(في ما يلي نص الكلمة التي ألقاها خلف أحمد الحبتور في مؤتمر الاستثمار في الفنادق والمنتجعات في أوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة القوقاز (هوتكو
بسم الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيداتي سادتي،
شكراً على دعوتي لإلقاء كلمة في مؤتمر #الاستثمار في الفنادق والمنتجعات في #أوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة القوقاز (#هوتكو). يسرّني أن أكون موجوداً هنا.
زيارتي الأولى إلى #المجر كانت في أواخر الثمانينات في مرحلة من التغيير السياسي الكبير. وما شهدته كان دراماتيكياً. لقد نجحت #المجر في التمايز عن جيرانها.
غالباً ما أُوصف بأنني صاحب رؤية. أسمّيه حظاً! لكن الحقيقة هي أنني استثمرت في أماكن يعتبر الآخرون أنها لا تحمل أي قيمة. لدي حدسٌ باطني، وفي معظم الأحيان، يتبيّن أنني على حق في الوثوق به.
#الاستثمار الأكبر الذي قمت به حتى تاريخه هو مجمع الحبتور سيتي، الذي يقع في وسط #دبي، على ضفاف قناة #دبي المائية. عام 1979، عندما شيّدتُ فندقي الأول في تلك البقعة، سخر الآخرون منّي. أذكر بحنين كيف أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، نائب رئيس دولة #الإمارات حاكم #دبي، وصفه بأنه "يشبه حماراً مربوطاً في سبخة". اليوم، أصبح المجمع الجديد قلب المدينة النابض، ويزوره أكثر من عشرين ألف شخص في أي وقت من الأوقات.
ليس الحبتور سيتي مشروعي الناجح الوحيد لناحية الموقع. كان منتجع حبتور جراند الأول من نوعه في منطقة #جميرا بيتش. والآن أصبح واحداً من الفنادق الجميلة في مارينا #دبي المفعمة بالحياة. كانت مجموعة الحبتور أول المبادرين إلى شراء قطعة أرض في جزيرة نخلة #دبي، واحدة من عجائب الدنيا، والتي باتت تضم والدورف أستوريا دبى بالم #جميرا المملوك من مجموعتنا. أنا ممتنٌّ لأجل كل هذه النجاحات. لقد تعلّمت أن النجاح يتحقق بنعمةٍ من الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم بفضل الحظ وحسن التخطيط.
عندما اتخذت قرار #الاستثمار في #المجر، هذا البلد الذي كانت حفنة قليلة من العرب تزوره في ذلك الوقت، وكان العالم يتخبّط في الأزمة الاقتصادية، شكّك الجميع في قراري، ومن بينهم حتى مديرون في شركتي. غير أن أوجه التشابه بين #الإمارات والمجر كانت واضحة بالنسبة إلي. استطعت أن أرى ما لم يستطع أحد سواي رؤيته. فكلاهما ملاذان آمنان في العالم، ويمتلكان الطاقات اللازمة لتوليد عائدات ضخمة.
بدأت #الاستثمار في هذه البلاد منذ عام 2012 عندما اشتريت فندقي الأول هنا، لو ميريديان – الذي تغيّر اسمه وأصبح ريتز-كارلتون، #بودابست – وهو أول فندق من سلسلة ريتز-كارلتون يفتتح أبوابه في #المجر. يتمتع هذا الفندق الذي كان يُعرَف بقصر أدريا سابقاً بإمكانات هائلة، وأعتقد أنه المكان المناسب لاحتضان اسم متفوق في عالم الفنادق مثل ريتز-كارلتون الذي يشكّل جزءاً من إحدى أكبر السلاسل الفندقية في العالم – ماريوت الدولية.
