Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مــتـــــــــــرو  دبـــــــــــــي... كلمة رئيس مجلس الإدارة

 الصفـحـة الـرئيسيـة
 

 كلمـــــة رئيـــس مـــجــلـــــس الإدارة
 

 مــتـــــــــــرو  دبـــــــــــــي
 

فــــــعنــــــــــونــــــــــــو
 

 قــــــــافـــلــــــة المـــــــــوت
 

  الحبتــــــــــــور لانــــــــــــد 
 

أبناءإلــــه " أقــل شأنـــاً"
 

أوبار تنهض من تحت الرمال
 

نســـــاء خــلـــدهـــن التــاريــخ
 

عجـــــائــب العــــالــــم العـــربــــــي
 

جــــــــابــــــر بــــن حــيــــــان
 

صهيل الأصايل... صدى دبي
 

لحبتــــور للـــمشـــاريـــــع الــهـــندســيــــة
 

أخبـــــار الحبتــــور

مـــــــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

 

 

دوماً ما كانت المصائر القاسية هي نصيب الأفغان. حين كان السوفييت في بلادهم، سقط من الأفغان أكثر من مليون قتيل وملايين أخرى أصبحت مشردين أو مشوهين. الجنود السوفييت متهمون بأنهم كانوا يحرقون قرى بأكملها وينقعون الأفغان بالبنزين قبل إشغال عود كبريت.

 وما كاد الأفغان يهنأون برحيل الجيوش السوفييتية حتى أتى تحالف الشمال ليتسلم سلطة  ظاهرية في البلاد ودفع بأفغانستان نحو حرب أهلية شرسة حولت المدن إلى خرائب. ثم أتت حكومة طالبان باضطهادها للنساء وعقوبات الجلد وقطع اليد العلنية.

 

لكن هل كانت القوات الأمريكية ورجالها من تحالف الشمال الذين اسبغت عليهم مديحها تحت راية الديمقراطية الزائفة أفضل حالاً؟

 

الجواب هو لا، حسب دونكان كامبل وسوزان غولدنبرغ من صحيفة غارديان وحسب منظمة مراقبة حقوق الإنسان وحسب جامي دوران المخرج والمنتج السينمائي الأيرلندي الشهير. فلكثير من الأفغان كانت "عملية الحرية الدائمة" أسوأ كابوس عاشوه.

 

الإهانة والعنف

في مقالة نشرتها غارديان يوم 23 يونيو 2004، يتحدث كامبل وغولدنبرغ عن الانتهاكات العنيفة والاساءات الجنسية التي حدثت في "شبكة أمريكا السرية من السجون في أفغانستان". يكتب الاثنان عن كابوس سيد نبي صديقي، ضابط الشرطة السابق البالغ من العمر 47 عاماً، الذي اعتقلته قوات التحالف العام الماضي. يتحدث صديقي عن "الجنود الأمريكيين الذي عروه من ملابسه وصوروه عارياً وأطلقوا الكلاب عليه وقالوا إن زوجته عاهرة."

 

جاء في المقالة ما يلي: "في تحقيق معمق أجرته غارديان، تضمن لقاءات مع سجناء سابقين في باغرام ومصادر عسكرية أمريكية رفيعة ومراقبين من جماعات لحقوق الإنسان في أفغانستان، كشفنا دلائل كثيرة على تعرض المعتقلين للضرب والإهانة الجنسية والإجبار على البقاء مدد مطولة في وضعيات مؤلمة.

 

"معتقلون، لم توجد لأي منهم أي تهمة، أخبرونا أن الجنود الأمريكيين يرجمونهم بالحجارة... ويعرونهم أمام مجموعات من المحققين. قال لنا أحد المعتقلين أنه حتى يحصل على إطلاق سراحه بعد عامين في السجن تقريباً، كان عليه أن يوقع على اعتراف بأنه تعرض للأسر وهو يقاتل في إحدى المعارك، فيما الحقيقة أنهم اعتقلوه وهو يقود سيارة التاكسي التي يعمل عليها ومعه أربعة ركاب."

 

ويقول الصحفيان في مقالتهما بالبنط العريض "قالوا لي هذه هي أمريكا... إذا أمرك جندي أن تخلع ملابسك، يجب أن تنفذ الأمر."

