Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور 35 عــــامــــاً مــن الـنــجـــاح كلمة رئيس مجلس الإدارة

 

الصفـحـة الــرئيسيــة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

 لمـاذا تواصـل دول الخليـج ...

الـــــدب الـــروســــــي فــي ...

اطـلـب الـــــــعـــــــــــــــــدل ...

الـــمســـتـــــهــــــدفــــــــون...

35 عــــامــــاً مــن الـنــجـــاح

الـلـغـــــــــة الـعـــالـمـيــــــة ...

فــــــن الــــخــــط الـعــــربـــــي

تــــــــــــــــــونـــــــــــــــــــــــس

جـــــــــــــويــــــــــــريــــــــة...

حـــامـي الــحــــريـــة فــــي ...

حـــضــــــارة وادي الـنـيـــــل...

صـــيـــادو الــــصــحـــــــراء...

الــطـــلـــيــــــــان أبـــطـــــال...

مـــجـمــــــع الــمـعـــــارض...

اخبـــار الحبتــــور

 

  مـــــــن نحــــــن

  الأعـداد المـاضيـة

  اتصلـوا بنـا

 

تقول الأساطير إن البحارة الفينيقيين في أول رحلة لهم إلى خليج قرطاج (أو خليج تونس) شاهدوا في الأفق قمة بوقرنين المهيبة كما الصنوبرة- وهي أشهر معلم جغرافي في تونس. وكان ذروة القمة مقوسة وكأنها قرنان، وهو رمز إلههم بعل- ورأوا في ذلك بشارة مبهجة فقرروا الاستقرار على الساحل هناك تحت حكم مليكتهم أليسار.

وخضعت تونس للاحتلال الفرنسي بين 1881 و1956 حين حصلت على استقلالها بزعامة قائد حركة الاستقلال الوطني الحبيب بورقيبة. 

تحتل تونس موقعاً مهماً في غربي البحر المتوسط في مقابل جزيرة صقلية وتستمد البلاد شعورها الوطني القوي من إدراكها لتاريخها المجيد كما أن ثقافتها وتقاليدها إسلامية طوال 14 قرناً مضت إضافة إلى أن لغتها العربية تجعل منها جزءاً من الوطن العربي الذي يمتد من المحيط الأطلسي غرباً حتى الخليج العربي وبحر العرب شرقاً. 

يمكن تلمس عجائب تونس القديمة في كل أرجاء البلد كما أنها توحي لمن يتعرف عليها بأن التاريخ والثقافة قد تضافرا ليصوغا دولة حديثة شديدة التميز. تونس الجديدة ورثت موقع قرطاج العتيقة غير أنه اليوم بعيد عن تلك العظمة التي صنعها ذات يوم وجعلته الأكثر شهرة وثروة في الإمبراطورية الفينيقية. 

تاريخ عريق

في 814 قبل الميلاد أسست الملكة اليسار مدينة قرطاج، وكانت قبلها أمير سابقة من مدينة صور. وبعد أن قتل أخوها بغمليون، ملك صور، زوجها الكاهن الأكبر هربت من طغيان بلادها لتؤسس مدينة قرطاج وما حققته من نفوذ لاحقاً. وفي أوج قوتها أصبحت قرطاج تعرف بأنها "المدينة المتألقة" التي تحكم 300 مدينة أخرى في غرب المتوسط وتتوسط ما أصبح يعرف بالإمبراطورية الفينيقية الغربية.  

وفي قرطاج التقت أليسار أنياس، المحارب الإغريقي الذي هرب من مدينة طروادة المدمرة لتتحطم سفينته ويجد نفسه على سواحل قرطاج. الملكة أليسار (التي تعرف أيضاً باسم ديدو وهي الكلمة الفينيقية التي تعني الرحالة) وقعت في هوى أنياس وأعجبتها شخصيته وشمائله. تقول ملحمة الإنياذة لفيرجيل إن ديدة كانت شخصية محترمة جداً. وفي سبعة أعوام فقط، بعد هروبها من صور، استطاع الفينيقيون أن يبنوا إمبراطورية قوية تحت زعامتها. وكان رعاياها شديدي التعلق بها ويمجدونها. وأصبحت محبوبة أكثر حينما آوت أنياس ورجاله بعد هروبهم من طروادة. لكن بعد أن أتى ميركوري رسول جوبيتر، كما تقول الملحمة، إلى أنياس ليذكره بأن رسالته ليست البقاء في قرطاج مع حبه الجديد وإنما أن يمضي إلى إيطاليا ليؤسس روما، تغيرت شخصية ديدو نحو الأسوأ. وحينما رحل أنياس أصبحت تريد الانتقام وأمرت ببناء تنور لتحرق فيه كل ما تركه وراءه من متاع. وعند هذا التنور خطرت لديدو رؤيتها بأن قائداً قرطاجياً هو حانيبعل سينتقم لها في المستقبل. وبعدها طعنت نفسها لتقضي على حياتها. 

