Al Shindagah
English Version
أخبار الحبتور مــتـــــــــــرو  دبـــــــــــــي... كلمة رئيس مجلس الإدارة

 

 

 الصفـحـة الـرئيسيـة
 

 كلمـــــة رئيـــس مـــجــلـــــس الإدارة
 

 مــتـــــــــــرو  دبـــــــــــــي
 

فــــــعنــــــــــونــــــــــــو
 

 قــــــــافـــلــــــة المـــــــــوت
 

  الحبتــــــــــــور لانــــــــــــد 
 

أبناءإلــــه " أقــل شأنـــاً"
 

أوبار تنهض من تحت الرمال
 

نســـــاء خــلـــدهـــن التــاريــخ
 

عجـــــائــب العــــالــــم العـــربــــــي
 

جــــــــابــــــر بــــن حــيــــــان
 

صهيل الأصايل... صدى دبي
 

لحبتــــور للـــمشـــاريـــــع الــهـــندســيــــة
 

أخبـــــار الحبتــــور

مـــــــن نحــــــن

الأعـداد المـاضيـة

اتصلـوا بنـا

 

 

شهدت برلين تجمعاً لحشد من كبار المسؤولين والقادة من بينهم كولين باول وزير الخارجية الأمريكي، الرئيس الألماني يوهانس راو، والرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف ضمن فعاليات مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي الذي تم تكريسه لمكافحة العداء ضد السامية. وطبقاً لتقرير نشرته صحيفة هارتس اليوم، فقد خلص المؤتمر إلى "أن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يستخدم كغطاء لمشاعر العداء ضد السامية في كافة أنحاء العالم". لم أكن مدعواً لحضور ذلك التجمع، ولو كان بمقدوري، لخاطبت المؤتمر بالحديث التالي.

 

 

أصحاب المعالي. يعتبر هذا المؤتمر حدثاً تاريخياً هاماً يمكن مقارنته مع مرسوم ميلانو(1) الذي أصدره قسطنطين(2) أو مع نصوص المجلس المسكوني الكنسي(3). لست واثقاً من أنكم تدركون بالكامل ما قمتم به، فما هو معنى تعبير "مكافحة العداء ضد السامية".

 

لنقل أولاً ما لا يعتبر "مكافحة العداء ضد السامية": إنه ليس دفاعاً عن أمة صغيرة مضطهدة؛ ولو كانت هناك أمة مضطهدة فيجب أن تدافعوا عن الفلسطينيين المحاصرين. إنه ليس نضالاً ضد العنصرية، نظراً لأنكم تدعمون التمييز العنصري في فلسطين. إنه ليس نضالاً يهدف إلى مكافحة التمييز ضد اليهود، لأنه لا يوجد تمييز ضدهم، فمن موسكو إلى باريس إلى نيويورك، يسيطر اليهود على مفاتيح القوة والسلطة.

 

إنه ليس دفاعاً عن حياة اليهود، حيث أن اليهودي الوحيد الذي جُرح مؤخراً في أوروبا ألحق الإصابة بنفسه بسكين المطبخ الخاص به في محاولة لتجريم أحد المسلمين. إنه ليس دفاعاً عن ممتلكات اليهود، نظراً لأن اليهود هم الوحيدون على وجه الأرض الذين استعادوا كل قطعة من الممتلكات ادعى أسلافهم ملكيتهم لها من برلين إلى بغداد. "إن مكافحتكم للعداء ضد السامية" لا شأن له بالتاريخ البائد لمعاداة السامية، التي هي نظرية العداء العنصري ضد اليهود. فهناك ساميون وهناك أيضاً أحفاد لليهود على كلٍ من جانبي المعركة.  

 

إن "كفاحكم ضد العداء للسامية" لاهوتي من حيث المفهوم، ويتعلق بمعضلة تاريخية مستمرة: هل وُلد الناس متساوين، ولهم نفس الأهمية وقريبون من الله بنفس الدرجة؟ أم أن اليهود لهم مرتبة خاصة أعلى عند الله، بينما بقية بني البشر هم أبناء لإله "أقل شأناً"، لقد تم تأكيد الخيار الأول من قبل القديس بول(4). أما الخيار الثاني فكان شعار الحاخام كايافاس(5). ولذا كان القديس بول معادياً للسامية في عيون الحاخام كايافاس لأنه أنكر تفوق اليهود.