 

نور آغا، 35 عاماً وأب لأربعة أطفال، اعتقل في باغرام ثم في غارديز ويقول إنهم أجبروه على شرب 12 قنينة ماء ولم يسمحوا له بعدها بالذهاب لقضاء الحاجة. ويقول إنه وآخرون كبلت أيديهم وأجبروهم على الجثو على ركبهم "في فسحة ضيقة بين جدارين والشمس تضرب رؤوسهم مباشرة 10 ساعات يومياً."

 

التقرير الذي نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان أوائل هذا العام اتهم الأمريكيين باعتقال الأفغان لمدد غير محدودة في "ثقب أسود قانوني" بدون أي رقابة أو مراجعة وبتهديد حياة المدنيين عبر استخدام المروحيات الهجومية في المناطق السكنية المكتظة بالبشر. كما يتحدث التقرير أيضاً عن تكتيكات "رعاة البقر" تستخدم ضد الناس "الذين يتبين عموماً أنهم مواطنون يحترمون القانون" بما ذلك استخدام القنابل اليدوية لاقتحام الأبواب بدلاً من طرقها.

 

 

يقول براد آدامز، المدير التنفيذي للفرع الآسيوي في منظمة مراقبة حقوق الإنسان: "الولايات المتحدة تقدم مثالاً مريعاً في أفغانستان بممارستها في الاعتقال... المواطنون المدنيون يعتقلون في ثقب أسود قانوني بدون محاكمات ولا استشارة قانونية ولا زيارات للأقارب وبدون أدنى حماية قانونية لهم."

 

قافلة الموت

هناك تقارير مريعة عن مصير حوالي 3 آلاف يزعم بأنهم مقاتلون من طالبان موجودين بيد زعيم الحرب من تحالف الشمال الجنرال عبد الرشيد دستم بتواطئ أمريكي تدور منذ 20 ديسمبر 2001، لكن حتى الآن لم يتم إجراء أي تحقيق رسمي بشأنها.

 

المزاعم، التي بدأت شائعات مكتومة، تنطلق للعلن حالياً بعد أوصاف شهود عيان تثير الغثيان قدمها ثلاثة معتقلين بريطانيين سابقين أطلق سراحهم من معتقل غوانتانامو أوائل هذا العام. وهذه الشهادات اكتسبت مصداقية الآن بعد أن أيدتها النتائج التي توصل إليها فريق من الأطباء الأخصائيين الذين كلفتهم الولايات المتحدة بالكشف عن قبور جماعية إضافة لفيلم وثائقي مرعب أخرجه جامي دوران.

 

أعمال القتل هذه حدثت بين حصن قلعة الزيني وسجن شربرغان ورمال صحراء دشت الليلي على مدى أربعة أيام. يقول دوران أن الجنود الأمريكيين كانوا متواطئين في جرائم الحرب هذه غير أن البنتاغون أنكر أن يكون هناك جنود أمريكيين حتى بالقرب من أماكن حدوثها أو أن يكون للجيش الأمريكي أي علم بحدوث مثل هذه المذبحة.

 

غير أن دوران يؤكد: "الآن نستطيع كشف أن البنتاغون كان يكذب.

 

"لقد أكد الشهود أن 150 جندياً أمريكياً تقريباً كانوا موجودين في شربرغان وحتى حدوث المذبحة المرعبة ويقول دوران إن صورة التقطت في 1 ديسمبر 2001 "تؤكد وجود الأمريكيين هناك."

 

"مذبحة الأفغان: قافلة الموت" هو العنوان الذي اختاره دوران لفيلمه الوثائقي الذي يمتد ساعة والذي يفصل فيه بالصورة ذبح حوالي 3000 رجل  -يفترض أنهم كانوا يقاتلون إلى جانب طالبان- بعضهم استسلم بعد حصار قندوز وعقب تسلمهم ضمانات بأنهم سيكونون آمنين.

