Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور 35 عــــامــــاً مــن الـنــجـــاح كلمة رئيس مجلس الإدارة

 

الصفـحـة الــرئيسيــة

كلمة رئيـس مجلـــس الإدارة

 لمـاذا تواصـل دول الخليـج ...

الـــــدب الـــروســــــي فــي ...

اطـلـب الـــــــعـــــــــــــــــدل ...

الـــمســـتـــــهــــــدفــــــــون...

35 عــــامــــاً مــن الـنــجـــاح

الـلـغـــــــــة الـعـــالـمـيــــــة ...

فــــــن الــــخــــط الـعــــربـــــي

تــــــــــــــــــونـــــــــــــــــــــــس

جـــــــــــــويــــــــــــريــــــــة...

حـــامـي الــحــــريـــة فــــي ...

حـــضــــــارة وادي الـنـيـــــل...

صـــيـــادو الــــصــحـــــــراء...

الــطـــلـــيــــــــان أبـــطـــــال...

مـــجـمــــــع الــمـعـــــارض...

اخبـــار الحبتــــور

 

  مـــــــن نحــــــن

  الأعـداد المـاضيـة

  اتصلـوا بنـا

 

 

تهدف جميع الكائنات على كوكبنا الأرضي إلى البقاء حية كشرط أساسي لاستمرارية النوع. ولضمان ذلك تسعى تلك الكائنات في معظم الحالات نحو الحصول على قوت يومها حفاظاً على نفسها وعلى ذريتها، مع الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بحمايتها من خطر اعتداء الكائنات الأخرى التي تتربص بها. ولطالما كانت الصحراء النموذج الأمثل للبيئة القاسية التي لا ترحم، حيث تتمتع الحيوانات والنباتات هناك على حد سواء بقوة تحمل أكثر من نظيراتها في بيئات أخرى، كيلا تفنى وتزول في مثل تلك البيئة التي لا ترحم. فالنباتات الصحراوية مثلاً مسلحة ذاتياً بدرع من الأشواك الحادة أو بخلايا تفرز أشد أنواع السم فتكاً، لتجنب نفسها أن تمسي وليمة للحيوانات العاشبة. ولقد رزق الله هذه النباتات بقدرات هائلة على التكيف للتغلب على عوامل الطقس القاسية كالحرارة الشديدة والجفاف. وعلى ما يبدو فإن تلك النباتات قد نجحت في معركتها للبقاء حية، فهي ما تزال كلأً لحيوانات الصحراء، وزينة يبعث مرآها السرور في قلوب ناظريها.     

أما الحيوانات التي تقطن الصحراء فهي جميعاً، باستثناء الطيور والسحالي، من الحيوانات التي تنشط ليلاً، أو لا ترى إلا في أوقات الفجر والغسق، فهي ببساطة تنوء بنفسها عن قيظ النهار بحفر الأخاديد عميقاً في الأرض أو الاختباء في إحدى الأجمات. حتى الحشرات تميل إلى النشاط ليلاً أكثر من ساعات النهار.  

لو أمعنا النظر في الهرم الغذائي مبتدئين بقاعدته لاكتشفنا أن الحشرات والسحالي والقوارض الصغيرة تمثل القاطن الرئيسي لتلك القاعدة.  

ولعل الأنتليون من أصغر صيادي الصحراء ، التي غالباً ما نصادف أشراكها التي تنصبها لصيد الحشرات في الرمال الرخوة، وهي عبارة عن يرقانة حشرة كبيرة هي ذبابة الأنتليون، وتحفر هذه الحشرة وجرها في الرمال حيث تقبع في قاعه منتظرة قدوم فريستها التي عادة ما تكون نملة أو إحدى الحشرات الصغيرة الأخرى. وما إن تقترب الفريسة من حافة الشرك حتى تقذفها الأنتليون بحفنة من الرمال فتفقد الضحية المسكينة توزانها وتنزلق نحو أسفل الشرك بلا حول أو قوة حيث تنتظرها مخالب ذلك الصياد الذي لا يرحم.  