لاحقاً ابتعت فندق إنتركونتيننتال #بودابست الرائع الذي يطلّ على نهر الدانوب، ويتيح لسكانه/لضيوفه الاستمتاع بمناظر خلاّبة للمدينة. وانطلاقاً من ثقتي المتينة بهذه البلاد، اشتريت مؤخراً مبنيَين مكتبيين – مركز رومباش في المنطقة التجارية في #بودابست، ومجمع دوروتيا أودفار للمكاتب.
#المجر وجهة جيدة للاستثمار لأسباب عدة:
1) سهولة القيام بالأعمال. تُنجَز الإجراءات بطريقة بسيطة وبالسرعة المطلوبة.
2) عائدات #الاستثمار هنا أكثر إرباحية بالمقارنة مع أي بلد آخر في #أوروبا، أو الولايات المتحدة، أو ما يُسمّى الوجهات الاستثمارية الراسخة.
أعتقد أن الأسواق الأكثر نضوجاً في #أوروبا بلغت الذروة وأصبحت مشبَعة أكثر من اللازم، ولا تولّد سوى عائدات قليلة – أو ربما لا تولّد أي عائدات على الإطلاق، كما أن البيروقراطية تشكّل عائقاً أساسياً أمام المستثمرين.
#المجر بلدٌ جميل ذو اقتصاد نابض بالحياة. يقدّم حوافز ومنافع للمستثمرين أكبر من تلك التي تقدّمها الأسواق التقليدية في #أوروبا، ما يمنحه ميزة تنافسية تجعله يتفوّق على أماكن مثل لندن وباريس وفرانكفورت وبرلين التي أصيبت كلها بالتراخي، فيما اكتسبت أسواق أخرى "أقل نضوجاً" زخماً كبيراً.
لا بد من الثناء على الحكومة المجرية. فالمجر، وعلى غرار البلدان الأخرى في العالم، عانت بشدّة من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، لكنها نهضت من جديد وبوتيرة أسرع بكثير من عدد كبير من البلدان حول العالم، وأثبتت قدرتها على الصمود بفضل سياساتها الجيدة. حقّقت #المجر، بين عامَي 2015 و2016، واحداً من أعلى معدلات النمو في المنطقة. تدرك الحكومة المجرية أهمية الاستثمارات الخارجية، وتقدّم العديد من المنافع الضريبية وسواها من الحوافز للمستثمرين المحليين والأجانب على السواء. لا يتعرّض أحد للتمييز.
شهد القطاع السياحي في #المجر ازدهاراً خلال الأعوام القليلة الماضية. تحتل البلاد الآن مرتبة متقدّمة على الساحة العالمية كوجهة سياحية آمنة، وتمرّ طرقات دولية وإقليمية عدة عبرها. منذ انضمام #المجر إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، يحقق القطاع السياحي تقدّماً مطرداً. عام 2015، صنّفت منظمة السياحة العالمية #المجر الوجهة السياحية الأسرع توسّعاً في #أوروبا، مع زيادة النمو في قطاعها السياحي بنسبة عشرين في المئة بالمقارنة مع العام السابق. في ذلك العام، زار أكثر من 11 مليون شخص #المجر، وارتفع العدد خلال عام 2016.
منذ بدأت #الاستثمار في #المجر، شجّعت أصدقائي في العالم العربي كي يحذوا حذوي، ونصحت أصدقائي في مختلف أنحاء العالم على زيارة #بودابست. كلما زرت #المجر، أرى عدداً كبيراً من وجوههم المألوفة في شوارعها. وكذلك شجّعت شركة طيران #الإمارات – وهي من كبار شركات الخطوط الجوية في العالم – على إطلاق رحلات يومية إلى #المجر، ما أفسح المجال أمام زيادة التعاملات بين البلدَين، وعاد بالفائدة على #الإمارات والمجر على السواء.
تتمتع #المجر بمزايا كثيرة تجذبني كمستثمر:
- إنها بلاد صديقة للأعمال.
- تشغل موقعاً جغرافياً مثالياً في #أوروبا الوسطى – عند تقاطع تجاري بين الشرق والغرب.
