فيما تعمل مجموعة الحبتور بزخم على تطبيق برنامج التوطين الذي يهدف إلى زيادة توظيف الإماراتيين، تحدّثت جوانا أندروز مع محمد فاضل المزروعي، المدير العام الشاب والديناميكي في المجموعة. المزروعي الذي لم يتجاوز التاسعة والثلاثين من العمر، ليس متألقا وحسب، بل هو الإماراتي الأطول خدمة في المجموعة المعروفة الذي لا ينتمي إلى أسرة الحبتور.
كان #محمد_فاضل_المزروعي يحلم خلال نشأته بأن يصبح ربّان سفينة، شأنه في ذلك شأن معظم الفتيان في سنّه. واليوم، يشغل منصب المدير العام في واحدة من أشهر الشركات التي تحتلّ موقعاً رائداً في #الإمارات، وهو ما لم يتخيّله ربما في أغرب أحلامه.
ارتقى المزروعي عبر السلّم الوظيفي في المجموعة التي تضمّ أقساماً متنوِّعة، ليصبح من الإماراتيين الأعلى مكانة في مجموعة شركات الحبتور، إلى جانب رئيس مجلس الإدارة #خلف_أحمد_الحبتور ونائبه ورئيسه التنفيذي محمد الحبتور. يروي المزروعي أن الرحلة إلى الصدارة كانت "مشوِّقة ومبهِجة". انضم إلى المجموعة في أواخر التسعينيات، حيث بدأ متدرِّباً في فندق متروبوليتان في شارع الشيخ زايد، قبل أن يصبح مندوب علاقات عامة وحكومية. وبعد أربعة عشر عاماً، ها هو يؤدّي دورا حيويا في المجموعة.
يرتدي القول المأثور "الدم لا يصير ماء" أهمية قصوى بالنسبة إلى جميع رجال الأعمال الكبار في #الإمارات، ورئيس مجلس إدارة #مجموعة_الحبتور، #خلف_أحمد_الحبتور، واحدٌ منهم. لكن خلافا لمعظم الشركات العائلية حيث يتسلّم أفراد العائلة حصراً المناصب العليا، لطالما آمنت #مجموعة_الحبتور بأهمية تمكين كوادرها، ومكافأة من يتألّقون من بينهم، على غرار المزروعي، وترقيتهم.
قبل الانضمام إلى #مجموعة_الحبتور، كان المزروعي يعمل في هيئة أبو ظبي للاستثمار. لكن الشاب الذي يصف نفسه بـ"فتى الجميرا" لم يستطع أن يبقى بعيداً عن شواطئ #دبي لفترة طويلة، فحزم أمتعته وغادر أبو ظبي للعمل في شركة بناء السفن التي تملكها عائلته في الجميرا.
لم يكن النجاح دائماً حليف الشاب، على الأقل في نظر والده الذي طرده من العمل بعد شهر واحد فقط. يقر المزروعي "لم أكن متفانيا في العمل في ذلك الوقت". ولم يرتقِ إلى مستوى التحدّي وما يتطلّبه القطاع الخاص من عمل دؤوب ومجتهد إلا بعدما أخذته #مجموعة_الحبتور تحت جناحها. يقول "كنت محظوظاً لأن الفرصة سنحت لي للعمل في #مجموعة_الحبتور، وقد تلقّفتها على الفور. كان الجميع قد سمعوا بمجموعة الحبتور. كانت شركة كبيرة".
يروي المزروعي أنه انجذب إلى القطاع الخاص بفضل الحبتور، في شكل أساسي، والسمعة التي يتمتّع بها: "أنا محظوظ جداً وأعتبر أن رئيس مجلس الإدارة هو مرشدي ومعلّمي. إنه صاحب الفضل في ما أنا عليه الآن، وأريد أن أتعلّم المزيد عن آرائه، وأن أستمرّ في النمو في ظل إدارته وتوجيهاته. إنه سيّد هذا النوع من الأعمال، ومن يتعلّم منه ينجح بالتأكيد".