تعد الحشرات الوليمة المفضلة للحشرات الأخرى والطيور والسحالي، حتى إن بعض الحيوانات الثديية كالثعالب والقطط البرية تفضل تناول الحشرات، فثعلب الجبال صغير الحجم، الذي يطلق عليه اسم ثعلب بلاندفورد، يمتلك القدرة على البقاء حياً فترات طويلة بإتباعه حمية تقتصر على الحشرات وثمرة السدر. وما من شك أن جميعنا يعلم أن حشرة أبو بريص المنزلية ذات اللون الأصفر والبطن المنتفخ، تقتات على البعوض والذباب وحتى الصراصير مما يساهم في إنقاص أعدادها في منازلنا. ولعل اليعسوب من أروع (بل وأجمل) الحشرات المفترسة في العالم، والذي يمتاز بشهية نهمة وقدرة هائلة على الطيران السريع.    

تلعب القوارض صغيرة الحجم دوراً هاماً في السلسلة الغذائية، وتمتاز صحراء دولة الإمارات العربية المتحدة بغناها بالأصناف العديدة من تلك القوارض كالـ"العضل" وجرذ الكنغر أو اليربوع، إضافة إلى جرذان الصحراء وحتى ذلك الحيوان صغير الحجم الذي يدعى الزّبابة، ولا ننسى أن نذكر أرنب الصحراء البري، ذلك الحيوان الثديي الذي يعد الطريدة المفضلة للعديد من الحيوانات المفترسة. ولعبة الصيد لا تستثني أحداً، فحتى جراء الثعالب والقطط البرية تقع ضحية الطيور الكاسرة أو الحيوانات اللاحمة، إلا أن قلة فقط من تلك الطيور والحيوانات من تستطيع العيش في جو الصحراء القاسي، حيث لا نرى تلك الحيوانات المفترسة ذات الفراء الكثيف. واجهت الغزلان في الصحراء خطر الانقراض جراء الصيد الجائر على يد البشر في أواخر القرن العشرين، في فترة كانت فيها تلك الغزلان مصدر الغذاء الرئيسي للقطط البرية كبيرة الحجم كالنمر والكاراكال، وفي أيامنا هذه لا تعيش إلا قلة من قطعان الغزلان في محميات في بعض مناطق الصحراء. 

تعد القوارض الصغيرة والسحالي والأسماك الطريدة المثلى للعديد من أنواع الثعابين التي تعيش في مناطق الصحراء الرملية والوديان على حد سواء. ولعل الأفعى الخبيثة من أشهر تلك الثعابين على الإطلاق حيث تتمتع بمهارات التستر والاختفاء، حيث تعمد إلى الالتواء والتسلل في الرمال الناعمة فلا يظهر منها إلا طرف أنفها وعيناها، وتبقى على حالتها تلك هامدة بلا حراك بانتظار مجيء فريستها كحيوان "العضل" وأبو بريص، التي ستلاقي حتفها بالسم الزعاف بمجرد اقترابها من مفترسها الكامن لها. من ناحية أخرى تعتمد الراسرة، وهي من الأفاعي التي تقطن الوديان والصحارى، على تكتيك السرعة للإمساك بفريستها ومن ثم شلها والإجهاز عليها بسمها الزعاف و/أو الخنق.  

الدغناش من أصغر الطيور الجارحة حجماً وأكثرها شيوعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقتات هذا الطائر الصغير على السحالي في المقام الأول، حيث يقوم بعد إمساك فريسته بطعنها بالأشواك الطويلة لشجرة الأكاسيا أو أشواك النباتات الصحراوية، ليقتات عليها فيما بعد، وتدعى تلك الأماكن التي يخزن فيها هذا الطير صيده بـ"بيت مؤن الدغناش".  

أما الكواسر الأكبر حجماً كالصقور الجارحة والنسور فتعد نادرة والقلة القليلة تقطن هذه المنطقة، وهذا ما يعد مؤشراً قوياً على الوضع الذي يبعث الأسى لما تتعرض له الحياة البرية في الصحراء.  

يستضيف خور دبي على طول شطآنه أجمل وأكبر الطيور الكاسرة، ألا وهو العقاب النسارية، أو نسر الأسماك، ولعل أكثر ما يميز هذا الطائر الجميل أجنحته البيضاء وشغفه للجلوس في الأماكن العالية كلوحات الإعلانات والصخور البارزة.  