 

لقد قمتم أصحاب المعالي بتحديد خياركم اليوم، وكما قام به بونتيوس بيليت(6) في زمنه، فضلتم الوقوف إلى جانب الحاخام كايافاس. لا يهم أن يكون الفلسطينيون مدفونين وهم أحياء خلف جدار من الخرسانة ارتفاعه 25 قدماً؛ ولا يهم تجريف أشجار الزيتون وتدمير الآبار؛ أما المهم فهو "عدم وصف إسرائيل أو قادتها بأنهم يقومون بأعمال شيطانية أو بتصرفات تتسم بالخسة والنذالة" حسب وجهة نظر زميلكم كولين باول. لم تعد القضية مسألة سياسة بعد الآن بل هي مسألة لاهوت، نظراً لأن الإيمان بتفوق اليهود يشكل المعتقد الرسمي في مفهوم السلام الأمريكي عند المحافظين الجدد، كما كانت المسيحية في عهد الإمبراطورية الرومانية أيام قسطنطين الكبير. وللتأكيد على هذه النقطة، لقد حظرتم استخدام شعارات النازية عند الإشارة إلى السياسات الإسرائيلية، ولكنكم سمحتم بوضع رمز النازية "الصليب الهتلري المعقوف" فوق صليب المسيح.

 

لقد أذعنتم للدين الجديد الذي تم جلبه إلى أوروبا عبر المحيط، مع الدبابات والدولارات والأفلام الأمريكية، للدين اليهودي الجديد للقلة المختارة، للمخيلة الذهنية التي هي من صنع الإنسان، للحرية الاقتصادية، للاستبعاد والاقتلاع، لإنكار التضامن والتآزر بالنسبة "لغير المختارين". لقد أعلنتم اليوم أن الأفكار والقيم اليهودية تشكل أسس النظام العالمي الجديد الذي التزمتم بالحفاظ عليه بدلاً من المثاليات المسيحية في التضامن والمساواة. لقد أعدتم أوروبا إلى الوراء إلى حقبة المعتقدات الأريانية(7) التي تم التغلب عليها في المجلس المسكوني الكنسي، وبذلك تكونوا قد قللتم من قدر المسيح. إن رعايتكم المفرطة والغير طبيعية لليهود تعتبر رمزاً لإذعانكم.

 

ربما تعتبرون أنفسكم "واقعيين وعمليين" الذين يبدون قليلاً من الاهتمام بهذه الطقوس الدينية. ولو كنتم واقعيين وعمليين لتمكنتم من إدراك ماهية هذا القبول للتفوق اليهودي بالنسبة لكم، هذا إذا اخترتم ألا تهتموا بالفلسطينيين والعراقيين. وهنا سأقرأ هذه الكلمات الواردة في صحيفة جيروزالم بوست بتاريخ 22/4/2004 حول المتفوقين الجدد:

 

"مشكلتي ليست مع ألمانيا فقط، بل هي مع كل ما هو ألماني، في أي مكان. أنا لا أجادل ولا أشعر بالإحباط. فأنا ببساطة قد شطبت ألمانيا وشعبها من دنياي"، هذا ما كتبه ماتي جولان، رئيس التحرير السابق لصحيفة هارتس الإسرائيلية الواسعة الانتشار، ولصحيفة جلوبس، الناطقة باسم النخبة الاقتصادية اليهودية. ماتي جولان ليس مثيراً للفتنة والقلاقل، وهو ليس من المتعصبين الدينيين الذين ينكرون أن الغوييم (غير اليهود) ينحدرون من آدم. وفي الحقيقة يمكنني أن أملأ مئات الصفحات باقتباسات مشابهة أو أكثر سوءاً من كتب الكاباد أو مشعوذي الكابالا(8) "فلسفة دينية يهودية". لكن جولان ليس قبلانياً وليس متطرفاً، بل هو أحد المفكرين اليهود المؤثرين العقلاء وغير المتدينين. وعند مناقشة هذه المقالة على موقع IsraelFprum.com على شبكة الإنترنت، كان الرد المعتاد هو أن "ماتي جولان صحفي وكاتب أعمدة شهير. وهو يمثل الأفكار التي يحملها معظم اليهود الإسرائيليين حول هذا الموضوع". أما بالنسبة لي فلو أنني كنت ألمانياً، لكنت قد فكرت مراراً قبل أن أزود الدولة التي ينتمي لها ماتي جولان بالغواصات القادرة على حمل الرؤوس النووية التي يمكنها بكل بساطة أن تمحو ألمانيا وشعبها عن خريطة العالم.