بين 700 و409 قبل الميلاد وقعت مواجهات متكررة بين قرطاج والإغريق نتيجة التنافس على مناطق النفوذ وطرق التجارة. وفي ظل الأسرة الماغونية، هيمن القرطاجيون على كامل غرب المتوسط غير أن الإغريق عادوا واستعادوا اليد الطولى بعد معركة إميرا في 480 قبل الميلاد. ثم توسعت ساحة المناوشات بين القرطاجيين والإغريق للسيطرة على صقلية حتى وصلت أراضي تونس في 311 قبل الميلاد حين غزا الإغرق رأس بون. كما أصبحت قرطاج المنافس الرئيسي للإمبراطورية الرومانية في السيطرة على غربي المتوسط في القرن الرابع قبل الميلاد وهو ما كان سبباً لاندلاع الحرب الرومانية القرطاجية الأولى. كما عاثت الحرب الرومانية القرطاجية الثانية خراباً في المنطقة بين 218 و202 قبل الميلاد حيث عبر حانيبعل جبال الألب لمهاجمة روما. ولكن الحرب انتهت بتسوية قرطاج بالتراب على يد الرومان الحاقدين في الحرب الرومانية القرطاجية الثالثة لتصبح تونس جزءاً من الامبراطورية الرومانية ويباع مواطنوها عبيداً. 

كان القائد القرطاجي حانيبعل (247-182 قبل الميلاد) وهو أشهر اسم عرفته قرطاجة أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ. وحملته الأشهر على روما حدثت في الحرب الرومانية القرطاجية الثانية (218-202 قبل الميلاد) حينما فاجأ الرومان في عقر دارهم بعد أن عبر الألب بجيشه.

حين ولد حانيبعل في 247 قبل الميلاد كانت قرطاج مسقط رأسه تعاني الإذلال بعد أن هزمها الرومان وجردوها من كل أراضيها التابعة لها في صقلية وسردينيا وكورسيكامع أنها كانت أثرى مدن المتوسط وأكثرها رخاء. 

كان حانيبعل الابن الأكبر للقائد العسكري حاميلقار برقة الذي اصطحبه معه إلى إسبانيا في 237 قبل الميلاد حيث كان يريد احتلالها للتعويض عن خسارة قرطاج أراضيها للرومان. وحين مات حاميلقار في 229 قبل الميلاد تولى عزربعل، صهر حانيبعل، قيادة الجيش من بعده. استطاع القائد الجديد أن يؤمن موقع قرطاج بالوسائل الدبلوماسية بين القرطاجيين والإيبيريين. وتزوج حانيبعل أميرة من الجزيرة الإيبيرية. 

لكن عزربعل قتل غيلة في 221 واختير حانيبعل قائداً للجيش القرطاجي في الجزيرة الإيبيرية. وعاد إلى سياسات والده الحربية وهاجم الإيبيرين ثانية ليستولي في 220 على سلمنقة. وفي العام التالي حاصر ساغنتوم، حليفة روما. ولأن الرومان كانوا منشغلين بالحرب الإليرية الثانية وغير قادرين على دعم ساغنتوم، سقطت المدينة بعد حصار دام ثمانية شهور. 