 

تبعاً لما يذكره فيلم دوران، فإن آخرين جرى تسليمهم للتحالف الشمالي لمجرد أنهم يتحدثون البشتونية. وأظهر الفيلم قرويين تعرضوا لتهديدات دستم نفسه بأن يسلموه مشتبهين بكونهم طالبانيين أو غيرهم. ومع أن دوران لم يدرك الأمر حين كان يصور فيلمه، إلا أن ثلاثة من هؤلاء الآلاف الثلاثة كانوا زملاء له في مدرسة بريطانية في بلدة تيبتون في ويست ميدلاندز، وأصبح هؤلاء الثلاثة يعرفون باسم ثلاثي تيبتون.

 

فيلم قافلة الموت يكشف عبر شاهد عيان كيف تم قتل المعتقلين عبر وضعهم في حاويات معدنية لا منفذ هواء لها تركوا بداخلها حتى الموت اختناقاً تحت لهيب حرارة الشمس. وحين أخذ السجناء يصرخون قائلين إنهم لم يعودوا قادرين على التنفس، أخذ الحراس يطلقون نيران رشاشاتهم على الحاويات كيفما اتفق ليقتلو ويجرحوا السجناء داخلها.

 

أحد هؤلاء الحراس قال لدوران: "أطلقت الرصاص على الحاويات لإحداث ثقوب فيها من أجل التهوية. بعضهم قتل. لاحظت أن الدم كان يسيل من الحاويات..."

 

في الفيلم، تحدث الناجون عن لعق عرق جثث الأموات وعض أخرى للحصول على بعض الرطوبة بأي شكل كان، أوصاف قدم المعتقلون البريطانيون مزيداً من التفاصيل حولها.

 

أحد مقاتلي دستم يصف المشهد حين فتح أبواب الحاويات آخر مرة في سجن شربرغان. يقول: "لن أنسى ما حييت الرائحة. كانت رائحة تجعلك تنسى أي رائحة أخرى قد تكون شممتها طوال حياتك."

 

كثيرون من الباكستانيين والشيشان والعرب والأفغان وغيرهم ممن نجوا من محنة الأيام الأربعة تلك قبل أن ينقلوا بعدها إلى الصحراء مع جثث رفاقهم السابقين في السجن ليعدموا هناك.

 

شاهد ظهر في فيلم دوران يقول: "كل المرضى والجرحى نقلوا إلى شاحناتي وأحضرناهم إلى المنطقة التي نحن فيها الآن. ثم أخذوهم من الشاحنات إلى أنحاء متفرقة وأعدموهم بالرصاص."

السائقون أخذوا دوران وفريقه إلى حيث أمروهم أن ينقلوا الجثث. في البداية تردد الإيرلندي الملتزم في الإعلان عن الموقع، خشية أن يعمل أحدهم على إخفاء الأدلة للتغطية على الجرائم.

 

 

وحين سأل أحد السائقين عن عدد الجنود الأمريكيين الذين كانوا في المكان، أجاب "الكثير منهم... ربما 30 أو 40."

 

ومثل البنتاغون، أنكر دستم هذه المزاعم قائلاً إن حوالي 3 إلى 4 آلاف مقاتل استسلموا في قندوز وقد قدم بيانات بشأنهم. غير أن أحد جنرالات دستم يظهر في فيلم دوران ويقول إنه شخصياً أحصى أكثر من 7 آلاف أسير قبل أن يسلمهم لرجاله لنقلهم إلى شربرغان.

 

إذاً هل سيجري الكشف عن جثث الآلاف الثلاثة المفقودين تحت رمال دشت الليلي؟ الطبيب الشرعي وليام هاغلاند يقول لصحيفة أوبزرفر البريطانية إنه قد يكشف عنهم. ويصف لها كيف استخرج 15 جثة من قبورها قرب شربرغان لإجراء التشريح عليها.

 

النتيجة التي قدمها هي إنهم "ماتوا اختناقاً" بما يؤيد أقوال ثلاثي تيبتون وشهود فيلم دوران. ويشير هاغلاند إلى أن هؤلاء الخمس عشرة قد لا يمثلون من البعير سوى أذنه.

 

إن لم تكن هذه التقارير صحيحة فإن من شأن أي تحقيق من كل بد أن يقضي على هذه الشائعات ويعزز مصداقية التحالف، بالنظر إلى أنه أياً كان المتهم بهذه الفظائع لا بد وأنه كان يعمل تحت إمرة وقيادة الجانب الذي هو منه. غير أن تواصل صمت التحالف لا يؤدي إلى تزايد هذه الاتهامات.