إن البومة هي الطائر الكاسر الوحيد الذي ينشط ليلاً، وتتواجد العديد من أصناف هذا الطائر في الصحراء، ولعل "بوم نسر الصحراء" من أكثرها شهرة حيث أقامت أعشاشها منذ سنوات عديدة خلت في منطقة قرن نزوى على طول الطريق الواصل بين حتا ودبي. أما بوم الأهراء والبوم الأصغر حجماً فهي غير مألوفة لدى العديدين وذلك لقدرتها على الطيران الصامت ليلاً. ينتشر لدى الأهالي المحليين معتقد بأن البوم يجلب النحس، ولعل هذا السبب الرئيسي وراء اضطهاد هذا النوع من الطيور هناك.   

تعد النسور ذوات الزنمة من أكبر الطيور في العالم، وبالرغم من كونها من آكلة اللحوم، فهي ليست من الطيور الكاسرة في واقع الأمر، بل هي من آكلة الجيف. وقد حالفني الحظ مرة برؤية خمسة من هذه الطيور الضخمة تحوم حول جيفة جمل نافق بالقرب من محضة، ولما اقتربت مركبتنا من هذا التجمع، أصيبت تلك الطيور بالذعر وهمت بالطيران، إلا أن مسألة الإقلاع بسرعة لمثل تلك الطيور التي تمتلك باع جناح يبلغ عدة أمتار ليست بالأمر الهين على الإطلاق. حيث شرعت تلك الطيور بالجري والوثب على طول السهل المفروش بالحصى لفترة من الزمن، وهي تصفق بأجنحتها إلى أن حصلت على السرعة اللازمة للإقلاع والتحليق بعيداً.   

تحط الصقور رحالها في دولة الإمارات العربية المتحدة أثناء مواسم الهجرة، ولقد اعتاد البدو في الأيام الخوالي اصطيادها في بدايات فصل الشتاء، والعمل على تدريبها على الصيد، ليصار إلى إطلاق سراحها في نهاية الفصل، لمنحها فرصة العودة إلى أماكن تكاثرها. وتصطاد الصقور الطيور الأخرى، حيث تعد فريستها الطبيعية، ونذكر منها على سبيل المثال طائر الحبارى والكروان الذي يقتات على النباتات الصحرواية. ينظر البدو إلى صيد الصقور مع فرائسها كرياضة ومصدر للطعام معاً.  

في أيامنا هذه ندر وجود الصقور والحبارى والكروان، وإن رغبنا في العودة إلى ممارسة رياضة الصقور، ينبغي علينا أولاً تربيتها في الأسر. فعندما بدأ الناس بتربية الصقور من أجل الصيد، قاموا أيضاً بتربية الصقور الهجينة التي امتازت بقوة أكثر وقدرة أكبر على الاحتمال من نظيراتها الصقور الأصيلة والشاهين. ولعل صقر الجير المتحدر من البلدان الشمالية (ذات الطقس الأبرد) خير مثال على الصقور الهجينة.   

تعيش قطط الرمال أو "فيليس مارغاريتا"، وهي من القطط صغيرة الحجم، بشكل أساسي على الحشرات والسحالي، إلا أنه يجب أن لا نغتر بنظراتها الوديعة، فهي من أمهر صائدي الأفاعي، ولا يشاركها هذه الميزة إلا النمس ذي الذيل الأبيض والذي يعيش في أودية الجبال.  

اختفت الذئاب من صحارى الإمارات العربية المتحدة منذ بضعة سنوات تحديداً، إلا أنها ما زالت متواجدة في سلطنة عمان، ومن المحتمل أن تعاود ظهورها ثانية أن منحتها البيئة شيئاً يغريها على العودة.  

تخوض الحيوانات المفترسة الكبيرة معركة ضارية للبقاء حية في أعالي الجبال، ولقد ألحق القحط الذي أصاب المنطقة طوال السنوات الست الماضية الضرر الشديد بالبيئة النباتية، رافقه ذلك نضوب مصادر المياه في الوديان، وبالتالي انخفاض أعداد الحيوانات الضارية والبرية إلى مستويات متدنية. لسنوات عدة قامت القطط الكبيرة كالكاراكال والنمور بافتراس الماعز البري للبقاء على قيد الحياة. نتيجة لذلك التحول في سلوك تلك اللواحم، نشأ صراع بينها وبين البشر اللذين سعوا للحفاظ على قطعان الماعز في الجبال، إلا أن الكاراكال أصبح أكثر جراءة وبدأ بالانقضاض على الدجاج في حدائق البيوت والإجهاز عليها، مما جعل تلك الحيوانات المفترسة هدفاً للعديد من الصيادين، ولعل أكبر عمليات صيد جائرة حدثت في عقد التسعينات من القرن الماضي، فقد كان من غير المستغرب في تلك الفترة أن يرى المرء جثث تلك الحيوانات متدلية من الأشجار والصخور.    