في 219 قرر حانيبعل الخروج في أكثر مناوراته العسكرية جرأة وبراعة فبدأ هجومه على مدينة روما نفسها بالمسير عبر جبال الألب بجيشه بما فيه من أفيال وخيل وجند ويوقع بالجيوش الرومانية هزيمة ثقيلة. واستطاع أن يحارب الجيوش الرومانية طوال ستة عشر عاماً على أراض معادية قبل أن تعود الأمور وتتغير لصالحهم. وفي النهاية قرر الانتحار بالسم في 182 قبل الميلاد ليحرم الرومان من فرصة الإمساك به أسيراً. وحينها قال كلماته الأخيرة الشهيرة "لنضع حداً لقلق الرومان الذين ينتظرون بملل موت عجوز يكرهونه." 

وبعد أن هزم الرومان القرطاجيين جعلوا من مدينة أوتيكا على ساحل تونس عاصمة لهم في 146 قبل الميلاد. 

العصور الوسيطة

دخل المسلمون العرب تونس في 670 للميلاد بقيادة عقبة بن نافع بهدف فتح البلاد والاستقرار فيها. واستطاع الفاتحون المسلمون في طريقهم إلى تونس براً أن يهزموا معاقل بيزنطة على امتداد الساحل واحداً بعد الآخر. وفيها أسسوا مدينة القيروان التي أصبحت نقطة انطلاق لهم للاستيلاء على ما تبقى من الجيوب الرومانية وقبائل البربر. وتحولت تونس إلى مركز طبيعي للحكم الإسلامي في شمال إفريقيا. فقد كانت المنطقة الوحيدة التي تتمتع بالمقومات الحضرية والتجارية والزراعية الضرورية لدولة متمتدنة.

وبعد عدة أجيال ظهرت أرستقراطية عربية محلية لم يعجبها تدخل مركز الخلافة البعيد في الشؤون المحلية. وشهدت تونس تمرداً خفيفاً في 797 وتحول لاحقاً لحركة أكثر خطراً حين وصل للقيروان. وحينها لم يتمكن عامل الخليفة على تونس من استعادة النظام، غير أن القائد المحلي إبراهيم بن الأغلب كان لديه جيش صغير استطاع أن ينهي التمرد بفضله. وطلب من الخليفة هارون الرشيد أن يجعله عامله على إفريقيا وذريته من بعده فوافق. حكم إبراهيم بن الأغلب وذريته من بعده الذين عرفوا بالأغالبة تونس وطرابلس وشرق الجزائر كولاة للخليفة من 800 وحتى 909 للميلاد. وكانت نخبهم العسكرية مكونة من العرب والبربر ومن الجند العبيد. أما الجهاز الإداري فكان من العرب والمهاجرين من فارس ومن المحليين الذين يتحدثون العربية والبربرية إلى جانب بعض المسيحيين واليهود. 

ازدهرت تونس تحت حكم الأغالبة حيث انتشرت أعمال الري لتزويد المدن بالماء وري البساتين ومزارع الزيتون. وبنيت مئات الأحواض في القيروان لتخزين الماء من أجل تربية الخيل. كما ربطت طرقات التجارة والبضائع المستوردة تونس بأنحاء الصحراء الكبرى والسودان والمتوسط ثم فتحت جيوش الأغالبة صقلية في 835. 

في عصور لاحقة جعلت الفوضى تونس هدفاً للغزاة من النورمانديين الذين أسسوا لهم مملكة في صقلية واستولوا على المهدية وقابس وصفاقس وجزيرة جربة بين 1134 و1148. وكانت الدولة الوحيدة التي يمكن الركون إليها في المغرب العربي في ذلك الوقت هي دولة الموحدين (1130-1163) في المغرب والتي ردت على هذه الهجمات وأجبرت النورمانديين على التراجع إلى صقلية. والخليفة الموحد عبد المؤمن سيطر على كامل المغرب وتدخل في الأندلس ووصل حكمه حتى الجزائر وتونس.

لكن الدولة الموحدية، مثل سابقاتها، سرعان ما تفكك حكمها في تونس. وفي 1230 ظهرت فيها دولة الحفصيين التي حكمت بين 1230 و1574 واعترفت بها مكة ثم اعترفت بالمستنصر خليفة عليها. واستطاع الحفصيون رد حملة لويس التاسع في 1270. وعرفت تونس بعدها ازدهاراً كبيراً نتيجة التجارة المتزايدة مع أوروبا والسودان في عهد المستنصر الذي استخدم الأموال في تحويل عاصمته تونس وبناء القصور والحدائق فيها. ويقال إن المنتزه الذي بناه قرب بنزرت لم يكن له مثيل في العالم أجمع. 