 

ومن وجة نظري، فإن جولان قد ردد صدى الدعوة للكراهية العنصرية والإبادة الجماعية. يمكنكم مناقشة ذلك، ولكنكم بدلاً من ذلك ستدينون مهاتير محمد أو أحد ناشطي السلام الذين يناضلون لتحقيق المساواة في فلسطين. قال زميلكم الرئيس الألماني يوهان راو "يعلم الجميع أن الحملة الكثيفة لمعاداة السامية تقف خلف الانتقادات لسياسات الحكومة الإسرائيلية على مدى العقود الماضية". وهو قال ذلك بعد أسبوع من مقتل الطفلة أسمى وعمرها أربعة أعوام نتيجة الاختناق بسبب إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع داخل غرفتها في غزة بتاريخ 23/4/2004 وبعد سنة من مقتل راشيل كوري التي هشمت جسدها جرافة عسكرية إسرائيلية. وهكذا فإن من يتحدث عن "معاداة السامية" يوافق على قتل أسمى وراشيل.

 

أنتم تتسببون بمشاعر الازدراء، وهذا أمر خطير عليكم. وفي صحيفة معاريف الإسرائيلية الواسعة الانتشار (عدد 24/4/2004) كتب الصحفي الإسرائيلي الشهير دان مارجاليت، عن الرجل الذي حاول تنبيهكم إلى المخاطر الكبيرة التي يمثلها المفاعل النووي الإسرائيلي:

 

"صوَّر فانانو نفسه على أنه ميل جيبسون، المسيح الجديد، الذي يعاني من السجن بسبب اعتناقه للديانة المسيحية. يجب أن أعترف بأنه خضع للتمييز على أسس دينية، لكن بأسلوب تمييز إيجابي. لقد ظل فانانو حياً رغم خيانته وتجسسه ومعموديته، ومع ذلك عاملته إسرائيل على أنه يهودي. يعلم الجميع ما الذي كان سيقوم به الموساد لو أنه كان فنياً نووياً ألمانياً يقدم خدماته لإحدى الدول العربية- إن أسماء أولئك الأشخاص محفورة على شواهد حجرية في مقابر أوروبا. (لا تحاول قراءة هذه الجملة في موقع معاريف باللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت: لقد تم حذفها).    

 

الرسالة واضحة: دم الغوييم (غير اليهود)، وخاصة دم الألماني، أقل قيمة من دم اليهودي. لقد جلبتم ذلك على أنفسكم.

 

تباهت إسرائيل باغتيال الفنيين والعلماء الألمان- ولم تتقدم ألمانيا بأي شكوى بذلك الخصوص وأيضاً عندما قام يهودي أمريكي شجاع، هو جون ساك، بنشر كتاب عن الفظاعات التي ارتكبها اليهود ضد الألمان الأبرياء في نهاية فترة الأربعينيات من القرن الماضي- فإن ألمانيا لم تحقق في هذه الاتهامات الخطيرة، ولم تطلب محاكمة المجرمين حتى إن كتابه لم يتم نشره في ألمانيا. وأيضاً عندما اعترف اليهود بأنهم قاموا بتسميم أعداد كبيرة من أسرى الحرب الألمان وأقروا بأنهم حاولوا قتل ملايين المدنيين الألمان- لكن ألمانيا لم تحقق في ذلك، بل قامت بتحويل مزيد من الأموال وبتوريد المعدات العسكرية إلى إسرائيل. لقد قبلتم تصنيفكم في الدرجة الثانية بصفة أبناء لإله "أقل شأناً". ليس اليوم وإنما عندما رفعتم من منزلة معتقل أوشفيتز الشهير وقللتم من أعمال الإبادة الفظيعة في دريسدن (9) . عندما أدنتم وتباكيتم على ترحيل اليهود وتجاهلتم ترحيل الألمان على يد الحكومات التي يسيطر عليها اليهود في بولندا وتشيكوسلوفاكيا. عندما مارستم الضغوط لنزع أسلحة العراق وزودتم مفاعل ديمونا بالمعدات النووية. عندما اعتقلتم المناضلين الفلسطينيين وقمتم بتسليمهم ولم تطالبوا بتسلم المواطن الإسرائيلي سولومون موريل الذي قام بتعذيب وقتل آلاف الألمان. عندما قمتم بمحاكمة ناشري كتاب نورمان فنكلشتاين "صناعة الهولوكوست" وسمحتم للأعضاء في(10)ADL  بالتظاهر في شوارع برلين وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية وصور الطيار هاريس المفجر(11). لقد وافقتم أن دمكم رخيص. لا تتفاجأوا إذا رأيتم دماءكم تنزف بعد أن يجف الدم الفلسطيني.