ويستحق حيوان الكاراكال أن نفرد له بعض السطور في حديثنا عن الحيوانات الصيادة، فذلك الحيوان متوسط الحجم من فصيلة القطط يتمتع برشاقة عالية وقدرة رائعة على القفز عالياً بحيث يكون في مقدوره إمساك الطيور أثناء تحليقها في الهواء. وينفرد هذا الحيوان بتقنية صيد مثيرة فهو يستخدم خصلة الشعر السوداء الطويلة على أذنيه كشرك لجذب فريسته، حيث يربض وراء صخرة ما لا يظهر منه إلا تلك الخصلة التي يحركها يمنة ويسرة فتبدو بذلك للماعز أو الغزلان الغافلة كأنها أعشاب يهزها النسيم، وما أن تقترب تلك الحيوانات المسكينة للتحقق من تلك الأعشاب، حتى تصبح وليمة سهلة للكاراكال الذي يثب عليها بسرعة.      

أمست النمور نادرة الوجود في جبال هجر، والقلة القليلة منها ما زالت على قيد الحياة، إلا أن معظم النمور العربية المتبقية تقطن حالياً في الجبال المحيطة بصلالة في جنوب سلطنة عمان. وللآن ما زال النمر يرى في المناطق المحيطة باليمن عابراً تلك المناطق الجنوبية من وقت لآخر، وغالباً ما تنقلب الآية مع هذا الحيوان الصياد رائع الجمال، حيث يمسي هو نفسه الفريسة بدلاً من أن يكون الصياد.  

يتربع الإنسان على قمة الهرم الغذائي، فهو دائما الصياد، ولم يكون يوماً الفريسة، على الأقل ليس في هذه المنطقة من العالم. ولقد اعتاد البدو هناك، قبل اكتشاف النفط، اصطياد الأرانب الوحشية والغزلان باستعانة صقورهم المدربة وكلابهم السلوقية في معظم الأحوال. غالباً من تكون فترات النجاح في الحصول على غنائم قليلة ومتباعدة، ولا توفر تلك الغنائم إلا احتياجات السكان من بروتين الحم في غذاء يتكون أساساً من التمور وحليب الإبل. ولطالما شكلت السحالي ذات الذيل الفقاري والتي تدعى بـ "الضب"، و"التاحر" (الشبيه بالماعز) باسمها اللاتيني "هيميتراكوس جاياكاري" والتي تقطن أعالي الجبال، الطعام المفضل لدى الصيادين. إلا أن الاعتقاد بانقراض "التاحر" ظل شائعاً لمدة طويلة، إلا أنها عاودت الظهور بأعداد قليلة جداً في البراري في أيامنا هذه.  

حالياً لم تعد الحيوانات البرية تشكل حاجة أساسية للحصول على الطعام، فالصحراء أمست خالية من الحياة البرية، ولم تعد رياضة الصيد تلك الرياضة المفيدة بعد الآن.   

إلا أن الحيوانات الصيادة في بلدان أخرى من بقاع الأرض كانت الحامية للحياة البرية، وتمثل الهدف في الحفاظ على مقدار معين من الحياة البرية بحيث يتم الإشراف على عملية الصيد. وكانت النتيجة في نهاية المطاف محميات للحياة الطبيعية على نطاق واسع إضافة إلى ازدياد الحيوانات غير اللاحمة في الحياة البرية، بحيث غدت السياحة البيئية مصدراً هاماً للدخل في تلك البلدان، ومن الممكن أيضاً تطبيق ذلك في الإمارات العربية المتحدة. إن منتج المها لخير مثال على مدى الإنجازات التي تتحقق جراء حماية المواطن الطبيعية للحيوانات والنباتات المحلية، ومن غير المستبعد مستقبلاً أن يسمح باصطياد الحيوانات العاشبة على نطاقات ضيقة في ذلك المنتجع أو غيرها من المحميات في حال إنشائها.   

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289