وفي 1492 بدأت هجرة المسلمين واليهود من الأندلس بعد طردهم منها على يد الإسبان وهي الهجرة التي بلغت ذروتها بعد سقوط غرناطة. وأتى القادمون الجدد بالكثير من الخبرات القيمة في الزراعة والحرف. وأصبحت تونس بين 1534 و1581 ساحة للصراع بين الدولة العثمانية وإسبانيا قبل أن تدخل نهائياً في 1574 داخل الإمبراطورية العثمانية.

تونس العثمانية

أعيد بناء الدولة التونسية أواخر القرن السادس عشر تحت ظل الحكم العثماني حيث أصبحت إقليماً تابعاً لها في 1574 ووضع العثمانيون فيها حامية من 4000 من جند الإنكشارية الترك إلى جانب بعض المسيحيين الذين تحولوا للإسلام من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. وفي 1591 وضع الإنكشاريون بدلاً من عامل السلطان رجلاً من بينهم أسموه الداي. وفيما حكم الداي تونس، فإن مسؤول ضرائب (الباي) تونسي من ومواليد كورسيكا اسمه مراد (-1640) وذريته من بعده حكموا باقي البلاد. والصراع على السلطة الناجم عن هذا الوضع جعل تحالفاً من الداي والإنكشارية والقبائل البدوية تتحالف ضد البايات والمدن والحضر في الرياف. وكان الغلبة في النهاية للبايات المراديين الذين حكموا البلاد حتى 1705 حين استولى على الحكم الحسين بن علي. وهكذا شهدت الفترة بين 1705 و1857 حكم الحسينيين وأبرزهم حمودة باشا (1781-1813). من الناحية النظرية بقيت تونس جزءاً من الدولة العثمانية، حيث الدعاء للسلطان في صلاة الجمعة وسك النقود باسم السلطان والزيارة السنوية للسفير المحمل بالهدايا لإسطنبول، غير أن العثمانيين لم يعودوا لتونس أبداً.  

تونس المعاصرة

أصبحت تونس تتمتع باستقلال ذاتي كامل تقريباً رغم أنها بقيت رسمياً جزءاً من الدولة العثمانية. وفي 1861 وضعت تونس أول دستور في الوطن العربي، غير أن القلاقل والتراجع الاقتصادي أعاق التحرك نحو الحكم الجمهوري. بل إن حكومة تونس أعلنت إفلاسها في 1869وسيطرت مجموعة تمثيلية من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا على الاقتصاد. 

وفي ربيع 1881 غزت فرنسا تونس متذرعة بأن جنوداً تونسيين قد عبروا الحدود مع الجزائر التي كانت كبرى مستعمرات فرنسا في إفريقيا. ورغم أن إيطاليا التي لها مصالح في تونس احتجت على الغزو إلا أنها لم تغامر بحرب مع فرنسا. وأعلنت فرنسا رسمياً في 12 مايو من ذلك العام أن تونس محمية لها. وتدريجياً أصبح الفرنسيون يحتلون كل المناصب الإدارية في الدولة ثم أصبحوا يشرفون على كل أعمال الحكومة ذات العلاقة بالمال والبريد والتعليم والبرق والأشغال العامة والزراعة. وألغوا اللجنة المالية الدولية وضمنوا ديون تونس وأسسوا نظاماً قضائياً جديداً للأوروبيين وأبقوا على المحاكم الشرعية التي تخص التونسيين كما طوروا الطرق والموانئ والخطوط الحديدية والمناجم. كما عملوا على تعزيز المسؤولين المحليين في الأرياف وإضعاف استقلالية القبائل. كما شجعوا المستوطنات الفرنسية في البلاد حيث تزايدت أعداد المستوطنين من 34000 في 1906 إلى 144000 في 1945. واستولى المزارعون الفرنسيون على حوالي خمس الأراضي الزراعية في البلاد. 

غير أن المشاعر الوطنية أصبحت اقوى بعد الحرب العالمية الثانية. وكان حزب الدستور الوطني قد تأسس في 1920. ثم خلفه حزب الدستور الجديد في 1934 وتزعمه الحبيب بورقيبة لكن الفرنسيين حظروا الحزب. 