 

إن كان الجنود أو ضباط الاستخبارات الأمريكيون متواطئين بالفعل في جريمة قتل آلاف من السجناء أو إن تبين أنهم كانوا مراقبين صامتين، فحينها يجب بالتأكيد اتهامهم بذلك. وإلا، فإن المرء يتساءل عن سبب عدم رغبة البنتاغون في تبرئة نفسه.

 

يؤكد دوران على أن كل الشهود العيان الذين تحدثوا في "قافلة الموت" مستعدون للتعاون مع أي تحقيق ما دامت سلامتهم الشخصية مضمونة. وإن كان هؤلاء الأفراد الضعفاء شجعان بما يكفي للحديث، بل وفي بعض الأحيان، مستعدين للاعتراف بالفظائع التي ارتكبوها بأيديهم، فإن على التحالف أن يكون لديه الاستعداد لكسر حاجز الصمت وكشف الحقيقة مهما كانت فظيعة. وللأسف فإن اثنين من شهود العيان هم أموات اليوم.

 

وما يؤسف له هو أن حاجز الصمت يطال الإعلام الأمريكي أيضاً. إذ مع أن هذا الفيلم قد جرى بثه في كل أنحاء العالم وعلى شبكات تلفزيونية عديدة وشاهده أعضاء في البرلمان الأوروبي، فقد تجاهلته معظم صحف وتلفزيونات أمريكا.

 

 

صحيفة نيويورك تايمز في مقالات لها غطت إلى حد كبير الأوصاف التي قدمها ثلاثي تيبتون عن الانتهاكات التي تعرضوا لها وغيرهم في غوانتانامو باعتبار أن هذه الانتهاكات أصبحت شائعة ومعروفة، غير أن كل الصحف قد تجاهلت الأشياء الفظيعة التي قالها الثلاثة عن بشاعات تحالف الشمال في أفغانستان، بما في ذلك قافلة الموت.

 

إن "قافلة الموت" لا يحتمل لها أبداً أن تخضع للتحقيق ما دام البنتاغون يرفض الشروع في تحقيق. متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال لدوران إن الولايات المتحدة يمكن أن تسمح فقط بتحقيق يطال التورط الأفغاني في هذه المذبحة المزعومة، غير أنها لن تسمح أبداً بأي تحقيق مع جنودها.

 

لكن رغم سياسة الحصانة التي تتبعها الحكومة الأمريكية لجنودها ومحاولاتها حماية جنودها من أي محاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، فإن المعاملة الحالية للسجناء في أفغانستان أخذت تكتسب الاهتمام بعد الحقائق البشعة التي كشف عنها في سجن أبو غريب.

 

عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي باتريك ليهي وهو أيضاً عضو في لجنة العلاقات الخارجية في المجلس شن حملة ضد هذه الانتهاكات ضد السجناء. وقال للغارديان إن الانتهاكات في أفغانستان هي ببشاعة تلك المرتكبة في سجن أبو غريب "غير أنه لعدم ظهور صور – حسب علمنا على الأقل- فإنها لم تحصل على الاهتمام الكافي.

 

"السجناء في أفغانستان تعرضوا لمعاملة وحشية ومهينة وبعضهم مات من جرائها. إن هذه الانتهاكات هي امتداد لنموذج أشمل ينبع من موقف البيت الأبيض القائل إن كل شيء مقبول في الحرب ضد الإرهاب حتى لو كان يتجاوز المسموح قانونياً. ليس من المطلوب فحسب التحقيق في هذه الحوادث تماماً ومعاقبة المتورطين فيها، بل هناك حاجة لقواعد تمنع حدوثها مرة أخرى، كما يقول.

 

"مذبحة الأفغان: "قافلة الموت" من انتاج وإخراج جامي دوران تمكن مشاهدته على الموقع: http://www.informationclearinghouse.info/article3267.htm 

إن مجلة الشندغة غير مسؤولة عن مضمون المواقع الإلكترونية خارجها.

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289