Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور تحيـــة الى لبنـــان كلمة رئيس مجلس الإدارة



 

ولد عثمان بن عفان بمكة المكرمة بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بست سنوات. كان عثمان غنياً شريفاً في الجاهلية. وكان من أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لكثير من الأمور، لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته. كما كان شديد الحياء ومن كبار التجار، واسع الجاه، ذكي النفس، لم يقترف فاحشة لا في الجاهلية ولا في الإسلام

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر.‏ يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد الرابع لجهة أبيه‏‏‏‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي في عبد مناف.

.أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس،  وأم أروى هي البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله.

لقبه ذو النورين لأنه تزوج بنتي الرسول محمد، وكان الرسول يحبه جداً وقال فيه "أصدق أمتي حياءً عثمان‏." 

أسلم عثمان في أول الإسلام، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين.  دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له:

"ويحك يا عثمان، واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل. هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع‏؟‏" فقال‏:‏ "بلى، واللَّه إنها كذلك." قال أبو بكر‏:‏ "هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟"‏ فقال‏:‏ "نعم"‏.

حينها مر بهما رسول الله فقال‏:‏ ‏("يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏)‏."‏

يقوا عثمان:‏ "فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمد رسول عبده ورسوله. ثم لم ألبث أن تزوجت رقية‏."‏

ذو النورين

رقية هي بنت رسول اللَّه، أمها خديجة. تزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وعثمان‏.‏ وكان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها.

هاجرت معه رقية إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وولدت له في الحبشة ولدًا فسماه‏ عبد اللَّه‏. وكان عثمان يُكنى به ولما سار رسول إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول ولكنها توفيت قبل عودة الرسول إلى المدينة.

حزن عثمان عليها حزناًً شديداً فزوجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقب بذى النورين. وأم كلثوم أصغر من أختها رقية، وأمها خديجة. لم تلد من عثمان ولدًا، وتوفيت سنة تسع للهجرة.

جيش العسرة

يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، وأتى الاسم من قوله تعالى‏:‏ "لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة."

نادى رسول في الناس للخروج لمقابلة الروم حين أتته أخبار تأهبهم لقتاله. وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة فجاءوا بصدقات كثيرو. كان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق، فتبرع بماله كله فقال له النبي‏:‏ ‏‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏؟‏‏‏ قال‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله‏.‏ وجاء عمر بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏‏هل أبقيت لهم شيئًا‏؟‏‏ ‏قال‏:‏ نعم، نصف مالي.

وجهَّز عثمان ثلث الجيش بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقلبها الرسول في حجره وهو يقول‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏.‏ وقال ‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة." كما اشترى عثمان بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وجعلها سبيلاً للمسلمين‏.‏

توليه الخلافة

ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا، وقد تولى الخلافة بعد اغتيال عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة. ذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر. فطلب منهم عمر أن يختاروا خليفة من بينهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن. تشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان وبايعـه المسلمون بيعة عامة سنة 23 للهجرة. وأصبح ثالث الخلفاء الراشدين.

بدأ عثمان عهده بأن كتب إلى الولاة وعمال الخراج ينصحهم بالسير في طريق العدل والإنصاف والمساواة بين الناس. وعمل عثمان على توطيد ركائز الدولة الإسلامية في كثير من البلاد التي تم فتحها من قبل، كما نجح ولاته في ضم مناطق جديدة إلى حوزة الدولة الإسلامية.

في سنة 24هجرية، جرى غزو أذربيجان وأرمينية للمرة الثانية على يد الوليد بن عقبة بعد أن امتنع أهلها عن دفع ما كانوا قد صالحوا المسلمين عليه، وفى العام نفسه وصل معاوية بن أبى سفيان إلى الشام لصد جيوش الروم التي تحركت لغزو الشام واستعادتها من المسلمين، فأرسل جيشًا من أهل الكوفة بقيادة سلمان بن ربيعة الباهلي في ثمانية آلاف رجل وأوقعوا بهم.