في الحرب العالمية الثانية، كانت السلطات الفرنسية في تونس موالية لحكومة فيشي التي حكمت فرنسا بعد الاستسلام الفرنسي للاحتلال الألماني في 1940. وبعد أن خسر القائد الألماني روميل سلسلة من المعارك أمام قوات الجنرال مونتغمري، في شمال إفريقيا في 1942، تراجع إلى تونس ليتخذ مواقع دفاعية في جبال الجنوب. غير أن القوات البريطانية استطاعت التغلب على خطوطه هناك رغم أنه حقق بعض النجاح ضد القوات الأمريكية المتقدمة من ناحية الغرب. وانتهى القتال في 1943 وأصبحت تونس قاعدة لعمليات غزو صقلية أواخر ذلك العام. وبعد الحرب أخذت المقاومة المسلحة للاحتلال الفرنسي تتعاظم في 1954. 

تونس بعد الاستقلال

تحقق الاستقلال عن فرنسا في 20 مارس 1956 وأصبحت تونس ملكية دستورية على رأسها باي تونس محمد الثامن الأمين ملكاً على البلاد. غير أن رئيس الوزراء الحبيب بورقيبة ألغى الملكية في 1957 وأسس حكومة جديدة بزعامة حزب الدستور الجديد. وهيمن بورقيبة على البلاد هيمنة مطلقة طوال 31 عاماً وقمع الحركة الإسلامية ووفر في البلاد حقوقاً للمرأة ليس لها مثيل في الوطن العربي كله. كان تصور بورقيبة لتونس أن تكون جمهورية (وقد أنهى الوضع السابق شبه الملكي للداي) علمانية شعبوية تقوم على التصور الفرنسي القومي للدولة وهو تصور نابليوني الهوى. في البداية لم تكن الاشتراكية جزءاً من مشروعه غير أن فكرة إعادة توزيع الثرة كانت موجودة بالتأكيد. غير أن تونس عرفت في 1964 مرحلة اشتراكية قصيرة. فالحزب الدستوري الجديد أصبح الحزب الدستوري الاشتراكي كما أن وزير التخطيط الجديد أحمد بن صالح صاغ خطة مركزية لتشكيل تعاونيات زراعية وحركة تصنيع للقطاع العام. وهذه التجربة الاشتراكية واجهت معارضة كبيرة من جانب حلف بورقيبة القديم وانتهت عملياً أوائل السبعينيات. 

البورقيبية كانت لاعسكرية بحزم وكانت حجتها بأن تونس لن يكتب لها أن تكون قوة عسكرية يعتد بها وأن بناء قوات مسلحة كبيرة لن يفلح في تحقيق شيء سوى ابتلاع موارد البلاد الهزيلة وربما يدخل تونس في متاهات تدخل العسكر في السياسة التي عمت الشرق الأوسط. 

وفي 7 نوفمبر 1987 أطاح انقلاب قاده زين الدين بن علي بالحبيب بورقيبة. ولم يغير الرئيس بن علي سوى القليل من سياسات بورقيبة باستثناء تغيير اسم الحزب ليصبح التجمع الدستوري الديمقراطي. وفي 1988 جرب بن علي مساراً جديداً مع إعادة الإشارة للحكومة والإسلام لتأكيد هوية البلاد الإسلامية وذلك بإطلاق سرااح العديد من النشطاء الإسلاميين من المعتقلات. كما شكل تحالفاً وطنياً مع حزب حركة الاتجاه الإسلامي التونسية التي شكلت في 1981 والتي غيرت اسمها لاحقاً إلى حزب النهضة. وقد حقق حزب النهضة نتائج طيبة في انتخابات 1989 فسارع بن علي لإلغاء الأحزاب الإسلامية واعتقل حوالي 8000 ناشط إسلامي. واتخذت تونس في السنوات الأخيرة مساراً معتدلاً بعيداً عن التحالفات في السياسة الخارجية.  

تونس المعاصرة بلد للمتناقضات إذ تجد فيها القديم والجديد، القرطاجي والروماني والفندالي، العربي والبربري وفوق كل شيء الإسلامي. فيها مواقع أثرية عريقة ومثلما هي دولة عصرية متوسطية وإفريقية. تونس بلد تضج بعبق التاريخ، ولن يخيب أمل الزائر لها.

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289