يردف قائلاً بأن العمل مع #مجموعة_الحبتور يطرح تحدّيات كثيرة: "المعايير التي يضعها رئيس مجلس إدارتنا عالية جداً، يجب أن يُنجَز كل شيء على أكمل وجه. كل يوم هو تحدٍّ في #مجموعة_الحبتور، لكن هذا بالضبط ما يجعل العمل مشوِّقاً؛ لا تعرف ما الذي ينتظرك. كل عمل نقوم به هو مشروع ضخم في ذاته".
يضيف المزروعي أنه شكّل حالة نادرة في البداية، لأن عدد الإماراتيين العاملين في القطاع الخاص كان ضئيلا جداً في السابق. يروي باعتزاز "في بداية الألفية الحالية، كان هناك إماراتيان فقط من خارج عائلة الحبتور يعملان هنا. لطالما كانت #مجموعة_الحبتور رائدة في مجالات عدّة". ولا تزال الشركة حتى الآن أشبه بمنظمة الأمم المتحدة، حيث ينتمي العاملون فيها إلى بلدان وثقافات متعدّدة.
يقول المزروعي الفخور بانتمائه الإماراتي، إن هناك أفكارا خاطئة عن الإماراتيين: "نحن شعب مجتهد. انظروا إلى الشوط الكبير الذي قطعته #الإمارات في فترة زمنية قصيرة. والفضل في ذلك يعود إلى الرؤية والاجتهاد في العمل اللذين يتحلّى بهما القادة ورجال الإعمال الإماراتيون، على غرار خلف الحبتور. فهم من جعلوا بلدنا على ما هو عليه اليوم". يلتقط أنفاسه، ثم يتابع "لهذا لا يمكنني أن أعيش في أي مكان آخر. لا أجد مكانا أفضل من #دبي. إنها تسري في عروقي. إنها شريان الحياة بالنسبة إلي".
لقد شهد المزروعي على تحوّل #دبي من صحراء إلى مدينة عالمية. يشعر بالحنين إلى الماضي لبضع لحظات مستعيدا الذكريات "عندما أعود بالذاكرة إلى مرحلة الطفولة، أصاب بالدهشة أمام التغيير الذي عرفته بلادي. كان جدّي صيّاد سمك. أكثر الأوقات التي أتذكّرها في طفولتي هي عندما كنت أذهب لصيد السمك؛ لم تكن هناك مبانٍ، بل فقط مساحات مفتوحة ومياه صافية جداً. كنت أعود Å من المدرسة إلى المنزل يومياً لأجلس وأشاهد جدّي يعمل على المراكب طوال ساعات".
يروي المزروعي "عندما كنت صغيراً، معظم الإماراتيين الباحثين عن عمل لم يكونوا يفكّرون حتى في دخول القطاع الخاص. كان من الطبيعي أن يسعوا إلى التوظّف في القطاع العام. لكن تطوّرت الأمور مع مرور الوقت".
ويضيف "بات الشباب الإماراتيون المهنيون واسعي المعرفة والثقافة، وتغيّرت عقلياتهم. لقد أصبحوا ينجذبون إلى القطاع الخاص، وتستطيع شركات مثل #مجموعة_الحبتور أن تستفيد من هذا التغيير في العقلية".
لكن ما رأيه باشتداد المنافسة من الإماراتيين الذين ينضمون إلى المجموعة في إطار حملة التوطين التي تسعى إلى تفعيل توظيف الإماراتيين في القطاع الخاص؟ يجيب "إذا كان أحدهم أفضل مني، فلا مانع لدي، شرط أن يقدّم أو تقدّم للمجموعة أكثر مما أستطيع أن أقدّمه أنا".
إذاً ما الذي يطمح إليه المزروعي؟ انطلاقاً من تاريخه العريق في #مجموعة_الحبتور والمسيرة المهنية اللامعة التي يخوضها ضمن صفوفها، يختم قائلا "فيما نستمرّ في النمو، ستكون هناك دائماً فرص جديدة ومثيرة للاهتمام، بغض النظر عن المنصب الذي أشغله".
لعل حلم طفولته قد تحقّق، فها هو يبحر عبر أقسام #مجموعة_الحبتور المتنوّعة ليصبح ربان مؤسسة متعدّدة الجنسيات تتمتّع بالوضوح في الاتجاه والرؤية القيادية.