 وتوالت الفتوحات الإسلامية فعاود معاوية بن أبى سفيان غزو الروم، وتوغل في أرضهم حتى وصل عمورية، وكان معاوية يهدف من وراء ذلك إلى شغل الروم بالدفاع عن الأقاليم المتاخمة للقسطنطينية فيسهل عليه فتح ما تبقى لهم من قلاع وحصون على ساحل الشام، وقد نجح في ذلك ففتح قنسرين وغيرها.

 
وفى الشرق بلغت فتوحات المسلمين أفغانستان. وامتدت رقعة الدولة
الإسلامية شرقاً في عهده حتى وصلت إلى بحر قزوين ووسط آسيا.

وفى سنة 27هـ جهز الخليفة عثمان جيشًا لفتح شمال إفريقية، أمد جيش الفتح في العام التالي بقوات جديدة في مقدمتها عدد من أعلام الصحابة كعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص. انتصر جيش المسلمين على الجيش البيزنطي وسميت هذه بغزوة "العبادلة"، واستولى المسلمون على أرض تونس سنة 27هجرية.

 وحين استأذن معاوية بن أبي سفيان، والي الشام، الخليفة عثـمان في تأسيس أسـطول بحري لصـد غارات الأسطول البيزنطي على سواحل الشام ومصر أذن له، فأعد معاوية، ومعه عبد الله بن سعد بن أبى سرح والى مصر، أسطولاً قوياً تمكن به من فتح جزيرتي قبرص ورودس في البحر المتوسط.

ولما بلغ هرقل إمبراطور الروم خبر استيلاء العرب على أملاكه في إفريقية جهز أسطولاً كبيرًا مؤلفا من 600 مركب، واتجه به من القسطنطينية في البحر إلى ناحية تونس هادفًا إلى القضاء على البحرية الإسلامية الناشئة، فخرج إلى الأسطول الإسلامي بقيادة عبد الله بن سعد بن أبى سرح، والتقوا بمراكب الروم بالقرب من شواطئ كيليكيا فانهزم أسطول الروم، وفر قائده بما بقى من مراكبه في موقعة ذات الصوارى سنة 31هجرية.


وهكذا فقد كانت الفتوحات الإسلامية أيام عثمان بن عفان كبيرة وواسعة إذ أضافت بلادًا جديدة في إفريقية وقبرص وأرمينيا، وأجبرت من نقض العهد إلى الصلح من جديد في فارس وخراسان.
وضمت فتوحات جديدة في بلاد السند وأفغانستان وفرغانة.

جمع القرآن

فتحت أرمينية سنة 25 للهجرة في عهد عثمان، وكان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان من جملة من فتح أرمينية من أهل الشام وأهل العراق، وكان هو قائداً على أهل المدائن وهي من مدن أعمال العراق.

 

وفوجئ حذيفة بن اليمان بتنازع أهل الشام وأهل العراق في القرآن؛ أهل الشام يقرؤون بقراءة أبيّ بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، وأهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام.

 

ورأى حذيفة ناسا من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم، وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد بن عمرو، ورأى أهل البصرة يقولون مثل ذلك وأنهم قرؤوا على أبي موسى الأشعري.

 

أثار هذا الاختلاف في قراءة القرآن حذيفة بن اليمان وخشي من مغبة الاختلاف والفرقة؛ فترك أرمينية وتوجه على الفور إلى الخليفة عثمان ، وقال له: "يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى".

 

لقي كلام حذيفة بن اليمان استجابة عند الخليفة. وكان هو نفسه قد لمس بوادر هذا الاختلاف في المدينة، وعبّر عن هذا بقوله: "أنتم عندي تختلفون؟ فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافاً." وبدأ في استشارة الصحابة حول هذا الاختلاف، واستقر الرأي على أن يجمع الناس على مصحف واحد؛ حتى لا يكون ثمة فرقة واختلاف.


رسل عثمان بن عفان إلى السيدة حفصة بنت عمر، وكان المصحف الذي جمعه زيد بن ثابت بأمر من أبي بكر الصديق محفوظاً عندها. وأمر عثمان بتشكيل لجنة من الحفظة لنسخ المصحف الذي جُمع في عهد الصديق في عدة نسخ. وهذه اللجنة ضمت زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعدداً آخر ساعد في الكتابة والنسخ. وكانوا جميعا ممن عُرفوا بالضبط والمعرفة والإتقان.

