السبت، 20 أبريل 2024

السعودية ضحية حملات الكراهية

بقلم خلف أحمد الحبتور

© Shutterstock

لا تتوقّعوا‭ ‬سماع‭ ‬كلام‭ ‬جيد‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬#السعودية‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬غربية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭. ‬تُظهر‭ ‬أدلة‭ ‬متزايدة‭ ‬أن‭ ‬حملة‭ ‬دولية‭ ‬منظمة‭ ‬ومبنيّة‭ ‬على‭ ‬المبالغات‭ ‬تُشَنّ‭ ‬ضد‭ ‬المملكة‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعتها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬تقريباً‭ ‬وتقويض‭ ‬مكانتها‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مما‭ ‬يُقدّم‭ ‬هدية‭ ‬إلى‭ ‬الإعلام‭ ‬الإيراني‭ ‬ويمنح‭ ‬زخماً‭ ‬لأعدائنا‭.‬

يتّهم‭ ‬سياسيون‭ ‬أمريكيون‭ ‬وبريطانيون‭ ‬ومؤسسات‭ ‬حقوقية‭ ‬زوراً‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬#السعودية‭ ‬في‭ ‬#اليمن‭ ‬باستهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬عمداً‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬لمساعدة‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬بسط‭ ‬سلطتها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ولحماية‭ ‬سلامة‭ ‬الأراضي‭ ‬#السعودية‭.‬

تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬مدبّرة‭ ‬ومنسَّقة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الخطوة‭ ‬المشينة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بان‭ ‬كي‭ ‬مون‭ ‬بإدراج‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬#اليمن‭ ‬على‭ ‬القائمة‭ ‬السوداء‭ ‬لانتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال،‭ ‬ليصار‭ ‬إلى‭ ‬شطبه‭ ‬من‭ ‬القائمة‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬وسط‭ ‬مزاعم‭ ‬بان‭ ‬كي‭ ‬مون‭ ‬المفبركة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬الابتزاز‭ ‬المالي‭ ‬لإرغامه‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬بعكس‭ ‬قناعاته‭.‬

تكنّ‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬المعروفة‭ ‬بارتباطاتها‭ ‬الوثيقة‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ (‬سي‭ ‬آي‭ ‬أيه‭) ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ضغينة‭ ‬شديدة‭ ‬للسعودية،‭ ‬ومؤخراً‭ ‬انضمت‭ ‬منظمة‭ "‬أوكسفام‭" ‬التي‭ ‬يُفترَض‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬حيادية‭ ‬وليس‭ ‬كياناً‭ ‬تحرّكه‭ ‬مآرب‭ ‬سياسية،‭ ‬إلى‭ ‬جوقة‭ ‬مهاجمي‭ ‬المملكة‭.‬

يمارس‭ ‬أحد‭ ‬المديرين‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ "‬أوكسفام‭" ‬ضغوطاً‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬لوقف‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬#السعودية‭ ‬مؤكّداً‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬من‭ "‬الداعمين‭ ‬المتحمسين‭" ‬لمعاهدة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ "‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬منتهكيها‭".‬

تنفي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تعهّدت‭ ‬بدعم‭ ‬الحملة‭ ‬في‭ ‬#اليمن‭ "‬من‭ ‬دون‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬القتال‭"‬،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬مخالِفة‭ ‬لتنظيمات‭ ‬المعاهدة‭. ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الأفريقية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬توبياس‭ ‬إلوود،‭ ‬إن‭ ‬المزاعم‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬إفادات‭ ‬شهود‭ ‬زور،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واضعي‭ ‬التقرير‭ ‬لم‭ ‬يُجروا‭ ‬بحوثاً‭ ‬ميدانية‭ ‬في‭ ‬#اليمن‭.‬

أضاف‭: "‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬#الحوثيين‭ ‬الذين‭ ‬يجيدون‭ ‬تماماً‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬يستهدفون‭ ‬عمداً‭ ‬بواسطة‭ ‬مدفعياتهم‭ ‬المناطق‭ ‬حيث‭ ‬السكّان‭ ‬ليسوا‭ ‬موالين‭ ‬لهم،‭ ‬وذلك‭ ‬للإيحاء‭ ‬بوقوع‭ ‬هجمات‭ ‬جوية‭".‬

التحية‭ ‬إلى‭ ‬إلوود‭ ‬لأنه‭ ‬حدّد‭ ‬المشكلة‭ ‬بدقة،‭ ‬لكنه‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الدعاية‭ ‬الشرسة‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬أيضاً‭ ‬النائب‭ ‬المحافظ‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الدفاع،‭ ‬الكولونيل‭ ‬بوب‭ ‬ستيوارت‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬ارتكب‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬لكنه‭ ‬يبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهده‭ ‬لتفادي‭ ‬سقوط‭ ‬ضحايا‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭. ‬لقد‭ ‬أجازت‭ ‬محكمة‭ ‬بريطانية‭ ‬إجراء‭ ‬مراجعة‭ ‬قضائية‭ ‬لتحديد‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬#السعودية‭ ‬تنتهك‭ ‬قوانين‭ ‬التصدير‭ ‬المرعية‭ ‬الإجراء‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

يستحيل‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬ضمان‭ ‬أمن‭ ‬جميع‭ ‬المدنيين‭ ‬وحمايتهم‭ ‬من‭ ‬القذائف‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدركه‭ ‬تماماً‭ ‬الأمريكيون‭ ‬وحلفاؤهم‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬خلال‭ ‬الاجتياح‭ ‬والاحتلال‭ ‬حيث‭ ‬استُخدِم‭ ‬الفوسفور‭ ‬الأبيض‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المأهولة،‭ ‬واعتُبِر‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المستنفَد‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬التشوهات‭ ‬الخلقية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭. ‬يعرف‭ ‬البنتاغون‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عدد‭ ‬العسكريين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬لقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يتكبّد‭ ‬حتى‭ ‬عناء‭ ‬تعداد‭ ‬الضحايا‭ ‬العراقيين

عام‭ ‬2001،‭ ‬تعرّضت‭ ‬أعداد‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬للقصف‭ ‬في‭ ‬#أفغانستان،‭ ‬وقد‭ ‬تسبّبت‭ ‬الهجمات‭ ‬بالطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أوباما‭ ‬بمقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2600‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬عدّة،‭ ‬بحسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬جرى‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬رسمياً،‭ ‬لكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬يُصنَّفون‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬المقاتلين‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأدلة‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬العكس،‭ ‬يستحيل‭ ‬تحديد‭ ‬عدد‭ ‬المدنيين‭ ‬بين‭ ‬الضحايا‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬#إسرائيل‭ ‬قتلت‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد،‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واللبنانيين،‭ ‬وبينهم‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭. ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أيام،‭ ‬قصفت‭ ‬#إسرائيل‭ ‬غزة‭ ‬فحصدت‭ ‬أرواحاً‭ ‬ودمّرت‭ ‬منازل‭. ‬تمتلئ‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأشرطة‭ ‬فيديو‭ ‬لأطفال‭ ‬يُسيء‭ ‬جنود‭ ‬إسرائيليون‭ ‬معاملتهم‭ ‬ويجرّونهم‭ ‬فيما‭ ‬يصرخون،‭ ‬أو‭ ‬يطلقون‭ ‬النار‭ ‬عليهم‭. ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بأي‭ ‬حقوق،‭ ‬فما‭ ‬بالكم‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يُسمَح‭ ‬بتوجيه‭ ‬اي‭ ‬بانتقاد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬الإهانات‭ ‬تجاه‭ ‬#السعودية‭ ‬يُعتبَر‭ ‬تصرفاً‭ ‬مقبولاً‭.‬

العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وافق‭ ‬البنتاغون‭ ‬على‭ ‬تزويد‭ ‬#إسرائيل‭ ‬بأسلحة‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬صدور‭ ‬أي‭ ‬اعتراض‭ ‬عن‭ ‬#الكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬يناصر‭ ‬باستمرار‭ ‬حق‭ ‬#إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬فيما‭ ‬يُضرَب‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بحق‭ ‬#السعودية‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬جحافل‭ ‬#الحوثيين‭ ‬الموالين‭ ‬لإيران‭ ‬من‭ ‬اجتياح‭ ‬أراضيها‭. ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يضغط‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬#الكونغرس،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬السناتور‭ ‬راند‭ ‬بول،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصويت‭ ‬لوقف‭ ‬بيع‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأوتوماتيكية‭ ‬والدبابات‭ ‬والذخائر‭ ‬إلى‭ ‬#السعودية‭ ‬التي‭ ‬يصفها‭ ‬بول‭ ‬بأنها‭ "‬حليف‭ ‬غير‭ ‬موثوق‭ ‬ذو‭ ‬سجل‭ ‬سيئ‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭".‬

تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬انتقامي‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬والهدف‭ ‬منه‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬عائلات‭ ‬ضحايا‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬لمقاضاة‭ ‬الرياض،‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬يبرّئ‭ ‬الحكومة‭ ‬#السعودية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية‭.‬

في‭ ‬حال‭ ‬جرى‭ ‬إقرار‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الحاقد‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬المرشحَين‭ ‬للرئاسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تحذّر‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ستعمد‭ ‬إلى‭ ‬بيع‭ ‬أصول‭ ‬تملكها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بقيمة‭ ‬مئات‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬بحسب‭ ‬صحيفة‭ "‬نيويورك‭ ‬تايمز‭". ‬لقد‭ ‬نفت‭ ‬#السعودية‭ ‬صدور‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬عنها،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬تماماً‭ ‬اتخاذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭. ‬فلماذا‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بأصول‭ ‬في‭ ‬بلدٍ‭ ‬يتصرّف‭ ‬ضد‭ ‬#السعودية‭ ‬بدافع‭ ‬من‭ ‬نوايا‭ ‬عدوانية‭ ‬واضحة؟

حان‭ ‬الوقت‭ ‬كي‭ ‬يبادر‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬حازم‭. ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭/‬الاستراتيجيات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬يُفترَض‭ ‬أنها‭ ‬حليفة‭ ‬لنا،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬العواقب‭.‬

تساورني‭ ‬شكوك‭ ‬منذ‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬بأن‭ ‬الغرب‭ ‬يلجأ،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تصميمه‭ ‬على‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬سرّية‭ ‬لمنع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬التحكّم‭ ‬بمصيرها‭. ‬الاستقلال‭ ‬يثير‭ ‬الامتعاض،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬اكتشفه‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬وشاه‭ ‬إيران‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬بهلوي،‭ ‬وصدام‭ ‬حسين‭ ‬ومعمر‭ ‬القذافي‭ ‬وسواهم،‭ ‬ودفعوا‭ ‬ثمنه‭.‬

وجّهت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬انتقادات‭ ‬لاذعة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬لإقدامها‭ ‬على‭ ‬قصف‭ ‬إرهابيي‭ "‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭" ‬الذين‭ ‬قطعوا‭ ‬رؤوس‭ ‬أقباط‭ ‬مسيحيين،‭ ‬كما‭ ‬جرى‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬مصر‭ ‬لإنعاش‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬الإسرائيلية‭-‬الفلسطينية،‭ ‬أو‭ ‬تجاهلها‭. ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬السياح‭ ‬بسبب‭ ‬إلغاء‭ ‬الرحلات‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬الإرهابيين‭ ‬بإسقاط‭ ‬إحدى‭ ‬الطائرات،‭ ‬اضطُرَّت‭ ‬القاهرة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬احتياطي‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬ضخم‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬مقرون‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬والقيود‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إثبات‭ ‬#السعودية‭ ‬وشركائها‭ ‬العرب‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬#اليمن‭ ‬ليس‭ ‬مستحَبّاً‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬النفوذ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العواصم‭. ‬باختصار،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬هي‭ ‬الآتية‭: "‬اعرفوا‭ ‬حدودكم‭ ‬وإلا‭ ‬نقضي‭ ‬عليكم‭". ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬كي‭ ‬نبادر‭ ‬نحن‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬رسائل‭ ‬واضحة‭ ‬وقوية‭.‬

 
تعليق
الرجاء المحافظة على تعليقاتك ضمن قواعد الموقع. يرجي العلم انه يتم حذف أي تعليق يحتوي على أي روابط كدعاية لمواقع آخرى. لن يتم عرض البريد الإلكتروني ولكنه مطلوب لتأكيد مشاركتم.
المزيد من المقالات بقلم