يحلّ عدد كبير من الكتّاب الدوليين ضيوفاً على دبي في مارس بمناسبة مهرجان الآداب. أليس جونسون قصدت المنظّمين لتسليط الضوء على الفعاليات والمشاركين.
للعام الخامس على التوالي يستقطب مهرجان طيران الإمارات للآداب الكتّاب من مختلف أنحاء العالم، فينشر حب القراءة والكلمة المكتوبة، ويسلّط الضوء على أهمّية الآداب.
ومنذ انطلاقته في العام 2009، يشكّل التعليم أحد مواضيعه الأساسية: وهكذا يشتمل المهرجان سنوياً على يوم خاص بقطاع التعليم حيث يزور العديد من الكتّاب المعروفين المتخصّصين في روايات الأطفال، المدارس في مختلف أنحاء دبي. يهدف هذا النشاط، إلى جانب الفائدة التي يحقّقها على الصعيد التربوي، إلى تغذية حب الكتب والقراءة لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم.
وهذا العام، تتضمّن فعاليات مهرجان الآداب في الإمارات (5-9 مارس)، ندوات ونقاشات وجلسات مع أكثر من مائة كاتب.
تقول مديرة ومؤسّسة المهرجان، إيزوبيل أبو الهول، إنه نظراً إلى أن المهرجان يُنظَّم في منطقة الشرق الأوسط، من المهم تسليط الضوء على الكتابة باللغة العربية، اللغة الأم لدولة الإمارات مشيرةً إلى أن "اللغة الأم في الإمارات هي العربية، ويقع على عاتق مهرجان الآداب أن يوفّر للمواطنين والمقيمين الناطقين باللغة العربية في دبي والإمارات، فرصة معاينة القدر الأكبر من الثقافة عن طريق الآداب’’.
وأضافت "واصلنا تطوير البرنامج باللغة العربية وتحسينه، بعد الآراء التي تلقّيناها من الجمهور في الأعوام الخمسة الماضية’’.
وتابعت أبو الهول "نؤمّن ترجمة فورية في مختلف فعاليات المهرجان. ففي كل الجلسات أو الندوات، يمكن الاستماع إلى النقاشات باللغة العربية أو الإنجليزية. هذا جانب أساسي جداً في المهرجان، منذ البداية. اتّخذنا قراراً بأننا لا نريد أن تكون اللغة عائقاً، أو بأن تحول دون قدوم الأشخاص إلى المهرجان. وسنة تلو الأخرى، وجدنا أن أعداداً متزايدة من الأشخاص غير الناطقين بالعربية يحضرون الندوات التي تُنظَّم باللغة العربية، لأنهم يستطيعون الاستماع إلى ترجمة فورية وفهم ما يدور في النقاش’’.
يشهد المهرجان الذي يمتدّ على خمسة أيام، نحو 200 فعالية موزّعة بين الندوات والمحاضرات والجلسات وورش العمل والدروس التخصّصية فضلاً عن تنظيم مهرجان على هامش المهرجان الأساسي، ومنطقة خاصة بالأولاد. وتضاف إلى هذه النشاطات الأمسيات الخاصة التي كانت تقام ليلياً، ومنها "عشاء الجريمة الغامضة’’ الذي سيشارك فيه كتّاب الروايات البوليسية؛ وأمسية شعرية بعنوان "قصائد صحراوية’’ في مخيّم للبدو؛ وأمسية "الروايات الأكثر خفة" التي تقوم على الفكاهة ورواية القصص؛ وحفل خاص في اختتام المهرجان.
يزداد عدد الكتّاب الإماراتيين والعرب المشاركين من سنة إلى أخرى؛ والعدد هذا العام أكبر منه في أي وقت مضى. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المواهب المحلية، فهناك الكثير من الكتّاب الإماراتيين الذين سيشاركون في المهرجان هذا العام.
