السبت، 12 أكتوبر 2024

الاستثمار في سنة الأفعى

بقلم جوانا أندروز

Shutterstock ©

في 10 فبراير بدأ العام الجديد في التقويم القمري الصيني يُمثَّل كل عام بواحد من المخلوقات الاثني عشر في دائرة الأبراج الصينية. فقد ولّت سنة التنين، وبدأت سنة أفعى المياه السوداء. لكن ما معنى ذلك بالنسبة إلى ما يحمله إلينا العام الجديد؟ جوانا أندروز تلقي نظرة على توقّعات إحدى شركات الوساطة البارزة في آسيا...

يقال إن الوحدة والسفر والحركة والصداقة هي العناوين الأساسية في سنة الأفعى، بحسب المعتقدات القديمة. يشكّل العام الجديد الصيني مناسبة للترحيب بالعمر المديد، والثروة والازدهار، والتخلّص من السلبية الماضية. يقال إن الأفعى مخلوق حكيم وغامض، ويتوقّع المحللون أموراً جيدة في العام الجاري، مشيرين إلى أنه قد يحمل "الكثير من الفرص الجديدة الرائعة’’.

أصدرت الوساطة المالية CLSA التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها، مؤشر "فنغ شوي’’ السنوي التاسع عشر الذي هو أقرب إلى النظرة الفكاهية التي تتوقّع الشركة من خلالها ما تخبّئه الأقدار لسنة الأفعى (التي تأتي مرة كل 60 عاماً). يستند المؤشر إلى مبادئ فنغ شوي، وهي ممارسة صينية تُصنَّف في خانة العلوم الزائفة.

قالت مارينا كو التي تصف نفسها بأنها عالِمة في الفنغ شوي "الأفعى تطرح جلدها، وهذا يعني حدوث تغييرات جذرية’’.

يتضمّن التقرير توقّعات عن الأسواق المالية والأملاك والمشاهير. التوقّعات الفلكية السنوية هي من أبرز التقارير الصادرة عن CLSA التي ينتظرها كثر حول العالم، ويطّلع عليها العملاء من مختلف أنحاء آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وفي حين تشدّد الشركة الاستثمارية على أنها "نظرة مرِحة إلى أسواق الأسهم’’، تملك فريقاً من حوالي ستّة أشخاص فضلاً عن متخصّصين في علوم الـ"فنغ شوي’’ يعملون على التقرير لأشهر عدّة قبل نشره، ويأخذه العملاء على محمل كبير من الجدّية. إذا كنتم تشكّكون في مصداقيته، ما عليكم سوى النظر إلى سجل الشركة.

لم تكن سنة الأفعى محظوظة في السابق. يكفي أن نذكر أن سنة الأفعى حلّت في العام 1929 (الركود الكبير)، والعام 1941 (هجوم بيرل هاربور)، والعام 1989 (مجزرة ساحة تيانانمن)، والعام 2001 (انفجار فقاعة الإنترنت وهجمات 11 سبتمبر). لكن على الرغم من أنها لم تكن جيّدة في الماضي، تتوقّع CLSA أن تكون أفضل من سابقاتها هذا العام.

تدرك كو أن الأمور ستختلف هذه المرّة لأن العناصر الخمسة - النار والمياه والأرض والمعدن والخشب - موجودة. تقول إنه في العام 2013 "هناك توازن جيّد في العناصر الخمسة الأساسية... التي يجب أن تسود في الاضطرابات الكبيرة’’.

في سنوات الأفعى الثلاث الأخيرة، خسر "مؤشر هانغ سنغ’’ في هونغ كونغ 6 في المئة، و12 في المئة، و34 في المئة على التوالي. لكن CLSA تتوقّع أن يكون النصف الأول من العام جيداً بالنسبة إلى المؤشر - انطلاقا من ارتفاع الأسعار بتحفيز من الموارد بين مايو ويوليو، لكنها تحذّر من التقلبات الواسعة النطاق في النصف الثاني من العام. إلا أنه يُتوقع أن يسجّل المؤشر ارتفاعاً جيدا في نهاية العام، بما يجعله يتخطّى المعدّل الذي بدأ عنده.

أما القطاعات الأفضل أداء فيُتوقَع أن تكون تلك المتعلّقة بالمعادن، مثل المصارف والوساطة والأسهم المالية، إلى جانب تلك المتعلّقة بالمياه على غرار الخدمات اللوجستية.

تضيف كو "تُسجَّل زيادة في مؤشّر هانغ سنغ بتحفيز من الموارد في الربع الثاني من العام. إلا أن الخطر يزداد مع الوقت، ويصبح المؤشر أكثر تقلّباً في النصف الثاني من العام، لكن ثمة فرص جيدة’’.

سوف تكون القطاعات الأخرى المرتبطة بالخشب على غرار الملابس والموضة والتجزئة وشركات أخرى، مستقرّة نسبياً، في حين أن القطاعات المتعلّقة بالأرض مثل الزراعة والإنشاءات والأملاك ومواد البناء والموارد ستكون مخيِّبة للآمال.

أما في ما يختص بالذهب، فربما تعتقدون أن سعره وصل إلى الذروة ولن يرتفع أكثر، لكن شركة CLSA تقول "يرتفع سعر الذهب ليصل إلى 2500 دولار للأونصة، والفضّة إلى 50 دولاراً للأونصة، ويسجّل سعر اليورانيوم زيادة كبيرة’’.

التواريخ التي تحمل مؤشرات التفاؤل الأفضل في الأشهر الاثني عشر المقبلة هي 28 فبراير، و14 مايو، و26 يونيو، و13 أغسطس، و16 أكتوبر، و7 يناير، على الرغم من أن التقرير لم يذكر ما الذي يجب فعله بالضبط في تلك التواريخ على الصعيد الاستثماري.

تقول شركة CLSA إن سندات البلديات والشركات في الولايات المتحدة هي "الفقّاعة المقبلة التي ستنفجر’’. ويتوقّع التقرير أيضاً "سنة صعبة’’ لرئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بن برنانكي، "وسوف يأتي الجزء الأكبر من المصاعب من الشرق’’.

سواء صدّقتم التقرير أم لا، يتمسّك المستثمرون الأجانب بأي نصيحة استثمارية، ولو كانت غير تقليدية، نظراً إلى الهشاشة الكبيرة التي يعاني منها جزء كبير من الأسواق العالمية.
Gong Xi Fa Cai أو عاماً سعيداً!

تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
المزيد من المقالات بقلم