الإمارات في الصدارة من جديد! تكتب جوانا أندروز أن الإمارات هي البلد العربي الوحيد الذي يُصنَّف اقتصاده بأنه موجَّه نحو الابتكار، كما جاء في تقرير دولي بارز عن تنافسية البلدان.
يصنّف المنتدى الاقتصادي العالمي دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 24 بين 144 بلداً في العالم في "تقرير التنافسية العالمي 2012-2013"، متقدِّمةً ثلاث مراتب عن العام الماضي.
أكثر من ذلك، يصنّف المنتدى الاقتصاد الإماراتي بأنه "موجّه نحو الابتكار"، مما يجعل الإمارات البلد العربي الوحيد الذي يفوز بهذا التصنيف ويضعها في مصاف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسنغافورة وألمانيا.
وقد جاء في التقرير "يعكس التحسّن إطاراً مؤسّسياً أفضل واستقراراً أكبر في الاقتصاد الكلّي. لقد أدّى الارتفاع في أسعار النفط إلى تعويم فائض الموازنة، وسمح للبلاد بخفض الدين العام وزيادة معدّل الادّخار".
وقد علّق الرئيس التنفيذي الجديد لمركز دبي المالي العالمي، جيفري سينجر، للشندغة "يشير التصنيف إلى أن الإمارات ودبي نجحتا في تطبيق استراتيجيتهما لتنويع اقتصادهما من خلال إنشاء مناطق حرة محدّدة القطاعات، مما سمح لهما بالتطوّر والتحوّل من اقتصاد تجاري إلى اقتصاد قائم على المعرفة".
اعتزاز وطني
وقد أطلق التقرير سلسلة من التغريدات التي دوّنها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس ورئيس الوزراء في دولة الإمارات وحاكم دبي، عبر موقع تويتر. فقد كتب "الإمارات هي البلد العربي الوحيد الذي يُصنَّف اقتصاده بأنه موجَّه نحو الابتكار... واحتلّت المرتبة الخامسة عالمياً في ‘فاعلية سوق السلع’".
يقول جيف سينجر، الذي كان سابقاً الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك دبي، إن التقرير يسلّط الضوء على قوّة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والخدمات المالية من خلال بنيتها التحتية ذات المستوى العالمي مضيفاً "يـتألّف مركز دبي المالي العالمي من نحو 900 شركة عضو ناشطة من مختلف أنحاء العالم... ومعظمها تفصل بينه مسافة خمس دقائق سيراً على الأقدام، مما يؤمّن السهولة في التواصل وتبادل المعارف والخبرات".
ويتابع "إن الإمارات التي تضم مشاريع اسثمارية وتنموية طموحة تمضي قدماً نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، مع تنفيذ مشاريع مهمّة في مجالات الطاقة المتجدّدة والتكنولوجيات النظيفة، والطيران، وصناعة شبه الموصّلات، وعلوم الحياة".
بين المراتب العشرة الأولى
احتلت الإمارات مرتبة بين المراكز العشرة الأولى في عدد من الفئات، فقد حلّت سابعة في فاعلية سوق العمل، وكذلك في البيئة المتوافرة للاقتصاد الكلي، وحصدت المرتبة الخامسة في فاعلية سوق السلع، والمرتبة الثامنة في البنى التحتية. وقد ورد في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي "في الإجمال، تعكس تنافسية البلاد جودة بنيتها التحتية".
وعلّق الشيخ محمد "أعتزّ برؤية الإمارات تتقدّم بسرعة في هذا المؤشّر كما في مؤشّرات أخرى. نحن على الطريق الصحيح لنصبح بين الأفضل أداء على الإطلاق على الصعيد العالمي".
تحتل سويسرا المرتبة الأولى عالمياً بين الاقتصادات الأكثر تنافسية وابتكاراً. فقد جاء في التقرير "تحتفظ سويسرا بالمرتبة الأولى من جديد هذه السنة نظراً إلى أدائها القويّ المتواصل في مختلف المؤشّرات". ويلفت إلى تطوّر قطاع الأعمال فيها مضيفاً أن مؤسّسات الأبحاث العلمية السويسرية هي "من الأفضل في العالم".
وتحتفظ سنغافورة بالمرتبة الثانية، فميا احتلّت فنلندا المرتبة الثالثة مبعِدةً السويد إلى المركز الرابع. وتراجعت الولايات المتحدة في التصنيف "لتحلّ سابعةً بتراجع مرتبتين إضافيتين... فعلى الرغم من أن اقتصادها لا يزال يحافظ على إنتاجية عالية جداً نظراً إلى تمتّعه بالكثير من المزايا الهيكلية، إلا أن عدداً من نقاط الضعف المتفاقمة التي لم تتمّ معالجتها أدّى إلى تراجع الولايات المتحدة في الترتيب في الأعوام الأخيرة"، بحسب التقرير.
يقول المنتدى الاقتصادي العالمي إن التقرير يأتي في مرحلة لا تزال فيها النظرة الاستشرافية إلى الاقتصاد العالمي هشّة: "لا يزال النمو العالمي يسجّل انخفاضاً قياسياً للسنة الثانية على التوالي، ويُتوقَّع أن تشهد مراكز كبرى للنشاط الاقتصادي - ولا سيما الاقتصادات الناشئة الكبرى والاقتصادات المتقدّمة الأساسية - تباطؤاً في 2012-2013، مما يؤكّد الاعتقاد بأن المعافاة البطيئة والمضطربة تُحدِث خللاً في الاقتصاد العالمي". ويضيف التقرير أن توزيع النمو لا يزال غير متساوٍ، كما في الأعوام السابقة: "تنمو البلدان الناشئة والنامية بسرعة أكبر من الاقتصادات المتقدِّمة، مما يقلّص بصورة مطّردة هوّة المداخيل".