 

وبالنسبة لي شخصياً، فأنا ممتن لما قمتم به. ولغاية الآن، تمت إعاقة النضال لتحقيق المساواة في فلسطين بواسطة رجال ونساء تصرفوا بحسن نية ولم يناقشوا مسألة تفوق اليهود في أوروبا والولايات المتحدة ولكنهم أصيبوا بالرعب بسبب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. وخلال نضالهم ضد الجدار وضد التدمير في غزة، كانوا يشعرون بالرعب خوفاً من اتهامهم بمعاداة السامية. لقد اعتقدوا بأن المناقشات الدائرة ضد سياسة التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل مشروعة في ظل النظام العالمي الجديد. لقد أزلتم الآن هذه العقبات بإثبات أن كل ما يحدث في فلسطين ليس انحرافاً محلياً عن جادة الصواب بل يمثل الأساس لمفهوم السلام الأمريكي الجديد.

 

ليسقط الاثنان معاً: النظام المحلي والعالمي للتفوق اليهودي، ليتمكن اليهود وغير اليهود مرة أخرى من العيش معاً متساوين في فلسطين وخارجها.

 

        1-   مرسوم ميلانو- مرسوم إمبراطوري يعترف بشرعية الديانة المسيحية.

 

2-   قسطنطين الكبير- أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية ومؤسس القسطنطينية (اسطنبول الحالية).

 

3-   المجلس المسكوني- أول مجلس عالمي للكنيسة، وهو أول اجتماع لكافة رؤساء الكنائس.

 

4-   القديس بول- يهودي اعتنق المسيحية بعد مجيء المسيح، وهو أول من دوّن أقدم الكتابات في العهد الجديد، التي تحتوي على أقدم الاقتباسات والتعاليم المدوّنة عن المسيح.

 

5-   كايافاس- الحاخام اليهودي الأعظم المشهور بدوره خلال محاكمة سيدنا عيسى المسيح .

 

6-   بونتيوس بيليت- الحاكم الروماني الذي أصدر قرار صلب سيدنا المسيح.

 

7-   المعتقدات الأريانية- المعتقدات التي تناقض مفاهيم ألوهية المسيح.

 

8-   سحرة الكابالا أو كتب كاباد- كتاب السحر اليهودي.

 

9-   دريسدن- مدينة ألمانية لحق بها دمار واسع من قبل قوات التحالف في عام 1945.

 

10- ADL - لجنة مكافحة التمييز العنصري.

 

11-  هاريس (المفجر)- الطيار البريطاني الذي كان مسؤولاً عن الحملة الجوية المكثفة ضد المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.

 

إسرائيــل شـامير- من مواليد سيبيــريا فى روسيا، وحفيد لبروفيسور في الرياضيات، واحد اجداده كان حاخاماً من طبريا في فلسطين. وفي عام 1969 هاجر إلى إسرائيل وخدم كجندي في سلاح المظليين بالجيش الإسرائيلي، وشارك في حرب 1973. وبعد انتهاء خدمته العسكرية، تابع دراسة القانون في الجامعة العبرية بالقدس، ولكنه هجر مهنة المحاماة ليحترف مهنة صحفي وكاتب. كتب لعدد من الصحف الإسرائيلية مثل معاريف، هآرتس وعلهمشمار، وعمل في الكنيست كناطق رسمي باسم الحزب الاشتراكي الإسرائيلي (مابام).

 وفي خضم الحديث الذى لا نهاية لها حول "حل بوجود دولتين"، تولى شامير، مع د. إدوارد سعيد،  طرح حل "رجل واحد، صوت واحد، دولة واحدة" في كل من فلسطين/إسرائيل.

إسرائيل شامير، يافا www.israelshamir.net      info@israelshamir.net

 

أعلى | الصفحة الرئيسية | مجموعة الحبتور | فنادق متروبوليتان | دياموندليس لتأجير السيارات | مدرسة الإمارات الدولية
الملكية الفكرية 2003 محفوظة لمجموعة الحبتور
| جميع الحقوق محفوظة
لايجوز إعادة نشر المقالات والمقتطفات منها والترجمات بأي شكل من الأشكال من دون موافقة مجموعة الحبتور

الموقع من تصميم ومتابعة الهودج للإعلانات ـ دبي هاتف: 2293289