ ‬شديداً‭ ‬بسبب‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفاشلة‭. ‬لقد‭ ‬دُمِّرت‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬دماراً‭ ‬لا‭ ‬عودة‭ ‬عنه‭. ‬انظروا‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭. ‬هذا‭ ‬أشبه‭ ‬بأرماجدون‭. ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬تلقى‭ ‬المصير‭ ‬نفسه‭".‬

ووجّه‭ ‬أصابع‭ ‬الإتهام‭ ‬إلى‭ "‬الإخفاقات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والسياسية‭ ‬الكارثية‭ ‬لقادة‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬ساهموا‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬أمثال‭ ‬داعش‭ ‬والإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬–‭ ‬وميليشياتها‭ ‬وعملائها‭".‬

وكتب‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ "‬داعش‭": " ‬مشاهد‭ ‬الهمجية‭ ‬القصوى،‭ ‬من‭ ‬التعذيب‭ ‬الشديد‭ ‬إلى‭ ‬الإغتصاب‭ ‬الجماعي‭ ‬وقطع‭ ‬الرؤوس،‭ ‬تجعل‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬يبدو‭ ‬عادياً‭ ‬بالمقارنة‭. ‬فتنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الذي‭ ‬تغذّى‭ ‬من‭ ‬الإجتياح‭ ‬الذي‭ ‬قادته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ومن‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬السورية‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف،‭ ‬انتقل‭ ‬بالإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬همجي‭ ‬جديد،‭ ‬حيث‭ ‬يتهجّم‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭ ‬بالطرق‭ ‬الأكثر‭ ‬وحشية‭. ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬المبادرة‭ ‬سريعاً‭ ‬إلى‭ ‬التحرك،‭ ‬أخشى‭ ‬على‭ ‬مستقبلنا‭ ‬جميعاً‭".‬

أضاف‭ ‬الحبتور‭: "‬بعدما‭ ‬وصلت‭ ‬التداعيات‭ ‬إلى‭ ‬الغرب،‭ ‬بدأ‭ ‬القادة‭ ‬يستيقظون‭ ‬ويتنبّهون‭ ‬للخطر‭ ‬الداهم‭ ‬الذي‭ ‬نواجهه‭ ‬جميعنا‭ ‬اليوم‭".‬

يتضمن‭ ‬كتاب‭ "‬هل‭ ‬مَن‭ ‬يصغي؟‭ ‬كيف‭ ‬تجاهل‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬التوقعات‭ ‬التحذيرية‭ ‬عن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭" ‬مقالات‭ ‬عدة‭ ‬كتبها‭ ‬الحبتور‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المنصرم،‭ ‬وقد‭ ‬حذّر‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬عالمنا‭. ‬وقال‭ ‬الحبتور‭ ‬للصحفي‭ ‬من‭ "‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭" (‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭)‬،‭ ‬غافين‭ ‬إيسلر،‭ ‬الذي‭ ‬حاوره‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬إطلاق‭ ‬الكتاب‭: "‬للأسف،‭ ‬لم‭ ‬تلقَ‭ ‬تحذيراتي‭ ‬آذاناً‭ ‬صاغية‭. ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬مستعد‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرارات‭. ‬لا‭ ‬يسعني‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬آمل‭ ‬بأن‭ ‬يتمتع‭ ‬الرئيس‭ ‬#الأمريكي‭ ‬العتيد‭ ‬بالجرأة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬صعبة‭".‬

يسلّط‭ ‬الكتاب‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الغرب‭ ‬لإيران‭ ‬ومساعدتها‭ ‬في‭ ‬مسعاها‭ ‬لفرض‭ ‬هيمنتها‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭. ‬كتب‭ ‬الحبتور‭: "‬لقد‭ ‬عمدت‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬أطماعها‭ ‬التوسّعية‭ ‬أمام‭ ‬عيوننا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬منطقتنا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬جميلة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬مضى‭... ‬امتدّت‭ ‬مخالب‭ ‬#طهران‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬البلدان‭".‬

وقال‭ ‬الحبتور‭ ‬إنه‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬الكلام‭ ‬أمام‭ ‬تجاهل‭ ‬الدول‭ ‬لوقائع‭ ‬مثبتة‭ ‬عن‭ ‬#إيران،‭ ‬منها‭ ‬أنها‭ ‬ترعى‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬العلن،‭ ‬وتدعم‭ "‬المجرم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬–‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يشن‭ ‬إبادة‭ ‬ضد‭ ‬شعبه‭".‬

ويأمل‭ ‬أن‭ ‬كتابه‭ ‬الأخير‭ ‬يفتح‭ ‬عيون‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬الحقيقية‭ ‬والراهنة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬وليس‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬فقط‭.‬

‭"‬هل‭ ‬مَن‭ ‬يصغي؟‭" ‬متوفر‭ ‬في‭ ‬المكتبات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬#الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭.‬

تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
المزيد من المقالات بقلم