- تملك بنى تحتية متطورة لناحية الطرقات والشبكات الجوية والسكك الحديد.
- بات للشركات الأجنبية والدولية حضورٌ قوي في البلاد مع قيامها بفتح مكاتب تابعة لها في #المجر في الأعوام الأخيرة.
- تنعم بالاستقرار السياسي.
أنا أعتبر أن #المجر وبعض البلدان المتاخمة لها تشكّل مواقع مثالية للاستثمار، على غرار النمسا حيث أملك فندق إمبريال، مجموعة لاكجيري كوليكشن، فيينا.
لسوء الحظ، تتخبّط باقي البلدان الأوروبية في المشكلات – السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن أزمة المهاجرين المستفحلة التي ستستغرق أعواماً لا بل عقوداً لتسلك طريقها نحو الحل. تمارس هذه الأزمة – إلى جانب معدلات البطالة المرتفعة أصلاً وفترة الركود المستمرة منذ وقت طويل – تأثيراً عميقاً على اقتصادات منطقة اليورو التي تعتمد على السياحة إلى حد كبير.
تُعتبَر #المجر وجهةً أكثر أماناً بأشواط من الأسواق التقليدية المضطربة التي ترزح تحت وطأة الإخفاق السياسي وتصاعد الإرهاب – ما يؤدّي إلى تراجع أعداد الأشخاص الذين يزورون تلك البلدان، مع اتجاه المسافرين نحو البحث عن وجهات بديلة.
العلاقات بين #الإمارات العربية المتحدة والمجر قوية، وتزداد متانةً يوماً بعد يوم بما يعود بالفائدة على البلدَين. نتيجةً لذلك، عدد المواطنين الإماراتيين الذين يزورون #المجر اليوم أكبر من أي وقت مضى – والعكس. لقد وقّعت #الإمارات والمجر اتفاقات اقتصادية وتجارية، وتتعاونان في ميادين عدّة منها الطاقة والزراعة والمواصلات. تجمع بين البلدَين علاقات قوية في قطاع الأعمال، ويُبادر مزيد من المجريين إلى الانخراط في مجال الأعمال في #الإمارات سنوياً. هناك تعاونٌ كبير بين بلدَينا، ويعوّل رجال وسيدات الأعمال على هذا التعاون. كذلك تزدهر التجارة بين البلدَين – وتُقدَّر قيمتها بـ700 مليون دولار أمريكي سنوياً.
#الإمارات العربية المتحدة هي أرض الفرص. إنها ملاذٌ آمن للعالم، وليس للشرق الأوسط فقط. وأناشد جميع مَن لم يزوروا بلادي القدوم إلى #الإمارات ومعاينتها بأم العين. لنأخذ #دبي على سبيل المثال، موطني ومقر أعمالي. أصبح لدي سبعة فنادق في المدينة. والسبب هو أنني أؤمن بحكاية #دبي. لقد أنجزت #الإمارات العربية المتحدة الكثير في هذه الفترة الزمنية القصيرة، وذلك بفضل قادتنا أصحاب الرؤية. بلادنا فتيةٌ في عمرها الزمني، لكنها غنية بتجربتها.
يمكنني أن أتكلّم لساعاتٍ وساعات عن الطاقات والإمكانات التي تزخر بها #دبي والإمارات العربية المتحدة. ويحدث الشيء نفسه أيضاً عندما أتكلّم عن #بودابست. زيارتي الأولى إلى العاصمة المجرية كانت بدافع حبّي لرياضة كرة المضرب. شعرت وكأنني في دياري، ولقيت ترحاباً شديداً من أبناء #المجر الرائعين. لكن الدافع وراء استثماري في هذه العاصمة ليس مناظرها الخلاّبة، إنما لأنني أعتبر أنها تطوّرت وتحوّلت إلى مدينة معاصرة يمكن أن تشكّل اليوم مثالاً يُحتذى للعالم بأسره.
شكراً لكم!