ستطلق نورا النعمان - المعروفة برواياتها الموجّهة إلى الأطفال - أول رواية للصغار تُصنَّف في خانة الخيال العلمي باللغة العربية تحت عنوان "عجوان’’ ؛فيما يُتوقع أن تستقطب ميثاء الخياط التي تكتب أيضاً روايات للأطفال، القرّاء الصغار من خلال قصصها التي تتناول مواضيع خاصة بالمنطقة. وسوف يقرأ الشاعران الإماراتيان نجوم الغانم وعادل خزام مقاطع من قصائدهما، فيما ستتحدّث الكاتبة الشابة دبي أبو الهول أيضاً عن أعمالها. يشار إلى أنها أصدرت روايتها الأولى "غالاغوليا’’ (باللغة الإنجليزية) عندما كان عمرها السادسة عشرة.
تقول إيزوبيل أبو الهول "يشارك عدد كبير من الكتّاب العرب العالميين في المهرجان... ومعظمهم من المنطقة’’.
وتشمل الندوات نقاشاً حول أوضاع اللغة العربية. تعلّق أبو الهول "ننظّم ندوة رائعة يشارك فيها اختصاصيون عرب لمناقشة سبل الحفاظ على اللغة العربية. سوف يتطرّقون إلى وضع اللغة العربية اليوم وآفاق التحسين. أعتقد أنها ندوة مثيرة جداً للاهتمام’’.
ومن الكتّاب العرب الذائعي الصيت عالمياً الذين يشاركون أيضاً في المهرجان أحلام مستغانمي، الكاتبة الجزائرية التي تُعتبَر "الروائية العربية الأشهر في العالم’’. وقد فازت بجائزة نجيب محفوظ الأدبية عن روايتها "ذاكرة الجسد’’.
وسوف ينضم واسيني الأعرج - الذي أُدرِج اسمه مؤخرا على لائحة المرشّحين للجائزة الدولية للروايات الخيالية العربية - إلى مواطنته الجزائرية. الأعرج أكاديمي في رصيده 12 رواية منها "أصابع لوليتا’’و"رماد الشرق’’. وكان يُقدّم أيضاً البرنامج التلفزيوني "أهل الكتاب’’. تقول أبو الهول إنها لاحظت زيادة لافتة في عدد الروايات العربية منذ انطلاقة المهرجان قبل خمسة أعوام.
وتضيف "فكرة الخيال الشعبي جديدة نسبياً باللغة العربية. صدرت في السابق رواية ‘تاكسي’ للكاتب الرائع خالد الخميسي، وكانت من أولى الروايات التي أصنّفها في خانة الخيال الشعبي، إذاً لم تكن جدّية أو أدبية أو من العيار الثقيل... وكأنه تغيير كامل للمشهد، كما حصل عند صدور ‘يوميات بريدجت جونز’ باللغة الإنجليزية؛ كان تغييرا كاملاً في المسار والأسلوب. تساءل الناس ‘ما هذا؟’ و‘كيف يمكن أن يكون خيالاً؟’ أظن أن هذا ما يحدث أيضاً في العالم العربي. نرى الآن كُتُباً باللغة العربية تتّسم بخفّة أكبر ومواكبة للعصر، كما أنها تقوم أكثر على التجربة والاختبار’’.
وتتابع "لا يرغب الجميع في قراءة مجلّد من العيار الثقيل، فقد تحتاج إلى شهادة جامعية لتفهم نصفه. يريد الناس القراءة بهدف الاستمتاع... أظن أنها إضافة مذهلة إلى عالم الكتب’’.
تقام فعاليات مهرجان الآداب 2013 في فندق إنتركونتيننتال، فيستيفال سيتي، دبي، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبالاشتراك مع طيران الإمارات وهيئة دبي للثقافة والفنون المعنيّة بشؤون الثفافة والفنون والتراث.
تشمل الأنواع والمواضيع التي يتضمّنها المهرجان: الرسوم المتحرّكة، الفنون، السير الذاتية، تجليد الكتب، الأعمال، فن الخط العربي، الكوميديا، فن الطبخ، الكتابة الإبداعية، الخيال البوليسي، الأحداث الراهنة، الدراما، ترتيب الحدائق، الخيال التاريخي، التاريخ، الصور، الصحافة، اللغة، الآداب، النقد الأدبي، الخيال الأدبي، الخرائط البيانية، الشِّعر، الخيال والرواية الشعبية، علم النفس، الخيال العلمي، العلوم، كتابة السيناريو، تحسين الذات، والرياضة والسفر.