 عتمد الجمع في عهد عثمان بن عفان على عمل اللجنة الأولى التي تولت الجمع على عهد أبي بكر الصديق، وهو المصحف الذي اعتمد على الأصل المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بأمره. وكان الجمع يتم تحت إشراف الخليفة عثمان بن عفان حتى يخرج العمل على أكمل وجه وعلى أعلى درجة من الجودة والإتقان.

اقتصرت اللجنة في الجمع على القراءة المتواترة المعلوم عند الجميع ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت وجوهها، حتى لا تكون فرقة واختلاف، فإن ما يعلم الجميع أنه قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلفون فيها، ولا ينكر أحد منهم ما يقرؤه الآخر.

ويشتمل الجمع على الأحرف التي نزل عليها القرآن، كالكلمات التي تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم النطق بها على أكثر من وجه، مثل "فتبيّنوا" التي رويت أيضا "فتثبتوا"، و"ننشزها" التي رويت "ننشِرها" و"وننشرُها"، وهذه الكلمات أبقتها اللجنة خالية من أية علامة تقصر النطق بها على وجه واحد.

والتزمت اللجنة بترتيب الآيات والسور على النحو الذي تلقاه المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الترتيب الذي روعي في جمع أبي بكر.

وبعد الفراغ من كتابه المصحف الإمام، كان يراجعه زيد بن ثابت عدة مرات، ثم يراجعه الخليفة عثمان بنفسه زيادة في الاطمئنان من خلو المصحف من أي نسيان.

وبعد كتابة المصحف الإمام نُسخ منه عدد من المصاحف، وبعث بها عثمان إلى الآفاق، فبعث إلى الكوفة وإلى البصرة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين، وأمسك عنده بمصحف، وأمر بحرق ما سوى ذلك من المصاحف، وبعث إلى الأمصار يقول لهم: "إني صنعت كذا وكذا، محوت ما عندي فامحوا ما عندكم." وقد استجاب المسلمون جميعا لصنيع عثمان واستحسنوه، وكان الصحابة يقولون: "أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان."وقد اشتهر هذا المصحف بمصحف عثمان، أو المصحف العثماني، وهو المتداول بيننا الآن، ويقرأه المسلمون جميعاً.

استشهاده

في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الإسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالإسلام لم تتشرب روح النظام، أراد بعض الكارهين للدين الجديد اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم. فأخذ هؤلاء الذين تقدمهم يهودي ادعى الإسلام هو عبد الله بن سبأ يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على العصيان. فانخدع بقولهم بعض من غرر به وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم.

هناك وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل عن الخلافة فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة  وفند افتراءاتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم. فرجعوا الى بلادهم لكن بعد أضمروا شراً وتواعدوا على الحضور ثانية إلى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبد الله بن سبأ.

وفي شـوال سنة  35 للهجرة، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتاباً بقتل أحد زعماء أهل مصر وجدوه مع بريد الخليفة وهو ما أنكره عثمان، لكنهم حاصروه في داره طوال أسابيع ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل وقطعوا عنه الماء. ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم. لكن الخليفة منعهم عن ذلك نهائياً. إذ لم يرد أن يسيل من أجله دم مسلم. ولكن المتآمريـن اقتحموا داره بغتة من الخلف (من دار أبي حَزْم الأنصاري) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها، وتمكنوا منه وهو يقرأ القرآن فسال دمه على المصحف ومات شهيداً، فسقطت أول قطرة من دمه على قول الله تعالى "فسيكفيكهم الله

 


 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289


 

الصفحة الرئيسيـة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

اسـرائـيـل و تسـيـيـس...

تحيـــة الى لبنـــان

التمـويل الا سـلامـي

متى يعـلم الامريكـيـون.....

أســتـون مارتـن

فـريا شتـارك

السكـر

العـبقـرية الـبشـرية

عـثمان بن عـفان

هـاجـــر

سـوقـطرة

كـأس عــالـمي

الحـبـتـور لـلمشاريع...

أخــبـار الحـبتــور

مـــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا